صندوق النقد , موؤسسه أمبرياليه رأسماليه ..2


ليث الجادر
2017 / 12 / 27 - 02:11     

بينما يخطأ السيد فؤاد النمري اعتقاد الجميع أو الاعتقاد الشائع براسمالية صندوق النقد , فانه وبداية يرتكب خطئا شائعا بين الاعلاميين والصحفيين ومن هم بوصف الهوات في الثقافه الاقتصاديه ! خطأ الخلط بين (صندوق النقد ) وبين (البنك الدولي ) ! خطأ محير كما المحت سابقا ..كيف يقع في هذا الخطأ من يدعوا الى مزيد من التثقيف بمواعظ الاكاديميه وبروتوكولاتها الحرفيه الصارمه ؟ أم انه تقصد ان يخطئ ؟ سنستشف هذا من خلال عرض موجز لكلا المؤوسستين اللتين تأسستا عام 1945-1946كهيئتين مستقلتين لكل منهما وظيفته وهدف معلن وبالتأكيد بنيه اداريه خاصه , واول مدير للصندوق هو البلجيكي كميل جوط 1946-1951 بينما شغل هذا المنصب عام 2011 كرستين لاغار ..اما اول مدير للبنك الدولي فهو يوجين ماير 1946 – 1946وجيم يونغ كيم 2011- 2017 .. وفي حين ان صندوق النقد يمثل وحده اداريه واحده , فأن البنك الدولي يتكون من منظمتين هما: البنك الدولي للإنشاء والتعمير بالإضافة إلى الوكالة الدولية للتنمية ..وكلاهما مرتبطتان بثلاث وكالات ,هي المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار, مؤسسة التمويل الدولية , الوكالة الدولية لضمان الاستثمار ..هذه الهيكليه الاداريه لكل من صندوق النقد والبنك الدولي والتي تؤشر من الناحيه الرسميه على استقلالية كل واحد منهما عن الاخر.. اذن كيف حدث هذا اللغط باعتبارهما واحد ؟ هناك التفاف خبيث تسبب في هذا اللغط وهذا اللغط في احيان كثيره يوظف ايضا بخبث .. فالبنك الدولي يشترط عضوية صندوق النقد لقبول الدوله في عضويته وكما اسلفنا قبل قليل من ان عنوان البنك الدولي تتضمن الاشاره الى البنك الدولي للانشاء والتعمير بالاضافه الى الوكاله الدوليه للتنميه ( أود لفت النظر الى التدقيق في ماتعنيه الفوارق بين , التنميه , التعمير , والاستثمار في عناويين هذه المؤوسسات) ..وبينما يعمل بنك التعمير الى إقراض حكومات البلدان (المنخفضة الدخل) فأن الوكالة الدولية للتنمية تقدم قروضا حسنة بدون فوائد -تسمى الائتمانيات أو المنح لحكومات (أفقر البلدان). ..هنا يحدث التحام نسيجي بين أداء صندوق النقد وبين البنك نتيجة اشتراط العضويه ,ثم يفتح الباب على مصراعيه لازدواجية تقييم الاداء اوشكله , فمن يريد ذم اداء المؤوسستين فانه يركز الاشاره الى اداء صندوق النقد , لان هذه الموؤسسه انما تلامس الواقع الاقتصادي بصوره مباشره وفوريه بكونها تتعامل وتتعاطى من خلال الموازنات العامه للدول وهذا ما يجعل دورها ذات تاثير واضح وفي اغلب الاحيان يكون صادم , أما من يريد تجميل صورة الموؤسستين المتقاسمتين للاداء الراسمالي ,فانه يستغل الاشاره الى قروض البنك الدولي المنخفضة الفوائد والنزر القليل منها وهو الذي بلا فوائد ,وهي بمجملها انما تحمل عمقا اقتصادي ليبرالي وتشكل جزءا محوريا لستراتيجة عولمة النظام الراسمالي وترسيخه , وهنا تتوافر فرصة تمرير الثناء على اداء البنك لان تاثير شروطه انما تتحول في بوتقة التدريجيه وفي حالات كثيره تبدوا انها تؤوسس لليبراليه في جزء معين وفي مستوى محدد .. ومن هنا تقصدت ان أنعت صندوق النقد بكونه اولا موؤسسه امبرياله ثم الحقته بصفة الراسماليه , فهو صوره مجسده لطغمة المال وهي تبطش بمن يقع تحت يدها بلا لف ولادوران وتملي عليه وصاية التزام بالليبراليه الاقتصاديه بشكل فوري ومباشر , هذه الموؤسسه كفت عن ان تكون ليبراليه وانها تعدت هذا الوصف حينما تحولت الى طغمه تمارس احتلال الاقتصاديات..اذن وكما يتضح بان الخلط النهائي بين صندوق النقد وبين البنك الدولي , انما هو ليس فقط خطأ اكاديمي , بل هو ايضا خلط مغرض ومقصود .! ألا أنني هنا سأتحاشى تبويب اطروحة السيد فؤاد النمري وان احددها في احدى الخانتين .. وهذا مرده لاعتقادي بان واقع العمل الشيوعي صار يضج بما هو يكفي من مماحكات واختلافات تفصيليه , ممجوجه وبلا قيمه ..