مابين سائرون العراق ..والى أين نحن سائرون لغورباتشوف


جاسم محمد كاظم
2018 / 2 / 2 - 20:30     

في منتصف العقد الثمانيني صعد غور بتشوف إلى سدة الزعامة في الاتحاد السوفيتي ..ووجد السكرتير الأول أن دولة لينين في هذا الزمن تسير على عقرب الساعة وضد كل ما تنبأ بة ثائر أكتوبر .
فبدا المسيرة بثورة تصحيح لإعادة المسار نحو الطريق الصحيح للاشتراكية .
كتب المحللون في شتى البقاع بان دولة لينين لم تصل إلى الاشتراكية وكل ما قدمته للتاريخ رأسمالية الدولة بدل رأسمالية المحتكرين وسلطت الجهاز الحزبي على رقاب العمال وهم بذلك رددوا فقط ما يكرهون وتناسوا دور أكتوبر الظافرة في تغيير التاريخ نجو الأحسن وظهور إنسان القرن العشرين المختلف جذريا عن إنسان القرن التاسع عشر المملوء بالعبودية .
بسرعة البرق خطت أكتوبر على طريق النجاح وبلسان غورباتشوف نفسه قائلا بان أكتوبر قد حققت في سبعين عام ما عجزت عنة البشرية أن تحققه في 7 ألاف سنة .
شخص غورباتسشوف مواطن الخلل بدقة بان البيروقراطية المقيتة والمحسوبية قد طغت على علاقات الحزب وان التصنيع العسكري الثقيل قد قوض موارد الدولة وان العمال لم يعد لهم مكان في صنع القرار .

وان دولة لينين نشرت الفكر أكثر مما نشرت البضاعة والعمل المنتج على عكس دولة ماو تسي تونغ التي اهتمت بالصناعة المقلدة بأبخس الأسعار لقتل الرأسمال في أي مكان وتهديد أسواقة .
واظهر غورباتشوف رغبة شديدة بالعودة إلى كل ما قال لينين في التنظيم الحزبي وان القيادة يجب أن يعاد النظر بها من جديد .
وان عاد وقال بأنة لا توجد هناك وصفات جاهزة تلاءم كل الأوضاع .
وأشار إلى أن دولة لينين أظهرت المدنية للعالم ودور المرأة الجبار في التصنيع الاشتراكي الهائل .
الزمن لم يمهل غورباتشوف كثيرا فتسارع بتعجيل شديد أدت في النهاية إلى حل دولة لينين والسماح للرأسمال من جديد بغزو الدولة أدت إلى حل المؤسسات وطرد الاشتراكية من التاريخ وانسحاب روسيا كقوة عظمى في الكون .
إلى أين نحن سائرون لغورباتشوف في البيروسترويكا بقيت نهايتها مفزعة للعالم لأنها ارتبطت بمصير البشرية جمعاء لانتصار الاشتراكية الكبير وانتهاء تاريخ الاستغلال البشع وظهور العالم الجديد الإنساني الجديد .
سائرون غورباتشوف أدت في نهايتها إلى هزيمة البشرية و موت الإنسان وظهور العولمة القبيحة وهيمنة الامبريالية على كل شي في العالم وانتشار شبح رأس المال العالمي الساحق الذي تخطى الحدود وعبر حواجز الدولة نحو بربرية مقيتة بشعة كان من نتائجها دخول العراق عصر البربرية وعودة الماضي السحيق لحكم المستقبل .
وبعد غورباتشوف القرن العشرين بربع قرن عاودت سائرون للظهور في بلد حمو رابي بالدعوة إلى الدولة المدنية والإصلاح الجذري ومحاربة الفساد الذي نخر العمود الفقري لدولة النفط الهائل وجعلها دولة مدينة تستجدي عطف صندوق النقد واجلس كل قاطنيها على رصيف البطالة بعدما كانت في يوم ما يعادل دينارها الواحد 3 دولارات في سوق الصرف العالمي .
سائرون اليوم يحمل معه كل أماني متظاهري ساحة التحرير بعد أن أنهكم حر الصيف وسدت آذان السلطة أمام صيحاتهم واحدة بطين وأخرى بعجين ولم تظهر لهم أي صورة أو تصريح في قنوات السلطة الصفراء فهل ينتصف سائرون لكل الآهات بكل من سيشاركها مسيرة الطريق الطويل ويعيد للمظلومين من طبقة الموظفين بأقل احتمال كل المخصصات المقطوعة ويفتح الرواتب المسكنة للفئات المستعبدة في العراق الذي أصبحت فيه موارد النفط نهبا للفئات القوية والمتنفذة التي لا تعرف شكل العمل وتستلم نصف إيرادات الميزانية أم أن الزمن سيحمل معه نفس الجواب السابق بتوقف عجلاتها عن المسير ليختزل الزمن نفسه بكارثة يكون وقعها مثل الصاعقة على رؤوس كل من داعبه حلم الدولة المدنية وتغيير التاريخ نحو الأحسن ....

/////////////////////////
جاسم محمد كاظم