|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
الدولة الفاسدة
منذ زمان والعالم يحكي عن العراق وعن معنى الدولة الفاسدة ، ونحن معشر العراقيين نفسر الفساد بيننا تفسيرات محلية ، فنقول : - تارةً إنه بفعل السياسة و العمل السياسي ، ونقول أخرى إنه بفعل الفساد في الإدارة والمديرين ، وثالثةً نقول إنه بفعل سطوة أهل الجريمة والمجرمين والإرهاب والإرهابيين وغياب القانون - ، لكن للفساد في العراق وجه قبيح أخر يتعلق بالتبديد المتعمد للثروة والسرقات ، وغياب منهاج الضبط في المجالين الإقتصادي والمالي ، وكنت قد نبهت منذ فترة لذلك عبر مقالات كنت أظن إن لها - أذنٌ واعيه ، تستمع القول فتتبع أحسنه - ، وكان ظني خاطئ ( إذ لا يصلح العطار ما أفسد الدهر ) ، وهنا أشير لجملة أعمال وممارسات وتشريعات ما أنزل الله بها من سلطان ، فالتشريع المثير والفاقد للشرعية هو ذلك الذي : - أعطى لجماعة رفحه السعودية رواتب لا أعلم لماذا ؟ وعن ماذا ؟ - ، ومنحهم دور وأراض سكنية ، مع إن الغالب العام منهم يعيش خارج العراق ويتنعم برواتب ومعيشه لا بأس بها في دول الإغتراب - ، والمغتربين ليسوا بحاجة لهذا المال ولهذه الدور وكلكم تعلمون ذلك ، ولا أدري لماذا سن البرلمان قانون في ذلك ؟ ، فهل للمجاهد في سبيل الله ثمن ؟ ، أم إنهم من المؤلفة قلوبهم ؟ ، أم إنهم مرتزقة ؟ ، أم إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؟ ، وفي هذه بالذات لا يحتاجون إلى فدية ولا إلى جزاءات دنيوية ، طالما كان المراد والهدف هو مرضات الله ، إنه القانون السيء الفاسد الذي يتعمد تبديد الثروة في مجال وفي محل لا يستحقه من يعطى له ، جماعة رفحاء إنتفضوا ضد الظلم ودعوا للعدالة الإجتماعية ، وهذا شيء ليس له ثمن في حالتهم التي هم عليها الآن ، إذ ليس فيهم إلاَّ القليل من فضل العراق على بلاد الإغتراب ، هذه واحدة من الموبقات التي جاء بها نفر من عديمي الضمير مخالفين الطبيعة والحاجة وطلبات المجتمع ، وإن كان المراد هو جلب المهاجرين للعراق فهذا لم يحصل فالكل فضل البقاء خارجاً ، ثم إن كان في العراق فائض مال فلماذا لا ينفق ويصرف على عوائل الشهداء ؟ وعلى النساء المطلقات وعلى الأطفال الذين لا معيل لهم ؟ ، لماذا لا يصرف هذا المال على البنية التحتية للعراق مدارس مستشفيات وصرف صحي ومراكز تعليميه وشوارع ؟ ، لماذا تحول العراق إلى بلد فاشل وفاسد ، ودائماً مثله الأعلى في التربية والتعليم بلدان فاشلة وساقطة ؟ ، لماذا لم يُعاد له نظامه التعليمي المجاني والضمان الصحي للمواطنيين ؟ ، لماذا لا يعتنى بالجيش والشرطة والحشد ؟ فهؤلاء أولى من هذه الجماعة المغتربة .
|
|