مهدي عامل الرائع


عذري مازغ
2018 / 12 / 18 - 05:53     

هنا سأعيد الإعتبار لواحد من احسن المفكرين العرب ممن في ضمير البعض يعتبر متجاوزا، وهنا اسأل: كيف للفكر العربي أن يتجاوز فكر مهدي عامل ؟ هل هي الحرب تقتل كل شئ، النبات والحجر أم هي الحرب على الفكر؟
مهدي عامل واحد ممن يجب على الفكر أن يقف للتأمل : هل كل تفكيكات مهدي عامل، صراعاته حتى مع اللغة، هي أشكال تافهة، هل البنيوية فعلا تجووزت ام هي عرت أفكارا لم تعد تصلح للتوظيف، هل نحن الماركسيون في الشرق الأوسط او في شمال إفريقيا تجاوزنا عمليا افكار مهدي عامل؟؟
هل نحن عمليا لا نحتاج إلى البنيوية الماركسية؟
لمهدي عامل أقوال كونية: حركة التحرر الوطني هي نفسها الحركة لقطع هيمنة الغرب علينا، هي القطع مع التبعية، وبالتأكيد ليست هي حركة تفويت قطاعاتنا العامة إلى مؤسسات خاصة. هي عملية تحرير هذه القطاعات، هناك سياقات للتساؤل: مالذي يجعل من قطاع عام لا ينتج بالشكل الذي هو ينتج في قطاع خاص؟؟ والجواب بسيط للغاية: هي أن ديكتاتورية الباترون مقبولة في وضع خاص إذ هو يعمل على تراكم راسماله، في وضع آخر، مع الدولة، تخضع الامور لبروقراطية خاصة...، التفويت هو الحل وليس إصلاح ميكانيزمات تفعيل آليات الدولة، في هذا السياق نسال: مالذي يضيفه العمل للخواص على العمل للعوام؟ والجواب هو اننا نقبل ديكتاتورية الفرد على ديكتاتورية الدولة، وطبعا لديكتاتورية الفرد مزايا على الفرد من حيث هي تقوي غروره، الجماعة من حيث هي الدولة تثير الكلل، تثير النوم في العمل عند الافراد. تثير مسالة الحق في التوزيع: المساواة في التوزيع، من الناحية الاخرى، من زاوية فلسفية: هل العمال منذورون فقط للعمل ليفكر الآخرون عنهم من ممثلي حثالات الفكر الراسمالي ، ساطرح مسالة وجيهة: هل الحق هو حق الاغبياء الرأسماليون الذين يفكرون نيابة عنا نحن العمال؟ هنا ساعيد طرح مسألة فلسفية: هل عملية استعادة الذات من اغترابها هي مقصورة فقط على الاسياد، اليس للعامل ذات؟ بعبارة اخرى، بفهم نيتشي: أليس للعامل الحق في الكسل؟ ياليت للعامل الحق في استعادة ذاته؟ في ان يخرج عن غربته؟ يبدو الآن ان الكسل حق طبيعي وليس حق مقتصر على الأسياد فقط.
في نمطية التفكير، يسأل العامل أيضا في مضمون اغترابه، ماهو العامل؟ حصان يأكل ويشرب ويلد ليضمن عملية الإنتاج؟ يمكن ان نفهم هذا في طبيعة الحيوان غير الإنسان، علاقات الإنتاج منذ الازل، منذ ظهورعلاقات السيطرة، خلقت تفاوت قوم على آخر، خلقت إنسان نزيه، بمعنى منفلت فوقي منزه عن التصنيف، وإنسان آخر له نفس صفات البغال، حتى الملائكة ولدت لانها لها أمثالها في المجتمع، يمكننا بكل بساطة ان ننعت اي نبيل بانه كان ملاك والكنيسة شاهدة على هذا.
أتصور الآن مهدي عامل، يفتح الكلمات، يفككها ثم يجمعها ليخلق أنساقا في التفكير، يؤسس بها للطبقة العاملة، ببساطة يقول مهدي عامل، هذه الطبقة ليست طبقة بغال بل بشر، هم اناس يفكرون مثلكم أنتم حثالة البورجوازية، يفكرون مثلكم تماما وعليه، لانهم ينتجون هم أيضا فاعلون..
لكن مهدي عامل لم يكن بهذه البساطة، عندما كنت عاملا في مناجم جبل عوام، فهمت جيدا ان نضالي في المنجم هو نضال بنيوي، حتى لا أعقد الامر، كان نضالا في الشركة، والشركة هذه كانت في المغرب، والمغرب هذا مرتبط في الشركة بعائلة الملك البلجيكي واسهم أخرى فرنسية وإطالية، انا البغل العامل بالمنجم لا أدرك حتى الآن كنهها، لنفترض أني الآن، بكل ماوفرته لي الحرية الاوربية، هل استطيع ان اتقدم امام الملك البلجيكي الرائع واخبره انه مجرد كلب ياكل على عظامنا؟؟
سأعود إلى مهدي عامل
يكابر مهدي عامل بالقول: حركة التحرر الوطني، في سياقها التاريخي، هي قطع بنية التبعية، الكثير الآن سيمرح، ليس هناك حركة تحرر وطني بل هناك بيع بالجملة والتقسيط للوطن باسم خرافات راسمالية اسمها الخوصصة والتفويت واشياء اخرى اقتصادية، لو عشت يامهدي عامل حتى الآن، ستنتحر.
حتى اليسار يراهن علي بيع الوطن، بالطبع بالتفويت والخوصصة، اليسار ، حتى في أوربا، ليلبي حاجات أجتماعية، يراهن على بيع (تفويت قطاعات عامة) يخجل أن يسميها رأسمال وطني، الشيء الذي أخطا فيه مهدي عامل هو عامل الزمن أو ربما أخطا في استعمال نظام السرعة في الزمن، الزمن قاتل يا مهدي عامل
لازلت أومن حتى الآن أن حركة تحرر الشعوب هي بالفعل قطع أو كسر علاقة التبعية، كيف؟؟
لا أدري، ليست لدينا على الإطلاق طبقة عاملة، حتى الآن