الموقف المتذبذب من الاسلام السياسي لدى منظمة الع -الش-


محمد علي الماوي
2018 / 9 / 27 - 22:52     

يبدو ان هذه المنظمة حسمت في اطروحات "الكتلة" كما تقول والمتمثلة في الاسلام الوطني والانظمة العربية الوطنية الخ ورغم مطالبتها بتوضيح اسباب الانشقاق فانها لم تفعل ذلك واكتفت باشارات عابرة في بعض نصوصها اذ نجد مايلي في نص "محطة وقاطرة..." كما تعرّي حقيقة بعض ما كانت تخفيه هذه الكتلة من تصوّرات. لعلّ أهمها الارتباك في الموقف من الحركات السياسية ذات المرجعية الاسلامية وتمسكها بطرح "الاسلاميين الوطنيين"، في الموقف من "الأنظمة الوطنية"، وفي الموقف من البيروقراطية النقابية، إضافة إلى عدائها لكلّ التشكيلات السياسية التي يُحتّم الواقع تنسيقا من الشيوعيين أو التقاءً معها في ذلك الظرف" مع الاشارة
ان المنظمة ورثت الارث الاسلاموي على امها وكذلك العداء ازاء من يتبنى الماوية في تونس(كما سنرى ذلك في محور وحدة الشيوعيين المزعومة) وبالرغم من الحسم في الاسلام الوطني فقد ظل الموقف متذبذبا يدعم بعض الاخوان في ظروف معينة ويضعهم صلب المقاومة الجزئية. اما بعض اعضاء هذه المنظمة ينوهون في تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالشيخ ياسين وبنظام اسد الخ...
يبرز الارث الاسلاموي في اعتبار بعض التيارات الاسلامية جزء من المقاومة الجزئية وبذلك تخلط المنظمة بين الوطني والعميل من جهة وبالتالي بين التناقض امبريالية- شعب والتناقض فيما بين عملاء الامبريالية والصراعات الرجعية وتتأكد هذه الفكرة عندما نجد ما يلي :"
"لهو ضروري في مستوى رصد أولي لهوية الحركات الاسلامية في الوطن العربي سياسيًا وإيديولوجيًا وتتبع لتاريخية نشأتها وتطورها حتى يتسنى لنا تحديد موقعها من التناقض الرئيسي.
ان الموقف من أي حركة او تنظيم سياسي لا يجب أن يخضع فقط لثنائية وطني/ عميل لأنها ثنائية تحصر القوى السياسية والطبقية في طرفي التناقض وتجعل منه تناحريا أو لا يكون وتنفي الطبيعة المتحركة واللاتناحرية للتناقض الذي يربط تركيب طبقي وسياسي واسع بطرفي النقيض"
"حتى يتسنى لنا تحديد شكل الالتقاء أو التقاطع مع الحركات السياسية ذات المرجعية الاسلامية وشكل الصراع معها لابد من تحديد موقع هذه الحركات من المقاومة الجزئية أو الشاملة ومن قواها"... (بصدد الحركات السياسية ذات المرجعية الإسلامية...)
فمن الطبيعي اذا وفق تحليلها ان تنوه بحزب الله وبالجهاد الاسلامي مثلما تفعل المنظمة الام: أولا يجب أن نؤكد أنّ مجموع هذه الفصائل كلها تشترك في مقاومة الكيان الصهيوني ولكنها كلها دون استثناء تبقى مقاومتها جزئية للاستعمار إلا ان هذا النوع من المقاومة تختلف حدوده من فصيل إلى أخر فحزب الله مثلا يعتبر متقدما ازاء مهمات محددة وكذلك الجهاد الاسلامي مقارنة بحماس. فحزب الله حرر أرضا...
يختلف عن حماس والجهاد في مستوى التعبئة الجماهيرية قصد تحرير الارض مستفيدا من كاريزما عالية لرئيسه متعاونا في مستوى التنسيق العسكري مع فصائل مقاومة غير اسلامية كالحزب الشيوعي اللبناني"
(نفس المصدر)
والى جانب التنويه "بالكاريزما العالية لرئيس حزب الله" نعثر على التنويه بالشيخ ياسين من قبل احد اعضاء لجنة المسيرة لرابطة النضال الشبابي:" صادف اليوم الجمعة، الذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة "حماس"، والذي استهدفته طائرة أباتشي صهيونية بثلاثة صواريخ في مدينة غزة.
سيرة الشيخ الشهيد حافلة بالنضالات خاصة في غزة مسقط رأسه ويعود له الفضل في إقناع الجماعة الإسلامية (التي ستتحول إلى حركة حماس ) بضرورة محاربة الكيان الصهيوني في جبهة متحدة مع الشيوعيين والقوميين وأنّ معركة الإسلاميين في فلسطين هي معركة ضد الصهيونية وضد أمريكا لا مع التوجهات الفكرية الأخرى للفلسطينين"
وعليه تستنتج المنظمة " إنّ شكل التعاطي مع هذه الفصائل يقوم رئيسيا على التنسيق معها في مقاومة الاستعمار المباشر"(المصدر السابق)
هكذا تترنح المنظمة يمينا ويسارا وتركب على شعارات الديمقراطية الجديد لكسب تعاطف البعض في حين بينت ممارسات القيادة انها تعادي العناصر الماوية المخلصة وتحاول دوما تشويهها وتقديمها كعناصر انعزالية "خارفة" بهدف تغطية اهدافها الحقيقية التي يدركها من يشرف على ضبط سلوكها.