ورقة عمل مقدمة إلى الاجتماع الثاني للجبهة العالمية المناهضة للامبريالية في اسطنبول


حزب اليسار الشيوعي العراقي
2018 / 5 / 17 - 22:58     

ورقة عمل مقدمة إلى الاجتماع الثاني للجبهة العالمية المناهضة للامبريالية في اسطنبول 11/2014 قدمها الرفيق (ع. ح. ص).
أولاً :- طبيعة الامبريالية
1- كما رأى لينين : أن التطور الهائل للراسمالية في القرن المنصرم والقرن الذي يسبقه قد هيأ فرصة عدوانية لنشاط الرساميل الكبرى ، فانطلقت موجة حروب استعمارية ضد البلدان بغية تحقيق ارباح متعاظمة وتحقيق تراكم متتالي للرأسمال .من خلال ثلاث حلقات اساسية : (ايجاد اسواق جديدة لمنتجاتها في البدان التي تستعمرها . + ايجاد المواد الأولية التي يمكن استغلالها في ادامة عجلة الصناعات الرأسمالية في البلدان الأم + ايجاد فرص توظيف رأس المال المتراكم في البلدان المستعمرة) . ومن هنا كانت الامبريالية بقوتها الصناعية الكبرى قادرة على مجابهة مقاومة البلدان وشن الحروب ضدها وفرض الهيمنة عليها وعلى ثرواتها.
2- الامبريالية في زمن تدويل رأس المال : قامت الشركات الكبرى حسب سياسة ( توسيع الاستثمار) تحت مسمى سياسي ( النظام الاقتصادي العالمي الجديد ) بالعمل على نقل صناعات مهمة من المراكز ( الدول الصناعية الأم ) إلى بلدان أخرى نامية ونصف نامية فضلاً عن نظام النقل فيما بين الدول الصناعية الكبرى . الأمر الذي منح الاقتصاد العالمي حركة جديدة جرى على أساسها صنع دكتاتوريات قامت الدول الصناعية بحمايتهاعسكرياً ضد الرافضين للدكتاتوريات ، واحياناً شن الحرب بالنيابة عنها .
3- الامبريالية في زمن العولمة : وهو موضوع الساعة ، كما إننا نلمس اليوم ما يرشح عنه من مساوئ وعدوان تجري فيه انهار من الدم ومصادرة كاملة للحريات تحت طائلة الحماية الاقليمية والدولية وكذلك شيوع مفهوم الدولة المهمة في السياسة الدولية ،وحقها في التوسع.

ثانياً : رأينا
نرى بشكل موجز : أن الرأسمالية عبر العالم بدأت ومنذ اكثر من نصف قرن ، تتكون على أساس من الوحدة العابرة للحدود والقوميات بشكل كبير ، وتكاد بداية هذا التكوّن تُؤرَّخ قبل انطلاق مفهوم النظام الاقتصادي العالمي الجديد في الفكر الاقتصادي الذي يعود إلى منتصف القرن المنصرم . حيث تحولت ، وفق هذا النظام ، الدول الصناعية من بلدان ذات اقتصاديات وطنية مستقلة إلى بلدان تشترك جميعها في بنية صناعية رأسمالية متشابكة عبر حدودها الوطنية. أي تحولت إلى ( منظومة رأسمالية ) حسب تعبير الاقتصادي الأمريكي كوكس في خمسينات القرن المنصرم .
ومن هذا نرى أن الامبريالية لم تعد نظام دولة رأسمالية يقوم بالعدوان من اجل نهب ثروات البلدان التي تتعرض للغزو من قبل البلدان الصناعية الرأسمالية الوطنية ، بل أصبح الأمر اكثر خطورة حيث تحولت الامبريالية إلى منظومة ( اقتصادية سياسية ) تمارس هيمنتها واستغلالها الدولي بالتعاون فيما بين الدول الرأسمالية الصناعية الكبرى ، وبتأييد عالمي تقف فيه الأمم المتحدة موقف المتفرج الحيادي ، أو تقوم بتبريره وايجاد الذرائع له عبر التجاوز على الأنظمة والقوانين الدولية واحياناً خارجها ، من مثل ؛ حق الدول الكبرى بفرض النظام على الفوضى خارج حدودها الوطنية ( القومية ) . وحقها في حماية نفسها من الاعمال العدوانية قبل وقوعها (بمسمى الضربات الاستباقية ) ، ومحاربة الارهاب أو مطاردته ... الخ . من هنا يمكن إن جاز لنا، أن نطلق اليوم على الامبريالية ( المنظومة الامبريالية ) التي تقوم بحماية مصالح البلدان الصناعية مجتمعة ومنفردة ، عن طريق القوى العسكرية المنظمة بالأحلاف الدولية كحلف الناتو ، والتحالفات الاقليمية والمؤقتة . فضلاً عن أن الدولة الاكثر قوة العالم ( الولايات المتحدة الامريكية ) تعمل بوصفها ( الشرطي الدولي ) فتشن الحروب نيابة عن الدول الصناعية الكبرى باشتراطات مالية واقتصادية ، وامتيارزات سياسية واقتصادية على مستوى العالم ايضاً .

ثالثاً : الموقف والعمل ضد الامبريالية
في اجواء العدوانات الراهنة المنتشرة في عالمنا بشكل مرعب ، وبسبب ابتكار الدول الامبريالية لنظام جديد من الحروب اطلقت عليه ( النموذج الرابع للحروب ) الذي تحاول من خلاله الوصول بحكومات البلدان إلى ما يسمى ( الدولة الفاشلة ) ، بقصد تغييرها وفق المصالح الامبريالية بيسر وسهولة وبتدخل بالدم الباررد من قبل الامبريالية. حيث تقوم الامبريالية بدءً بتكريس النزاعات الطائفية والقومية بين ابناء البلد الواحد لتقوم الحرب الداخلية مقام الحرب من الخارج وتؤدي مهام العدوان الخارجي كاملاً. ووفقاً لهذا النموذج لم تعد الامبريالية مهتمة بارسال جنود بلدانها إلى الحرب في البلدان التي تبتغي بسط هيمنتها عليها إلاّ ماندر، وكذلك لم تعد مهتمة بمستلزمات العدة الحربية لكل جندي من جنودها، وحيث تتجنب الامبريالية وفق هذا النموذج الانفاق على ما يكلفه ارسال الجنود في موضوع الصرف على التموين والاسناد بالعتاد ومتطلبات المعارك، فإننا والحال هذه امام مشكلة جديدة تتطلب تفصيلها والاستعداد لمواجهتها على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي.

وفي برنامجنا لهذا الموضوع جملة من الآراء والتطبيقات التي تحتاج لدراسة ومشاركة الجميع في سبيل التصدي للعدوان الامبريالي الراهن وأساليبه في الهيمنة وطرقها.

1- محلياً :
- تظافر الجهود من قبل جميع القوى التقدمية والمحبة للسلام والحرية من أجل دفع الحكومة والبرلمان على سن القوانين التي تعمل في توثيق لحمة المواطنة، واصدار القرارات المكملة لها والتي تحميها من التلاعب والتزييف.
- العمل بصورة مشتركة لألغاء مواد الدستور التي تشجّع على الفرقة والتنازع ، وتصادر حرية الآخرين المختلفين اثنياً ومذهبياً وطائفياً .
- اعادة بناء المؤسسات على وفق الخبرة والمعرفة بشؤون العمل بدءً من الوزارات وانتهاء بفروعها ومديرياتها في المحافظات والمناطق البعيدة .
- سن القوانين التي تحفظ حقوق الناس والتأكيد على تطبيقها بقوة بما يمنع التسيب والتصرف الكيفي ( مثل قانون العمل ، قانون حرية الاحزاب ، قانون حرية العمل النقابي.. الخ )
- العمل معاً في حملات تثقيفية غير منقطعة تشترك فيها جميع القوى المحبة للسلام والتقدم، تمسح البلد بأكمله ، تتناول قيم المواطنة والحريات والمساواة والعدالة ، والعمل على ترسيخها بشكل فاعل عن طريق التدخل في حل مشاكل الناس والدفاع عن متطلباتهم دونما تمييز .

2- اقليمياً ودولياً :
- مع تراص القوى ومن دون التفريط في (محلياً) يشارك الجميع بما فيها الصحافة ، في دفع الحكومة على اتخاذ الاجراءات القانونية الدولية لتأكيد السيادة الوطنية .
- دفعها لتنظيم علاقاتها الاقليمية والدولية بما يحفظ السيادة الوطنية، في اتفاقات ثنائية ومتعددة مع الاطراف المعنية .
- تنظيم حسن الجوار وعدم الاعتداء بين البلد وجواره، وفض المنازعات حول الاراضي والمياه بشكل سلمي .
- وبسبب الاطالة هناك أمور اخرى..
يتقدم ذلك كله :
1- رص الصف التقدمي في المنطقة وتوثيق الصلات وادامتها ، واستمرار التشاور واللقاءات بشكل دوري للاطلاع على المنجزات السابقة .
2- تضامن وتحالف القوى اليسارية والتقدمية محلياً بما يضمن وحدة كلمتها وتشخيص اهدافها المرحلية، وتنظيم اساليبها النضالية.
3- اصدار مطبوع اسبوعي يعني بالمتغيرات والانجازات المتحققة من العمل المشترك في الداخل والخارج على حد سواء.
حزب اليسار الشيوعي العراقي
11/2014