حظر كتب صولجينيتصين في الصين الشعبية تحت طائلة المسؤولية عن متابعة نشرها


مشعل يسار
2019 / 1 / 7 - 21:44     

دخل حيز التنفيذ في الصين في 5 يناير / كانون الثاني قانون يعتبر الاحتفاظ بكتب الكسندر صولجينيتصين وقراءتها وتوزيعها جريمة جنائية.
معلوم أن صولجينيتصين احتضنه الغرب واستخباراته ورفعه إلى مصاف الكتاب الروس الكبار نظرا لعدائه للسلطة السوفياتية وبالأخص لعهد يوسف ستالين، وبخاصة في مؤلفه المسمى "أرخبيل غولاغ". وكانت السلطة البرجوازية الروسية المؤيدة لهذا الكاتب المتعامل والمكروه من قبل الأغلبية الشعبية قد اقامت له مؤخراً تمثالا في العاصمة موسكو، وتجهد السلطات أيضا لنشر كتبه التي يشوه فيها الكذب والدجل الحقيقة والواقع على نطاق واسع. وكما تظهر صورة لم يمر طويل وقت حتى علقها الناس على تمثاله لوحة كتب عليها: "يوضاس أي الخائن!!!".
ووفقا للقانون "بشأن عدم جواز تدنيس ذكرى عهد الربّان الأعظم ماو تسي تونغ ومعلمه جوزيف ستالين وهي مقدسة ومشرقة في الذاكرة الشعبية" ، يتم حظر أي كتابات تنتقد فترة حكم هذين القائدين من فترات العهد السوفياتي.
و"كل من يصب قاذوراته على ستالين يصب القاذورات على الشعب السوفييتي. وكل من يصب القاذورات على تلميذه ماو ، يصب القاذورات على الشعب الصيني. فنحن لن نسمح لا بإهانتنا ولا بإهانة ذاكرة الشعب السوفييتي الذي خانته قيادته حول حقيقة الفترة الستالينية المشرقة.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي وقع القانون: "هذا هو ما يحدونا أن نجعل كتب صولجينيتصين في الصين الآن تحتل مكانها بين ألسنة النار، وليس على رفوف المكتبات".
وينص القانون تحديدًا على أنه نظرًا "للأهمية الاستثنائية للقانون بالنسبة إلى الذاكرة الوطنية والعدالة"، سيكون له مفعول رجعي. وهذا يعني أنه حتى أولئك الذين كانوا قد تخلصوا من كتب صولجينيتصين في وقت سابق لن يكونوا قادرين على التنصل من المسؤولية الاشتراكية الصارمة ولو بعد حين إذا ثبت أنهم قاموا بتخزين كتبه أو قراءتها أو توزيعها.
ويرى مدبجو مشروع القانون أن هذا سيسمح بتلقين المعنيين "درسًا قاسياً لكنه ضروري حول كيفية التعامل مع الخونة وأتباعهم".
ويشدد بند منفصل المسؤولية الملقاة على عاتق المعلمين والمربين، ومضاعفة فترة العقوبة المقررة لهم في حال نشرهم كتب سولجينيتسين بين جيل الشباب.
جدير بالذكر أن الشعب الروسي كان في الأمس القريب قد صوّت بنسبة 66% لصالح الفترة السوفياتية حسب مركز الاستطلاع الروسي المشهور "ليفادا سنتر" وهي أعلى نسبة حتى الآن على خلفية تدني مستوى معيشة اتلشعب الروسي وتحميله كل وزر العقوبات الغربية، فيما الأوليغارشيا والبيرقراطيون يكملون مسيرة الإثراء ونهب ثروات الوطن وأن كل استطلاعات الرأي في روسيا حول دور ستالين في التاريخ الروسي - السوفياتي أكدت أنه كان دوراً عظيماً وبناء جداً وأن الشعب يطمح إلى ستالين جديد يكون ذاك القائد الشعبي حقاً والذي لا تغريه مغانم السلطة.