اكثر صادرات امريكا دمويةً: الديموقراطية


طلال الربيعي
2017 / 12 / 16 - 12:15     

عقد الحزب الشيوعي العراقي مؤتمره الذي سماه "مؤتمر الديموقراطية والتجديد" في عام 1993, حيث اعلن فيه تخلى الحزب عن اللينينية وزعم بابقاء اعتناقه فقط للماركسية. وفي هذا السياق يقول احد قادة الحزب حاليا, جاسم الحلفي, ان "انواع الانظمة الديمقراطية ...أربعة انواع اولها النظام الرئاسي مثل النظام الامريكي، والثاني النظام البرلماني مثلما حصل في بلادنا بعد انهيار النظام الدكتاتوري، اما النظام الثالث فهو نظام الجمعية المعمول به في سويسرا. ويشار الى النظام الاخير باسم النظام المختلط الذي يجري اتباعه حالياً في فرنسا." (1)

واعتقاد الحلفي ان "النظام البرلماني في بلادنا بعد انهيار النظام الدكتاتوري" نظام ديموقراطي, وليس نظاما مافيويا مسخرا لخدمة الرأسمال العالمي والكومبرادوربة العراقية هو وجه المرآة الآخر للاعتقاد بديموقراطية الولايات المتحدة. الاعتقاد الاول, على عكس الاعتقاد الثاني, لا يستحق النقاش والتفنيد. لذا تُشغل الفقرات التالية نفسها فقط بمناقشة وتفنيد وهم "ديموقراطية الولايات المتحدة".

فواحدة من المعتقدات الاكثررسوخا حول الولايات المتحدة هي أنها دولة ديموقراطية. وكلما تعرضت هذه القناعة الى بعض التشكيك, يتم تصوير الامور وكأنها استثناءات ضارة للقيم الأمريكية الأساسية أو المبادئ التأسيسية. فعلى سبيل المثال، يبدي النقاد في كثيرمن الأحيان حسرتهم على "فقدان الديمقراطية" بحجة انتخاب الحكام المستبدين والمبتذلين. وهؤلاء يعتبرون التدابير الصارمة من جانب الدولة، الكشف عن المخالفات الغير العادية أو الفساد، التدخلات الأجنبية المدمرة، أو غيرها من الأنشطة الأخرى, بانها الاستثناءات اللاديموقراطية. وينطبق الشيء نفسه على أولئك الذين يتشكل نقدهم من خلال تأكيدهم على تناقض القيم التأسيسية للولايات المتحدة مع سلوكياتها, ويعبرون عن الامل الحتمي (الغاياتي,اللاهوتي!) في امكانية انتصار القيم. وهؤلاء, لربما بدون وعي, يعبرون عن روح هيغلية في تحقق الفكرة المطلقة من خلال الدولة. ولكن بقدرة قادر, ولأسباب تفتقد الى التعليل النظري او العملي الثاقب, تنقلب الامورعاليها اسفلها ليعاد تكرير استبدادية الدولة البروسية على هيئة "ديموقراطية" الولايات المتحدة. فالفكرة المطلقة لهيغل منقوشة بكل افتخار على دولارها الذي يحمل عبارة
In God We Trust
"في الله نثق"
وهل هناك اكثر اطلاقا من الله نفسه, خصوصا اذا كان هذا الله هو الله الامبريالية. فليس هناك من منطق معقول يحول دون اعتقادنا ان الله عصرنا نفسه يساير روح العصر, لأنه, على الاقل, سبب ونتيجة التاريخ (الامبريالي), التاريخ الذي يشهد نهاية التاريخ حسب زعم احد منظري الرأسمالية, فوكوياما. وبذلك قد يراودنا الوهم للوهلة الاولى بتقهقر ماركسية شيوعي الديموقراطية والتجديد, او الماركسية التي تحمل بصمة رئيس مجلس حكم احتلال العراق, بول بريمر, الى هيغلية يمينية, ولكننا سرعان ما نقضي على الوهم باليقين الذي يفيد ان ماركس الناضج-الشيخ لا يسترجع شبابه, بل ان ماركس يلقى حتفه كليا. ونهاية ماركس تتضمن نهاية هيغل ايضا, او بالاحرى نهجه(ما) الديالكتيكي. فالتاريخ المنتهي (الميت) لا يتضمن الصيرورة الديالكتيكية. فنحن لم نسمع عن صلح, موقت او دائم, بين الموت والمنطق الديالكتيكي, او, اذا ابتغينا الدقة, اي منطق اخر. وبذلك يتكشف لنا بسرعة هائلة وهم التجديد لدى رافعي الشعار الذين عليهم ان يثبتوا لنا امكانية تجديد الموت! ولكننا بالطبع لن نحاول استحصال اثباتهم, لان محاولتنا هذه سوف تعني لا محالة انصياعنا وتبنينا لمنطقهم, منطق الذهان.

والله هيغل هو بطبيعة الحال صنو لالله الدولار. واستبدادية الله لدى هيغل هي صنو لاستبدادية الدولة البروسية. اما استبدادية الله الدولار فانها تتحقق من خلال المعادلة التي تحيل الواحد الى اثنين. فالدولار يضاعف نفسه عندما يكف الله في ان يكون قيمة استعمالية فقط (اي قيمة اشباع, مبرر او غير مبرر, لحاجات روحية), بل انه يكتسب ايضا, وهو الاهم, قيمة تبادلية ويصبح اسمه الحجة والمنطق قي تبرير سيادة النظام الرأسمالي. فالعبارة التي لا تكف مرجعية المرجعيات, الدالة الاولى, الدولار, عن ترديدها "في الله نثق!" تذكرنا دوما بسطوة القيمة التبادلية للبضاعة التي لا ينجو منها حتى الله نفسه. فكما يعلّمنا ماركس, تحيل الرأسمالية كل شيئ الى بضاعة يمكن بيعها او شرائها. وكما اننا لا نستطيع تجنب سطوة الموت,لا يمكننا, بنفس المقدار, تجنب وضع ثقتنا في الله الامبريالية كلما تعاملنا بالدولار, رقميا وحتى دون لمسه, لان الاعتقاد في الدولار, حاله حال الاعتقاد في الله او الايمان به, لا يحتاج الى برهان تجريبي, وحتى لو كانت قيمة الدولار الحقيقة في واقع الحال لا تزيد عن قيمة الورق المطبوع عليه. فما يهم هنا هو تسويق الاوهام وانسجاما مع الحلم الامريكي, المعولم الآن, القاضي باحالة الواحد الى اثنين في سلسلة لامتناهية من الاعداد.

ومسلمو العالم ينفذون اوامر الله الامبريالية بحرفية عالية يُحسدون عليها. فمؤتمر الدول الاسلامية الاخير في الرياض عُقد برئاسة الرئيس دونالد ترامب. وفي كل الاحوال لن نكون غير محقين اذا راودنا الشك في ان الله الامبريالية وترامب هما سيان!

وشيوعيو الديموقراطية والتجديد, في العراق على الاقل, قد انصاعوا الى منطق نهاية التاريخ حينما بصموا في الدستور بكل اصابعهم على ان دين الدولة العراقية هو الاسلام. ولكن كاتبي الدستور تجنبوا الدقة. والدقة كانت ستفضي بهم لا محالة الى تحوير عبارتهم بتحديد اسلامهم السياسي بكونه اسلام العصر الحديث, عصر الامبربالية وعولمتها. وهذا لا ينفي وجود اوجه عديدة للاسلام السياسي, كما يعتقد محمد ايوب في كتابه, الاوجه العديدة للاسلام السياسي, The many faces of political Islam, ويتسائل هل ان اسلام الدولتين الاسلاميتين (بامتياز) السعودية وايران اسلام (سياسي) واحد (2). ونحن بدورنا نتسائل هل يمكن التمييز, في عصرنا الحالي, بين الاسلام السياسي والاسلام اللاسياسي, وكيف اذا كانت العلمانية كمطلب غير مطروحة؟

ولكون ترامب غير مسلم, كما نعلم, فان زعمنا بان الله الامبريالي يوزع "امبرياليته" بعدالة على الجميع وبدون تمييز على اسس دينية, اثنية, الخ, سوف لن يتسم باللامعقولية كما قد يبدو الامر للوهلة الاولى. ان الله الامبريالبة هو التجلي, والضامن, للآيديولوجية التي تروج ان الديموقراطية (ديموقراطيتهم) هي روح العصر! وهؤلاء يزعمون, بمنطقهم الذهاني, ان آديولوجيتهم ليست بآيديولوجية, انها آيديولوجية اللاآيديولوجية. ونحن بالطبع سمعنا هذه الاسطوانة المشروخة من قبل, وان كانت لا اصالة "المجددين!" تضعهم بالضبط في صف الكوميديين الذي يُحتم عليهم واجبهم اضحاكنا.

غير أن المشكلة هي أنه لا يوجد تناقض أو أي فقدان للديموقراطية لأن الولايات المتحدة لم تكن ديموقراطية أبدا. وهذه مسألة يصعب على الكثير من الناس مجابهتها وينهجون في اغلب الاحيان الى نبذها وتصويرها وكأنها ادعاء وقح لا يضاهى وبدون ان يكلفوا انفسهم عناء معاينة الامور وفحص السجل التاريخي عن كثب ليقرروا هم بانفسهم. وردود الفعل هذه هي نتيجة لفعل الماكنة الاعلامية اللامثيل لها في التاريخ الحديث. ولكن المعاينة المنهجية والغير متحيزة لهذا السجل ستكشف أن بلدا مُؤسسا وفق مفهوم النخبة والحكم الاستعماري القائم على سطوة الثروة - الأوليغارشية, الاستعمارية البلوتوقراطية (3)، بكل اختصار, لم ينجح فقط من خلال شراء علامته المسجلة, "الديمقراطية", في تسويق نفسه او ديمقراطيته لعموم الناس، ولكن ايضا في جعل الكثير من مواطنيه وغيرهم, الذى استثمروا طاقاتهم اجتماعيا ونفسيا في تأصيل خرافة ديموقراطية الولايات المتحدة, محصنين, الى حد كبير, بالضد مما يمليه الفحص المنهجي الموَثَق بالعكس.

في كتابه المعنون "التاريخ المناقض لعصرنا", Counter-History of The Present يستنتج Gabriel Rockhill ان الولايات المتحدة لم تكن أبدا ديمقراطية لعدة اسباب استعرض ففط بعضها هنا (4). فبداية، لم يحدث التوسع الاستعماري البريطاني في الأمريكتين باسم الحرية والمساواة بين عامة السكان، أو منح السلطة للشعب. وأولئك الذين استقروا على ضفاف "العالم الجديد"، باستثناءات قليلة، لم يحترموا حقيقة أنه عالم قديم جدا بالفعل، وأن عددا كبيرا من السكان الأصليين كانوا يعيشون هناك منذ قرون. وبمجرد أن وضع كولومبوس قدميه هناك، بدأ الأوروبيون في سرقة واستعباد وقتل السكان الأصليين. وبدأت تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي بعد ذلك بوقت قصير، مما اضاف عددا لا يحصى من الأفارقة إلى اعداد السكان الأصليين الذين تعرضوا الى الإبادة الجماعية. والعديد من هؤلاء السكان الاصليين يعانون الآن من اضطرابات نفسية بسبب اعمال القتل والنهب بحقهم من قبل اليانكيز. والسياسة التي تمنع عرض افلام الكاوبوي التي تظهر المعاملة البشعة بحق السكان الأصليين تهدف فقط الى التستر على هذه الوحشية برغم تصويرها بكونها سياسة قويمة political correctness. الاستعمار الأوروبي تشكل، على مدى أكبر، في أقلية صغيرة للغاية من السكان، في حين أن الأغلبية الساحقة، وهذا يعني "الشعب", تعرض للموت والرق والعبودية والقهر والاجتماعي والاقتصادي المتواصل.

والسبب الثاني, انه عندما قررت الطبقة الحاكمة الاستعمارية, النخبة, ترك وطنها وإقامة دولة مستقلة لأنفسها، فإنها لم تهدف الى تأسيس نظام ديموقراطي. بل على النقيض من ذلك، كان افراد هذه النخبة معارضين وبشكل شديد للديموقراطية، مثل الغالبية العظمى من مفكري التنوير الأوروبي. فهم اعتقدوا أنها تشكل خطرا وتعني الفوضوية وحكم الغوغاء غير المتعلمين. وعلى حد تعبير جون آدمز (ثاني رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية والتي تولى رئاستها من عام 1797 إلى عام 1801)، كمثال واحد للآباء المؤسسين للولايات المتحدة، ستسمح الديموقراطية ل "الرعاع" بتوزيع الثروة والتخلص من"التبعية" الضرورية للحفاظ على التراتبية الاجتماعية والحكم الرشيد.

الاسباب الاخرى يمكن تلخيصها كالتالي. عندما تغير ببطء اسم (قسم من) الجمهوريين الأمريكيين الى "ديمقراطيين"، لم تكن هناك تغييرات مؤسساتية ذات شأن تبررهذا التغيير. وبعبارة أخرى، استخدم هذا المصطلح "ديمقراطيين" للدلالة على نفس الظاهرة الأساسية. بدأ هذا في وقت قريب من قيام "قاتل الهنود" رئيس امريكا السابع أندرو جاكسون بحملتة الرئاسية في 1830s, حيث قدّم جاكسون نفسه على انه "ديمقراطي" وكأنسان من عامة الناس ويهدف لوضع حد لحكم طويل من ارستقراطيي (patricians) ولايتي فرجينيا وماساتشوستس. وببطء ولكن بثبات، اُستخدم مصطلح "الديموقراطية" كمصطلح للعلاقات العامة لإعادة تسمية الأوليغارشية والبلوتوقراطية كنظام انتخابي يخدم مصلحة الشعب Demos) Demos تعني في الاغريقية عامة الناس لذا التسمية "الديموقراطية"). وفي الوقت نفسه، استمرت المحرقة الأمريكية دون هوادة، جنبا إلى جنب مع عبودية الرق، والتوسع الاستعماري والحرب, والهيمنة الطبقية من أعلى إلى أسفل.

تصر المؤسسة ودعاتها بانتظام على الزعم بديموقراطية التركيبة الارستقراطية بحجة ان تعريف الديموقراطية قانونيا يتعلق بإجراء الانتخابات المنتظمة. وهذا بالطبع هو فهم رسمي محض ومجرد وسلبي إلى حد كبير للديموقراطية، ولا يقول شيئا عن الناس الذين يتمتعون بسلطة حقيقية ومستدامة في إدارة حياتهم. ومع ذلك، حتى هذا التعريف القانوني الاجوف يستبعد الأمريكيين الأصليين والأمريكيين من أصل أفريقي والنساء في معظم تاريخ البلاد، ولا يزال اليوم في بعض الجوانب، وكذلك المهاجرين، "المجرمين"، "المجنونبن سريريا", المنشقين سياسيا، وما إلى ذلك. وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، يتم اختيار المرشحين واجنداتهم مسبقا من قبل نخبة الشركات والحزب الذين هم أعضاء في هيئة انتخابية في نظام التمثيل غير النسبي للنخبة الأرستقراطية التي ترغب في أن يكون لها الحكم على مدى السنوات الأربعة المقبلة. والحملة الانتخابية تكون طويلة المدى وتكلف المليونات من الدولارات. يشير التحليل الاحصائي متعدد المتغيرات Multivariate analysis (التحليل الاحصائي للمعلومات الناتجة عن اكثر من متغير واحد)، وفقا ل Martin Gilens and Benjamin I. Page, أن النخب الاقتصادية والمجموعات المُنظمة الممثلة لسطوة رجال الاعمال لها تأثيرات مستقلة كبيرة على سياسات الولايات المتحدة، وان الحكومة والمواطن العادي والجماعات ذات المصلحة الجماهيرية ليس لها تأثير ملحوظ أو ذات تأثير معدوم. وهذا التحليل الامبريقي يكشف هيمنة نظريات الهيمنة وليس نظريات الديمقراطية الانتخابية للأغلبية (5).

لنأخذ مثالا نهائيا على الطرق العديدة التي تهدد الولايات المتحدة فيها الديمقراطية, فمنذ الحرب العالمية الثانية، سعت إلى الإطاحة بحوالي 50 حكومة أجنبية، كان معظمها منتخبا ديمقراطيا. وحسب الحسابات الدقيقة من قبل ويليام بلوم في كتابه "اكثر صادرات امريكا دموية: الديموقراطية" America’s Deadliest Export: Democracy، تدخلت الولايات المتحدة بشكل فاضح في الانتخابات في 30 بلد على الأقل، وحاولت اغتيال أكثر من 50 من الزعماء الاجانب، وألقت قنابل على أكثر من 30 دولة، وحاولت قمع الحركات الشعبية في 20 دولة (6). وسجلها على الجبهة الداخلية لا يقل وحشية. فقد شن مكتب التحقيقات الفدرالي FBI حربا سرية ضد الديمقراطية. بداية على الأقل في 1960s، ويرجح استمرارها حتى الوقت الحاضر, وشملت العمليات السرية السابقة ضد الحزب الشيوعي، تخصيص الموارد لتقويض حركة الاستقلال في بورتو ريكو، وضد حزب العمال الاشتراكي، حركة الحقوق المدنية، قطاعات حركة السلام، الحركة الطلابية، و"اليسار الجديد" بشكل عام (7). وقمع السلطة لحزب العمال الاشتراكي للفترة من 1943-1963 شمل 10 عمليات اقتحام لمقرات الحزب, 10 مليون صفحة من سجلات المراقبة. وانفق مكتب التحقيقات الفدرالي على 1600 من المخبرين مبالغا تقدر ب 1680592 بسعر العملة وقتها, واستخدم 20000 يوما من التنصت على المكالمات الهاتفية لتقويض تنظيم سياسي شرعي. وفي حالة حزب الفهود السود وحركة الهنود الأمريكيين (AIM) لم يتم فقط اختراقهما من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي, بل اطلق المكتب ايضا حملة شنيعة لتشويه سمعة اعضائهما ولزعزعة استقرار التنظيمين. وقام المكتب باغتيال 27 من الفهود السود و69 من أعضاء AIM, اضافة الى موت بطيء في السجن لعدد لا يحصى من الآخرين. سواء كان ذلك في الخارج أو على الجبهة الداخلية، كانت الشرطة السرية الأمريكية استباقية للغاية في ضرب تحركات الناس وانتفاضاتها من اجل الديموقراطية والحصول على حقوقها المسلوبة، وذلك من اجل حماية الركائز الأساسية للتفوق الأبيض، والأرستقراطية الرأسمالية.

تتشكل الاطروحة المضادة لاطروحة أوليغارشية وبلوتوقراطية امريكا من خلال أمريكا راديكالية التي تنظم نفسها بشكل مستقل في نشاط السكان الاصليين والنشاط الإيكولوجي، والمقاومة الراديكالية السوداء، والتعبئة المناهضة للرأسمالية، والنضالات المناهضة للبطرياركية، وما إلى ذلك. والواقع أنه إذا كانت الولايات المتحدة ليست ديموقراطية اليوم، فإن ذلك يرجع إلى حد كبير إلى أنها لم تكن يوما ما. بيد أنه بعيدا عن كونه استنتاجا متشائما، فإنه استنتاج يقرع القشرة الصلبة للتضليل الآيديولوجي الذي يُستغل في قمع القوى الراديكالية, كما انه يساهم ايضا في احياء الشعار الذي رفعه لينين خلال المؤتمرالاول للاممية الثالثة "يا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا", وفي تحقيق الديموقراطية الحقيقية المناوئة لسلطة النخب المالية-سياسية على الصعيد العالمي وكذلك على الصعيد المحلي في كل بلد على حد سواء.

واذا كنا نعتقد ان الماركسية نظرية علمية فان زعم الحزب الشيوعي العراقي, او قياديه, بديموقراطية الولايات المتحدة, يخالف المعطيات العلمية, بالاضافة الى كونه مناقضا لأممية النضال ضد الرأسمال العالمي.
-------
الرأسمالية اقذر واحط نظام عرفته البشرية قاطبة عبر تاريخها. فهذا فيديو لسيدة امريكية عمرها 93 سنة تقبص عليها الشرطة وتودعها السجن بسبب عدم قدرتها عى دفع الاجار ورفضها اخلاء دارها.
https://www.facebook.com/WorldNewsTonight/videos/10155578748439818/
-------------
المصادر
1. جاسم الحلفي في منتدى اضواء القلم وحديث عن المثقف و الديمقراطية
http://www.iraqicp.com/index.php/sections/objekt/56454-2017-03-28-19-35-24
2. The many faces of political Islam
https://babel.hathitrust.org/cgi/pt?id=mdp.39015074241558---------view=1up---------seq=1
3. ولادة نظام جديد في الولايات المتحدة وتحولها الى بلوتوقراطية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=460868
4. Counter-History of the Present
https://www.dukeupress.edu/counter-history-of-the-present
5. Testing Theories of American Politics: Elites, Interest Groups, and Average Citizens
https://www.cambridge.org/core/journals/perspectives-on-politics/article/testing-theories-of-american-politics-elites-interest-groups-and-average-citizens/62327F513959D0A304D4893B382B992B
6. America’s Deadliest Export: Democracy
https://williamblum.org/books/americas-deadliest-export
7. ” (Cointelpro: The FBI’s Secret War on Political Freedom, p. 22-23)
https://williamblum.org/books/americas-deadliest-export