العملاق الصيني يعبد الطريق لدخول البصرة


باسم محمد حسين
2019 / 1 / 12 - 01:26     

قبل ايام حضرت (كإعلامي) حفل توقيع عقدين لمعالجة المياه في البصرة. ألأول لتصفية المياه في محطة (آر زيرو) للمياه غير المالحة القادمة من محطة البدعة في شمال محافظة ذي قار عبر القناة المكشوفة بطول 250 كم تقريباً، وطاقة هذا المشروع هي 5000 متر مكعب في الساعة . بينما كان العقد الثاني لتحلية المياه لمنطقة قضاء شط العرب والتي تتغذى من نهر شط العرب الذي تعتبر مياهه مياه بحرية مالحة بسبب المد والجزر واتصاله بالخليج العربي ، يضاف الى ذلك قلة الإطلاقات المائية المغذية لهذا النهر القادمة من نهري دجلة والفرات اللذان يلتقيان في منطقة القرنة (90كم شمال مدينة البصرة) ويكونان شط العرب .
كان الموقِّعان الرئيسيان على هذين العقدين هما محافظ البصرة (المهندس أسعد عبدالأمير العيداني) ممثل الجهة المستفيدة والسيد (دونغ بين) رئيس شركة (الطاقة الهندسية الدولية) ممثل الجهة المنفذة . وبحضور وشهادة السيد (تشين وي تشينغ) سفير جمهورية الصين الشعبية في العراق وبعض المسؤولين الآخرين من الطرفين العراقي والصيني.
الحقيقة وحسب معلوماتي فهذه المرة الأولى التي يحضر فيها سفير دولة تقوم احدى شركاتها الخاصة بتنفيذ مشروع عمل في العراق . هذا الأمر يدعونا نحن العراقيين المتطلعين للتحرر من القيود المفروضة علينا من شركات الدول المتنفذة في الوطن بأن نطرح الثقة في الشركة المنفذة ونجاح المشروع لأنه بكفالة دولة الصين العملاقة، حيث لا مكان للفاسدين من المسؤولين في الدولة العراقية التي نخرها الفساد عميقاً على التربح غير المشروع في هكذا عقود .
لا أريد أن أمتدح الشركات الصينية العاملة في البصرة وغيرها من مدن العراق وخصوصاً الجنوبية (بحكم القرب جغرافياً) ولكن الحق يجب أن يقال، فلم تتلكأ هذه الشركات في أعمالها ولم تفرض شروط معينة أو أسعار مضاعفة أو حمايات كبيرة كي تستمر في أداء أعمالها وتوزع حصص السحت الحرام على هؤلاء الفاسدين بل عملها المثمر بموجب التقنيات الحديثة ودقة مواعيد التنفيذ إضافة الى انخفاض أسعارها هي التي مهدت للعمل بصفة مقاول ثانوي في العديد من المشاريع عندنا، يضاف الى ذلك تواجدهم (الصينيين) في الأسواق والمحتشدات العامة أسوة بالمواطنين العراقيين دون أن يضعوا أنفسهم في ابراج عاجية كمنتسبي الشركات الأخرى وخصوصاً الغربية.
واليوم كان العقد الرئيسي مع شركة صينية معروفة ولها أعمال كثيرة مماثلة في هذا المجال يجعلنا نتطلع ونتأمل للمزيد من التعاون مع الصين وفي جميع المجالات الممكنة لثبوت نجاح أعمال شركاتها في العراق وفي دول أخرى كثيرة في قارات الأرض، ناهيك عن البناء في مقاطعات الصين المترامية فقد رأينا بأم أعيننا ولمسنا بأيدينا مقدار التقدم الكبير والسريع في جميع المجالات.
المفرح في هذين العقدين (المشار لهما آنفاً) بان الشركة الصينية لم تقدم عرضها بناءً على مخططات معدة من الجهة المستفيدة فقط, بل قامت بدراسات ميدانية لمدة ثلاثة أشهر قبل تقديم العروض وما بعدها وصولاً للتنفيذ. المدة المقررة للإنجاز تتراوح بين ثمانية أشهر و 12 شهر وهي مدة كافية كي تفي الشركة بالتزاماتها بشكل صحيح واضعة في حسابها جميع المعوقات التي قد ترافق العمل وكيفية معالجتها .
علماً بأن محافظ البصرة وفي مؤتمره الصحفي بعد التوقيع تطرق الى أن هذه أول فعالية لدخول العملاق الصيني الى البصرة ونتأمل الكثير مستقبلاً .
أغلب البصريون وربما كلهم يتمنون بناء ميناء الفاو الكبير، الذي وُضِعَ حجر الأساس له عام 2009، ولم ينفذ منه الى الآن سوى كاسر الأمواج. في عام 2017 التقيت السيد زيد حسن عبدالحسين مدير عام شركة حنا الشيخ الدولية في العراق للحديث عن رؤيته لبناء هذا الميناء، فأفادني بان شركاتهم لها رؤيا لتنفيذ هذا المشروع العملاق بالتعاون مع شركة (CSCEC) الحكومية الصينية وقدموا بعض الأفكار للدولة العراقية وينتظرون الموافقات على بدأ المباحثات وصولاً للتعاقد، ونحن اليوم نتأمل في حكوماتنا المركزية والمحلية التعاون مع الشركات الصينية الرسمية والخاصة لبناء هذا الميناء وملحقاته .
البصرة 7/1/2019