علاقة أحزاب الطبقة المسيطرة بجهاز الدولة مهدي عامل


عليه اخرس
2017 / 5 / 19 - 09:29     

5علاقة أحزاب الطبقة المسيطرة بجهاز الدولة
في التناقض الفصل الرابع
الجزا الخامس
لن ندخل الآن في بحث قد يبعدنا عن بحثنا الأصلي، وإن كان على علاقة وثيقة به.
إن الهم الرئيسي من التحليل السابق هو إظهار هذه الحقيقة: الحزب جهاز بالنسبة إلى الطبقة المسيطرة فقط، لا بالنسبة إلى البروليتاريا الثورية. إن العلاقة الوثيقة التي تربط تطور علاقة الهيمنة الطبقية بعلاقة السيطرة الطبقية هي التي تحدد بالضرورة حزب (أو أحزاب) الطبقة المسيطرة كجهاز تابع لجهاز الدولة. قوة الحزب هنا، كأداة للممارسة السياسية، تكمن بالذات في كونه جهازا، أي في تبعيته لجهاز الدولة، لا في استقلاله عنه، لأن دوره في خدمة الممارسة السياسية لفئة من فئات الطبقة المسيطرة، أي في خدمة وصول هذه الفئة إلى الهيمنة الطبقية، ينطلق من وجود السيطرة الطبقية لهذه الطبقة ومن ضرورة الحفاظ عليها، لا من ضرورة التحرر منها، كما هو الحال بالنسبة إلى الحزب الثوري. فقوة السيطرة إذن، في الطبقة المسيطرة ليست في أحزابها بل في استخدامها جهاز الدولة كأداة أساسية في ممارستها السياسية للصراع الطبقي، لأن أحزابها تستمد أصلا قوتها من تبعيتها لجهاز الدولة، أي من كونها أدوات لهذه الأداة. فالحد الفاصل، أي الاختلاف الطبقي بين أداة الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة، وأداة الممارسة السياسية للطبقة الثورية، هو تكون الحزب كجهاز بالنسبة للطبقة الأولى وفي هذه الحالة لا بد أن يكون هذا الجهاز تابعا لجهاز الدولة وضرورة كونه نقيضا لكل جهاز بالنسبة للطبقة الثانية. والاختلاف الطبقي في طبيعة الأداة ناتج من الاختلاف في طبيعة الممارسة السياسية نفسها. فالممارسة السياسية في الحالة الأولى تستهدف البناء » الابقاء على علاقة السيطرة الطبقية وتأبيدها. لذا، يمكن القول: إن ّ مختلف أجهزة « البناء الفوقي في البنية الاجتماعية، من حيث هي أجهزة تابعة بالضرورة لجهاز الدولة، تسهم كلها في عملية التأبيد هذه.
مهدي عامل
مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني

النسخ الالكتروني عليه اخرس