200 عام على ميلاد كارل ماركس – مؤسس الشيوعية العلمية (2)


خليل اندراوس
2018 / 6 / 9 - 10:31     

دراسة بعمق
نظرا للاخفاقات والاحباطات المتكررة للثورات والحركات العمالية فقد سعى ماركس لدراسة الرأسمالية بعمق فكان يقضي اوقاتا طويلة في قاعة المطالعة بالمتحف البريطاني دارسا ومتأملا لاعمال الاقتصاديين السياسيين بالاضافة إلى الوثائق الاقتصادية، وفي عام 1857 كانت قد وصلت ملاحظاته ومقالاته القصيرة حول رأس المال والملكية العقارية والعمالة المأجورة والدولة والتجارة الخارجية والسوق العالمية لأكثر من ثمانمئة صفحة ولم تتم طباعة هذا العمل حتى عام 1941 تحت عنوان “Grundrisse”


بلا جنسيّة
توفي ماركس بلا جنسية، قامت عائلته واصدقاؤه بدفنه في مقبرة هايغيت بلندن في يوم 17 آذار 1883، كان هناك ما بين تسعة إلى احد عشر مشيعا اثناء جنازته منهم ليبكنخت وانجلز، وخطبة انجلز احتوت على الفقرة: "في الرابع عشر من شهر آذار في الثالثة الا ربعا مساء، اعظم مفكر حي توقف عن التفكير، كان قد ترك وحده بالكاد لدقيقتين، وعندما عدنا وجدناه على كرسيه المتحرك، قد نام بهدوء ولكن إلى الابد". كان بين الحضور ابنه ماركس ايلانور وصهراه الاشتراكيان الفرنسيان شارل لونفيه وبول لافارك



بعد سقوط كومونة باريس عام 1871، التي قدرها ماركس تقديرا عميقا صائبا، باهرا، فعالا، ثوريا (انظر كتاب الحرب الاهلية في فرنسا 1871)، وبعد الانشقاق الذي احدثه الباكونينيون في الاممية، لم يعد باستطاعة هذه الاممية ان تعيش في اوروبا الح ماركس عقب انتقال المجلس العام للاممية إلى نيويورك، وهكذا انجزت الاممية الاولى مهمتها التاريخية مفسحة المجال لمرحلة من النمو في الحركة العمالية في جميع بلدان العالم نموا اقوى واشد مما مضى إلى ما لا قياس له، مرحلة تطور هذه الحركة من حيث الاتساع بالضبط مرحلة تأليف احزاب عمالية اشتراكية جماهيرية في نطاق كل من الدول القومية. وهنا لا بد ان نذكر بان ماركس عام 1864 اصبح مشاركا في الجمعية الدولية حيث استطاع ان يكون المستشار العام لها في عام 1864، في هذه المنظمة اشترك ماركس في صراع مع ميخائيل باكونين (1814 – 1876) وعلى الرغم من حسم ماركس ذلك التحدي اقترح كما قيل اعلاه نقل مقر المجلس العام للاممية من لندن إلى نيويورك عام 1872، وكان الحدث السياسي الابرز خلال فترة عمل الاممية الاولى هو ذلك الذي حدث في باريس عام 1871 (كومونة باريس 1871) حينما ثار سكان مدينة باريس على حكومتهم واعتصموا في المدينة لمدة شهرين، وكرد فعل على القمع الدموي الذي قوبلت به تلك الانتفاضة، كتب ماركس احد ابرز كتيباته "الحرب الاهلية في فرنسا" مدافعا عن "كومونة باريس".
نظرا للاخفاقات والاحباطات المتكررة للثورات والحركات العمالية فقد سعى ماركس لدراسة الرأسمالية بعمق فكان يقضي اوقاتا طويلة في قاعة المطالعة بالمتحف البريطاني دارسا ومتأملا لاعمال الاقتصاديين السياسيين بالاضافة إلى الوثائق الاقتصادية، وفي عام 1857 كانت قد وصلت ملاحظاته ومقالاته القصيرة حول رأس المال والملكية العقارية والعمالة المأجورة والدولة والتجارة الخارجية والسوق العالمية لأكثر من ثمانمئة صفحة ولم تتم طباعة هذا العمل حتى عام 1941 تحت عنوان “Grundrisse”، وفي عام 1859 قام ماركس بنشر اسهام في نقد الاقتصاد السياسي الذي يعد اول اعماله الاقتصادية الحقيقية وقد عمل في اوائل الستينيات من القرن التاسع عشر على تأليف ثلاثة مجلدات كبيرة فيما يعرف بـ "نظريات فائض القيمة" التي تناول فيها منظري الاقتصاد السياسي الرأسمالي وخاصة آدم سميث وديفيد ريكاردو وعادة ما ينظر لهذا العمل على انه رابع كتاب عن رأس المال وانه يمثل احد اوائل المؤلفات الشاملة عن الفكر الاقتصادي السياسي الماركسي وقد تم نشر اول مجلد عن رأس المال في عام 1867 وهو العمل الذي تناول بالتحليل العملية الانتاجية الرأسمالية، هنا فصل ماركس نظريته عن فائض القيمة ورؤيته بالنسبة لفائض القيمة والاستغلال، وقد ظل المجلدان الثاني والثالث من كتاب رأس المال مجرد مخطوطات قد واظب ماركس على العمل عليها بقية حياته وقد قام انجلز بنشرها بعد وفاته.
ما بذله ماركس من نشاط شديد في الاممية وما قام به من اعمال نظرية بمزيد من الشدة والمثابرة ايضا، قد زلزلا صحته زلزلة نهائية، وقد واصل وضع الاقتصاد السياسي على اسس جديدة واتمام كتاب "رأس المال" جامعا عددا ضخما من المستندات الجديدة ودارسا عدة لغات (اللغة الروسية مثلا) وقد حاول دراسة اللغة العربية وخاصة في فترة الحرب التركية الروسية وخلال زيارته للمغرب الا انه لم يتمكن اتقان وتعلم اللغة العربية، وايضا المرض اقعده عن انجاز كتاب "رأس المال".
كتب انجلز عن ماركس يقول انه "الرجل الذي كان اول من اعطى الاشتراكية وبالتالي عموم الحركة العمالية في ايامنا اساسا علميا" واضاف انجلز يقول: "من بين الاكتشافات الهامة العديدة التي سجل بها ماركس اسمه في تاريخ العلم، يمكننا ان نتناول الآن هنا اثنين منها فقط" اولهما الانقلاب الذي احدثه في كامل مفهوم التاريخ العالمي. ففي اساس جميع النظرات السابقة إلى التاريخ كانت تقوم الفكرة القائلة انه ينبغي في آخر تحليل التفتيش عن سبب جميع التغيرات التاريخية في افكار الناس المتغيرة وان التغيرات السياسية هي بين جميع التغيرات التاريخية، التغيرات الاهم، التغيرات التي تحدد التاريخ كله، اما اين تظهر الافكار عند الناس وما هي الاسباب المحركة للتغييرات السياسية فان هذا لم يكن موضع تفكير عميق، فقط في مدرسة المؤرخين الفرنسيين الحديثة وجزئيا في مدرسة المؤرخين الانجليز، نشأ الاعتقاد ان نضال البرجوازية النامية ضد النبلاء الاقطاعيين في سبيل السيادة الاجتماعية والسياسية هو القوة المحركة للتاريخ الاوروبي على الاقل منذ القرون الوسطى.
اما ماركس فقد برهن ان تاريخ البشرية السابق كله هو تاريخ النضال بين الطبقات، وان الكلام في كل النضال السياسي المتنوع والمعقد قد دار دائما على وجه الضبط حول السيادة الاجتماعية والسياسية لهذه او تلك من طبقات المجتمع حول احتفاظ الطبقات القديمة بالسيادة، حول توصل الطبقات الجديدة المتصاعدة إلى السيادة. ولكن بفعل أي شيء تظهر هذه الطبقات وتوجد بفعل الظروف المادية المحسوسة بشكل طبيعي صرف، المتوفرة كل مرة والتي ينتج ويبادل المجتمع في ظلها في كل عصر بعينه وسائل العيش الضرورية، فان السيادة الاقطاعية في القرون الوسطى كانت تعتمد على اقتصاد المشاعات الفلاحية الصغيرة التي تكفي نفسها بنفسها والتي كانت تنتج بنفسها قرابة جميع الوسائل الضرورية لاستهلاكها ولم تكن تعرف تقريبا التبادل والتي كان النبلاء ذوو النزعة الحربية يؤمّنون لها الحماية من الاعداء الخارجيين ويؤمّنون لها الصلة القومية او على الاقل الصلة السياسية. وعندما انبثقت المدن وانبثقت معها الصناعة الحرفية المحصورة وانبثق التداول التجاري داخل البلد في بادئ الامر، ثم على الصعيد العالمي عند ذاك تطورت البرجوازية المدينية التي سبق ان ظفرت لنفسها في القرون الوسطة في غمرة النضال ضد النبلاء بمكان في النظام الاقطاعي بوصفها هي ايضا فئة مميزة.
ولكن البرجوازية كسبت منذ اكتشاف الاراضي خارج اوروبا منذ اواسط القرن الخامس عشر ميدانا ارحب بكثير لاجل النشاط التجاري وكسبت بالتالي حافزا جديدا لاجل انماء صناعتها، فإذا الحرفة في اهم الفروع تزحزحها المانيفاكتورة التي غدت مصنعية من حيث طابعها، واذا المانيفاكتورة بدورها تزحزحها الصناعة الكبيرة التي غدت ممكنة بفضل اختراعات القرن الماضي، ولا سيما بفضل اختراع الآلة البخارية، اما الصناعة الكبيرة فقد اثرت تأثيرا معاكسا في التجارة مزحزحة العمل اليدوي القديم في البلدان المتأخرة وخالقة في البلدان الاكثر تطور وسائل جديدة عصرية للمواصلات، البواخر والسكك الحديدية والتلغراف الكهربائي وعلى هذا النحو اخذت البرجوازية تركز اكثر فأكثر في يدها الثروات الاجتماعية والقوة الاجتماعية، رغم انها ظلت طويلا محرومة من السلطة السياسية التي بقيت في ايدي النبلاء ولكنها في درجة معينة من التطور – في فرنسا منذ الثورة الكبرى – ظفرت ايضا بالسلطة السياسية واصبحت بدورها الطبقة السائدة حيال البروليتاريا والفلاحين الصغار. ومن وجهة النظر هذه، وطبعا بعد الاطلاع الكافي على اوضاع المجتمع الاقتصادية في المرحلة المعينة (وهذا غير متوفر اطلاقا عند مؤرخينا الاختصاصيين)، تفسر جميع الظاهرات التاريخية بأبسط نحو كما تفسر ايضا تصورات وافكار كل مرحلة تاريخية معينة بشكل بسيط للغاية بشروط الحياة الاقتصادية وبالعلاقات الاجتماعية والسياسية التي تشترطها هذه الشروط في هذه المرحلة، وللمرة الاولى اقيم التاريخ على اساسه الفعلي وهذا الواقع الجلي.
لكن الذي غاب عن البال كليا حتى الآن، وهو انه يجب على الناس بادئ ذي بدء ان يأكلوا ويشربوا ويملكوا مسكنا ويلبسوا وانه يجب عليهم بالتالي ان يشتغلوا قبل ان يصبح في امكانهم النضال من اجل السيادة والاهتمام بالسياسة والدين والفلسفة الخ.. هذا الواقع البيّن تم الآن في آخر المطاف الاعتراف بحقوقه التاريخية. ان هذا المفهوم الجديد عن التاريخ قد اتسم بأكبر قدر من الاهمية بالنسبة للنظرة الاشتراكية إلى العالم، فقد اثبت ان التاريخ كله يسير في الوقت الحاضر ايضا في طريق التناحر والنضال بين الطبقات وانه وجدت على الدوام طبقات سائدة ومسودة، مستغِلة ومستغَلة، وان الاغلبية الهائلة من البشر كان دائما من نصيبها العمل القاسي والعيشة الحقيرة، لماذا؟ بكل بساطة لأن الانتاج كان ضعيف النمو في جميع الدرجات السابقة من تطور البشرية إلى حد انه لم يكن بوسع التطور التاريخي ان يتحقق الا في هذا الشكل التناحري وأن التقدم التاريخي كان يمثله برمته وكليته نشاط اقلية مميزة ضئيلة، بينما كان السواد الاعظم محكوما عليه بكسب وسائل عيشه الزهيدة فضلا عن العمل دائما على زيادة ثروات المميزين، ولكن هذا المفهوم ذاته عن التاريخ الذي يفسر بنحو طبيعي ومعقول السيادة الطبقية القائمة حتى الآن والتي لا يمكن تفسيرها على شكل آخر الا بإرادة الناس الشريرة، يؤدي ايضا إلى الاقتناع بان الاساس الاخير لانقسام الناس إلى سادة ومسودين ومستغِلين ومستغَلين يزول في اكثر البلدان تقدما على الاقل، نتيجة لنمو القوى المنتجة نموا هائلا في الوقت الحاضر وبان البرجوازية الكبيرة السائدة قد لعبت دورها التاريخي، وبانه لم يعد في مقدورها ان تقود المجتمع وليس هذا وحسب، بل بلغ بها الامر انها امست كابحا لاطراد نمو الانتاج كما تبين ذلك الازمات التجارية، - ولا سيما الانهيار الاخير – وضعف الصناعة في جميع البلدان وبان قيادة التاريخ قد انتقلت الآن إلى البروليتاريا، إلى الطبقة التي لا تستطيع ان تحرر نفسها، بحكم جميع شروط وضعها الاجتماعي، الا بالقضاء على كل سيادة طبقية وكل عبودية وكل استثمار على العموم وبان القوى المنتجة الاجتماعية التي تنامت إلى حد ان البرجوازية لم تعد تستطيع السيطرة عليها، لا تفعل غير ان تنتظر ان تمتلكها البروليتاريا المتحدة وتقيم نظاما يوفر لكل عضو من اعضاء المجتمع، لا فرص الاشتراك في الانتاج وحسب، بل ايضا فرصة الاشتراك في توزيع وادارة الثروات الاجتماعية نظاما يزيد قوى المجتمع المنتجة والمنتجات التي تصنعها ويكثرها بتنظيم كل الانتاج تنظيما منهاجيا إلى حد يضمن لكل فرد تلبية حاجاته المعقولة بمقادير متعاظمة على الدوام "اما الاكتشاف الهام الثاني الذي حققه ماركس فيتلخص في توضيح العلاقة بين الرأسمال والعمل توضيحا وافيا نهائيا وبتعبير آخر، في تبيان الطريقة التي يتحقق بها استغلال العامل من قبل الرأسمالي في المجتمع الحالي في ظل اسلوب الانتاج الرأسمالي القائم، فمنذ ان تقدم الاقتصاد السياسي بالموضوعة القائلة ان العمل هو مصدر كل ثروة وكل قيمة كان لا بد ان ينهض السؤال التالي: كيف يمكن التوفيق بين هذا والامر التالي وهو ان العامل الاجير لا يحصل على مقدار القيمة التي ينتجها بعمله ويجب ان يعطي الرأسمالي قسما منها؟ عبثا حاول الاقتصاديون البرجوازيون وعبثا حاول الاشتراكيون ان يعطوا جوابا معللا علميا عن هذا السؤال إلى ان جاء ماركس اخبر بحله.
هذا الحل يتلخص فيما يلي: ان اسلوب الانتاج الرأسمالي الحالي يفترض وجود طبقتين اجتماعيتين هما من جهة الرأسماليون الذين يملكون وسائل الانتاج ووسائل العيش ومن جهة أخرى البروليتاريون المحرومون من هذه وتلك، والذين لا يملكون سوى بضاعة واحدة لاجل البيع هي قوة عملهم وهم مضطرون إلى بيع قوة عملهم لكي يحصلوا على وسائل العيش الضرورية. ولكن قيمة البضاعة تحدد بكمية العمل الضروري اجتماعيا المضمن في انتاجها، وبالتالي في تجديد انتاجها ولذا تحدد قيمة قوة عمل انسان متوسط في يوم او شهر او سنة بكمية العمل المضمن في مجمل وسائل العيش الضرورية لأجل الحفاظ على قوة العمل هذه خلال يوم او شهر او سنة.
لنفترض انه ينبغي ست ساعات عمل او – والامران سيان – ان العمل المضمن فيها يوازي ست ساعات عمل لاجل انتاج وسائل عيش العامل ليوم واحد ففي هذه الحال سنجد قيمة قوة العمل في سياق يوم واحد تعبيرا عنها في مبلغ النقود التي تجسد كذلك ست ساعات عمل، ثم لنفترض ان الرأسمالي الذي يقدم للعامل عملا يدفع له هذا المبلغ أي كامل قيمة قوة عمله فإذا اشتغل العامل على هذا النحو، ست ساعات في اليوم لأجل الرأسمالي لعوّض تماما على الرأسمالي النفقات التي تحمّلها أي ست ساعات عمل مقابل ست ساعات عمل وفي هذه الحال، لا يحصل الرأسمالي بالطبع على أي شيء. ولهذا يتصور الرأسمالي الامر بصورة مختلفة تماما، فهو يقول: انا اشتريت قوة هذا العامل لا لست ساعات بل ليوم كامل ولهذا يجبر الرأسمالي العامل على العمل 8 ساعات او 10 ساعات او 12 او 14، او اكثر حسب الظروف وهكذا يكون انتاج الساعة السابعة والثامنة والساعات التالية نتاج عمل غير مدفوع الاجر ويمضي مباشرة إلى جيب الرأسمالي. وعليه، لا يجدد العامل في خدمة الرأسمالي قيمة قوة عمله التي دفع الرأسمالي اجرها وحسب، بل ينتج ايضا علاوة على ذلك قيمة زائد يستأثر بها الرأسمالي في البدء ثم توزع فيما بعد بموجب قوانين اقتصادية معينة، بين طبقة الرأسماليين برمتها وتؤلف ذلك المصدر الذي ينجم منه الريع العقاري والربح وتراكم الرأسمال وبكلمة، جميع تلك الثروات التي تستهلكها او تكدسها الطبقات غير العاملة. ولكنه اقيم البرهان بذلك على ان اثراء الرأسماليين المعاصرين يتحقق بواسطة امتلاك عمل غير مدفوع الاجر، يقوم به آخرون بدرجة لا تقل عما كان عليه الحال عند مالكي العبيد او عند الاقطاعيين الذين كانوا يستغلون عمل الاقنان، وعلى ان جميع اشكال الاستغلال هذه لا تختلف بعضها عن بعض الا بالطريقة التي يجري بها امتلاك العمل غير المدفوع الاجر. ولكن بفضل هذا تحطم الاساس الاخير الذي تعتمد عليه الطبقات المالكة للتشدق بالاقوال المنافقة الزاعمة ان النظام الاجتماعي الحالي يسوده القانون والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات والتوافق العام بين المصالح، وبفضل هذا انفضح المجتمع البرجوازي الحالي بدرجة لا تقل عن درجة انفضاح المجتمعات السابقة انفضح بوصفه مؤسسة كبيرة جدا لاستغلال الاغلبية الهائلة من الشعب من قبل اقلية ضئيلة تقل باستمرار على هذين الاساسين الهامين ترتكز الاشتراكية العلمية المعاصرة". (مقال لانجلز تحت عنوان كارل ماركس – عن كتاب كارل ماركس وفريدريك انجلز – في ذكريات معاصريهما).



وفاة ماركس:

وهنا لا بد ان نذكر بانه بعد وفاة زوجة ماركس جيني في كانون الاول عام 1881 اصيب ماركس بالتهاب القناة التنفسية الذي ابقاه في اعتلال في الصحة على الاقل لمدة 15 شهرا من حياته بعد وفاة زوجته. اصيب بالتهاب الشعب الهوائية والتهاب الغشاء البلوري المغطي للرئتين مما ادى إلى وفاته في لندن بتاريخ 14 آذار عام 1883.
توفي بلا جنسية، قامت عائلته واصدقاؤه بدفنه في مقبرة هايغيت بلندن في يوم 17 آذار 1883، كان هناك ما بين تسعة إلى احد عشر مشيعا اثناء جنازته منهم ليبكنخت وانجلز، وخطبة انجلز احتوت على الفقرة: "في الرابع عشر من شهر آذار في الثالثة الا ربعا مساء، اعظم مفكر حي توقف عن التفكير، كان قد ترك وحده بالكاد لدقيقتين، وعندما عدنا وجدناه على كرسيه المتحرك، قد نام بهدوء ولكن إلى الابد".
وكان بين الحضور ابنه ماركس ايلانور وصهراه الاشتراكيان الفرنسيان شارل لونفيه وبول لافارك، وألقى مؤسس وزعيم الحزب الاشتراكي الدمقراطي الالماني ليبكنخت خطابا باللغة الالمانية، اما لونغيه وهو احد قادة الطبقة العاملة الفرنسية فقد القى بيانا قصيرا باللغة الفرنسية، كما تم قراءة برقيتين من حزب العمال في فرنسا واسبانيا. وقد حضر الجنازة اشخاص لم تكن لهم صلة قرابة بماركس ومن بينهم ثلاثة شيوعيين شركاء لماركس وهم: فريدريك ليسنر، الذي سجن لمدة ثلاث سنوات بعد محاكمة الحزب الشيوعي في كولونيا عام 1852، وجي لوشنر والذي وصفه انجلز بانه "عضو قديم في "عصبة الشيوعيين"، وكارل سكورليمر وهو استاذ الكيمياء في مانشستر وعضو في الجمعية الملكية وناشط شيوعي شارك في ثورة بادن عام 1848، وايضا كان بين الحضور راي انكيستر وهو عالم حيوان بريطاني اصبح فيما بعد اكاديميا بارزا.
وعند وفاة انجلز في عام 1895 ترك جزءا كبيرا من ثروته التي بلغت 4.8 مليون دولار لابنتي ماركس اللتين كانتا على قيد الحياة، يحمل قبر ماركس رسالة منحوتة تقول "يا عمال العالم اتحدو"، وهو السطر الاخير من البيان الشيوعي، كما احتوى على مقطع من كتاب "حول فورباخ" (حرره انجلز) "كل ما فعله الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة، لكن المهم هو تغييره". في عام 1945 قام الحزب الشيوعي في بريطانيا ببناء شاهد قبر ضخم مع تمثال نصفي له نحته لورانس برادشو.



بعض الحقائق السريعة:

عن كارل ماركس:
- اراد كارل ماركس ان يدرس النقد الدرامي ولكن والده اقنعه بالعدول عن ذلك.
- اكمل كتابة "البيان الشيوعي" خلال ستة اسابيع فقط.
- غاد احد الاجتماعات الماركسية غاضبا وقال إن كان هؤلاء ماركسيون فأنا لست كذلك.
- عاش حياته متألما فقد عانى امراضا عدة منها مشاكل في الكبد، والروماتيزم والصداع المتكرر والتهاب الاسنان ونوبات من الارق.
- من اقواله "في النشاط الثوري يجري تبدل الذات نفسها في آن واحد مع تحول الظروف" (ماركس "موضوعات عن فورباخ).



مؤلفات كارل ماركس:
• نقد فلسفة الحق عند هيغل 1843
• حول المسألة اليهودية 1843
• العائلة المقدسة 1845
• بؤس الفلسفة 1847
• العمل المأجور ورأس المال 1847
• البيان الشيوعي – 1848
• الصراعات الطبقية في فرنسا 1850
• الثامن عشر من برومير لويس بونابرت – 1852
• كتابات عن الحرب الاهلية الامريكية 1861
• نظريات فائض القيمة – 1861
• 3 مجلدات – القيمة والسعر والربح – 1865
• رأس المال. المجلد الاول 1867
• الحرب الاهلية في فرنسا 1871
• نقد برنامج غوته 1875
• ملاحظات حول فاغنر 1883
• رأس المال المجلد الثاني (نشر بعد وفاته من قبل انجلز) – 1885
• رأس المال المجلد الثالث (نشر بعد وفاته من قبل انجلز) – 1894