تونس- منظمة العمل الشيوعي: الاستراتيجيا الغائبة والتكتيك الخاطئ او الانحراف العفوي التجريبي


محمد علي الماوي
2018 / 9 / 20 - 22:00     

تونس- منظمة العمل الشيوعي:
الاستراتيجيا الغائبة والتكتيك الخاطئ او الانحراف العفوي التجريبي
اكتفت المنظمة الى حد الان بترديد شعارات عامة فيما يخص الخط الاستراتيجي فنجد في البيان ما يلي:
"والمضي نحو المجتمع الشيوعي المجتمع الخالي من كل اضطهاد انسان للانسان سياسية تعمل على تأسيس/بناء الحزب المعبر حقيقة عن تطلعاتكم ،تأسيس/بناء الحزب الشيوعي قائد الثورة الوطنية الديمقراطية ذات الافق الإشتراكي قطريا و قوميا."و رغم مرور ما يقارب 5 سنوات من تأسيسها فلم تتطرق في نصوصها الى طبيعة المجتمع وعلاقات الانتاج السائدة ولا الى طبيعة الحزب الشيوعي وكيفية افتكاك السلطة بل ركزت اساسا على "بناء" حركة جماهيرية واسعة: . "فإحدى المهمات الملحة المطروحة على الشيوعيين من أجل تحصين مكتسبات الانتفاضة وتجذيرها هو بناء الحركة الجماهيرية المنظمة والواعية المناهضة للنظام "(نص المقاومة ومهمة تنظيم الجماهير)
ان غياب الاستراتيجيا الواضحة قد يكون مقصودا لعدة اسباب سنتعرض لها لاحقا وهو ما يعني غياب البوصلة التي ماانفكت المنظمة تتحدث عنها حتى اصبحت هذه البوصلة المفقودة الغائبة فعليا والحاضرة في كل المناسبات في شكل شعارات فوقية واتجاهات عامة صالحة لكل زمان ومكان.
تؤدي الاستراتيجيا غير المعلنة الى التصرف بكل عفوية والسقوط في الارتجالية والتجريبية فنرى "قيادة"المنظمة تحضر لكل لقاءات اليسار "الثوري"بمعزل عن طبيعة الحاضرين,تدوّن الاحوال وترفع التقارير وتتعرف على كل صغيرة وكبيرة حول كل من حضر اللقاء ثم تنسحب وبينت التجربة العملية ان كل الاجتماعات لم تفض الى اتفاقات بل ان حتي الجبهة الثورية التي ساهمت في بعثها والتي تحدث باسمها "المخبر المشهور"(انظر الصورة في فياسبوك الجبهة الثورية) لم تعد تلزم المنظمة:" وسنخصّص مجالاً آخر لعرض العلاقة بالمجموعات الماوية التي انتهت اليوم إلى توقف النقاش حول تأسيس الحزب الشيوعي، كما إلى تجربة الجبهة الثورية. "(نص محطة وقاطرة...)
ان غياب الاستراتيجيا المقصود ادي اذا الى السقوط في التجريبية وتهميش الادواة الاساسية للثورة:الحزب والجبهة على الاقل في الظرف الحالي لان الاوضاع لا تسمح بالحديث عن نواة الجيش الشعبي.
وعوض وضع مهمة تأسيس الحزب في المقام الاول والعمل على توفير مستلزمات التأسيس والنقاش مع الاطراف المعنية التي تعتبر هذه المهمة لاتقبل التأجيل تطرح المنظمة النشاط الواسع الفضفاض وتعمل على "بناء" حركة جماهيرية تعتبرها باطلا الحل لخروج الحركة الشيوعية من الانعزالية والدغمائة والجمود العقائدي حسب نصوصها.
ان النشاط الشيوعي لايمكن ان يتقدم دون الانصهار في قاعدته الاجتماعية ولاوجود لشيوعي يرفض الالتحام بالعمال والفلاحين الفقراء والشباب المهمش
ولاوجود لشيوعي ينشط خارج واقع الصراع الطبقي والنضال الوطني او خارج التنظيم لان الشيوعي يؤمن ان الجماهير صانعة التاريخ وان التحام الفكر الشيوعي وبرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية بقاعدته الاجتماعية والتوصل عبر التكتيكات المتعددة لجعل هذا البرنامج برنامج العمال والمضطهدين عموما امر في بالغ الاهمية وقضية حياة او موت بالنسبة للشيوعي.لذلك فان اتهام المنظمة شيوخ "الديمقراطية الجديدة "بالانعزالية والجمود العقائدي او الادعاء بان الشيوعي لايعمل على ارض الواقع بل انه يسبح في المريخ هو اتهام باطل يكشف رفض
هؤلاء استراتيجية الديمقراطية الجديدة وتكتيكاتها ويتنكرون في الحقيقة الى طريق الثورة ويستبدلونه طال الزمن او قصر بطريق المفاوضات مع العدو والانخراط في التحول السلمي والاصلاح من داخل نظام الاستعمار الجديد وقد اثبتت التجربة العملية ان العديد من تحدث باسم الشيوعية انتهى امره في احضان النظام وتواجد في مؤسساته بما فيها البرلمان.
ان الانحراف التجريبي ادى بالمنظمة الى تشويه طبيعة الحزب الشيوعي وكذلك مفهوم الجبهة ويتبين ذلك في تركيبة الحزب المراد تأسيسه:" الشبيبة الثورية والمناضلين في الحركة الجماهيرية في أوجهها المتعددة وحقول حركتها المتنوعة. أيْ أولئك الذين نتقارب وإيّاهم في مستوى الخط السياسي ويشاركوننا بدرجة متقدمة قراءتنا لمنعرجات تطور حركة الصراع الوطني والطبقي في البلاد طيلة السنوات الفارطة. ونعتبر أنّهم رافد رئيسي من روافد مسار التأسيس،"(نص محطة وقاطرة في مسار...)فهو اذا حزب دون طبقة عاملة ودون فلاحين فقراء يقتصر على المتعاطفين مع طرح المنظمة.
قد لاتشكو المنظمة لا من انحراف عفوي و تجريبي ولا من غياب استراتيجيا واضحة بل ان قيادة المنظمة مكلفة بمهمة تجميع ما امكن تجميعه من المتعاطفين مع الطرح الشيوعي وجرهم الى معاداة الاطراف الشيوعية الحقيقية باتهامها بشتى النعوت حسب خطة مدروسة هدفها حبك الدسائس وتفكيك الحركة الشيوعية خاصة وان تصرف قيادة هذه المنظمة يدل على ذلك ولنا العديد من الحجج لاثابته فضلا عن تقييم المنظمة التي انشق هذا الشباب عنها والتي اتهمت بعض العناصر بالبولسة.علما وان المخبر المندس سبق له ان اقترح الاعلان عن مركز شيوعي ماوي للشباب وقدم بعض الاسماء اتضح فيما بعد انها مشبوهة فوقع طرده لكن احتضنته منظمة العمل الشيوعي رغم اعلامها بذلك وادعت انه لم يعد ينشط معها في حين ان العنصر المخبر ظهر في الصور اخيرا مع احد قيادي هذه المنظمة داخل المحكمة وفي موقع لايسمح حتى للمحامين التواجد فيه.
وفضلا عن تهيش دور الحزب وتشويه طبيعته كحزب الطبقة العاملة فانه يقع تشويه مضمون الجبهة الوطنية واستبدالها بحركة جماهيرية واسعة وكان الشيوعي لايعمل على ايجاد هذه الحركة في اطار الادواة ال3 وحتى ان وجدت مثل هذه الجبهة فلا يجب ان يكون لها برنامج حسب هؤلاء:" وأنّ أيّ طرح " لجبهة سياسية" بالمعنى الدقيق للكلمة ( برنامج سياسي وهيكلة ونظام داخلي .. إلخ )، يعتبر في تقديرنا قفزًا على المرحلة وعدم إدراك لخصوصياتها المتمثلة ( إضافة إلى ملامح الوضع السياسي العام"
(نص المقومة ومهمة تنظيم الجماهير)
يدل هذا الاستشهاد مرة اخرى على ان قيادة المنظمة ليست في حاجة الى الانضباط الى برنامج نابع من واقع الصراع الطبقي وان العفوية والتجريبية هي التي تقود هؤلاء على الاقل في الظاهر لان اهداف قيادة هذه المنظمة لاعلاقة لها بمهمة توحيد الشيوعيين كما سنرى ذلك في محور "وحدة الشيوعيين"
حلقة الثالثة: الارث التصفوي
الحلقة الرابعة: وحدة الشيوعيين المزعومة (المراسلات ومحتوى اللقاءات)
المراجع: البيان التأسيسي
نص المقاومة ومهمة تنظيم الجماهير
نص محطة وقاطرة في مسار تاسيس
محمد علي الماوي تونس 20 سبتمبر 2018