حول خطاب الأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي


فؤاد النمري
2018 / 1 / 25 - 21:50     

تحدث من وصف بالأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي سيرجي ألكسندروف في اجتماع الأحزاب الشيوعية الأخير في لينينغراد فقال لو كانت السلطة بيد البروليتاريا لما استطاع خروشتشوف أن يلغي دكتاتورية البروليتاريا بجرة قلم . الأمين العام هنا لا يجانب الحقيقة لكنه لا يعلم لماذا كانت السلطة في العام 1961 حين ألغى خروشتشوف دكتاتورية البروليتاريا، كانت بيد أخرى غير يد البروليتاريا !! ولا بد هنا أن نسأل ألكسندروف لماذا قررت اللجنة المركزية الني انتخبها المؤتمر العام التاسع عشر للحزب في أكتوبر 1952 بحضور ستالين إلغاء الخطة الخمسية التي قررها مؤتمر الحزب والتي كانت ستنقل الاتحاد السوفياتي إلى عتبة الشيوعية ويكون أكثر رفاهاً من كافة بلدان العالم . يقول ألكسندروف أن سبب الانهيار كان بيروقراطية القيادة، وهي حجة تروتسكي القديمة منذ العام 1927، وأن القيادة كانت من الشريحة المختارة، النومانكلاتورا . الآن لنفترض أن القيادة كانت من النومانكلاتورا وأن الهيئة العامة لمؤتر الحزب التي انتخبت اللجنة المركزية وكانت من بضعة آلاف من المندوبين كانت أيضاً من النومانكلاتورا، فلماذا هؤلاء النومانكلاتوريون يقررون خطة اقتصادية سياسية لخمس سنوات ثم يعودون لإلغائها بعد عشرة أشهر علما يأن اللجنة الركزية لا تمتلك السلطة لتلغي قرارات المؤتمر العام للحزب !!؟
قال خروشتشوف في افتتاح المؤتمر العام الحادي والعشرين للحزب 1959 .. " حزبنا بقيادة ستالين لفترة طويلة تغلب على سائر الأعداء من مختلف الألوان وبنى دولة اشتراكية كبرى نفاخر بها". دولة تتغلب على سائر الأعداء وتقتحم وكر النازية في برلين لتسحق رأس هتلر وهو من هزم أكبر امبراطوريتين استعماريتين، دولة بهذه القدرات العملاقة كما وصفها تشيرتشل في رسالته إلى ستالين في 6 ابريل ر1943 لا يمكن أن تكون دولة تحكمها شريحة بيروقراطية أو نخبة من النومانكلاتورا .
التاريخ لا يسمح لتخرصات الذين بسترشدون بأهواء تروتسكي البورجوازية المريضة إذ كبف يمكن للبيروقراطي رقم 1 وقائد شريحة النوانكلاتورا يوسف ستالين أن يهيب بالمندوبين في مؤتمر الحزب التاسع عشر الا يعيدوا انتخاب نفس أعضاء المكتب السياسي بمن في ذلك ستالين نفسه !!؟
اللغز الذي توقف عنده سيرجي ألكسندروف وقد عجز عن تفكيكه كما عجز مختلف الشيوعيين والماركسيين لم يفككه غير العبقري البولشفي يوسف ستالين . هول الخسائر التي تكبدها الاتحاد السوفياتي في الحرب وقع على طبقة البروليتاريا . العمال الذين كانوا يبنون الاشتراكية راحوا إلى الحرب وقتل منهم أكثر من 9 ملايين جندي، الإنتاج الاشتراكي تحول إلى الإنتاج الحربي المنافي للإشتراكية طيلة خمس سنوات . في العام 1945 كانت كفة البروليتاريا في الحضيض وكفة البورجوازية الوضيعة في القمة . كان الضمانة الرئيسية في استعادة قوة البروليتاريا هو وجود ستالين بما له من مهابة وقوة شعبية على رأس السلطة . الخطة الوحيدة التي كانت ستعيد السلطة إلى قبضة البروليتاريا القوية كانت الخطة الخمسية الخامسة . أغتيل ستالين بالسم في عشاء 28 فبراير 1953 وألغيت الخطة الخمسية في سبتمبر من نفس العام وهكذا باتت البروليتاريا السوفياتي كالأيتام في دولة اللئام وتمكن خروشتشوف من إلغاء دكتاتورية البروليتاريا بجرة قلم .