فهم ملالي الدين للماركسية


جاسم محمد كاظم
2017 / 5 / 26 - 20:41     

فهم ملالي الدين للماركسية
ينتمي رجال الدين إلى المدرسة السكولائية ذات العقل البدائي في الفهم بمنطق أرسطو الشكلي والصوري للأشياء ذات الطول والعرض والارتفاع وهو لا يضيف شيئا إلى نظام المعرفة سوى إعادة صياغة الكلمات بتعريف جديد .
لا يعرف هذا العقل من التطور شيئا لان المعرفة التي يملكونها مكتملة بنظرية تطابق العقل مع نظام الأشياء في الطبيعة فلا يبقى لعقلهم البليد من وظيفة تذكر سوى الشرح وشرح الشرح والإضافة علية مرات وكرات .
ولان هذا الملة لازالت جاهلة بأمر العمل الخلاق ودورة في تطور البشرية وكيف تغيرت شكل وعمل الأشياء من المحراث البدائي الحجري إلى العصر النووي لذلك جاءت الماركسية بأنها اكبر بدعة في نظرهم حين دخلت مفاهيمها إلى ارض العرب في بداية الثلاثينات وتوسعت في ذروة انتشار المد الأحمر في بداية العقد الستيني .
تبنى الملالي نظرية نقد الفلسفة الماركسية وهم لا يعرفون شيئا عن التطور الفلسفي وكيف سار متغيرا بكل وقت بشكل من زمن زينون والسفسطائيين إلى الرواقيين وبرميندس مرورا بأفلاطون وأرسطو حتى ظهور المسيحية وتوما الاكويني و الكنيسة إلى أن وصل إلى تخوم النهضة وفلسفة الأنوار حتى انهيار الكنيسة وظهور الإنسان الحديث .
يفهم هؤلاء القوم شيئا واحدا (وان جهلوا تاريخه الفعلي ) بان الهك أقدم الموجودات خالق الكون والزمان وكل شي انبثق عن هذا الشي بما فيه الإنسان الذي خلقة من طين وأعطاه من علمه الأزلي .
ولان هذا الصنف من البشر لا يعمل ولا يعرف معنى قيمة العمل في حياته لأنهم يعيشون على استغلال دم و عمل الآخرين مثل البراغيث لذلك كان حقدهم على نظرية ماركس التي كشفت وأزاحت وجه الاستغلال القبيح لأول مرة في التاريخ وكيف يأخذ إشكالا متعددة في ظل تطور وسائل الإنتاج وتغير شكل الأنظمة الاجتماعية التي استعانت بالدين وكهنته كوسيلة خداع من اجل إبقاء الأشياء ساكنة .
ومن خلال قراءتنا لأكثر ردود وتعليقات هؤلاء الملالي المضحكة بكتب التناص لديهم يتبين شيئا واحد لا غير بأنهم لا يفهمون الماركسية أكثر من فهم لغوي (لغة مجردة ) فعندهم مثلا كيف يستسيغ الوعي أن تكون هناك نظرية تسمى نفي النفي .
فكيف ينفى المنفي أو يفنى من هو بالأساس فاني فهل يجوز أن نقول يموت الميت .
فهذه مخالفة للمنطق القديم وتجاوز على مقولاته كما هو في اللغة فبدت هذه النظرية خاطئة لغويا وأراد تصحيحها البعض بالقول :-
" أن نفي النفي هو في حقيقته أثبات ."
وذهب هؤلاء القوم بعيدا في دحض الماركسية بتصوير بعض الأشياء لعقلهم البليد كأنها حقيقة بجهلهم الفاضح بمعنى الفهم الفلسفي وما ينبثق عنة من نظرية معرفة يبنى عليها واقع دستوري وقانوني من اجل تثبيت النظام السياسي أو الكيان السياسي الحاكم في نظرية مفهومة وضاعوا مابين العقليين والتجريبيين فجهلوا ما ذا أراد العقليين أن يقولوا وكيف يكون شكل الدولة عند التجريبيين فهم يرددون سوى الكلمات المبعثرة مابين الأسطر بدون فهم ووعي لما يكون علية الواقع .
وتاه هؤلاء الملالي في تعريف كلمة الديالكتيك وكيف يعمل في الطبيعة ولان هذا الشي ليس له جسم مرئي محدد فجسدوه بكلمات قديمة مأخوذة من زمن سالف بأنة اجتماع فكرتين ما لتعطي فكرة جديدة .
أما كيف يعمل الديالكتيك المادي في الطبيعة والمجتمع فهذا ربما لن يفهموه حتى بعد 1000 سنة من ألان.
ولان الملالي لا يعرفون الاقتصاد وكيف يكون فاخذوا مفرداتة جاهزة بعملية النسخ من الكتب المدرسية البسيطة وذهبوا إلى نقد الماركسية بأنها فسرت التاريخ بالعامل الواحد ( العامل الاقتصادي) كما وجدوه في هذه الكتب وهكذا قال بعضهم :-.
"فالماركسية تعتقد أن الوضع الاقتصادي لكل مجتمع، هو الذي يحدد أوضاعه الاجتماعية، والسياسية، والدينية، والفكرية، وما إليها من ظواهر الوجودالاجتماعي."
ولن نجد في كتابات الماركسية هذا الوصف وحيث إن ماركس وانجلز سخروا كثيرا من الأغبياء الذين تبنوا هذه الفكرة ودعوهم إلى قراءة ما كتبوا بتمعن .
وكتب بعض الملالي من السذج يريد تصيد الأخطاء في كتابة ردا على ماركس كيف بقولة :
"كيف لا نسمي عصر الإمبراطورية الرومانية بعصر الرأسمال بدلا من العصر العبودي لتوفر النقد فيها بكثرة إضافة إلى عمل العبيد في إنتاج البضائع "
فبدا هذا المعمم بأنة لا يفرق مابين السوق الذي تواجد في معظم التشكيلات الاقتصادية والاجتماعية ومابين استغلال الجهد الرأسمالي في زيادة إنتاجية رأس المال وبني من فهمة المبتذل هذا قاعدة للهجوم .
لا يعرف المشايخ معنى العلوم وإعادة النظر في نظرية المعرفة وانقلاب العقل على مفاهيمه فعندهم أن المعارف ثابتة كما هي تعاريف الربح والعمل والنقد في الكتب المنهجية .
فعلى طول تاريخ البشرية تغبرت مفاهيم الإنسان ونظرته إلى الطبيعة وتشكيل الأرباب من العفريت غير المرئي إلى الطوطم المتشكل فالتمثال قبل أن يصبح الرب تجريدا في الرأسمال فهذه الأشياء المتغيرة جاءت نتيجة التغييرات في قوى الإنتاج وليس تغييرات كيفية في بنية العقل .
ولهذا فان التغيير الذي تطرحه الماركسية لا يمكن استساغة في عقلية جامدة لا تعرف كيف انهار الكوسموس اليوناني بمنظار غاليلو وان الرب أو الله هو اختراع أفلاطوني سارت علية المسيحية وتبناه والإسلام بعد ذلك .
وبرغم اتفاقنا مع نظرية العقل التي قال بها الماركسيون ألا أن هؤلاء القوم يصح معهم تصنيف رينان وكرستيان لارسن بان عقلهم السامي(نسبة إلى الساميين ) لا يفهم الأشياء على حقيقتها ولا يعرف التحليل والتركيب وإعادة تشكيل الأشياء لخلق واقع جديد قدر انغماسه في الخرافة والخيال والأسطورة لذلك فان هذا العقل الخرافي بقي لا يعرف إلا التبعية والذل وأداة طيعة للاستغلال بيد السلطان .

//////////////////////////////
جاسم محمد كاظم