المنهج البنيوي في العلوم الاجتماعية (3-5)


حسين علوان حسين
2017 / 12 / 3 - 15:59     

الجزء الثالث من الترجمة :
و تولى عالم الانثروبولوجيا الفرنسي كلود ليفي – ستراوس ، الذي كان يعتبر نفسه ماركسياً و ارتبط مع جان بول سارتر في شبابه – انجاز دراسة واسعة للمجتمعات الهندية [للسكان الأصليين] في البرازيل (13). اتصل ليفي - ستراوس بياكوبسن في نيويورك ، و أصدر عام 1949 أول كتبه المهمة بعنوان " البُنى البدائية للقرابة" . و قد سعت بنيوية ليفي-ستراوس إلى اختزال المعلومات عن المنظومات الحضارية إلى العلاقات الشكلية الأساسية القائمة بين عناصرها . و طور ليفي شتراوس العلاقة بين علم الانثروبولوجيا و علم اللغة إلى مدى شاسع . و لأنه كان يرى الحضارات كمنظومات للاتصالات ، فقد طوّر نماذج للبحث أسسها على علم اللغة البنيوي و على المفاهيم الرياضية للبنية ، مع الاستعانة برياضيات القرن العشرين (المنطق الرمزي و نظرية المجموعة و نظرية الزُمر و السيبرانية و نظرية المعلومات و نظرية الألعاب و نظرية الهيئة - التوبولوجي - ) لتأسيس و لإثبات القوانين التي تحكم بنية العلاقات الاجتماعية . و كان ليفي ستراوس قد تعلم ماركسيته من الحزب الشيوعي الفرنسي ، و لكنه سعى للابتعاد عن طرق البحث التحكمية و الميكانيكية ذات النزعة الستالينية ، فوجد ضالته في مفاهيم علم اللغة البنيوي . و على حد علمي ، فإن ليفي ستراوس يستخدم مفردة "الديالكتيكي" للتعبير عن التحويلات البنيوية و عن علاقات التعامل المتبادل غير القياسية و ذلك تمييزاً لها عن علاقات السبب و النتيجة (14).
يعرّف ليفي ستراوس مفهوم "البنية الاجتماعية" كالآتي :
"إن مصطلح البُنية الاجتماعية لا علاقة له بالواقع التجريبي و إنما بالنماذج التي تُبنى بالاستناد إليه ... و في حين لا يمكن بأي حال من الأحوال اختزال البنية الاجتماعية بطاقم العلاقات الاجتماعية التي يُراد وصفها في مجتمع ما ... إلا أنها بالأحرى طريقة قابلة للتطبيق على أي نوع من الدراسات الاجتماعية ، على نحو يضارع التحليل البنيوي السائد في ميادين البحث الأخرى . ...
و تتألف البنية من نموذج [تحليلي] يفي بمتطلبات عديدة :
أولاً / تَعْرِض البنية المميزات الخاصة بمنظومة ما . و يتألف النموذج التحليلي من عدة عناصر ، و لا يمكن أن يطرأ التغيير على أي منها دون أن يُلحق التغييرات بكل عناصره الأخرى .
ثانياً / يتيح كل نموذج [تحليلي] الإمكانية لترتيب سلسلة من التحويلات التي تنتج منها مجموعة من النماذج [التحليلية] من نفس النوع .
ثالثاً / تتيح المميزات أعلاه الاستشراف للكيفية التي ستكون عليها ردود فعل النموذج إذا ما جرى إحداث تعديل معين على عنصر أو أكثر من العناصر المكونة له .
و أخيرا / يجب إخراج النموذج على النحو الذي يوضح فيه حالاً كل الحقائق المُلاحظة ." (الانثروبولوجيا البنيوية ، 1958)
استهدفت إنثروبولوجية ليفي - ستراوس فهم البنية لمجتمع ما مع التحويلات الممكنة لها ؛ لذا ، فقد كان يجد أن التفسير التاريخي لمكونات مثل هذه الأنظمة هو أمر كائن خارج نطاق هذا الموضوع ؛ و عليه ، فإن نمط إنثروبولوجيته يستثني التطور التاريخي من الدراسة . و في الحقيقة فإن هناك توجهاً متأصلاً في طريقة التحليل البنيوية لمناهضة أي فهم للديناميكيات التاريخية ، رغم أن بإمكانها الكشف عن وجود الترابطات التاريخية و هي لا تناقض حقائق التعاقب التاريخي .
أصبحت البنيوية هي التقليعة السائدة في فرنسا خلال ستينات القرن الماضي ، متزامنة مع تراجع المد الشعبي للحزب الشيوعي الفرنسي ، و ابتعاد الأخير عن مساندة الاتحاد السوفيتي ، و تصدع العلاقة بين شريحة المثقفين و الطبقة العاملة المنظمة و الذي بلغ الذروة في خيانة الإضراب الفرنسي العام و فشل ثورات عام 1968 . كان ليفي – ستراوس و تلميذه لويس ألتوسير من بين أولئك الذي حاولوا دمج الماركسية بالبنيوية خلال تلك الفترة (15). في تضخيمه لنقد كارل ماركس ضد الفلسفة التجريبية ، رفض ألتوسير المحتوى الإيجابي للمعرفة التجريبية كلياً . زعم ألتوسير بأن "الميزات التاريخية في رأس المال لكارل ماركس هي موضوع نظري ؛ و ليست موضوعاً حقيقياً ؛ هي موضوع "تجريدي" (مفهومي) و ليست موضوعاً فعلياً ملموساً" – و أن التاريخ "الفعلي" كائن في "الخارج" ، خلف "نظرية التاريخ" ، التي هي وحدها الموضوع الحقيقي للمعرفة . كما و رفض ألتوسير مفهوم صراع المتضادات لدى ماركس و هيجل ، و ذلك بنعته على الطريقة البنيوية بمفردة "الجزم المغالي" (over-determination) . و كان ألتوسير يرى الفصول الأولى من كتاب "رأس المال" لماركس ليست كمفتاح لفهم وجهة نظر ماركس للمجتمع الرأسمالي ، بل كعقبة تمنع ذلك ؛ و نصح القرّاء ببدء قراءة "رأس المال" من جزئه الثاني . لذا ، فإن ألتوسير يصل أخيراً ليس إلى تحريف الماركسية ، بل إلى النفي الصريح لها . و كان يعتبر أن الإنسانية عند ماركس كانت طوراً فيورباخياً مؤقتاً تجاوزه ماركس بالتزامه اللاحق "بالملاحظة العلمية" لبنية المجتمع البرجوازي (16).
الهوامش
(13) كلود ليفي-ستراوس (Claude Lévi-Strauss) (1908-2009) عالم انثروبولوجيا فرنسي دَرَس في جامعة السوربون و تخرج في قسم الفلسفة عام 1931 . عمل مدرساً في الثانوية ثم التحق – مع زوجته عالمة الانثروبولوجيا : دينا دريفوس – بالبعثة الثقافية الفرنسية في ساو باولو بالبرازيل حيث ساعد زوجته – بسبب المرض الذي ألم بعينيها – في انجاز بحوثها الميدانية على السكان الأصليين للغابة المطرية البرازيلية ، و درّسا الانثروبولوجيا معاً في جامعة ساو باولو . عاد إلى فرنسا عام 1939 و انظم للجيش الفرنسي مع بداية الحرب العالمية الثانية . بعد استسلام فرنسا لهتلر عام 1940 ، نزعت عنه حكومة فيشي الجنسية الفرنسية و أصبح مهدداً بالاعتقال لأصوله اليهودية رغم كونه لا دينياً ، فترك فرنسا بعد أن انفصل عن زوجته التي التحقت بالمقاومة الفرنسية ، و وصل نيويورك في نفس عام وصول ياكوبسن إليها (1941) حيث درّس في الكلية الحرة للدراسات العليا التي أنشأها أساتذة المهجر الفرنسيون هناك . بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، عُيِّن بمنصب المبعوث الثقافي الفرنسي في واشنطن قبل عودته لفرنسا عام 1948 ليحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون عن بحثين في "العائلة الهندية النامبيكوارية البرازيلية" و عن "البُنى البدائية لعلاقات القرابة" الذي طبق فيه المبدأ السوسيري لعلاقات التشابه و الاختلاف على علاقات التزاوج بين العائلات , و الذي طبع في السنة اللاحقة . بعدها ، انظم إلى أساتذة الوسط الجامعي الفرنسي حيث تقلد رئاسة عدة اقسام و طبع مجموعة من المؤلفات أهمها تلك التي تتناول وصف الأساطير من منظور عالمي ، و أصبح عضواً في الاكاديمية الفرنسية عام 1973 حتى وفاته .
تتميز نظريات ليفي ستراوس بصعوبتها نظراً لشدة تعقيدها و غموضها و سعة المعرفة فيها و بثها الرهبة في نفس القارئ نتيجة الاستخدام الواسع للرياضيات فيها بحيث أن عالم الاجتماع (ستانسلاف أندرسكي) اعتبرها ضبابية المنحى ، كما اعتبرتها الناقدة الاجتماعية الأمريكية (كميل باليا) فاقدة للصلابة الفكرية . و لعل الأستاذ الدكتور أفنان القاسم يشير إلى هذا العوص في قوله : " لأن تطبيقه الصعب الأكثر من صعب من سابع المستحيلات وهذه هي صحتي..." .
(14)
إحصائياً ، يمكن تقسيم البيانات الكمية - و ليست النوعية الخاصة بالسلوك و التي لا يمكن تحويلها رياضياً بل توصف بالكلمات - إلى بينات يمكن قياسها بوحدات القياس المعروفة (مثل : عدد الطلاب في الصف ، عدد الزبائن ، وزن البضاعة) ؛ و إلى بيانات غير قياسية بالاستناد إلى الخصائص التي تحدد المسافات الكائنة بين أقيام المقياس المستعمل . البيانات غير القياسية تستخرج من وحدات القياس الثنائية القيمة (ناجح/راسب ؛ صح/خطأ ؛ ذكر/انثى) و الإسمية و المرتبية الفاقدة للبعد المتري الذي يمكن قياسه بين أقيام ميزانها . و يمكن تحويل البيانات غير القياسية إلى بيانات قياسية و بالعكس باستخدام معامِلات التحويل الرياضي (conversion factors) الملائمة .
(15)
لويس (باللفظ الفرنسي : لوي) بيير ألتوسير (Louis Pierre Althusser) (‏1918- 1990) فيلسوف بنيوي ماركسي فرنسي ولد في الجزائر ، و انتقل بعد وفاة والده إلى مارسيليا حيث تتلمذ هناك فأثبت تفوقه بالدراسة الاعدادية مما أهله للقبول في كلية الأساتذة العليا للمتميزين في باريس عام 1939. و بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية فقد منحته الكلية تأجيلاً دراسياً في ضوء استدعائه للتجنيد في الجيش الفرنسي . و بعد استسلام فرنسا لألمانيا في 22 حزيران ، 1940، أصبح أسير حرب لدى الألمان حتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945. و بسبب ظروف الأسر الطويل القاسي في معسكر الاعتقال الألماني فقد اعتلت صحته جسدياً و نفسياً على نحو مأساوي . بعد فك أسره ، عاد للدراسة في الكلية التي سمحت له بالسكن داخلها ، و نال منها شهادة "الدبلوما" المعادلة لشهادة الماجستير عن اطروحته حول "محتوى فكر هيجل" عام 1947 و ذلك بإشراف الأستاذ غاستون باشلار . في نفس ذلك العام ، دخل المصحة النفسية حيث عولج بالصدمات الكهربائية ، و لكنه بقي يعاني من النوبات الدورية للاختلال النفسي . إنظم للحزب الشيوعي الفرنسي عام 1948 ، و في نفس العام اجتاز بنجاح الاختبار المتميز لشهادة لأغريغاسيون في الفلسفة و الخاص بالأساتذة الجامعيين في فرنسا . رفض حملة خروشوف ضد ستالين عام 1956 فتعرض للنقد من طرف السكرتير العام للحزب الشيوعي الفرنسي روشيه . خلال أحداث الثورة الطلابية في آيار 1968، إلتزم ألتوسير جانب الصمت فتعرض بسبب ذلك للهجوم من طرف طلابه المشاركين فيها لخذلانه لهم . دخل المصحة النفسية عام 1980 إثر قيامه بخنق زوجته "هيلين ريتمان"في شقتهما داخل الكلية ، و بقي نزيلها حتى عام 1983 . بعدها ، انتقل للسكن في عزلة شمال باريس حتى وفاته عام 1990 .
في مؤلفه الموسوم "من أجل ماركس" (1956) و بالاستعارة من أستاذه بلاشار ، روَّج ألتوسير لأطروحة حصول "تحول إبستمولوجي كبير" بين مؤلفات ماركس خلال الفترة 1840-1845 و بين مؤلفاته اللاحقة . ثم هاجم بقوة في رسالته "الماركسية و الانسانية" (1969) الجانب الانساني في النظرية الماركسية ناعتاً إياه بالإيديولوجيا البرجوازية . و باقتباسه لمصطلح "الجزم المغالي" من ميدان التحليل النفسي ، سعى ألتوسير في رسالته "الجزم (او الحتم) المغالي و التناقضات" لإلغاء فكرة التناقضات بإبدالها بفكرة تعدد الأسباب و النتائج . و في كل كتاباته ، اعتبر ألتوسير الإيديولوجيا سُبة تسمح له بتكذيب أي منظومة فكرية .
(16)
من المهم هنا وصف نوعين متعالقين من التلفيق الفكري المرتبط بأغلب الفكر البنيوي التحريفي للفلسفة ككل و للماركسية خصوصاً و هما : أولاً : تجزئة الكل عبر التصنيف بقصد النفي الرغائبي للجزء المطلوب نفيه أو إضافة جزء مختلق جديد عليه ؛ و ثانياً / إعادة تعريف المصطلحات بغية تزييف الوقائع و طردها .
التلفيق بتجزئة الكل الذي لا يقبل التجزئة يتم بالاصطناع الطرائقي للتصنيفات بقصد الإلغاء الرغائبي لهذا الجزء منه أو ذاك ، مثل ضرب "ماركس الشاب" بـ "ماركس الناضج" أو ضرب ماركس بإنجلز . كما يمكن أن يستهدف اصطناع الوجود الوهمي للأفكار الميتافيزيقية المختلقة مثل "المعرفة المتسامية السابقة على التجربة " لكانط ، و " الجزم المغالي" لألتوسير و "النحو العالمي" لتشومسكي و "التداولية العالمية و الفعل الذي يستهدف الفوز إزاء الفعل الذي يستهدف الاجماع" لهابرماس ، إلخ . معلوم أن ماركس هو مفكر واحد ، وتشهد الوقائع التاريخية له بأن أفكاره قد اتسمت بالتماسك الثوري التطوري طوال حياته فكراً و ممارسة . كيف يمكن إذن إلغاء الجزء المطلوب من أفكار ماركس مثل مناداته الشهيرة بوجوب عدم اكتفاء الفلسفة بتفسير العالم لأن المطلوب هو تغييره و الذي ينسف من الجذور الأساس الذي يقوم عليه كل المنهج البنيوي الذي لا تقوم له قائمة دون التموقع السكوني داخل إسار الإكتفاء بالوصف فقط دون التغيير ؟ يمكن ذلك عبر تقطيع ماركس إلى أجزاء منفصلة : ماركس الشاب ، و ماركس مرحلة البيان الشيوعي و ماركس المرحلة الفيورباخية و ماركس مرحلة رأس المال ، و هكذا دواليك ، و من ثم إسناد ذلك النداء الفذ "للمرحلة الفيورباخية" بغية نفيه تحكماً بزعم أن ماركس قد "تجاوزه" لاحقاً !
كما يمكن أن يلجأ الملفق لتجزئة الحقائق بغية إضافة جزء وهمي مختلق جديد – واحد أو أكثر – عليها مثل التقسيم الكانطي للمعرفة الذي مر بنا إلى معرفة اعتيادية و معرفة متسامية ، و التقسيم التوسيري للجزم بالجزم الاعتيادي و الجزم المغالي و هلم جراً . و ما أن يتم السقوط في شراك مثل هذا التصنيفات الميتافيزيقية المصطنعة ، حتى يجد المرء نفسه في عالم مسكون بالأشباح الفكرية الوهمية الحائمة حوله من كل مكان ، فيضيِّع شكه من يقينه .
أما إعادة تعريف المفاهيم على نحو مزيف بقصد طردها فتتضح على نحو فاضح من طريقة تعامل التوسير مع مصطلح الإيديولوجيا . من المعلوم أن مصطلح "الإيديولوجيا" (ideology) هو مركب مشتق من مفردة "الفكرة" (idea) زائداً "العلم" (logy) ، و معناه الحرفي هو : "علم الأفكار" ؛ و هو يستخدم للإشارة إلى خصائص المحتوى الفكري لقناعات الفرد أو الجماعة ، و التي نستطيع تمييز كونها تقدمية / رجعية ، ضرورية / غير ضرورية ، صحيحة / خاطئة ، مفيدة / مضرة ، متماسكة / مشتتة ، الخ . و ذلك عبر التثبت الخطابي من أهدافها و تطبيقاتها ، و ليس أبداً عبر التحكم الذاتي المغرض بصدد مدلولها . هذا يعني أن الدلالة المجردة لهذا المصطلح لوحده هي حيادية المعنى و ليست سلبية أو ايجابية ، و لا تحددها غير النعوت (مثل : إيديولوجيا تقدمية / رجعية) التي تصفها . هذا أمر واضح تماماً . و لكن هذا الوضوح الدلالي لهذا المصطلح لا يمنع (س) من الناس ممن يتقصد لأمر ما في نفسه تنفيذ حكم الإعدام على المحتوى الفكري للشخص (ف) أو المجموعة (ق) (مثلما يفعل الدينجية بمصطلح "العلمانية" ضد من لا يشتغل طبّالاً لحسابهم) بقلب دلالته المحايدة إلى سُبَّة دامغة تنطوي على حكم الإبادة لفكر الآخر المختلف و ذلك على نحو تعسفي مغرض . هذا هو بالضبط ما فعله ألتوسير بمصطلح "الإيديولوجيا" عندما أكد على نحو تحكمي قاطع في كتابه "حول إعادة إنتاج الرأسمالية" – مثلاً – بأن الإيديولوجيا ليست هي الأفكار ، بل هي "أكاذيب جميلة" ؛ هي "حلم خالص مصطنع تحكماً من لا شيء بلا تاريخ" . ليس هذا فحسب ، بل أنه لم يتورع عن "تلزيق" كل هذا التلفيق ظلماً و عدواناً بماركس نفسه رغم وجود عشرات الأدلة النصية القاطعة لماركس و إنجلز على الضد تماماً من ذلك ! ما هو جوهر هذا التلفيق الذي يسمح باستخدام إديولوجيا الذات لإلغاء إيديولوجيا الآخر ؟ أنه اعتماد الأسلوب الطرائقي المصطنع للتزوير عبر "إعادة تعريف الوقائع بغية تبرير طردها " . ما الدافع النهائي الذي يكمن وراءه ؟ إصدار حكم الإعدام على الثورية في النظرية الماركسية و التي هي أهم ما في رسالتها التحررية الانسانية !

يتبع ، لطفاً .