سمات ومسلكيات المناضل الطليعي تجسيد لقيم الاشتراكية العلمية.....4


محمد الحنفي
2018 / 9 / 28 - 21:05     

تنـــــويــــه:

حتى لا نسقط في فخ المزايدات فإنني لا أعني بالمناضل الطليعي إلا مناضل حزب الطبقة العاملة، أنى كان هذا الحزب الذي يدعي ذلك، وحتى لا يستغل بعض من يكلف نفسه عناء حادا، ما يرد في هذه الحلقات، لممارسة الحصار المبالغ فيه ضدي، على مستوى الممارسة اليومية التي تتناقض مع ما يدعيه.

محمد الحنفي

الإهداء إلى:

ـ كل مناضل طليعي اقتنع بأيديولوجية الطبقة العاملة، وانخرط في حزبها، وناضل إلى جانبها، ممسكا عن كل الممارسات التي تسيء إليها، وناضل من أجل تغيير الواقع لصالحها.

ـ كل ساع إلى صيرورته مناضلا طليعيا.

ـ كل حريص على نفي القيم المتخلفة في المجتمع الرأسمالي التبعي، مقابل الحرص على التحلي بقيم الاشتراكية العلمية.

من أجل مجتمع متطور، ومتقدم، ومتحرر، وديمقراطي، واشتراكي.
من أجل إنسان بسمات اشتراكية، يسعى، باستمرار، إلى تغيير الواقع لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

محمد الحنفي

مسلكيات المناضل الطليعي:.....1

وعندما نرتبط بالمناضل الطليعي، لا يكفي أن نتوقف عند سماته، التي تميزه عن غيره من المناضلين غير الطليعيين، والتي تعتبر أساسية، بالنسبة إلينا؛ لأنها تمكنه من الجسم، في الكثير من المسائل التي ترتبط بالفكر، أو بالممارسة، والتي توطد علاقته بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو تجعل تلك العلاقة هشة، أو غير قائمة أصلا، بل لا بد من الوقوف على مسلكية المناضل الطليعي، التي لها علاقة بالممارسة اليومية، التي ينجزها على مدار الساعة.

فمسلكية الإنسان، أي إنسان، لا بد أن تتخذ لها أشكالا مختلفة، ومتنوعة، تقتضيها المواقف التي يجد فيها الإنسان نفسه، مضطرا إلى القيام بمسلكية معينة، قذ تكون سلبية، وقذ تكون إيجابية، بالنسبة للمحيط الذي يتواجد فيه.

والمناضل الطليعي إنسان، إلا أنه يختلف عن باقي البشر، بكونه يحرص على أن تكون مسلكيته إيجابية، ومفيدة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في المحيط الذي يتواجد فيه.

وانطلاقا من هذا المعطى، الذي اكتسبه المناضل الطليعي، من الانتماء إلى حزب الطبقة العاملة، نجد أن مسلكية هذا المناضل الطليعي، تتمظهر من خلال:

1 ـ الارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على المستوى العام في المجتمع، الذي ينتمي إليه، يرتبط بهم، ويفكر في مصالحهم، ويوجههم إلى ما يجب أن يقوموا به، للدفاع عن مصالحهم، ومن أجل التمتع بحقوقهم.

وعلى المستوى الفكري، حيث نجد أن الفكر الذي يجعله أكثر قربا من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مما يجعل علاقته بهم أكثر قربا، وأكثر ارتباطا، من غيره، ممن يدعون النضال، إلى جانب العمال، وحلفائهم، نظرا لتناغم فكر العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مع فكر المناضل الطليعي.

وعلى المستوى الأيديولوجي، حيث نجد أن المناضل الطليعي، يقتنع بأيديولوجية الطبقة العاملة، ذات الطبيعة العلمية، المبنية على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، مما يجعل المناضل الطليعي، بحكم أيديولوجيته، جزءا لا يتجزأ من الطبقة العاملة. وهذه الأيديولوجية، هي التي تؤهله للانتظام في حزب الطبقة العاملة، كإطار للنضال، إلى جانب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل تحقيق البرنامج المرحلي، والإستراتيجي للحزب.

وعلى المستوى السياسي، حيث نجد أن المناضل الطليعي، يسعى، باستمرار، إلى العمل على ترويج المواقف السياسية، لحزب الطبقة العاملة، والتي تسعى إلى جعل الواقع السياسي، في مستواه الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

2 ـ الاهتمام بالقضايا، التي تهم العمال، وحلفاءهم، سواء كانت هذه القضايا اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو سياسية.

فاهتمام المناضل الطليعي، بقضايا العمال الاقتصادية، يجعله حاضرا معهم، وإلى جانبهم، في نضالهم في الإطار النقابي، من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، والتقليص من حدة الاستغلال الهمجي / الطبقي، المسلط عليهم، في كل وقت، وحين، مضحيا في سبيل ذلك، بكل الإمكانيات، التي تجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يمتلكون القوة اللازمة، والضرورية، لفرض الاستجابة إلى ملفاتهم المطلبية: الاقتصادية بالخصوص.

واهتمام المناضل الطليعي بقضايا العمال الاجتماعية، يقتضي وقوفه إلى جانبهم، والنضال من أجل تطوير التعليم العمومي، من أجل أن يصير أكثر جودة، ومعمما على جميع أبناء العمال / الأجراء، وسائر الكادحين، وموحدا، ومجانيا، ومرتبطا بالتنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يتأتى للتعليم في بلادنا، أن يصير مهيئأ للمتعلمين، من أجل ولوج سوق العمل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، بالإضافة إلى الحرص على صحتهم.

واهتمام المناضل الطليعي، بقضايا العمال الثقافية، يقتضي مساهمته في النضال، من أجل انخراط العمال في مختلف المؤسسات الثقافية، الملتزمة بالثقافة الجادة، والتقدمية، الهادفة إلى نشر القيم الثقافية، البديلة للقيم المتخلفة السائدة، وفي إطار إنجاز ثورة ثقافية قيمية، لجعل مسلكيات الأفراد، والجماعات، في المجتمع تتغير، في اتجاه الانسجام مع منظومة القيم الجديدة، التي تحل محل القيم المتخلفة.

فالجمعيات الثقافية، والمؤسسات المهتمة بالشأن الثقافي، يجب أن تكون مفتوحة في وجه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يتمرسوا على التعاطي مع القيم الثقافية المتجددة، والمتطورة، والهادفة إلى بناء الشخصية الفردية، والجماعية، على أسس قيمية جديدة، تربط الجميع بالوطن، وبالشأن الطبقي، وبالصراع من أجل الاستجابة لمطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبالمستقبل الذي يصير مخالفا لما عليه الواقع، بخلوه من قيم الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وبسيادة قيم التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

واهتمام المناضل الطليعي بقضايا العمال الحقوقية، يقتضي وقوفه وراء:

ا ـ فضح الخروقات العامة، والفردية، الممارسة في حق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والتشهير بها إعلاميا، والدفع بالجمعيات الحقوقية، من أجل القيام بالإجراءات اللازمة، للحد من تلك الخروقات، ومن الاستمرار في القيام بها، في حق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ب ـ العمل على نشر الوعي الحقوقي العام، والخاص، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وجعلهم يحرصون على معرفتها، من مصادرها، كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

ج ـ ربط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالجمعيات، والمنظمات الحقوقية، الملتزمة بالعمل على تفعيل حقوق الإنسان، بالمرجعية الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان، حتى يتمرسوا، في إطارها، على النضال، من أجل أن يصير جميع أفراد المجتمع، يتمتعون بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

د ـ الحرص على تمتيع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالحقوق الشغلية، كما هي في الاتفاقيات المتعلقة بحقوق العمال، الصادرة عن المنظمات الدولية، المهتمة بحقوق العمال، وباقي الأجراء، من أجل أن يمتلك العمال، وباقي الأجراء، المعرفة بها، ومن أجل أن يناضلوا من أجل التمتع بها.

واهتمام المناضل الطليعي، بقضايا العمال النقابية، يقتضي منه الحرص على:

ا ـ احترام جميع النقابيين، بمن فيهم المسئولين النقابيين، الملتزمين بتنفيذ القرارات المشروعة، الصادرة عن الهيئات التقريرية المحلية، أو الإقليمية، أو الجهوية، أو الوطنية، المعبرة عن إرادة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، المنقبين منهم، وغير المنقبين، احتراما لمبدإ جماهيرية النقابة، ما دام هؤلاء المسئولون النقابيون، يحترمون مبادئ النقد، والنقد الذاتي، والمحاسبة الفردية، والجماعية، والمركزية الديمقراطية، وما داموا يحترمون مبادئ العمل الجماهيري، ومنها مبادئ العمل النقابي، المنصوص عليها في الأدبيات التنظيمية، بالإضافة إلى احترام الضوابط التنظيمية، المنصوص عليها في القوانين النقابية.

ب ـ احترام التنظيم النقابي، بمبادئه، وضوابطه التنظيمية، وتنفيذ قراراته، وإشاعة تلك القرارات بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والعمل على توسيعه، وتوسيع الانخراطات فيه، من مختلف القطاعات العمالية، والخدماتية، وأجرأة الالتزام بتنفيذ برامجه الإشعاعية، والتنظيمية، والحرص على احترام مبادئ الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، حتى يتأتى أن يصير اهتمام التنظيم النقابي كذلك، هو محاربة كافة أشكال التحريف النقابي، التي تعمل على استنباتها الانتهازية النقابية، التي ليس من مصلحتها، احترام مبادئ العمل النقابي، واحترام الضوابط التنظيمية، التي لا تسمح لتلك الانتهازية، باستغلال العمل النقابي، لتحقيق تطلعاتها الطبقية.

ج ـ الالتزام بتنفيذ البرامج النقابية، على المستوى التنظيمي، وعلى مستوى الإشعاع النقابي، الذي يقف وراء التوسع التنظيمي، النقابي، وعلى مستوى تنفيذ القرارات النقابية، وعلى مستوى تحقيق الأهداف النقابية: المركزية، والقطاعية، والفكرية، وعلى مستوى العمل على تحقيق الوحدة النقابية، التي تصير ضرورية، لتحقيق وحدة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

د ـ الوقوف وراء ترسيخ العمل المشترك، فيما بين النقابات، على أساس وجود برنامج مشترك، منتج للنضال المشترك، في أفق تحقيق الأهداف المشتركة، التي تؤدي إلى تحقيق التحسين المادي، والمعنوي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، خاصة، وأن المتغيرات المتسارعة على أرض الواقع، تقتضي ترسيخ العمل المشترك، فيما بين النقابات، التي تحترم العلاقة مع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى تقوم هذه النقابات، بدورها الإيجابي، لصالح المعنيين بالعمل النقابي.

ه ـ الوقوف وراء الدعوة إلى قيام جبهة نقابية، تعمل على تحقيق الانخراط الواسع للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في النقابة، وفي العمل النقابي، وعلى تعبئتهم، حول برنامج الحد الأدنى المشترك، فيما بين النقابات المنخرطة في الجبهة، والعمل على تفعيل ذلك البرنامج، بشكل مشترك، وعلى أوسع نطاق، لإخراج العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، باعتبارهم يتخذون موقفا سلبيا، من مختلف النقابات، والدفع بهم في اتجاه أن يصير موقفهم إيجابيا، بانخراطهم في العمل الجبهوي، الذي يصير فعالا، في الواقع النقابي، بصيرورة الجبهة قوة ضاربة، للقوى التي تمارس الاستغلال الهمجي / الطبقي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

و ـ العمل على انخراط النقابات، في الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، إلى جانب الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، المنخرطة في الجبهة المذكورة، التي تقود النضال الشعبي، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، ولوضع حد للاستغلال الممارس على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عن طريق تحويل الملكية الفردية، إلى ملكية جماعية، لتصير الخيرات المادية، والمعنوية، المكتسبة من وراء تشغيل وسائل الإنتاج، لمجموع أفراد الشعب المغربي.