رأس المال: مقدمة وتعقيب للطبعة الفرنسية


كارل ماركس
2019 / 5 / 30 - 19:55     


لندن 18 آذار/ مارس 1872

إلى المواطن موريس لاشاتر
أيها المواطن المحترم
أرحب بفكرتك لنشر ترجمة رأس المال بشكل متسلسل. ففي هذه الصيغة سيكون الكتاب أيسر منالاً للطبقة العاملة، وهذا الإعتبار يفوق، في نظري، كل ما عداه.
هذا هو الوجه الجميل من العملة، ولكن إليك الوجه الآخر: إن طريقة التحليل التي
اعتمدتها، والتي لم تُطبق على القضايا الإقتصادية من قبل، تجعل قراءة الفصول الأولى شاقة نوعاً ما، ويُخشى أن الجمهور الفرنسي، الذي يتعجل دوماً بلوغ النتيجة، ويتوق إلى معرفة الصلة بين المبادىء العامة والقضايا الآنية التي تشغل باله، سوف تثبط عزيمته عن المضي قدماً ، لأنه لن يحصل في البداية على كل ما يبتغي.
وهذا عائق يتعذر عليّ صدّه بغير أن أنبه وأسلّح، مسبقاً، القراء الباحثين بحماسة عن الحقيقة. ليس ثمة طريق معبد يقود إلى العلم. ولا أمل لبلوغ ذراه النيرة إلا لأولئك الذين لا يرهبهم عناء تسلق مسالكه الوعرة.
تقبل، أيها المواطن المحترم، إخلاصي الأكيد (*).

كارل ماركس

* * *

إلى القارىء

أخذ السيّد ج. روا على عاتقه وضع ترجمة تكون أشد ما يمكن من الدقة والحرفية، وقد أنجز المهمة بدقة فائقة. بيد أن دقته الفائقة هذه أرغمتني على تعديل نص ترجمته، لجعله أيسر منالاً لإدراك القارىء. إن هذه التعديلات التي أدخلت على النص يوماً بعد يوم، إذ كان الكتاب يُنشر على أجزاء، لم تتم بالعناية نفسها، فكان لا بد أن تفضي إلى تباين في الأسلوب.
وبعد أن قمت بهذه المراجعة، عمدت إلى تطبيقها على النص الأصلي (الطبعة الألمانية الثانية) لتبسيط بعض المناظرات، واستكمال بعضها الآخر، وتقديم معطيات إحصائية وتاريخية إضافية، وإضافة ملاحظات نقدية، إلخ. وعليه، مهما تكن العيوب الأدبية التي علقت بالطبعة الفرنسية، فإنها تمتلك قيمة علمية مستقلة عن الأصل، وينبغي حتى للقراء الملمين بالألمانية أن يرجعوا إليها. وأدرج أدناه فقرات من التعقيب على الطبعة الألمانية الثانية تتناول تطور الاقتصاد السياسي في ألمانيا ، والمنهج المعتمد في الكتاب الحالي(**).

كارل ماركس

لندن 28 نيسان/ أبريل 1875

____________

(*) لم ترد في الألمانية بل في النص الإنكليزي وحده. (ن. ع).
(**) راجع مقدمة الطبعة الألمانية الثانية في الطبعة العربية الحالية، (ن. ع).