إدوارد سعيد وإستشراق كارل ماركس! (3-3)


محمود محمد ياسين
2017 / 10 / 29 - 11:15     

قدمنا راينا فى الجزئين الأول والثانى من هذا المقال حول زعم إدوارد سعيد أن أفكار ماركس تتماهى وافكار الإستشراق بنظرتها الدونية للشرق التى ادت إلى صناعة القوة الإستعمارية وغزوها للشرق وإستعباده؛ وقد إعتمد سعيد فى حكمه هذا على مقولات لماركس محدودة ومنزوعة السياق. نواصل فى هذا الجزء الأخير من المقال عرض مزيد من مزاعم سعيد فيما يتعلق بالماركسية مع تناول طبيعة أطروحته ومكانتها فى مجال الفكر السياسى وبشكل عام فى حقل العلوم الإجتماعية:

يواصل سعيد هجومه المسعور على الماركسية عبر الرد على بعض نقاده قائلاً ” لقد تم نقدى على اساس إننى لم أعطى إهتماماً كافياً لماركس من قبل نقاد فى العالم العربى والهند، فهؤلاء النقاد لأنهم دوغمائيون فقد إعتبروا أن طريقة ماركس تسمو على إنحيازه الواضح. أو تم نقدى إنطلاقاً من أننى لم أكن منصفاً إزاء الإنجازات الكبيرة للإستشراق والغرب، الخ. يبدو لى إن الإلتجاء للماركسية أو "الغرب" كمنظومة كلية ما هو إلا إستخدام أرثوذكسية للإطاحة بأرثوذكسية أخرى.“ – ص 339‘2003. وهكذا يلجا سعيد للحيلة الدفاعية القديمة، التى تستخدم فى الجدال، فى الهجوم على الماركسية بإلصاق صفة الأرثوذكسية بها. فالعرب والهنود الذين اشار اليهم سعيد هم مهدى عامل وصادق جلال العظم وإعجاز احمد وعرفان حبيب المشار إلى مقالاتهم الناقدة لل" الإستشراق" فى ثبت مراجع المقال. وهؤلاء جميعهم تناولوا باسلوب علمى نقد أطروحة سعيد من زاوية منهجها الذاتى فى التحليل وعدم كفاية المنطق الداخلى الذى يحكم قراءته لأفكار المستشرقين،الخ. وهكذا لجأ سعيد لإثارة "مغالطة" جمود الماركسية لتحاشى الرد على الحجج النقدية المحددة لأؤلئل المفكرين.

وبعد، إن المفارقة تكمن فى أن هجوم سعيد على الماركسية هو ما أفقده " القدرة تبنى موقف متناسق ضد الإمبريالية" كما ذكر إعجاز أحمد. –Orientalism A Reader-ص 285. فسعيد سار على خطى المستشرقين الذين إنتقد نظرتهم للشرق كجسم مجمد فى صورة جمعية؛ فهو يقول إنه رغم إخفاقات الإستشراق وعنصريته إلا ” أن ثمة ما يدعو إلى القلق فى كون أن تاثيره إنتقل الى الشرق نفسه، فصفحات الكتب والمجلات باللغة العربية (وباليابانية وغيرها من اللهجات الهندية المتعددة واللغات الشرقية الأخرى) تمتلى بتحليلات من الدرجة الثانية للعقل العربى والإسلام واساطير أخرى يقوم بها كتاب عرب“- الإستشراق، ص 322. إن سعيد يعتبر بنظرة ميتافيزيقية أن مكونات الشرق الإجتماعية كتلة واحدة ( سعيد لا يتحدث عن طبقات متضاربة مصالحها). والمكون الذى يحلو له الحديث عنه هو فئة الإنتلجنسيا وهى بالنسبة له جسم واحد يفكر بطريقة واحدة. يقول سعيد ” ما من باحث عربى أو إسلامى يستطيع المخاطرة بتجاهل ما يحدث فى المجلات البحثية، والمعاهد، والجامعات فى الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا، غير أن العكس صحيح. ليس هناك، مثلاً، مجلة رئيسية واحدة للدراسات العربية تصدر فى العالم العربى اليوم، ...ليس ثمة مؤسسة تعليمية عربية واحدة قادرة على مضاهاة أماكن مثل أكسفورد وهافارد وال (UCLA) –جامعة كاليفورنيا، لوس انجلس- فى دراسة العالم العربى ...والنتيجة هى أن الطلاب الشرقيين (والاساتذة الشرقيين) ما يزالوا يحضرون الى الولايات المتحدة الأمريكية والجلوس عند أقدام المستشرقين الأمريكيين، ثم العودة فيما بعد وتكرار الأكليشيهات، التى ما فتئت أصفها بأنها دوغمائيات، على مسامع جمهورهم المحلى.“ - الإستشراق،ص ص 322-323.

ويواصل سعيد فى تصويره لعدم حيلة وسلبية الشرقيين الممثلة فى وعيهم بأنفسهم الذى لا يتجاوز الصورة التى يرسمها لهم الغرب حيث يصف علاقة الغرب بدول الشرق الاوسط بأنها ” علاقة أحادية الإتجاه، تمثل فيها الولايات المتحدة زبوناً إنتقائياً لعدد ضئيل من المنتجات ( بشكل رئيسى، النفط والعمالة الرخيصة)، "بينما" العرب يشكلون مجموعة من مستهلكين متنوعين لعدد ضخم من بضائع الولايات المتحدة، المادية والعقائدية. وقد كان لهذا عواقب كثيرة. فهناك عملية توحيد (standardization) هائلة للذوق فى المنطقة، متجسدة لا فى الترانزسترات والجينز الأزرق والكوكاكولا وحسب، بل كذلك فى الصور (images) الثقافية للشرق التى توفرها وسائل الإعلام الأمريكية وتستهلكها دون تفكير جماهير التلفاز الغفيرة. إن المفارقة التى تكمن فى العربى الذى يعتقد أنه "العربى" الذى صورته هوليوود هى النتيجة البديهية التى أشيراليها.“ - الإستشراق، ص ص 325-326.

يترك ما ذكره سعيد فى المقتطفات أعلاه إنطباعاً شاكاً فى عدم إلمام سعيد بطبيعة الصراع فى الشرق، والمواقف المختلفة للقوى الإجتماعية، منه. أولاً، الإنتلجنسيا ليست طبقة لكى تشكل جسماً واحداً كما أشار الكاتب إذ أن شرائحها موزعة حسب الإنتماءات الفكرية والآيدولوجية للطبقات المختلفة. ولا سبيل لنكران وجود الطبقات فى الشرق، فهذا واقع فعلى أمبريقى محسوس؛ والمواقف تجاه الغرب تختلف من طبقة لأخرى حسب المصالح. فهناك إدراك راسخ وسط الطبقات الشعبية وشرائح من البرجوازية ينحو لربط أوضاعهم المتاخرة بهيمنة الغرب. وهكذا فإن إنتلجنسيا الشرق لا يمكن الحكم عليها بانها فى مجموعها تابعاً ذليلاً للغرب وأهوائه، فاللمثقفين فى الشرق، ليس فقط، تاريخ ناصع فى إجراء الدراسات العلمية المناهضة للإستعمار بل بإشعال حركات تحرر عظيمة للتخلص من نيره؛ ولم يحدث هذا من منطلق فكرة منطلقها الإعتقاد فى ثنائية مجردة، شرق وغرب، بل على اساس الهدف المشترك للإنسانية الذى إتخذ التعبير عنه فى المجال السياسى نظريات ربطت فى بوتقة واحدة نضال الشعوب فى الشرق والغرب ضد عدو مشترك هو الراسمالية.

كذلك يبدو التبسيط واضحاً فى تحليل سعيد للعلاقة الإقتصادية والثقافية بين الغرب والشرق وفى التأثير المتبادل بين الثقافات المختلفة إيجاباً وسلباً.
إن عدائية سعيد تجاه الماركسية تنبع من طبيعة أفكاره التى جاءت فى وقت راجت فيه، منذ سبعينيات القرن العشرين، "نظريات" ومناهج تحليل الظاهرت الإجتماعية باولوية العامل الثقافى، ولهذا لم يكن غريباً الإستقبال الحماسى لل "الإستشراق" والإنكباب عليه وسط البيئات (milieus) الليبرالية المنفلته السائدة وسط اليسار فى الغرب المتمحورة حول حركات وإتجاهات تُقدِّم البعد الثقافى على ما عداه من المكونات المادية مثل الماركسية الثقافية وسياسات الهوية ونظرية التعددية الثقافية (multiculturalism) والحركات النسوية. فرؤى سعيد الفكرية تلاقت مع هذه التيارات على صعيد المنهجية بإعتماد البعد الذاتى والثقافى فى تحليل الظاهرات الإجتماعية وليس بالضرورة مع مضامينها، فمثلاً لم يكن سعيد داعياً لسياسات الهوية أو الماركسية الثقافية. سعيد يدعو إلى إنسانية (Humanism) جديدة، ولكنها فى التحليل النهائى هى " الانسانية المجرده والموجودة خارج الزمن والتاريخ"؛ وبدعوته الى الإنسانية فهو يختلف مع ما بعد الحداثين والتقليديين على حد سواء بإعتبار ان نصوصهم الأدبية شكلية ولا تصور الآلام التى تعيشها معظم البشرية، لهذا فهو يرى ان النصوص يجب أن تتوشح بقيم عاطفية تجاه الناس فى معاناتهم. وهكذا فإن سعيد يهفو إلى إنسانية منطلقها الأدب وعلم الجمال (aesthetics)، وعليه فهو يرى ان "الأفكار تنتج الأفكار".

وهكذا فإن أطروحة سعيد تتماهى مع نظريات النقد الثقافى الذى يعتبر أن الاستعمار بواعثه ثقافية : " الإمبريالية الثقافية". وجدير بالذكر أن سعيد أشار فى " الإستشراق"، فى عدة أسطر (كتلك الوارده فى ص ص 5-6) بشكل مقتضب إلى "نظرية" غرامشى الخاصة بما يسمى "الكتلة التاريخية" من غير إعطاء تفسير واضح ومقنع لما تعنيه تلك النظرية فيما يخص أفكاره حول الإسستشراق (وكملاحظة إستطرادية عامة فإن تنظير غرامشى أوروبى التوجه ”Eurocentric “ وليس المقصود ب " أوروبية التوجه" بأن أفكار غرامشى تنطوى على عقيدة إستعلاء الثقافة الأوربية، بل كان ما رسمه من أفكار يتلاءم، فقط، مع تصوره لمسار وتوجهات الثورة الإشتراكية فى أوروبا.) كما اشار سعيد إلى إستفادته من المفهوم المنهجى لغرامشى الخاص ب "ضرورة الجرد منذ البداية- الإستشراق، ص ص 25-26" الذى يعنى كما رأى غرامشى، ان يقوم الناقد فى بداية عمله بعملية جرد ذاتية يجرى فيها المرء إستكشافاً واعياً لذاته راصداً اثر المرحلة التاريخية التى يعيش فيها عليه، وهذا ما يُمكِّن الناقد من التقدير الصحيح للأشياء. وعلى أى حال إن التوسل بإسم غرامشى والزج به فى "الإستشراق"، يجىء كتأكيد من سعيد على قطعية التحليل بالعامل الثقافى، التى تبناها غرامشى، مقابل مادية ماركس التى أشبعها الكاتب تهكماً وإستخفافاً.

ولم يكن غريباٌ أن يجد كتاب "الإستشراق" بعض الإستحسان من بعض القوى التى تعتبر أن الصراع هو صراع بين غرب وشرق على الصعيد الثقافى، وكان هذا القبول لافكاره، مثار دهشة سعيد نفسه التى عبر عنها فى الكلمة الختامية الملحقة بالنسخة الاصلية للكتاب، التى اشرنا إليها سابقاً، قائلاً إنه لم ينظر إلى أن العلاقة بين الشرق والغرب علاقة جدلية ولم يكن أبداً يقصد ” الترويج إلى علاقة عدائية بين قطبين سياسيين وثقافيين متنافسين من خلال وصفها ومن ثم محاولة التقليل من آثارها...بل على العكس....إن (فكرة) التناقض بين الغرب والشرق مضللة وغير مرغوب فيها....ويكون حسناً التقليل من ايلائها اى أهمية غير تفسير تاريخ مشوق من التاملات والتنافس المصلحى.“ - نسخة،2003- ص ص 335،336. ويقول ” أن الأفكار التى طرحها فى "الإستشراق" هى ”ضد الجوهرية(anti-essentialist) وتلقى بظلال من الشك حول التصنيفات مثل شرق وغرب والحرص الشديد على عدم الدفاع أو حتى مناقشة الشرق او الإسلام... ولكن قُرِئَ ” "الإستشراق" وكتب عنه فى العالم العربى كدفاع ممنهج عن الإسلام والعرب على الرغم من أننى أقول بصورة واضحة أنه لا رغبة لدى، او أهلية لتبيان ما هو الشرق أو الإسلام.“ - نسخة،2003- ص ص331-332.

إن اطروحة سعيد تندرج ضمن "نظرية" ما بعد الكولونيالية إحدى روافد ما يسمى بتيار ما بعد الحداثة التى ظهرت فى الثلث الأخير من القرن العشرين متمركزة فى أمريكا وأوروبا. وما بعد الكولونيالية تتميز بعدم الإهتمام بدراسة وقائع الحياة المادية وبالتالى فهى تمثل نقيضاً للماركسية؛ فهى تعتبر الماركسية نظرية أوربية التوجه (Eurocentric) وبالتالى فإن ما بعد الكولونيالية لا تعتمد التحليل الطبقى فى تفسير الظاهرات الإجتماعية والنظم الاقتصادية و التيارات السياسية.

إن أول ما يثير التعجب فى مجال دراسات ما بعد الكولونيالية هو مصطلح " ما بعد الكولونيالية" الذى لا يعنى لغوياً غير أن الإستعمار زال من وجه الأرض الشيئ الذى جعل رواد هذا الحقل يلجاون، لتبرير إستخدام المصطلح، لتاكيد أن البلدان الفقيرة ما زالت خاضعة ثقافيا واقتصاديا للدول الكبرى، وإنهم أرادوا بالمصطلح التعبير عن أن العلاقة بين الدول الكبرى والطرفية تمثل حقبة تاريخية جديدة يكون التركيزفيها على تناول قضايا السيطرة الإستعمارية في بعدها الثقافى. وفى إعطاء الأولوية للعامل الثقافى وإهمال الواقع المادى يكمن عقب آخيل (Achilles’ Heel) فى دراسات ما بعد الكولونيالية الذى تمثل فى سيرورتها نقيضاً للمفهوم الماركسى وهو أن العالم يعيش مرحلة الإمبريالية " كأعلى شكل لنظام الإنتاج الرأسمالى" وأى تغييرات حدثت فى هذه العلاقة فهى على صعيد الكم وليس الكيف؛ وفى التحليل النهائى الإمبريالية تعنى الهيمنة على دول العالم الثالث بانتهاك سيادتها بكل الأساليب وفى مقدمتها القوة العسكرية.

وهكذا من وجهة النظر الماركسية فإن ما بعد الكولونيالية هى الفلسفة المثالية الذاتية (القديمة) نفسها فى قوالب لغوية تعبيرية جديدة ومن شانها، برفضها الصراع الطبقى كمحرك للتاريخ، إضعاف النضال ضد الطبقات الحاكمة . وأكبر مهدد لنظرية ما بعد الكولونيالية هو الماركسية فهى تنسف ثنائية سعيد: "شرق وغرب"، فالماركسية تنظر فى صراع موضوعى يعكس التناقضات المادية فى وعى الناس بين نظامين إجتماعيين-إقصاديين متباينين فى مستوى تطورهما. وسعيد وعى هذا تماماً ولهذا كان حرصه منذ البداية تلفيق أراء ماركس ورسم صورة له تعتبره واحداً من المستشرقين وشريكاً للغرب فى جريمة إستعمار الشرق وإستعباد اهله.

إن أطروحة سعيد بمثاليتها الذاتية أوقفت الظاهرات الإجتماعية على رأسها، ولا مفر من بذل الجهود لقلبها رأساً على عقب (upside-down) لكى تمشى على ارجلها!!

حاشية:
1. كل المقتطفات الوارة فى المقال تحت " الإستشراق" ماخوذة من النسخة الإنجليرية للكتاب الصادرة فى 1979.
نُشر كتاب سعيد "الإستشراق" فى 1978 وتبعه المؤلف بنشر مقدمة جديدة، وفصل إضافى تحت عنوان: تذييل أو كلمة اخيرة (Afterword) ضمنت فى طبعة للكتاب فى 1994 شملت ردوداً على نقد تعرض له مؤلفه من مواقع فكرية مختلفة. والمقتطفات المشار اليها فى هذا المقال ب " نسخة،2003" مأخوذة من هذه الطبعة وتوجد نسخة الكتاب (Penguin, 2003) الموجودة على الربط أدناه :
E. D. Said “Orientalism” Penguin, 2003: http://jpkc.fudan.edu.cn/picture/article/294/2d/bb/f0541e364151afa9136935ce911b/cfd376a0-3bad-441f-88e5-dad82e291148.pdf
المراجع:


--Edward W. Said, “Orientalism” Vintage Books, 1979
--Marx, “The Eighteenth Brumaire of Louis Bonaparte” 1852:
https://ayman1970.files.wordpress.com/2011/06/d8a7d984d8abd8a7d985d986-d8b9d8b4d8b1-d985d986-d8a8d8b1d988d985d98ad8b1-d984d988d98ad8b3-d8a8d988d986d8a7d8a8d8b1d8aa-pdf.pdf
-- Irfan Habib, “ Critical Notes On Edward Said”International Socialism, Issue: 108, 17th October 2005. http://isj.org.uk/critical-notes-on-edward-said/
--Aijaz Ahmad “Between orientalism and historicism”, in “Orientalism-A Reader” ,New York University Press 2000.
-- Sadik Jalal al-’Azm “Orientalism and orientalism in reverse”:
https://libcom.org/library/orientalism-orientalism-reverse-sadik-jalal-al-%E2%80%99azm
-- Charles Breunig" The Age of Revolution and Reaction, 1789-1850" W. W. Norton & Company 2nd edition (August 1980
--Robert Irwin "Dangerous Knowledge: Orientalism and Its Discontents," The Overlook Press, 2006. مؤرخ بريطانى نقد الإستشراق من وجهة نظر إستشراقية
--Karl Marx, “The British Rule in India,” New-York Daily Tribune, June 25, 1853.
--Karl Marx “The Future Results of British Rule in India” New-York Daily Tribune, August 8, 1853.
-- Ibn Warraq, “Defending the West A Critique of Edward Said s Orientalism” Prometheus Books, Aug. 1 2007
هذا الكتاب نقد الإستشراق من وجهة نظر ليبرالية وفيه رصد لمستشرقين تجاهل سعيد تناول اعمالهم.
- Kevin B. Anderson, “Marx at the Margins: On Nationalism, Ethnicity, and Non-Western Societies Paperback – Feb 22 2016” University of Chicago Press, 2016.
-- Bernard Lewis, “The Question of Orientalism,” in “Orientalism-A Reader”, New York University Press 2000
وجه سعيد هجوماً لاذاعاً لبرنارد لويس فى طبعة 1994 المشار اليها اعلاه ولكن الغريب أن الهجوم إتسم بالعمومية وفى بعض الأحيان خارج موقف لويس المحدد من كتاب "الإستشراق"؛ فسعيد لم يعطى إهتماماً كافياً للرد على نقد لويس بان "الإستشراق" يحتوى على أخطاء تاريخية وقلب للحقائق لتناسب أطروحتة. كما أشار لويس كذلك إلى أن العينة العشوائية للمستشرقين الذين تناول سعيد اعمالهم إختارها يصورة عشوائية يشوبها التحيز والخلل من ناحية إختيار المستشرقين الذين إتخذهم كموضوع فى نقده للإستشراق، وحتى الذين إختارهم كان تركيزه على بعض كتاباتهم وليس على أهمها، ومن ناحية أخرى إستبعاد الإستشراق الألمانى والسوفيتى والتركيز على المستشرقين الإنجليز والفرنسيين. كذلك مال سعيد لحصر الشرق فى الشرق الأوسط وفى عدد محدد من الدول العربية

عبد المنعم عجب الفيا " الإستشراق في رؤية إدوارد سعيد"-