الحزب الشيوعي العراقي والاتعاظ من التاريخ


جاسم محمد كاظم
2018 / 1 / 16 - 22:12     

الحزب الشيوعي العراقي والاتعاظ من التاريخ
لو قدر للزمن أن يبعث موتاه من جديد ليشقوا عن وجوههم التراب ويستنشقوا هواء الحياة ويغادروا بلا رجعة رطوبة وعفن الحفر الضيقة فاني أقول جازما بان ضحايا الحزب الشيوعي سوف لن يشاركوا أولئك الأموات في رأيهم لأنهم سوف يفضلوا العودة إلى التراب لكي يناموا فيه قريري العين بعد ما عرفوا أن تضحياتهم ذهبت أدراج الرياح .
فعلى ما يبدوا أن الحزب الشيوعي يطبق بالحرف الواحد مقولة فيلسوف المثال هيغل بان الشي الذي أخذناه من التاريخ هو أننا لم نتعلم شيئا من التاريخ .
فحزب اليوم لا ينتمي لمنظومة الأحزاب الشيوعية وبأقل تقدير لمنظومة الأحزاب الاشتراكية وليس هو حزب على الطراز والتفكير الماركسي أو اللينيني .
ولا يمثل ما خطة فهد و ما أكمله من بعدة الخطوة والمسيرة كبهاء الدين نوري وسلومو ساسون وزكي خيري أو حتى سلام عادل .
فحزب اليوم أشبة ببنك تجاري يستلم أعضاء لجنته المركزية ومكتبة السياسي الأزلي النقد من كل الاتجاهات كسجناء سياسيين أولا ومدراء عامين ثانيا وموالين لهذا التكتل أو ذلك ثالثا أو أعضاء في مجالس المحافظات رابعا .
مأساة الحزب اليوم تكمن بأنة عجز تماما حتى بالمطالبة بحقوق الموظفين واستعادة مخصصاتهم المقطوعة ولماذا تم تقليص رواتبهم ولم يظهر جسده في الشارع أو نسمع صوته في أية تظاهرة أو مسيرة احتجاج وبلغت مهزلة التاريخ وبلادته ذروتها بان القوى المدنية استنجدت في آخر الآمر بملالي الدين من اجل استعادة حقوقها الضائعة من قبل السلطة .
قد يسال سائل هل عجز التاريخ أن يسير للأمام أم أن نهاية التاريخ فد حصلت بالفعل .
ويكون الجواب بان قيادة الحزب لا تعرف أين يكمن التناقض الرئيسي في المجتمع وهي بعزلتها عن المجتمع تحت قيادة الحرس القديم كما يسميه الزميل جاسم الزيرجاوي .
فالأمور في العراق قد تبدوا معقدة بعض الشي نظرا للانقسام العرقي أولا وانقسام طائفي ثانيا لا تريد فيه هذه المكونات من الاندماج بأية مكونات أخرى لاعتقادها بان هذا سوف يلغي حقوقها في الحياة ولاختلاف كل فئة عن فئة بالنظر في الحياة والتفكير ونمط العيش .
ونتيجة هذا الانقسام فان الحزب لا يستند على أية طبقة وليس له تمثيل حقيقي في الشارع ولهذا فان القيادة تعرف جيدا آن عدد أتباعها قي كل العراق لا يستطيع أن يرفع أي شخص ليجلس تحت قبة البرلمان أو من الصعود لأي مجلس محافظة .
ولهذا فأنة قرر بعد خمسة عشر سنة من الجمود بانعطافة جديدة يستطيع بها من الوصول والدخول في القاسم الانتخابي باتحاده مع قوى لا تؤمن بة بتاتا وترى فيه بدعة يجب اجتثاثها من التاريخ لذلك فان الاتحاد بينة وبين هذه القوى لن يدوم أبدا لاختلاف النظرة إلى الحياة فكيف يستسيغ أن نجمع ماضي الزمن الميت مع مستقبلة الزاهر .
فلا يمكن لهذه المعادلة الرياضية المتخيلة من الاتحاد إلا أذا تنازل احد الأطراف عن ما يؤمن بة من عقيدة أو نظرة إلى الحياة .
ومن خلال المعايشة مع هذا الواقع الأليم الذي يمر بة العراق فإننا نقول بان الطرف الثاني للمعادلة لن يتنازل عن رؤيته الدينية للحياة ويرى بان الإسلام هو الحل ولا حل غيرة لان أية نظرة أخرى تكون نفيه الحتمي فهو يتمسك بهذه الرؤية حد النهاية ولهذا فان هذا الحزب بالتحليل الأخير يكون هو من تنازل عن كل ما امن بة وقدم من خلال خط سيرة الطويل ألاف الضحايا والأبرياء .
حزب اليوم ليس حزب فهد وبهاء الدين نوري وشلومو ساسون وزكي وسلام عادل وزكي خيري بعد ما تحول إلى بوتيك لبيع البالات القديمة ولا تختلف رؤية رؤساؤه عن ثقافة البياعة شرايه في علوه الأغنام بمنزلق لم ينجرف إلية أي حزب شيوعي في التاريخ ..

////////////////////////////
جاسم محمد كاظم