هل يغفر لكم الله والتاريخ فتواكم حين قلتوا((الشيوعية كفرا واللحاد))..؟


ذياب مهدي محسن
2006 / 4 / 14 - 13:49     

سوف اختصر الكلام واضعه متقاربا للحكمة وليس مقارنة بل للتذكر فاذا كان لجاسم المطير مساميره ولعبد المنعم الاعسم كلمته المفيده ولرزاق عبود صراحته على منوال الراحل شمران الياسري (ابو كاطع )فهذه مخايط ذياب
لا يختلف اثنان العدو والمحب والقاصي والداني بأن الاتحاد السوفيتي أنذاك بقيادة الحزب الشيوعي لم يكن نصير الفقراء والكادحين والمستضعفين والثوار المناضلون لتحريراوطانهم وشعوبهم من الاستعمار الانكلوامريكي ووقف دائما مع تحرير شعوب المعمورة من براثن الظلم والاضطهاد والتخلف لكن الامبريالية القديمة والجديدة استطاعت في سياستها وخاصة (التوبيش)
ان تنهي اسطورة الاتحاد السوفيتي كنظام ولا زالت تستحوذ على مقادير ومصالح الشعوب والاوطان بشكل ا و بآخر الا القليل من البلدان وهي تحت التهديد الامبريالي الدائم بأشكاله المختلفه واساليبه المتنوعه والمرعبه وخاصة بعد ثورة المعلومات والتكنلوجيا المتطورة والاكترونيات وآيران من تلك الدول التي استطاعت ان تخرج من الكارتل الامبريالي كنظام وليس اسلوب حكم فهي لا تزال تتخبط بين غيبيات ولاهوتيات مورفين العقول وبين واقع معاش صعب لا تقبل تغييره نحو افق متقدم خوفا على سقوط الفكر الغيبي ومرجعياته الرجعيه وتطور العقل الجماهيري
لشعوبها وبالرغم من امتلاكها للموارد الطبيعية التي لو احسنت تطبيقها وفق نظرية علمية تصب في مصلحة القوى العاملة والكادحة والجماهير المسحوقة لشعوبها لتطورت ولتكن من الدول التي يحسب لها الف حساب وهي التي تملك اضافة للقوة الاقتصادية الطبيعية والايادي العاملة والعقول المتنورة والافكار التقدمية والحضارات السالفة والتراث الخصب في الفكر والفلسفة امكانات للتطور العلمي والاقتصادي والثوري لخدمة شعوبها لكن قيادتها وهذا موضوع اخر........؟؟
لقد غرفت آيران واستفادة من نصرة الشيوعيين في العالم وحزبها الشيوعي الآيراني ( توده) في ثورتها الشعبية على الحكم الشاهنشاهي المباد لم يكن هذا الانتصار لو لا وقوف قوى التحرر العالمي واليسار وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي الراحل وحزبها الشيوعي (توده) والدعم المباشر والغير مباشر من الجاره الشماليه الشيوعية رغم نكوص بعض رجالاتها الدينية بعد انتصار ونجاح الثورة على تحالفاتهم في النضال من الشيوعيين وليس لأحد ان ينكر ما للاتحاد السوفيتي من مواقف ثورية داعمة لشعوب ايران وثورته......ان القادة الروحانية الدينية المتمثلة بالامام الخميني القائد من بعيد....الكاسيت..... وقيادة الكادحين الشباب والطلبة بحزبهم الشيوعي والقوى الاخرى الوطنية وقسم من رجال الدين المتنورين الثوريين في الداخل كآية الله القائد الثوري (الطالقاني ) وعلي شريعتي وشريعة الله مداري وعلي منتظري وابراهيم يزدي
والآخرين هم القادة الفعليين الميدانين للثورة
هؤلاء لم ينطقوا ولم يفتوا.....بآن الشيوعية كفرا واللحاد....وهم يعلمون وهذه مثبتة في وثائق الثورة الآيرانية للقيادة المشتركة بين اليسار والاتحاد السوفيتي ورجال الدين في قيام ونجاح الثورة الشعبية على (الشاه المقبور ) ولما بدأ التطور نحو آفق بناء دولة الفقيه وهي ولاية الفكر العاقل كان يراد بها العقل الجمعي لكن استحواذ العقل الديني عليها جعلتها تحمل نزعاتها الاحادية الشمولية وهذا عيبها وطريق هاويتها اذا لم يتغير مسارها لولاية الشعب وقادته الفكرية المتنورة التقدمية لحرية وطنهم وسعادة شعوبهم وهذا لا يعنيني الآن
اقول من ثمار العلاقات السوفيتية الآيرانية كان بناء وتطور القدرات العسكرية الدفاعية والهجومية من قبل السوفيت اضافة لبناء المنشأت الآخرى للتطور التكنولوجي وخاصة في الصناعات النفطية والغاز والكهرباء والحديد والصب وغيرها لكن من اهمها
هو بناء مفاعل الطاقة النووية للخدمات الانسانية والسلمية
ولقد اثمر هذا التعاون حتى بعد رحيل الاتحاد السوفيتي وقيام الدولة الروسية استمر هذا التعاون فكان من ولادته انظمام آيران للدول الثمانية في امتلاكها للمشروع النووي وتخصيب اليورانيوم من اجل الانسان والسلم وهو خطوة كبيرة في مجال التعاون الايراني الروسي....... آه وجم آه...... كان العراق السباق في بناء مشروع مفعل ذري للحاجات والاغراض الانسانية والسلمية وكانت نواته مشروع التويثه كان اول مشروع في الشرق الاوسط في زمن الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وبأشراف مباشر من قبل البرفسور العلامة عبد الجبار عبد الله وبعض من علماء أمة العراق والتعاون والدعم الا محدود من قبل نصير الشعوب المتحررة الاتحاد السوفيتي وكان دور الحزب الشيوعي العراقي فعال ونجيع لبناء العراق الحر والشعب السعيد لكن قوى الارهاب والرجعية والكارتل الانكلوامريكي الصهيوني وبعض رجال الدين من (الشيعة والسنة)ومن دعم بعض تجار الشورجه وبقايا الاقطاعيين وخونة الشعب وسادة الجريمة والقتل المتمثله بالبعث الفاشي العفلقي العروبي ومن القومجية وبعض دول المحيط وخاصة اللعين المقبور جمال عبد الناصر كلهموا ساهموا في اجهاض وقتل هذا المشروع الرائد وثورة الشعب 14 تموز الفتية
وكانت الفتوة الذائعة الصيت البغيضة...(الشيوعية كفرا واللحاد) لها فعل كبير وكانت مدعومة من جهات كثيرة وخاصة من قيادة الشاه المقبور والسافك الايراني حيث استغلت في ابشع جريمة في حلية قتل الشيوعيين العراقيين
من الذاكرة
*********
في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي كنت من المتابعين بشكل جدي وفضولي في التطلع ودراسة الفقه رغم التزامي السياسي حينها فلقد عاصرت ودرست في جامع الهندي الفقه الرسالة والاصول باشراف الشيخ سليم والسيد حسين الموسوي وهم من لبنان ودرسة قطر الندى وبل الصدى تحت مشيخة (سيبويه) وهو افغاني في جامع الطوسي وحضرت دروس في المدرسة الاسلامية الصادق للشهيد محمد باقر الصدر وكذلك كنت مؤذن في جماعة اية الله الراحل محمد علي الحمامي ومن رواد ديوانيته والسماع لمحاضراته القيمة في السطوح والبحث الخارجي وكذلك كنت من المواضبين على حضور دروس اية الله السيد احمد المستبط ومؤذن له في جامع الصاغه وكذلك ولمدة سنتين كنت من المؤتمين خلف الامام الخميني في مدرسة البروجردي ومن الذين يزورونه في ديوانيته في محلة الحويش بصحبة الشيخ الراحل نصرالله الخلخالي لعلاقتي مع احفاده وحبي لهم وخاصة اعجلبي بالامام الخميني وفكره الثاقب في حينه وكذلك حضرت للكثير من دروس السيد محسن الحكيم (هو صاحب الفتوى اعلاه وايده بعض العلماء ليس بصدد ذكر اسمائهم ) واولاد الشهرودي سيد علي وسيد محمود وهو الان من قادة الثورة الايرانية في موضوع المحاكم والعدل ولقد شاهدت في اوقات متباينة لقاءات تتم مابين الامام الخميني والسيد باقر ابراهيم الموسوي(ابو خوله) السكرتير الثاني في قيادة الحزب الشيوعي العراقي حيث كنت انا عضوا فيه ....نعم كان حلقة وصل بين الحزب الشيوعي الآيراني والحزب الشيوعي العراقي والامام الخميني لتوفر فسحة من العمل العلني في وقتها ايام (يافشلة الجبهه)وانتكاستها لكن لم اسمع من جل هؤلاء العلماء الاجلاء كلمة نابية او تكفير الآخر او الشيوعيين واقول للتاريخ لولا دراسته المستفيضه وتطلعه العلمي الفكري ومتابعته عن كثب وبصورة دقيقة لكل الدراسات للفكر الماركسي ولماركس وهو كان من تلاميذ ماركس المتفوقين في بحثه ودراساته واشتهاده ولما كان السيد الشهيد محمد باقر الصدر ان يصل للفكر الاقتصادي والفلسفي في تطور نظرياته حول المنطق والاقتصاد الاسلامي وارجع واقول لو كان التضامن مع ثورة تموز والدفاع عن مصلحة شعوب أمة العراق وبدون اطلاق الفتاوي المناهضة والتي كانت من اسباب اجهاضها اي للثورة عن مسارها وؤدها ومع الاسف تتجدد الان بعض شركاء النضال والتصدي للدكتاتورية الصدلامية البغيضة المبادة وتبجحهم بنشر والتثقيف وعادة تلك الفتوى وتكفير الاخر ومن كان علماني ومنهم من يتفاخر بقتلت الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وانقلابيوا 8 اشباط الدموي الاسود ونسيانهم شرفهم وشرف شهداء الشعب والوطن وتنصلهم من ذكر ثورة الشعب تموز الخالدة التي غيرت وجه التاريخ العراقي ولا تزال شمسها تشع على قوى الظلام تكشفهم وتعريهم حتى يرفل الوطن بشمس سومر واشور المشرقة على العراق الجديد ومن هؤلاء الذين يغصون حين يمر ذكر تموز او شهدائها او اسم شيوعي لا ينطقها وهو الحليف وصاحب قيادة رأسية وحزبيه ويتفاخر ويتمالح امام افراد من الشعب لا ينتميلهم دينيا او طائفيا لكن كما يقول اهلنا في العراق ((لكلكه)) وسوف يلعنهم الله والتاريخ على وقفتهم الماضية والجديدة وهم وافكارهم الى حاوية مزابل حضائر الخنازير حيث يقيمون فمن تكون هذه (الحفصة) وانت تتشيم بها...؟؟؟
ان الشعب العراقي في طريق نهوضه رغم الاحتلال والارهاب والسلفية الدينية الشيعية والسنية وافكارهم الجهنمية والطائفية وآمية وتغييب اغلب ابناء شعبنا التي اسسها المجرم جرذي المجاري صدام بن ابيه لكن قوى شعبنا الخيرة والوطنية التقدمية من شيوعيين ويسار وعلمانيين ووطنيين ومن المتنورين من رجال الدين سيندمل جرح الوطن ويبنى في افق جديد لفجر الوطن الحر والشعب السعيد