الرأسماليه في كامل قيافتها .. والتأريخ الأنساني , يتلاشى..ج2


ليث الجادر
2018 / 1 / 9 - 02:02     

هذه الاشكاليه وهي المعروفه والمتداوله انما سقتها لأوشر الى ان تكنيك الانتاج برمته وليس فقط في جانب الانتاج الزراعي أنما يمر بعهد غرائبي في جدوى قيمته , فبعد ان بطىء انتشار التكنيك الحديث كنمطية ادواتيه للانتاج على صعيد المجتمعات الانسانيه , ظهرت خلال السنوات الاخيره حالة تؤشر الى شيء من القطيعه بين نشاط الراسمال وبين المبتكرات الفائقة القدره , هناك عشرات المئات من هذه المبتكرات والتحديثات لم تبارح خطوه واحده منصات عرضها لتدخل ميدان الانتاج ومنها وعلى سبيل المثال تطبيقات 3d في مجالات النشاط الانشائي ..وكأن شبح حالة ( محطمي الآله ) قد عاد ليوسوس في أذن قطاع واسع من الرأسمال , بعد ان كان قد وسوس في روؤس العمال أبان بزوغ عهد المكننه الانتاجيه ! وفي نفس الوقت الذي تحدث فيه هذه الشبه قطيعه بين بعض المبتكرات وبين الراسمال , فأن هذا الاخير يطارد وراء , مبتكرات تكنلوجيا الذكاء الصناعي وتقنيات النو ( تصغير حجم الادوات والمعدات ) .! هنا الرأسمال يبدوا وكأنه أصيب بوعكة الرومانسيه ! وهناك تظهر عليه علامات فارقه للرجعيه ؟! قد يبدو هذا الاختلاف والتفارق الحاد في اتجاهات راس المال كأشاره الى الخصوصيه الاستقلاليه في بنية مفهوم الراسمال ,واشاره الى ان الراسمال انما هومرتبطا بالمناطقيه او بواقعية خصوصيته السياسيه والاجتماعيه .. والحقيقه ان مسأله خصوصية الراسمال المستقله تتطلب خوض جدال موسع في حنايها , لنمر من خلالها بتمحيص حتمية المراحل الخمسه القائله بها الماركسيه , ثم لابد من ان نتوقف عن اطروحات ما كان يعرف في خمسينيات القرن المنصرم باليسار الجديد وبالذات عند ظاهره الانتي- الامبرياليه المجسده بشكل متكامل في التجربه الكوبيه ومطروحه بشكل نظري في ادبيات الحركه الاشتراكيه العربيه والتي استعاضت فيها عن محورية الصراع الطبقي بعد ان حورته بشكل ما الى انه صراع قومي ..الخ , هذا جدال يطول فيه الاخذ والرد ويكفي الاشاره هنا الى اننا نخوض في مستوى نشاط الراسمال الاكثر كثافه في (اعادة انتاج وسائل الانتاج وتحديثها وزيادة قدرتها ) ونحن هنا لانخوض في تفاصيل موضوعات الانتاج , انما نحدد اتجاهات بؤرة الراسمال والتي تؤدي وظيفة توجيه الانتاج وتحديد مجالاته , نحن هنا نتكلم عن ما لايزيد على (489 ) احتكاريه عظمى تمثل الكتله التاريخيه للراسمال , ونحن ايضا نقرأ العنوان العريض لتماهي هذه الكتله بنشاطات البنك الدولي المتمحوره في النهايه على انجاز هيكلة الدوله , ويبدو اننا نتكلم عن اداء جديد لهذه الطغمه التي هي بمعنى واخر ليست جديده وانها كانت وليده تكثف راس المال في مجتمعات المراكز الاكثر تطورا , لكنها كانت وعلى مدى عقود قد أشاعت مكننة الزراعه وبسطت تقنيات الانتاج على وجه المعموره ,ملبية النداء الطبيعي لحركة الراسمال ,تلك الحركه التي كانت فيها الربحيه وتراكماتها مشروطه بالتوسع الافقي للسوق والانتاج السلعي الكبير , وكان في كل خطوه توسعيه أفقيه , يحدث تراكما في عموديته المركزيه .. اما والان وحيث بلغ هذا التراكم اقصى حالاته تكثفا , فان هذه الطغمه بدأت بخطى ارتداديه الى ذاتية بنيتها , هذه الذاتيه التي اكتفت بما تحقق من توسع افقي لنشاط الراسمال الانتاجي والذي واستنادا للاطار السياسي الذي تم فيه كان قد وفر لها اقصى ما يمكن ان تذهب اليه من استدامه للربحيه , وبما أن هذا الاطار انما يعني في جوهره التعامل مع واقع كيانات الدوله بمفهومها الحديث , فلم يتبقى من خيار امام الطغمه الماليه العالميه في سعيها لادامة مضمون نشاطها سوى محاولة اعادة تشكيل تلك الكيانات , لكن هذه الطغمه ذاتها وبسبب بلوغها حد كبير من التكثف وجدت نفسها في محيط خاص يتآكل فيه مفهوم الدوله ,