في ذكرى عمليات الانفال و قصف حلبجة : تسقط القومية ، يسقط الاسلام السياسي، عاشت الانسانية !


جلال محمد
2006 / 3 / 23 - 09:53     

من ثمانية عشرة سنة خلت و في لحظة من لحظات انفلات الصراع الاعمى بين التيار القومي العربي وتيار الاسلام السياسي البربري السائد في ايران و بدعم من طليعة الراسمالية العالمية الشرسة وبدور ذيلي ذليل للحركة القومية الكردية ، تم القضاء على خمسة الاف انسان برئ في حلبجة و اكثر من مئتي الف اخرين في مناطق كردستان العراق المختلفة في عمليات الانفال السيئة الصيت.
جاءت هذه الجريمة في سياق المذبحة العراقية الايرانية التي استمرت لثماني سنوات و ادت الى قتل اكثر من مليون انسان من الطرفين و الى اصابة اكثر من هذا العدد بعجز دائم و خراب ما لايحصى من البيوت و الممتلكات.
حتى هذه اللحظة و بعد ان سقط البعث لا يزال اهالي و اقرباء ضحايا الانفال يتعقبون الاخبار علهم يسمعون شيئا ، نبأ عن اعزائهم ، و بعد مرور 18 عاما على كارثة القصف تم العثور قبل ايام على جمجمة طفل في احدى خرائب حلبجة.
ان واقع ترقب اهل ضحايا الانفال او اكتشاف الجماجم و الاشلاء البشرية سواء في كردستان او بقية مناطق العراق الاخرى تشكل ادلة ليس على مدى وحشية البعث و حجم جرائمه فحسب بل وتفضح ايضا فساد حكام العراق الراهنين و مدى معاداتهم لجماهير العراق . فمتى كان هؤلاء الحكام يعيرون اهتماما لمعالجة جروح و الام الجماهير؟ الم يكن شغلهم الشاغل هو لجم موجات الاحتجاجات الجماهيرية و حرفها عن مسارها الصحيح و ربطها بسياسات دول المنطقة الرجعية؟
ان العمل على ربط مصير النضال العادل لجماهير العراق ضد نظام البعث الدموي بسياسية امريكا الرجعية و عسكرتاريتها، بتيار الاسلام السياسي اللانساني و النظام الايراني الرجعي و بسياسة دول المنطقة الاخرى ، بالسياسة القومية و الطائفية و بالشريعة و القوانين الاسلامية هي الخطوط الرئيسية لسياسة الاحزاب السائدة في العراق سواء في الماضي القريب او خلال ايامنا الراهنة . ولذلك فان المحور الرئيسي لسياساتها و ممارساتها القادمة سيكون نهب الجماهير و سلب قوتها الضئيل اصلا و فرض نظام قمعي و مستبد عليها و ليس الاهتمام و العمل على مداواة جروحها العميقة و تأمين مستلزمات حياتها اليومية و الضرورية .
بعد مرور 18 عاما على ضرب حلبجة يتصاعد استياء جماهيرها الى حد الانفجار و تنزل الى الشارع و تعلن على الملأ؛ كفى نهبا لضحايا حلبجة و المتبقين من اقاربهم ، الى متى تتاجرون بجثث وقبور اعزائنا ؟ اننا نطالب و بعد 18 عاما بمعالجة جرحى و مشوهي القصف المذكور المهملين حتى الان ، الا ان قوات الاتحاد الوطني الكردستاني تواجههم بالرصاص، تقتل و تجرح منهم و يلجأ الاتحاد الوطني الى تجميع عدد من الاحزاب، التي يروضها و يرشيها الى اصدار بيان يدينون في اول فقراته تظاهرة و مطالب اهالي الضحايا .
ايها السيدات والسادة ....
ان اساس عمليات الانفال يكمن في الظلم الذي تتعرض له جماهير كردستان و بكون قضيتها باقية غير محلولة حلا جذريا ، هذا الواقع يحمل في طياته امكانية عمليات انفال اخرى و امكانية بقاء و استمرار تسلط احزاب كردية طفيلية تتاجر بنضال الجماهير العادل في سياق المساومات الاقليمية و الدولية و تحرفها عن مسارها العادل تماما كما تفعل في ايامنا الراهنة ولذلك نعتقد بان العودة الى تحكيم الارادة الحرة لجماهير كردستان و تفعيلها من خلال القيام بعملية استفتاء حرة تقرر فيها جماهير كردستان على الانفصال و انشاء دولة مستقلة او البقاء ضمن الدولة العراقية بحقوق متساوية هو الضمان الوحيد لعدم تكرار انفالات اخرى . ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يدعو جماهير كردستان للتصويت لصالح الانفصال في عملية الاستفتاء المذكورة.
و اخيرا فانني اوجه شكري للمركز الثقافي الكردي لاحياء هذه المناسبة و من اجل تفعيل ما القيناه من كلمات و خطابات اقترح توجيه رسالة تضامنية باسم الحاضرين الى تظاهرات سكان حلبجة و رسالة احتجاج الى حكومة اقليم كردستان لممارستها الاساليب القمعية في تصديها للتظاهرة المذكورة . وشكرا لكم .

عن لجنة استراليا للحزب الشيوعي العمالي العراقي
_______________________________________________________________________
نص الكلمة التي القاها، جلال محمد بالكردية في حفل احياء ذكى ضحايا الانفال و قصف حلبجة بالغازات السامة في سيدني/ استراليا بحضور ممثلي مجموعة من الاحزاب و الشخصيات الكردية و العربية من االعراق و ايران.