مهرجان - الإنسانية - بنسخته العراقية!


طه رشيد
2017 / 11 / 29 - 10:10     

العديد من الأحزاب الشيوعية في العالم تحتفي بصحفها، وابرز هذه الاحتفالات هو احتفال الفرنسيين السنوي بصحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي "اللومانيتيه - الإنسانية"، والذي تحول إلى كرنفال شعبي وطني وأممي على حد سواء! علما ان الفرنسيين يحتفلون بهذا الكرنفال سنويا منذ عام 1930، باستثناء سنوات الحرب العالمية الثانية، حيث توقف فيها المهرجان. وقد ساهم في المهرجان هذا العام، على مدى ثلاثة أيام، أكثر من نصف مليون زائر!
وهذا ما تطمح له الزميلة " طريق الشعب"، ويكفيها شرف الطموح!
المحاولة الاولى لإضفاء " الطابع الشعبي " على مهرجان طريق الشعب هي من خلال اختيار المكان. لقد كانت حدائق أبي نؤاس المكان السابق لإقامة المهرجانات الأربعة الأولى، حيث يئم المهرجان رفاق واصدقاء الحزب الشيوعي والقريبين من همومهم الوطنية، بينما في المهرجان الاخير تم اختيار حدائق "القشلة" مكانا جديدا، تجد فيه الجمهور المتنوع حاضرا كل يوم جمعة، من فنانين شباب وشعراء وأدباء وسياسيين ومتنزهين، ليشاركك في مختلف نشاطاتك الفنية - الأدبية او السياسية، وعلى طريقة المثل العراقي " الما يجي وياك، تعال اوياه" !
الجديد الآخر في مهرجان طريق الشعب بنسخته الخامسة، هو إقامة نشاطات متنوعة ومختلفة في نفس الساعة وتترك للجمهور حرية "اختيار" متابعة هذا النشاط او ذاك. فبينما تابع مئات الحاضرين الحفلة الفنية الغنائية للفنانة الرائدة أمل خضير والفنان كريم الرسام تحت قيادة المايسترو ابراهيم السيد، جلوسا ووقوفا ما يقارب الساعتين، كانت في الجوانب الأخرى للحدائق جمهرة أخرى تتابع ندوات عن حرية الصحافة ( تحدث في هذه الندوة مطولا رئيس تحرير الدستور باسم الشيخ، عن أهمية الحرية باختيار ونشر الخبر، كما تحدث عن انعدام الدعم المالي للصحافة الوطنية من قبل الدولة، مما يهدد بغلق بعض الصحف أبوابها!)، او متابعة حديثا عن شخصيات وطنية أدبية أو سياسية. وهذا التنوع في النشاطات بآن واحد طريقة جديدة لم يألفها الجمهور العراقي .
اما الجانب الوطني في المهرجان ، فهو عدم اكتفاء الطريق بإقامة كرنفال لوحدها، بل دعت ( كما جرت العادة سنويا) كل الصحف الفاعلة على الساحة العراقية: الدستور. المدى. الصباح. الصباح الجديد. الحقيقة. البينة الجديدة. العالم للمشاركة في المهرجان وإقامة " خيمها" الخاصة بها.. وتم اقرار هذه " الدعوة "، إدراكا من القائمين على المهرجان بأن اليد الواحدة لا تصفق، وخاصة في المسائل الكبرى التي تتعلق ببناء الوطن بشكل صحيح!
كان ينقص المهرجان بعض القضايا الخدمية، وخاصة ما يتعلق بالاطعام، فكان لا بد من إقامة كافيتريا متنوعة. وكان بالإمكان إقامة محلات " بازار " أو " تراثية". كما كان بالإمكان تخصيص مكانا لألعاب الأطفال، لأن الطفولة لها حق علينا، ولا يمكن زجها بمشاكلنا التي لا أول لها ولا اخر!