رسالة تشي جيفارا الى ابنته فى تشرين أول عام1965


ارنستو تشي غيفارا
2020 / 2 / 10 - 23:43     

أكتب لك اليوم, ولو أن الرسالة ستصلك متأخرة بما فيه الكفاية وأود أن تعلمي أني أفكر بك و آمل أن تمضي عيدا سعيدا.



لقد كدت تصيرين امرأة,و لم أقدر أن أكتب لك كما يكتبون للأطفال إذ يسردون لهم الحماقات والقصص.يجب أن تعلمي أني بعيد و سأبقى بعيدا عنك زمنا طويلا, باذلا كل ما باستطاعتي للكفاح ضد أعدائنا.

ليس ذلك أمرا عظيما, لكني أفعل شيئا ما, وأظن أنك ستكونين دوما فخورة بأبيك, كما أني فخور بك.تذكري أنه ما يزال أمامنا سنوات كثيرة من الكفاح و أن عليك أن تلعبي دورك فيه حتى عندما ستصيرين امرأة.

و بانتظارذلك, يجب أن تعدي نفسك, أن تكوني ثورية جدأ, هذا يعني في سنك الإكثار من الدراسة,قدر الإمكان, و الاستعداد دوما للدفاع عن القضايا العادلة.

بالإضافة إلى أطاعتك أمك و ألا تظني نفسك كبيرة قبل أن تكبري فسيتحقق ذلك.يجب أن تناضلي لتكوني من خيرة الطالبات في المدرسة, أن تكوني خيرهن بجميع المعاني,و تعلمين معنى ذلك: دراسة, موقف الثوري, رفاقية إلخ..

لم أكن هكذا في سنك و إنما عشت في مجتمع آخر, كان فيه الإنسان عدو الإنسان أما الآن فقد أسعدك الحظ بأن تعيشي في عصر آخر و يجب أن تكوني أهلا له.لا تنسي أن تقومي بجولة في المنزل لتفقد بقية الصغار و توصيهم بالعمل الجدي وأن يكونوا عاقلين. و خاصةأليدينا التي تصغي إليك جيدا لأنك أختها الكبرى.

والآن, يا صغيرتي أتمنى لك مرة أخرى عيدا سعيدا جدا. قبلي أمك و جينا و تقبلي قبلة كبيرة جدا و قوية جدا, تدوم طيلة الوقت الذي لن أراك فيه.

من أبيك