اكاذيب الامبريالية الفاحشة بخصوص فنزويلا!


طلال الربيعي
2019 / 3 / 15 - 01:00     

كان فشل استفزاز ما يسمى"المعونة الإنسانية" في 23 شباط / فبراير على الحدود الفنزويلية-كولومبية ضربة خطيرة لمحاولات ترامب المستمرة في احداث انقلاب لصالح الامبريالية العالمية وبرجوازية فنزويلا الكومبرادورية وعلى رأسها دميتهم غوادو. وعلى اثرها كانت هناك اتهامات متبادلة ومشادات بين غوادو الذي عين نفسه رئيسا موقتا، والرئيس الكولومبي دوكي، ونائب رئيس الولايات المتحدة بينس. ولم تتمكن الولايات المتحدة من الحصول على توافق في الآراء من حلفائها في كارتل ليما لصالح التدخل العسكري في فنزويلا.
Venezuela: 23 February – the day they did not pass
http://www.marxist.com/venezela-february-23-did-not-pass.htm

وجنون كلب الامبريالية غوادو او "الكلب الابيض" كما يسميه الفنزويليون وشعوره المسعور بالعظمة وانتفاخ الانا وتقيحها بلغ حدا مضحكا, فقد منح نفسه ايضا منصب قائد القوات المسلحة! ولذلك يتسائل الماركسيون الثوريون: ماذا بعد, بابا, الحصول
على جائزة نوبل (لربما للسلام, وكما في حالة احد فرسان الامبريالية الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما الذي مٌنح جائزة نوبل للسلام من قبل وقد عبرت الهيأة المانحة عن اسفها لمنحه هذه الجائزة واعتبرته عملا مرعبا, ولربما ستقوم بسحبها منه لاحقا وذلك بسبب سجله الاجرامي بحق دول عديدة مثل العراق, سوريا, ليبيا, اليمن, وغيرها!
ولذلك يقترح البعض اعادة تسمية الجائزة ب "جائزة السلام من خلال الموت")
The Nobel Prize should change its moniker to “peace through death.”
SHOCKER: Nobel secretary regrets Obama peace prize, Obama’s drones killed numerous civilians
https://thehayride.com/2019/01/shocker-nobel-secretary-regrets-obama-peace-prize-obamas-drones-killed-numerous-civilians/

والانقلاب يفقد زخمه. ففي السابع من مارس, بعد أيام قليلة من عودة غوادو مخيب الامال الى كاراكاس, كان هنالك تعتيم كهربائي على مستوى الدولة ولم تسترد الدولة عافيتها بعد. ما سبب ذلك وما علاقة ذلك بمحاولة "تغيير النظام"؟ والأهم من ذلك, ما هي خطط الإمبريالية وكيف يمكن محاربتها؟

كان من المفترض أن يكون يوم الانقلاب هو فبراير 23 ولم يكن ضمن الخطة تقديم "المساعدات الإنسانية" الى هذا البلد, بل ان الهدف كان هو إنشاء لحظة "سلطة الشعب", حيث تقوم حشود كبيرة من أنصار المعارضة على كلا الجانبين من الحدود بتحدى القوات المسلحة الفنزويلية, عندها عندما تواجه القوات المسلحة حشدا كبيرا من المتظاهرين السلميين, ستغيير القوى العسكرية معسكرها وتننضم الى دمية ترامب خوان غوادو. في ذلك اليوم، ومع ذلك، لم تسر الأمور وفقا لخطة واشنطن. ولم تحظ حشود مؤيدي المعارضة بالأعداد المتوقعة. والشاحنات لم تعبر الحدود وبحلول نهاية اليوم, كل ما حظى به روبيو, أبرامز وغوادو هو الفشل الذريع مضافا اليه البيض ليعلوا وجوههم الغبراء!

ولكن الامبريالية وعواهرها المحليين في فنزويلا والمنطقة اخترعوا كذبة كبرى مفادها ان "مادورو حرق شاحنات المساعدات" على جسر سانتاندر على الحدود الكولومبية. وحتى أن المسؤولين الأمريكيين بلغ بهم السعار الى أصرارهم على ضرورة التدخل العسكري, المبرر الآن بعرفهم, بموجب اتفاقية جنيف. ناهيك عن حقيقة أن الاتفاقية لا تنطبق إلا في حالات الحرب, فالحقيقة هي أن مساعدات الشاحنات تم حرقها من قبل المعارضة "السلمية" عن طريق رمي قنابل المولوتوف الحارقة على حرس الحدود الفنزويليين. العديد من وسائل الإعلام أوضحت أن هذه القضية مفبركة من البداية وحتى ان هناك لقطات فيديو تثبت ذلك. ولكن هذا لم يمنع مسؤولي الولايات المتحدة مثل ماركو روبيو وجون بولتون من إلقاء اللوم على مادورو وجوقة وسائل الإعلام البرجوازية في العالم من ترديدهم الببغائي للكذبة.

بعد مرور أسبوعين, حتى صحيفة نيويورك تايمز أجبرت على الاعتراف بصحة تصريحات الحكومة الفنزويلية المدعومة بالفيديو بأن المتظاهرين أشعلوا النار. كما ان تحقيق نيويورك تايمز نفسها يؤكد أيضا أن الحكومة الفنزويلية كانت على حق في قولها ان الولايات المتحدة والمعارضة كانت تكذب بخصوص حمل الشاحنات لشحنات الادوية والتي يبدو أن لا أساس لها, وفقا لأشرطة الفيديو والمقابلات.
Footage Contradicts U.S. Claim That Nicolá- s Maduro Burned Aid Convoy
https://www.nytimes.com/2019/03/10/world/americas/venezuela-aid-fire-video.html

وإن اعتراف صحيفة نيويورك تايمز, وإن كان من غير المرجح أن ينشر على نطاق واسع مثل التقارير الزائفة الأولية, أمر بالغ الأهمية. كنا نعرف أن الولايات المتحدة كانت تكذب منذ البداية حيث لم يكن هناك اي دليل على مزاعمها. والآن تم إجبارها على الإعتراف بذلك وينبغي أن يوفر هذا درسا مفيدا في المرة القادمة التي تقدم فيها الولايات المتحدة أو معارضتها الفنزويلية أي ادعاءات شنيعة بشأن "نظام مادورو". الدرس هو: شكك في كل ما تزعمه امبريالية واشنطن او خلافها ووسائل الإعلام الرسمي بخصوص الحكومة التي يريدون الإطاحة بها!