من ينتظر ثورة اجتماعية خالصة لن يراها في عمره


هيفاء أحمد الجندي
2017 / 7 / 18 - 23:41     

‫لينينُ، الذي بدأ عَيانيّاً من دِراسةِ روسيا وتَشكيلاتِها الاجتماعيّة وطبقاتِها ونُموِّ الرّأسماليّة فيها وبِناءً على هذا التّحليلِ الواقِعيّ- العيَانيّ، قادَ ثورَته الاشتراكيَّةَ. ‬

‫تُعْتَبرُ الثورةُ الرّوسيَّةُ ثلاثَ ثوراتٍ في ثورَة، وِفْقَ ما ذهبَ إليْه فالِح عبد الجبّار في كتابِه "ما بعدَ ماركس". ثورةٌ فلّاحيّةٌ ضِدَّ كلِّ أشكالِ القَنانَة، وسياسيَّةٌ ضدَّ الشّكل الأوتوقراطيّ للقَيصريّة، وثورةٌ عُمّاليّةٌ في المُدن.‬

‫وقد اكْتسبَتْ هذه الثّوراتُ طابَعاً حادّاً ومُتَوتِّراً ومُتداخِلاً بِفعلِ ظروفِ الحربِ العالميَّةِ الأولى. وكان لينينُ يَعِي شُروطَ التّطوُّرِ التّاريخيِّ للرّأسماليَّة، والسّعْيِ للخروجِ منها وتَجاوزِها كما وَصفها. وقد اعْترضَ بليخانوف، الذي رأى أنَّ بلداً مُتخلّفاً مثلَ روسيا، يَقوم على الإنتاجِ السّلَعيّ الصّغير، وبَحْرٍ من الفلاحين لا يَسمحُ إلا بنُشوءِ نظامِ استبداد. ‬

‫كان لينينُ يَأمَلُ ويَنتظِرُ أنْ تُشعِلَ الثّورةُ الرّوسيّةُ فَتِيلَ ثَوراتٍ عُمّاليَّةٍ في القّارَّةِ الأوربيَّة، والتّكتيكُ الهَامُّ للينين كان دَعْوتُه للإطاحةِ بالسّلطة، والخَلاص من الحرب الإمبرياليّةِ وحَلِّ المسألةِ الزّراعيّة، وتَلبِيةُ الحاجاتِ الحيَويّةِ لِعشراتِ المَلايينِ من الْبَشر. ‬

‫حقّقَتْ روسيا ثورتَها الاشتراكيَّةَ بِعَددٍ قليلٍ من العمّال، وأكثريَّةٍ من الفلاحين، وبذلك يكون لينين قد جدَّد وخالفَ نظريَّةَ ماركس وِفْقَ ما يتناسبُ مع الخُصوصيَّةِ الروسيّة، وقانون تَفاوُتِ النّمُوِّ (التطور اللامتكافئ) لأنَّ ماركس توقع بأنَّ انكلترا سوف تكون الرّافعة لثورة اقتصاديَّة، فهي البلد الوحيدُ الذي اسْتوفى فيه شروطَ التّطورِ الرّأسماليّ، وأنّ غالبيَّةَ السّكانِ تتألّفُ منْ عُمّال بِأجْر والبَلدُ الذي بلغَ فيه صِراعُ الطبقات، وتَنظيمُ الطبقةِ العامِلة في نَقاباتٍ درَجةً من الشّمولِ والنّضْج. ‬

‫والسّؤالُ الذي باتَ يَطرحُ نفسَهُ، إذا كان العمّال أقليَّةً والرّأسماليَّةُ غيرَ مُتطوِّرَةٍ في روسيا، فما الذي دفعَ لينين إلى تَغييرِ الدّفةِ باتِّجاهِ الثورةِ العُمّاليَّة، ذاتِ المَهامِّ الاشتراكيَّة، في بلدٍ يَنتظرُ انْجازَ مَهامٍّ ديمقراطيَّة؟ هل كان لينين غيرَ واعٍ لِنظريَّةِ ماركس!؟‬

‫
لقد كان لينين، يَعِي شُروطَ التّطوُّرِ التاريخيِّ للرّأسماليَّةِ، وضِمْنَ شُروطِ التّطوُّرِ الّلامُتكافِئِ وهذا يُؤَكّدُ فِكْرةَ أنَّ الثورةَ الاشتراكيَّةَ لن تكونَ نِضالَ البروليتاريينَ الثّوريين، في كلِّ بَلَدٍ ضدَّ بُورجوازيَّتِهم، بَلْ ستكونُ نضالَ جميعِ المُستعمَراتِ والبلدانِ التي تَضْطَهِدُها الامبرياليَّةُ، ونِضالاتٍ لجميعِ البلدانِ التّابِعةِ ضدَّ الامبرياليَّةِ العالَميَّة. ومن المُستحيلِ أنْ نَفْهمَ العمَليَّةَ الثّوريَّةَ في روسيا بِدونِ الامبرياليَّةِ والحَرب.‬

‫
كان لينين رائدَ الثورةِ البروليتاريَّة، والذي يعرفُ ما هو صِراعُ الطبقاتِ ولَمْ يكْتفِ بتأييدِ العُمّالِ ضدَّ البورجوازيَّةِ، وحركةِ التَّحرُّرِ الوطنيّ ضدَّ الامبرياليَّةِ، بلْ أيَّدَ آسيا ضدَّ أوروبّا والشّرقَ ضدَّ الغربِ وكان معَ الفلاحِ الهنْديِّ. إذ لا يَكْفي أنْ نقولَ إنَّ النّظامَ الاشتراكيَّ وُلِدَ مِنَ الطبقةِ العَامِلة، لقد وُلِدَ في روسيا المُتَخلّفةِ حيثُ يُؤلِّفُ الفلّاحون ثلاثةَ أرباعِ السّكان، ثمَّ انتصرَ في الصّين الكولونياليَّةِ ونِصْفِ الاقطاعيّة.‬

‫
إنَّها دِيناميكيّةُ الثورةِ الدَّائمةِ في البلدان المُتَخلّفة، حيثُ فَشِلَ بليخانوف وكاوتسكي في فَهْمِ هذه الدِّيناميكيَّةِ الثوريّةِ العالَميَّةِ في زَمَنِ الامبرياليَّةِ وتَناقُضاتِها التي لا تَنبعُ مِن نِضالِ العُمّالِ ضِدَّ أرْبابِ العملِ، بل تَسْتَنِدُ إلى تحليلِ الطبقاتِ، ونَظريَّةِ تَحوُّلِ الثورةِ الديمقراطيَّةِ إلى اشتراكيَّة، وعُرِفَتْ عندَ ماركس أيضاً بِاسْمِ الثورة الدائِمة.‬

‫تحَوُّلُ الثورة الديمقراطيّةِ إلى اشتراكيّةٍ هو بِمثابَةِ القانون، إنَّه قانونٌ رئيسيٌّ للثورةِ بِاعتبارِها صَيْرورةً وتَطوُّراً وتحوُّلاً صِراعيّاً لا يَحجُبُه مَفهومُ الامبرياليّة، بلْ يُؤكِّدُه شرقُنا. وقد قال لينينُ بهذا الخُصوص: ليس هناك مِنْ جِدارٍ بين الثورَتَين، الأولى تَنْمو وتتَحوَّلُ إلى الثانِية. ونضالُ الشعبِ الرّوسيّ، سيتَحقَّقُ بِالتِقاءِ وانْدماجِ نضالِ الطبقةِ العامِلةِ الرّوسيَّةِ معَ نِضالِ الفلّاحين. ومُعجزةُ ثورةِ أكتوبر قامَتْ على هذا الأساسِ من التّراكُب.‬

‫
وفي مَعْرَضِ نَقْدِه لِماركس، اعْتبرَ سَمير أمين أنَّ ماركس وصديقَه إنجلز، لمْ يُقَدِّرا أنَّ الأممَ الفلّاحِيَّةَ ستُثْبِتُ أنَّها الأكْثرَ ثَوريَّةً في الانتقالِ نحوَ الاشتراكيَّةِ، ومَنْ سوفَ يُحَقِّقُ الثورةَ ليْسَتْ البروليتاريا فقط، وإنَّما كلُّ الطّبقاتِ شِبْهِ البروليتاريَّةِ والفلاحون الفُقراء والمُتَوسِّطون وكلُّ الطبقاتِ المُهمَّشةِ والمَراتِبِ الكادحةِ والبورجوازيَّة الصّغيرة، وهذا نابِعٌ من خُصوصِيَّةِ التركيبِ الاقتصاديِّ- الاجتماعيِّ للبلدان العربيَّة.‬

‫في هذا السياق تَحْضرُني عِبارةٌ هامَّةٌ للمُفكّرِ السّوريّ الياس مُرقص أنَّ "الثورة الاجتماعيَّة بِدون ثوراتِ الأُمَمِ الصّغيرةِ في المُسْتَعمراتِ، وفي أوروبّا بِدونِ الانفجاراتِ الثوريَّةِ لقِطاعٍ مِنَ البورجوازيَّةِ الصّغيرةِ بِكلِّ أوْهامِها، وبِدونِ حركةٍ تَقومُ بِها الجَماهيرُ البروليتاريَّةُ ونِصْفُ البروليتاريَّة غيرُ الواعِيَةِ سياسيّاً، ضدّ اضطهادِ الأسْيادِ ومَلّاكي الأراضي والكنيسة، إنَّ مَنْ يَتخَيَّلُ ذلك إنَّما يَهْجُرُ الثورةَ الاجتماعيَّة. ومَنْ يَنْتظرُ ثَورةً اجتماعيَّةً خالصة، لنْ يراها في عُمرِه، وذلك ثوريٌّ في الكلامِ ولا يَعرفُ ما هي الثّورةُ الاجتماعيَّةُ وليسَتْ من ثورةٍ اجتماعيَّةٍ خالِصَة".‬

‫
وثَمَّةَ فِكرةٌ هامّةٌ وإشْكالِيَّةٌ لِلمُفكّرِ الشّهيد مَهدي عامل وقد تُثيرُ شيئاً مِن الجَدَلِ والتي ورَدَتْ في كِتابه نقدُ الفكرِ اليوميّ: "إنَّ الثورةَ تكونُ فاشِلةً، إنْ لمْ تكنْ بِقيادةِ طبقةِ مُهَيْمِنةٍ اقتصاديّاً وسياسيّاً، والفلاحون لَيْسُوا بطبقةٍ مُهيمنة، وما كان فيهم نَمَطٌ خاصٌّ من الإنتاجِ يحمِلُ طابَعَهم الطبقيَّ، ولذلك كان الأُفْقُ مَسدوداً في وَجْهِ الثوراتِ الفلّاحيَّةِ ولا يَنْفتِحُ إلّا حينَ تكونُ الثورةُ بِقيادَةِ طبقةٍ مُهَيمِنةٍ، البورجوازيَّةُ أو الطبقةُ العامِلة". وهل يَحتاجُ مُفَكّرٌ بِأهمِّيَّةِ وعَبْقريَّةِ مَهدي عامل أنْ نُذكِّرَه أنَّ الثوراتِ الفلاحيَّةَ قادَتْ إلى الشيوعيَّةِ في الصّين وروسيا، وإنْ جرَى التّضحِيَةُ بهذه الأهدافِ فيما بَعدُ وتَحوَّلَ البلدان إلى الرّأسماليّة! ويَنْبغي تَضافُرُ ثلاثةِ عَوَامِلَ حتّى تنتصرَ الثورات، التنظيمُ والقيادةُ الثوريَّةُ والتّحالُفُ معَ العُمّالِ كَيْ يَتِمَّ الانتِقالُ إلى الاشتراكيَّةِ، لأنَّ شَريحةَ الفلاحين غالِباً ما تُعَبِّرُ عن سُخْطِها بِأشكالٍ رَجعيَّةٍ، وهذا الشَّكلُ الرّجعيُّ من الوَعيِ يُمكنُ أنْ تَستغلَّهُ القوى المُناهِضةُ للثورةِ من أجلِ أنْ تَدْعمَ سُلطتَها وهَيْمَنتَها، وتُبْعِدُها عن حَليفِها الأساسيِّ وهو الطبَقةُ العامِلة.‬

‫مِن هنا تنبعُ أهمِّيَّةُ فِكرةِ الهَيْمنةِ عند غرامشي، أيْ الهَيمنةُ على الفلاحين وضرورةُ التّحالُفِ مع الطبقةِ العامِلةِ، ومَنْ سوفَ يقومُ بِهذه المَهمَّةِ هو "الأميرُ الحديث" أيْ حِزبُ الفئاتِ الشّعبيَّةِ المُفْقَرة، بذلك يَجري إدْخالُهم كفاعِلين أساسيين، في صُنعِ التّاريخ. ولمْ يكنِ غرامشي يَنظرُ إلى الصّراعِ الاجتماعيِّ على أنَّه مَحصورٌ بينَ البورجوازيَّةِ والبروليتاريا بل رآه ثُلاثيَّ الأبْعاد، البورجوازية/البروليتاريا/ومعهما الشّرائحُ الدّنيا من البورجوازيَّةِ الصّغيرةِ والفئاتُ الوُسطى.‬
‫
أدركَ غرامشي أهمِّيَّةَ المُسْتوَى الإيديولوجي، ودَوْرَه الأساسيَّ في عمليَّةِ الصِّراعِ الطبقيّ، حيثُ يَجري الصّراعُ بين البورجوازيَّةِ والبروليتاريا على اسْتقطابِ وتأييدِ الفلاحين، وهناك طبقةٌ سائدةٌ تحاوِلُ أنْ تَفرضَ هَيْمنتَها وأيديولوجيَّتَها وأنْ تَحشُدَ كلَّ إمكانِيّاتِها، حتّى تُخْضِعَ وَعْيَ الجماهير.‬

‫مِنْ هنا أتَتْ أهمِّيَّةُ تنظيمِ الفِئاتِ الشعبيَّةِ، وأنْ يضعَ الحزبُ الذي يُمثّلُ هذه الفِئاتِ هدفاً أساسيّاً وهو الاسْتِيلاءُ على السّلطة، مِنْ أجْلِ الانْتقالِ إلى أنْماطٍ جديدة، من الإنتاجِ والتّوزيع. وإذا فشلَ في الوُصولِ إلى السّلطةِ ونَجحَت الطبقةُ المُسَيطِرةُ البورجوازيَّةُ في إيقافِ مدِّ البروليتاريا، عندها يتحلّلُ الصّراعُ الطبقيُّ، وتنتشِرُ الفاشِيَّةُ، يُؤيِّدُها مُلّاكُ الأراضي والفَريقُ الحاكِمُ وقوى النّظامِ القديم. وإذا لم تَعرِف البروليتاريا كيف تَتصرَّفُ وتُنظِّمُ نَفْسَها، وهذا لا يَنْبَثِقُ من التّطوُّرِ العَفْويّ، بلْ من ضَرورةِ وُجودِ الأحزابِ والتّنظيم، عندها تُصبحُ الفِئاتُ المُفْقَرَةُ مُدْرِكَةً لِذاتِها ولِمصالِحِها وإمْكانيّاتِها وتَعرِفُ كيف تَتقدَّمُ وتُحَدِّدُ الأهدافَ وتُمَيِّزُ بينَ الأعداءِ والخُصوم. ‬

‫لَطالما ارْتبَطَ مَفهومُ الصّراعِ بين الطبقات، بِغَزْوِ السُّلطة. يقول أنطونيو غرامشي: (الفَهْمُ غيرُ السَّليمِ للدَّولةِ يَعني وَعْياً طبقيّاً غيرَ سليم، وفَهْمُ ما هي الدولةُ لا يَتِمُّ بِمُجرَّدِ أنْ يُدافِعَ المَرْءُ عنها، إنَّما حين يُهاجمُها من أجلِ إسْقاطها) ومَنْ له مَصلحةٌ بِالتّغييرِ الجَذريِّ هي الفِئاتُ المُفْقَرةُ التي تُدافِعُ عن الصّراعِ وتدفعُ به إلى أقصاه، على عكسِ الاصلاحيين، الذين ما فَتِئوا يُنْكِرون وُجودَ الصّراع الطبقي، وأقصى طُموحٍهم أنْ تَجري بَعضُ التّعديلاتِ البَسيطةِ من دُونِ المَسِّ بِجوهرِ السُّلطةِ الطبقيَّة. ومن المُفيدِ أنْ نُذكِّرَ القارِئَ بِمفهومِ الثورة، كما وَرَدَ في كُرّاسِ لينين، الدّولةُ والثّورة "الدّولةُ لَيْسَتْ أنْ تَسُودَ طبقةٌ جديدةٌ وتحكمَ بواسطةِ الألةِ القديمةِ بلْ في أنْ تَسُودَ وتَحكمَ بِواسِطةِ آلةِ الدّولةِ الجديدة، بعدَ أنْ تُحطِّمَ القديمة". ‬

‫من جهته، رأى ماركس أنَّ التّدابيرَ العَمليّةَ التي اتْخَذتْها الكومونَةُ، هوما يَخشاهُ الانتهازيون ولا يُريدون الاعترافَ به، لِجُبْنِهم ولِعدمِ رَغْبَتِهم في قَطْعِ كلِّ صِلَةٍ بالبورجوازيَّة. يُعَلّمُنا ماركس، في الوقت عينه، ضَرورةَ التَّحلّي بِالْجُرأةِ الثّوْريَّةِ كَيْ نُحطِّمَ آلةَ الدولةِ القديمة. وقد اسْتطاعَت الكومونَةُ في غُضُونِ أسابيعَ أنْ تَشرعَ في بِناءِ آلةٍ جديدةٍ بروليتاريَّةٍ، ولكنَّ مُؤامرةَ الطبقةِ السّائدةِ عن طريقِ تَفجيرِ الحربِ الأهليَّةِ وتَحتَ رِعايَةِ الغازي الأجنبيّ، اسْتطاعَتْ أنْ تُنهي تجربةَ الكومونة، كما جاءَ في كُرّاسِ ماركس "الحرب الأهليَّةُ في فرنسا". وجودُ الكومونَةِ بالذّات ونَشاطُها وبعضُ الإجراءاتِ التي قامَتْ بها كان دَلالةً على الاتِّجاه الذي تَتطوَّرُ فيه إرادةُ الشَّعب.‬

‫
في الختام، يقولُ ماركس: إنَّ تحريرَ البروليتاريا يَقَعُ على عاتِقِ البروليتاريا ذاتِها، وبِتَحرُّرِها إنَّما تُحَرّرُ المُجتمعَ بِأسْرِه، تُحَرّرُ الانسانيَّةَ جَمعاء، وسلاحُها هو نِضالُها، وهذا يَعتمِدُ على التَّحليلِ العِلْميّ لِحركةِ التّاريخِ الواقِعيَّة. هذا ما اسْتَخلصَهُ ماركس مِن درسِ الكومونةِ أول تجربةٍ لِسلطة الطبقة العامِلة.‬