فلنتلمس فكر ماركس!


ادم عربي
2019 / 4 / 12 - 00:07     

الفكر الماركسي؛ وان كنت أتطيَّر من كلمة "الملتزم"؛ فهي لجهة معناها كـ
"الحرية المسؤولة". والتي احد معانيها الحريه في الاديان ، فالحريه هي في جوهرها وعي " الضرورة "، لكن ثمة فرق بين نشر الفكر الماركسي نفسه، أي أفكار
ماركس، في المقام الأول، وبين نشر أفكار وآراء ووجهات نظر كُتَّاب ماركسيين، أو
ينتسبون، أو ينسبون أنفسهم، إلى هذا الفكر.
وأحسب أن الحاجة أشد إلى شرح
وبسط الفكر الماركسي، أو الجوهري والأساسي منه، وإلى إقامة الدليل على أن
الفكر الماركسي، وفي منهجيته على وجه الخصوص، أي في "طريقة التفكير"، لا في
الأفكار نفسها، لديه من الحيوية والدينانية ما يسمح له بنقد نفسه بنفسه.
وإنها لمهمة صعبة؛ فالذين تجشموها ينبغي لهم أولاً (وقبل غيرهم) أن
يتمثَّلوا فكر كاركس، وأن يُحسنوا فهمه؛ وإلا أقاموا الدليل، مرة أخرى،
على أن فاقد الشيء لا يعطيه، وعلى أن أحباء ماركس قد يسيئون إليه أكثر
من مبغضيه. أما التحدي الكبير للماركسيين جميعاً فهو "العودة إلى التعليل
والتفسير (من أجل التغيير)"؛ فثمة كثير من الوقائع الجديدة في عالم
الرأسمالية، وفي العالم على وجه العموم، تتحدى المفكرين الماركسيين
(الجدليين لا الدوغمائيين) أن يُحسنوا تعليلها وتفسيرها بـ "طريقة ماركس"،
وأن يبدأوا ويستمروا كما بدأ واستمر ماركس؛ ولنسأل أنفسنا، على سبيل المثال،
"لو كان ماركس موجوداً الآن، فكيف سيفهم ويفسر ويعلل ظاهرة "الربيع العربي"
كما هي في واقعها الموضوعي، وبكل ما يكتنفها من تناقضات؟
الراسماليه هي التي حملت ماركس والراسماليه هي من ولدت ماركس ، هذا الرجل ، هذا الرجل ولجهة عبقريته استولد من واقع الراسماليه (الاقتصادي والاجتماعي ) فكرا بسطه في كتابه راس المال ، حتى وعت نفسها ، ولو لم يظهر ماركس لظهر غيره بحكم الضرورة والمصادفه ، فكان من الضروري ظهور شخص ولكنه مصادفه ان يكون ماركس ، فمن رحم الضرورة تولد المصادفه ، وفي الحقيقه الضرورة الخاليه من المصادفه لا وجود لها .
لقد اجزلوا العداء لهذا الرجل ، وصوروه في اذهان مجتمعاتهم شيطان رجيم ،وخطرا يُهدد السلم الاهلي ، لقد ظنوا ان سقوط الاتحاد السوفيتي سقوطا لماركس ، مع العلم ان ماركس ليس الاتحاد السوفيتي ، لقد امعنوا اذلالا بفكر هذا الرجل ، الذي كان مجرد ذكر اسمه يُثير الرعب في نفوسهم ، ومع تداعيات الازمه الماليه الاخيرة ، اشتد الطلب على شراء مؤلفاته لتبرهن لنا الراسماليه انها لم تع ذاتها الا من خلاله .
حتى الشيوعيون الحمر والذين كانوا يُقدسون كل كلمه لماركس انقلبوا على يد الليبراليين الجدد ، واصبحوا يعتبرون الشيوعيه فكرة طوباويه والدليل لديهم انهيار الاتحاد السوفيتي ومحيطه من الدول الشرقيه ، ان الراسماليه هي ديانتهم الجديده على مبدا من دخل دار ابي سفيان فهو ا~من .
انهالت الضربات على نظريه ماركس ، واعتبرت ليست علميه ، وان هذا الرجل كان مغرضا يفتقد لابسط القيم الانسانيه ، وجل هدفه غير النبيل الاطاحة بالنظام الراسمالي ، وكان الراسماليه لم تكن في التاريخ الا في عهد ماركس ! .
انهم يسوقون الحجج تلوى الحجج للاطاحه بفكر ماركس حتى وصل بهم الامر الى مهاجمة نظرية القيمه الزائده ، فهم يقولون عالم اليوم قائم على الخدمات واكثر من ثمانين في المائه من الناتج ياتي من الخدمات ، اننا ننتج قيمة زائده من الخدمات ، فهذه النظريه ليست صحيحه ، وحتى طبقة ماركس البروليتارا ما عاد لها وجود فهي باحسن الاحوال لا تشكل خمسه في المائه ، انتاجهم الفكري هو من يخلق القيمة الزائده ! ان ماركس ونظريته ولدا ميتين ، انهم بشتى الوسائل يحاولون دخض نظريه ماركس ، واعتقد ان ذلك مرده لسببين اثنين لا ثالث لهما ، اما الكره الشديد لذلك الرجل ، او العجز عن فهم ماركس .
لكن اليس ماركس من قال بتضائل اعداد البروليتاريا مع التقدم التقني؟
اليس هو من قال بتعظم التركيب العضوي لراس المال؟
لقد صعب الامر كثيرا علىهم وهم يرون بيل جيتس وشركته العملاقة في السوفت وير ، وراحوا يصرخون وجدتها ، انه عمل غير ملموس ذهني يدر فائض قيمة فماركس كان في ظلال مبين ، لكن ماركس الذي قرا الكون كله سلعته ماديه ملموسه ، سلعته صنميه ، ليس بها روح ، ولم ير بها روح ساحرات الاغريق ،المخترع والباحث يُغني الراسمالي كما كتب ماركس ، ولكن ماركس لم يقل يُنتج فائض قيمة ، هذا الراسمالي الذي يُنتج سلعة معينه هو وسائر الراسماليين الذين يُنتجون نفس السلعة اشترى براءة اختراع او تكنلوجيا احدث واستخدمها في مصنعه الذي يُنتج نفس السلعة ، وحسنت منتجة وخفضت عدد العمال لديه ، وزادت انتاجيه العامل الواحد لديه ، وفي نهاية الامر خفض القيمة التبادليه لسلعتي والمعبر عنها بالسعر ، ولنفرض ان قيمة التبادليه لسلعة الراسمالي قبل ادخال براءة الاختراع والتكنلوجيا كانت عشرة دولارات ، واصبحت بعد ادخال التكنلوجيا والاختراع والمعرفة ثمانية دولارات ، فما المانع من بيعها بتسعة دولارات وتحقيق ربحا وسبقا عمن تخلفوا ولم يشتروا ما اشتريت ، وهذا ربحي الاضافي هو جزء من فائض القيمة التي تٌنتج نفس السلعة ولكن بطريقة متخلفة عني . سلعة ماركس ماديه ولم يعطي ولا يهمة الافكار ، حتى ان ماركس كانت جل كتاباته فيالراسماليه ولم يكتب سوى بضعة سطور في الاشتراكيه ماركس في نظرية فائض القيمة وضع قواعد واسس الراسمالية والذي تنبا بازماتها قبل قرن ونصف تقريبا ، فلا يغيب عن فكر ماركس اية شاردة او واردة بعلم الاقتصاد . صاحب السوفت وير بيل جيتس يقدم عملا نافعا للمجتمع وضروري والراسمالي احسن تقديره واجزل عطائة ، لكن هذا لا يعني ان كل من يقدم عملا ضروريا هو بروليتاريا او كما يُسميها البعض البروليتاريا الذهنيه ؟؟؟ هذا شطط في علم الاقتصاد السياسي ، وقد يسميها البعض انها بائعة لقوة عملها الذهنيه ويُريد حسابها بالساعات !!!