​قلب الشيوعية ينبض بالمحبة وهو القادر على انقاذ البشرية من الحروب والاستغلال


سهيل قبلان
2019 / 4 / 24 - 21:54     


يدق قلب الشيوعية فيتحرك عقربا ساعة الكرة الارضية ولا بد ان يطوقا عنقها باجمل باقة ورود لا تفح الا العبير الطيب ووفق توجيههما نحو الغد الجميل وفيما الراسمالية هي بمثابة ذئب شرس يسعى لوضع الكرة الارضية جمجمة في فمه بينما الشيوعية هي معطف الكرة الارضية الدافئ والتي تصطك من البرد ومروية بالدماء ودخان حرائق الحروب والبارود والسؤال الذي يشغلني دائما يقول لماذا لا تكون الاقوام متعانقة ومتالفة كالوان قوس قزح, ولا بد للراية الحمراء المرفرفة دائما والمرفوعة بايدي الشرفاء في كل مكان من ان تنتصر وتحقق وحدة الشعوب متاخية كاسرة واحدة عاشقة للحياة حلوة وسعيدة للجميع, وياتي هذا الكلام ردا على احدهم قال لي: النظام الاشتراكي سقط ولا مستقبل له فاترك الشيوعية وتدين , واقول ان سقوط النظام الاشتراكي لا يدل على سوئه وانما على سوء الانسان الذي لبط نعمته برجليه ودشنت عملية الاستيقاظ الاجتماعي والانبعاث الروحي للانسان ثورة اكتوبر الاشتراكية التي كانت القوة الجبارة لتوحيد الشعوب المتفرقة عن بعضها البعض في دولة واحدة كانت بمثابة درجة جديدة في مسيرة التطور البشري على طريق الاكتمال الذاتي ادراك مغزى الحياة السامي فكان مرسوم السلام اول خطوة طرحها لينين العظيم , وكان النضال في سبيل ترسيخ السلام العادل هو الشاغل الاول للاتحاد السوفييتي على مدى سبعة عقود, وهو بمعنى النضال في سبيل وعي المعمورة كلها خاصة انه في المقابل بالذات في النظام الراسمالي يتواجد ويسيطر الجنون من مخططات وممارسات الحرب النووية ومختلف نظريات وبرامج استخدام السلاح الابادي للبشر, ولا شك ان الكفاح ضد الجنون يبعث قوة جاذبية خارقة يقال لها قوة النزعة الانسانية وتتجلى في الافعال لا في الاقوال فحسب وفي النضال المثابر وطالما تخلص الانسان من الخوف والشعور بالوحدة ومن اللامبالاة وقسوة الاوضاع ومن كل ما يضمنه الراسمالي خادم الجنون واشنع مهنة للانسان تتجسد في تكييفه لدور الجلاد او الرضوخ له فمن ينظر الى الحياة بعين الحرب الشريرة لا يكون انسانا وهل يمكن لانسان صاحب ضمير حي ان يفارقه القلق بخصوص المصير الفاجع للمظلومين او يعيشون في حياة البؤس والشقاء والتضور جوعا في اية بقعة في العالم, وهل من المحلل والمقبول قتل من يرفض العبودية ويتمسك بحقه للعيش كانسان له كرامته وانسانيته لانه يريد ان يكون انسانا وهل من المنطقي والموضوعي انتصار اللابشر الذين يعذبون ويقتلون ويهدمون ويصادرون ويجوعون ويسلبون وهؤلاء لهم اسماء عديدة من ابرتهايد واحتلال واستعمار, وهم افنان من شجرة الامبريالية التي ان اوان اقتلاعها لتخليص البشرية من ماسيها والامها وتعاستها وشقائها ومعاناتها فالانسان ولد من اجل السعادة وعليه ان يكون سعيدا, وهناك من تمسكوا بغواية العظمة الذاتية فيتكبرون ويتصرفون باستعلاء قاتل ومنه الى الجمود الفكري والاحساسي والضميري وكل ذلك بعيد عن الشيوعية, فانا كشيوعي اذا قابلت شخصا وعرفت انه يحب تولستوي فافرح لانني وجدت صديقا قارئا حتى لو لم اكن اعرفه قبل تلك اللحظة, واذا كان يعشق الاستماع الى فيروز ويتحسس قدرتها وجمالها فهو اخ لي ولا اسال عن دينه وانتمائه, بينما الذي يسعى للتقليل من شان اللغة الام لي وهي لسان الضاد والاصالة القومية فهو بالنسبة لي بمثابة متطرف لانني اعتبر ان خلود الشعب من خلود لغته واصالته وكل لغة عظيمة بالنسبة لشعبها, ويبقى القول الفصل للعقل, ويعوم العالم في ظل البعد عن الشيوعية في بحر من القلق والامل, وانا من المتمسكين بالامل الاخضر الذي يولد الاشتراكية ومن بعدها الشيوعية ومن الامل كان ميلاد الاشتراكية في بداية القرن الماضي, والتي كانت بمثابة ولادة الروح البشرية الجميلة والعابقة بالطيبات لصالح الانسان وخاصة الاخلاقيات والنزعة الانسانية الشاملة الجديدة المروية بالاممية وحتمية ان غدها سيشمل البشر, ومن اول بنودها لا تقتل ولا تستغل ولا تفقر احدا, وعامل الجميع بمحبة واحترام وتقدير لضمان سلامة الجميع والحفاظ على الاجيال القادمة, والتفكير الشيوعي الجديد في العصر الذري ثمرة التاملات في شؤون الحياة ومراقبة تحليل الواقع الدولي جغرافيا وسياسيا ومما له دلالة ان افكار الشيوعية فيه ليست معزولة فهو يتناولها في ترابط وفي مجرى التاريخ المعاصر بكل ما فيه من انزلاقات ومصاعب وكوارث نتيجة الفكر الراسمالي الجشع والساعي للتسلط والى جانب ذلك يؤكد هذا الفكر الانساني والقادر على حفظ الانسانية ضمة ورد لا ابهى ولا اجمل ولا اطيب من شذاها الخلاب ان الشيوعية بطبيعتها الانسانية الجميلة من العوامل الاساسية التي تشترط بحكم المبدا الذي اعلنته: مبدا التعايش السلمي بين مختلف الانظمة الاجتماعية القائمة وانتقال البشرية من الوعي الاجتماعي التكتلي الى الفهم الشمولي لوحدة الحياة على الارض, وفي التفكير الاممي الكوني في مواجهة الخطر الامبريالي المتزايد نوويا على الشعوب والعقل هو الامل الشيوعي الذي يناشد الجميع لتحويل الانجاز الذهني الى واقع نبذل فيه كل الجهود ويتعمق التعاون بين الجميع والنشاط المثابر بالبحث عن توجهات معترف بها من قبل الجميع للتطور البشري البناء, وضمان معايير اخلاقية على طريق فهم مكانة الانسان في العالم النووي والتوجه الى الغد الامن بدون صواريخ نووية وعقلية امبريالية جنونية سفاحة ولضمان الرفاء لكل اسرة في العالم المتاخي النظيف من الاستغلال وشهوة التسلط والنهب والتوسع وفرض الاملاءات ولا احد يستطيع دحض ما نؤكده كشيوعييبن ان الفواجع والكوارث البشرية ليست منزلة من السماء وانما هي ناجمة عن تصرف الانسان الطامع بالتملك والذي لا يتورع عن شن الحروب غير ابه لنتائجها الماساوية من اجل مصالحه وزيادة ثرائه, والعنف لا يولد الا العنف والعدوان لا يتسبب الا في الهدم والتخريب والسفك للدماء وهكذا الشرور, والحرب النووية التي تتجاوز اجرا التطورات عن اهوال وفائع نهاية العالم قد فتحت لها حسابا عالميا عندما وضعت الجنس البشري امام خيار واحد, اما الحياه اوالموت وبهذه المناسبة المطلوب منا الالتفات الى انفسنا ولا احد اخر نلتفت اليه ونخاطب الجميع من ذوي الفكر السليم بالقول: تنبهوا يا ايها الناس واحذروا الى اين نسير وكيف ينبغي لنا ان نسير, وبصفتي واحدا من البشر المفاخر بانسانيته وحبه للناس اجاوب بالقول: ان الامبريالية معادية للخير بطبيعتها اللاانسانية وهي تضمن بقاء باب الاستهتار بالبشر مفتوحا على مصراعيه وليس بامكان اية قوة اغلاقه وحفظ انسانية الانسان جميلة طيبة وتخليص البشرية من مشاكلها وفقرها وبؤسها ومعاناتها من شظف العيش الا رفع الراية الحمراء خفاقة لانها تجسد الشيوعية الواقعية والقادرة على ضمان الكرة الارضية البيت الدافئ والعامر ويتسع لكل الناس كاسرة واحدة متاخية ومتعانقة بمحبة واحترام ومسؤولية.