الرأسماليه في كامل قيافتها .. والتأريخ الأنساني , يتلاشى ..ج7


ليث الجادر
2018 / 2 / 13 - 02:06     

احتمالية الخلل في اداء القوه العسكريه والى هذا المستوى المتدني لايمكن ان تكون معقوله .. كما ان التفكير باحتمالية توريط الموؤسسه السياسيه لها لايمكن ان يكون تفكيرا عقلاني ! لكن هذين التساؤليين لم يكونا الا في السياق العقلي !فما الذي يحدث ؟ كيف ان الانضباط بالعقلانيه ينتج اللاعقلانيه ؟ انه الغموض الذي شخصه بافلوف .. وهي المعضله المنطقيه التي وقع فيها عرضنا لمحاولة سبر غور هذا الغموض .. بافلوف وقبله الاخريين ,حزموا أمرهم واكتفوا بصوره نهائيه عند مهمة الوصف , تجنبوا الوقوع في شراك جدل مؤطر بمنطق صوري (حيث تتحول التعابير اللفظيه الى صوت محصن للتفكير ) , بينما نحن هنا وللوهله لاولى نبدوا وقد أستدرجنا الى ما يماثل معضلة – حكيم كريت – الشهيره والملتصقه بالمنطق الصوري .. فصيغة هذه المسأله الفلسفيه تقول بأن رجل من أهل كريت أخبرنا ( كل أهل كريت كذابون ) .. فأن صدقناه فلقد أخطئنا , لاننا صدقنا من هو جزء من اهل كريت ! وان كذبناه .. فنحن نكون ايضا قد أخطئنا بتكذيب من هو جزء من كل اهل كريت الصادقيين !ان اللذين اكتفوا بوصف (السياسه الغامضه ) انما هم مثل الذي يقول بان امريكا تلاعب أحد ما , أما نحن فتوصلنا الى استنتاج مفاده بأن أمريكا تلاعب نفسها ! ان انعدام قيمة كلا الاتجاهيين إنما يرجع الى اننا ما نزال نجادل في أطار مقاييس مفهوم الدوله والتي تحتم تلك العلاقه المحوريه والمفصليه التي تربط الموؤسسه العسكريه والامنيه والاداره السياسيه وتتحكم بنشاطاتها .. والمخرج من هذه المعضله واضح وهو الذي يتحول الى بديهيه غايه في البساطه , ان نحن قررنا الكف عن نسق جدلنا المماثل للجدل الفلسفي اللفظي , فكم هي مضحكه وساذجه معضلة ذاك المنطق وكل مايحتاجه الحل هو ان تقول ( ليس كل اهل كريت كذابون ) , وفي حال موضوعة تحليلنا نقول بان الدوله في مراكز الراسمال بدأت بالتلاشي وان الولايات المتحده في مجرى تحولها الى أدارة السطوه !وهنا نكون قد وصلنا الى الحال الذي تكمن فيه العبرات , الى حال توسوس فيه العبرات , ! فنحن بسطر او سطرين لم نكن قد قررنا وبصلافه من ان نتجاوز حدود مسأله أعتبرت معضله فكريه في أدبيات الفلسفه !تجرأنا على تخطيء منطق تأسست عليه وعلى مدى مراحل من (التأريخ الانساني ) اجراءات وقرارات تلاعبت بمصير البشر , اجراءات تحولت تفاصيلها وبطريقه كاريكتوريه سوداء الى لعبة التخفي وراء الالفاظ ! ومنها لعبة الالف واللام التعريفيه والتي لاعبت بها اسرائيل المجتمع الدولي في قرار ادانته لعدوانها على اراضي الدول العربيه فحولت القضيه الى جدال بين معنى الانسحاب من (أراضي محتله ) والانسحاب من (ألاراضي المحتله ) ..ولعبة تفسير (أتخاذ ما يلزم ) التي وردت في القرار الاممي الذي وضع العراق تحت وصاية الماده السابعه ,والذي فسرته امريكا لاحقا بانه ( استخدام القوه ) وهذا التفسير لايعني تلاعب بالالفاظ , انما الدول الكبرى التي عارضت اجراء الولايات المتحده ,هي التي تلاعبت بالالفاظ ومثلت دور المخدوع , فأمام من يتخاصمون ؟ امام من يتبارون ؟.. لاشيء .. انما هو الوهم بالقياسات العاقله .. وهم تضرب جذوره في التراث السحيق للدوله ,ايام كانت ملكيه خاصه للملك ..وكيف كان الملك رمزا للقداسة وتجسيدا للكمال , وكيف ان ادامة هذا الكمال كانت تفترض في احيان كثيرات لوي الالفاظ والتعبيرات التي تطلقها هذه القداسه كيما تطابق حال الواقع