أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى - الفصل التاسع من كتاب -المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي– 1974 )-


شادي الشماوي
2017 / 4 / 8 - 00:36     

أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى
- الفصل التاسع من كتاب "المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي– 1974 )"

( الكتاب برمّته متوفّر للتنزيل بمكتبة الحوار المتمدّن )
الماويّة : نظريّة و ممارسة ( عدد 26 / ديسمبر 2016)
مقدّمة المترجم للكتاب 26 :
منذ وفاة ماو تسى تونغ والإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976، تعرّضت الماويّة إلى أفظع الهجمات المسعورة من اليمين و" اليسار". فلفّقت تهم لماو بإرتكاب مجازر والتسبّب في قتل الملايين وشوّهت صورة الصين الماوية الثوريّة إلى درجة جعلتها مسخا وخلطت الأوراق بين الصين الماويّة الإشتراكية والصين التحريفيّة الرأسماليّة. وإلى جانب البرجوازيّة الإمبرياليّة العالمية والقوى الرجعيّة الأخرى عبر العالم وممثّليها السياسيّين والأدبيّين، إصطف التحريفيّون، محر ّفو الماركسيّة، من كلّ رهط، من الصنف الأوروشيوعي إلى الصنف السوفياتي والصيني مرورا بالتروتسكيّة وصولا إلى الخوجيّة، ليشنّوا حربا شعواء ضد الماويّة بما هي المرحلة الثالثة في تطوّر علم الشيوعية من ماركسيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة ـ ماويّة.
وقد تصدّى الماويّون الحقيقيّون إلى هكذا هجوم من أكثر من جهة ودحضوا الأطروحات الإنتهازيّة اليمينية واليسراويّة والدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة منذ أواخر سبعينات القرن العشر ين وطفقوا يطبّقون الماويّة ويطوّرونها نظر يّا وعمليّا.
ومن محاور الصراع التي طالما تلاعب بها أعداء الماويّة لا سيما منهم الخويجّين وسال حولها الكثير من الحبر، الحزب الماوي وصراع الخطّين كمساهمة عظيمة من مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة فى تطوير علم الشيوعيّة. وقد شرحها وكرّسها عمليّا الماويّون عالميّا وبيّنوا بالمكشوف والملموس تهافت أعداء الماويّة بهذا الصدد وبغيره أيضا.
ومساهمة منّا في مزيد تسليط الضوء على المسألة وعلاقتها ببقيّة مسائل الحياة الحزبيّة الشيوعيّة، إرتأينا فى هذا الكتاب الجديد ان نقدّم للقرّاء، رفيقات ورفاق وباحثين عن الحقيقة، ملخّصا لتطوير ماو تسى تونغ لنظريّة الحزب الشيوعي الماويّ وسيره ومبادئه إلخ ورد فى مؤلّف صنّف تحت إشراف قيادات ماويّة. وقد ترجم هذا المصنّف بداية إلى الفرنسيّة وتاليا ترجم إلى الأنجليزيّة. عنوانه الصيني هو " المعرفة الأساسيّة للحزب " وبالفرنسيّة والأنجليزية حمل عنوان " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني " لغرض مفهوم طبعا. ونحن إذ حافظنا على العنوان بالطبعتين الفرنسيّة والإنجليزية، فقد أضفنا (الماوي، 1974) غايتنا من ذلك توضيح الأمر منذ العنوان، أي فرز الحزب الشيوعي الصينيّ في ظلّ قيادة ماو تسي تونغ عن الحزب الشيوعي الصيني وقد إستولت عليه وغيّرت لونه التحريفيّة أو البرجوازيّة الجديدة التي أعادت تركيز الرأسماليّة منذ 1976 في الصين التي كانت إشتراكية في عهد ماو.
وللأهمّية الفائقة لهذا الكتاب الذي يعدّ من التراث الماويّ العالمي ولعدم إيلاء الماويّين أو مدّعى الماويّة عربيّا له العناية التي يستحقّ دراسة ونشرا وتطبيقا وحتّى تغييب مضامينه عمدا وتكريس نقيضها، قرّرنا قبل عدّة سنوات الشروع في تعريبه كسلاح من الأسلحة الإيديولوجيّة والسياسيّة التي ينبغي أن يتسلّح بها الشيوعيّون الحقيقيّون في صراعاتهم من أجل إستيعاب علم الشيوعيّة قصد فهم العالم وتغيير ثوريّا. ولظروف ما نتأجّل إتمام العمل برمّته وقتها. وصادف أن راسلنا أحدهم عبر الأنترنت وطلب منّا حينها الإطّلاع على جزء ممّا أنجزناه فلم نر مانعا في ذلك بل قدّمنا الصفحات المنجزة بصدر رحب مع ملاحظة أنّ المنجز غير تام وليس معدّا بعدُ للنشر. إلاّ أنّه تمّ التفطّن إلى أنّ شخصين من كتّاب موقع الحوار المتمدّن، لا ندرى من أين حصلا على مخطوطاتنا، أدخلا بعض التعديلات الطفيفة أو دون تعديلات أصلا، نشرا في شكل مقالات دون توفير معطيات دقيقة عن المصدر ـ الكتاب ولا حتّى الإشارة للقائم بجهد الترجمة وأكثر من ذلك، ذهب أحدهما إلى حدّ تذييل إحدى المقالات بأنّه صاحب الترجمة والنسخ. والأنكى هو أنّهما في كتابات أخرى بصفة مباشرة أو غير مباشرة يرجماننا بكيل من الشتائم في معرض صراعهما مع ناقد لخطّيهما الإيديولوجيّين والسياسّيين.
وبالنسبة لنا، لا يتعلّق الأمر بملكيّة خاصة أو ما شابه، فكتبنا جميعها متوفّرة للتنزيل المجاني ولا نطالب بأكثر من الإشارة إلى صاحبها من منطلق النزاهة العلميّة لا غير؛ ولن نسم ما قاما به بنعوت متداولة وإنّما يهمّنا هنا أن نشير بعجالة إلى أنّ هكذا تصرّفات تنمّ في أفضل الأحوال عن إخفاق فى إستيعاب قضيّة تتقاطع فيها الأخلاق والأبستمولوجيا. فليس من الأخلاق الشيوعيّة في شيء إتيان مثل ذلك الصنيع وليس من علم الشيوعيّة تشويه الوقائع وقلب الحقائق رأسا على عقب. ويعلم متتبّعو صراع الخطّين صلب الماويّين بين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ومناهضيها، أنّ مسألة مقاربة الحقيقة بإعتبارها واقعا ماديّا موضوعيّا يجب البحث والدراسة لكشفها كما الإقرار بها مهما كانت مُرّة والإنطلاق منها لتفسير العالم وتغيير من منظور شيوعي، أو إعتبارها، ببراغماتيّة ونفعيّة،" حقيقة سياسيّة " أو " حقيقة طبقيّة " مسألة جدل محتدم عالميّا. وعليه، لا نقول أكثر من أنّ مقترفي ذلك الصنيع فى نهاية المطاف من مناهضي الحقيقة بما هي واقع مادي موضوعيّ وما ينجر عن ذلك.
ونعود إلى واضعي الكتاب الماوي الصيني الذي عرّبنا لنطّلع على غرضهم الأصلي من وضعه حيث نقرأ في كلمة ختاميّة:
" هذا الكتاب حول " المعرفة الأساسية للحزب " تمّت صياغته إنطلاقا من النظريّة الماركسية، من اللينينية ومن فكر ماو تسى تونغ بخصوص بناء الحزب وإنطلاقا من روح وثائق المؤتمر العاشر، لتوفّر مرجعا لأعضاء الحزب الشيوعي وللناشطين الراغبين فى الإنخراط فى الحزب وكذلك للشباب المتعلّيمن عندما يدرسون القانون الأساسي للحزب؛ وهو موجّه كذلك ليكون مرجعا لمنظّمات الحزب القاعديّة التى تقدّم دروسا حزبيّة.
أثناء صياغته، تمتّع هذا الكتاب بدعم قويّ من عدّة مصانع ومن عدّة قرى ومنظّمات ومدارس فى المدينة كلّها، ولهم جميعا نتوجّه هنا بجزيل الشكر.
وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
وعلى أهمية هذا المصنّف ومضامينه الثوريّة رئيسيّا، نهيب بالقرّاء أن يأخذوا بعين الإعتبار إطار تصنيفه إذ هو نتاج الصين الماويّة، الصين الإشتراكية، حيث كان الحزب الشيوعي الصيني في السلطة. هذا من جهة ومن جهة ثانية، وثانويّا، بعد عقود ودراسات نقديّة وممارسات ماويّة متطوّرة أكثر، حسبنا هنا أن نلفت النظر إلى خطئين باتا بيّنين الآن وهما بالطبع لا ينالان من قيمة الكتاب أبدا وبكلّ تواضع الشيوعيّين الحققيّين قد قال أصحاب الكتاب مثلما مرّ بنا: " وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
فقد لمسنا فعلا، أوّلا، نزعة يمكن أن توصف بالمثاليّة في تعميم غير واقعي على غرار إستعمال متكرّر لصيغ " كلّ الشعب وكلّ الحزب ..." أو " كافة الشعب وكافة الحزب ..." في مبالغة تجافى الحقيقة والقانون الجدلي الأساسي لإزدواج الواحد؛ وثانيا، نزعة حتميّة إنعكست في التشديد على حتميّة إنتصار الشيوعيّة وهي نزعة عانت منها كثيرا وطويلا الحركة الشيوعيّة العالمية وشخّصها بوب أفاكيان ونقدها ولا يزال أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة.
ومحتويات هذا الكتاب من التراث الماوي العالمي هي:
- طابع الحزب I
الحزب الشيوعي الصيني هو حزب البروليتاريا السياسي
الحزب طليعة البروليتاريا
النضال من أجل الحفاظ على الطابع البروليتاري للحزب

II- الفكر القائد للحزب
الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون الحقيقة الأصحّ و الأكثر علميّة و ثوريّة
الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون مرشد عمل حزبنا
النضال من أجل الدفاع عن الفكر القيادي للحزب

III- البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب
الشيوعية هي مثل البرليتاريا الأعلى النبيل
لتحقيق الشيوعية من الضروري المرور عبر دكتاتورية البرليتاريا
ينبغى أن نناضل طوال حياتنا من أجل تحقيق الشيوعية


IV- الخط الأساسي للحزب
الخط الأساسي هو قوام حياة الحزب
ينبغى الاعتراف تماما بالطابع المتواصل للصراع الطبقي و الصراع بين الخطين
يجب التحلّى بالرّوح الثوريّة للسير ضد التيّار
يجب تسوية العلاقة بين "الحبل الرئيسي " و "عقد الشبكة " بطريقة صحيحة


V- مبادئ الحزب الثلاثة حول الأشياء التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها
ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية
العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق
التحلى بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس
"الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها " هي المبادئ الأساسية التى يجب على أعضاء الحزب احترامها

VI - القيادة الموحّدة للحزب
يجب أن يقود الحزب كلّ شيء ، هذا مبدأ أساسي فى الماركسية – اللينينيّة
القيادة الموحّدة للحزب هي بالأساس قيادة إيديولوجيا و خطّ سياسي
المسك الجيّد بالمسائل الهامة و تعزيز القيادة الموحّدة للحزب
يجب على أعضاء الحزب الشيوعي أن يخضعوا عن وعي للقيادة الموحّدة للحزب وأن يحافظوا عليها

VII - المركزية الديمقراطية فى الحزب
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي للحزب
المسك بالعلاقة بين القيادة الجماعية و المسؤولية الشخصيّة بطريقة صحيحة
تطوير الديمقراطية داخل الحزب و الحفاظ على الوحدة الممركزة

VIII- الإنضباط فى صفوف الحزب
الإنضباط ضمان لتطبيق الخطّ
الإحترام الواعي للإنضباط الحزبي
التطبيق الصحيح للإنضباط الحزبي

IX- أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى
أساليب العمل الثلاث العظمى عادة جيدة فى حزبنا
أسلوب دمج النظرية بالممارسة
أسلوب الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير
أسلوب عمل ممارسة النقد و النقد الذاتى

X – تكوين خلف قضيّة الثورة البروليتاريّة
تكوين خلف قضيّة الثورة مهمّة إستراتيجيّة هامة
تكوين خلف القضيّة الثوريّة و إختيارهم فى خضمّ النضال
ليعمل الحزب كلّه لإنجاز عمل تكوين خلف للثورة على أفضل وجه

XI – مهام منظّمات الحزب القاعدية
أهمّية الدلالة التى يكتسيها تعزيز بناء منظّمات الحزب القاعدية
المهام القتالية لمنظمات الحزب القاعدية
يجب على منظّمات الحزب القياديّة أن تضمن بناءها الخاص

- XII الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب
الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب فى غاية الأهمية
للنهوض بالدور الطليعي و النموذجى يجب أن نتّبع " المتطّلبات الخمس "
عن وعي نعيد تشكيل نظرتنا للعالم بهدف الإنخراط فى الحزب إيديولوجيا

XIII- ظروف الإنخراط فى الحزب و إجراءاته
شروط الإنخراط فى الحزب
إجراءات الإنخراط بالحزب
المعالجة الصحيحة لمسألة الإنخراط فى الحزب
الإعتناء بجدّية بعمل إنتداب المنخرطين الجدد
XIV- رفع راية الأممية البروليتارية
الأممية البروليتارية مبدأ جوهري فى الماركسية – اللينينية
النضالات الثورية لشعوب مختلف البلدان تساند بعضها البعض
العمل بكل ما أوتينا من جهد لتقديم مساهمة أكبر من أجل الانسانية


الهوامش بالأنجليزية
الملاحق (2) ـ من إقتراح المترجم
فهارس كتب شادي الشماوي
===================================================================

مقولات للرئيس ماو
- نواة القوّة التى تقود قضيّتنا هي الحزب الشيوعي الصيني . و الأساس النظري الذى يرشد تفكيرنا هو الماركسية اللينينيّة .
( 1- الصفحة 1 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسى تونغ " )
- يجب على الحزب السياسي ، كي يقود الثورة إلى الظفر ، أن يعتمد على صحّة خطّه السياسي و على صلابة تنظيمه.
(2- " فى التناقض " ، صفحة 459 من المجلّد الأوّل من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " )
- يجب ممارسة الماركسية و نبذ التحريفيّة ، و العمل من أجل الوحدة لا الإنشقاق ، و التحلّى بالصراحة و الإستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس .
(3- المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني ( وثائق )؛ بيكين 1973)
-------------------------------
مقولة للرئيس ماو
يمتدّ المجتمع الإشتراكي على فترة تاريخية طويلة خلالها يتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي ، وكذلك الصراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، و خطر إعادة تركيز الرأسمالية . يجب فهم أنّ هذا الصراع سيكون طويلا و معقّدا و أنّه يجب أن نضاعف من يقظتنا و نتابع التربية الإشتراكيّة . يجب أن نفهم و نعالج معالجة صحيحة المشاكل التى تطرحها التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقيّ ، و أن نميّز بين التناقضات بيننا و بين العدوّ ، و التناقضات فى صفوف الشعب ، ثمّ نعالجها معالجة صحيحة . و إلاّ فإنّ بلدا إشتراكيّا مثل بلدنا سيتحوّل إلى نقيضه : ستتغيّر طبيعته و سيشهد إعادة تركيز الرأسمالية . و من الآن ، يجب علينا الحديث عن هذه المسألة بإستمرار يوميّا و شهريّا و سنويّا حتّى نحصل على فهم واضح بما فيه الكفاية و نتّبع خطّا ماركسيّا – لينينيّا.
( 4 - ماو تسى تونغ ، سبتمبر 1962 )
================================================================
تقديم
يعلّمنا الرئيس ماو أنّه " من الضروري جدّا أن يذهب الشباب المتعلّم إلى الريف لتعاد تربيته على يد الفلاّحين الفقراء و المتوسّطين- الفقراء " (5) و منذ بضعة سنوات ، ذهب مئات آلاف شباب المتعلّمين إستجابة للنداء العظيم للرئيس ماو ، وهم مفعمون بالأمل الثوري ، إلى الأرياف و المناطق الحدوديّة لوطننا . إنّهم يدرسون بجدّية المؤلّفات الكلاسيكيّة الماركسية – اللينينية وكتب الرئيس ماو وينكبّون بنشاط على نقد التحريفيّة و إصلاح أسلوب العمل و يقاتلون بحماس فى الخطوط الأمامية للحركات الثوريّة الكبرى الثلاث و يتّبعون بصرامة طريق الإندماج مع العمّال والفلاّحين (6) ، و هم يقدّمون مساهمتهم فى بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و يرفعون بدرجة كبيرة مستوى وعيهم هم من خلال الصراع الطبقي و صراع الخطّين . و بإستمرار يظهر أبطال بروليتاريّون و ينشأ جيل جديد و يزدهر . هذا إنتصار كبير للخطّ الثوري للرئيس ماو .
و وفقا لتعاليم الرئيس ماو : " يجب الإعتباء بتنشئة جيل الشباب " (7) ، و نحن نكتب و ننشر هذه " السلسلة للدراسة الخاصة للشباب " تلبية لحاجيات شباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و الذين يدرسون بأنفسهم (8). مسترشدة بالماركسية – اللينينية و فكر ماوتسى تونغ ، تشمل هذه السلسلة من ناحية المضمون ، معارفا عامة فى الفلسفة و العلوم الإجتماعية و العلوم الطبيعيّة وكذلك نخبة من أعمال لوسين .
و كلّنا أمل أن تكون لنشر هذه السلسلة فائدة عمليّة فى دراسة الشباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و تساعدهم على رفع وعيهم لصراع الخطّين و مستواهم النظريّ و مستواهم الثقافي و العلمي ؛ و فى التقدّم بخطوات كبيرة على الطريق المتمثّل فى أن نكون حمر وخبراء ، و فى تلبية أفضل لحاجيات بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و التقدّم فى كافة المهام المنجزة .
و نعبّر عن شكرنا الجزيل للوحدات المعنيّة و للمؤلّفين الذين قدّموا الدعم القويّ لعمل نشر هذه السلسلة و ندعو قرّاءنا إلى صياغة ملاحظاتهم و نقدهم لهذه السلسلة ، بهدف تحسينها .
منشورات الشعب – شنغاي
==================

IX- أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى

وفق النظام الداخلي للحزب ، يجب على كافة أعضاء الحزب " أن يطوّروا أساليب ربط النظريّة بالممارسة و الإرتباط الوثيق بجماهير الشعب والنقد والنقد الذاتي " . تمثّل أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى عادة جيّدة أرساها الرئيس ماو ذاته و هي إرث ثمين لحزبنا فى عمله من أجل توحيد الشعب و الحاق الهزيمة بالعدو . يجب على كلّ عضو فى الحزب الشيوعي أن يدرس أسلوب عمل الحزب الممتاز و يرفعه عاليا و يكرّسه بغاية تحقيق إنتصارات أكبر حتّى فى قضيّة الثورة و البناء الاشتراكيّين.

أساليب العمل الثلاث العظمى عادة جيّدة فى حزبنا

إنّ أساليب العمل الثلاث العظمى لحزبنا و التى شيّدت فى خضم النضالات الثوريّة طوال السنوات المديدة علامة فارقة يتميّز بها حزبنا عن الأحزاب السياسيّة البرجوازيّة و التحريفيّة . للأحزاب السياسيّة لمختلف الطبقات أساليب مختلفة فى التفكير و العمل . بصلابة يتمسّك حزبنا على الدوام بالماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ كمرشد فى نشاطه و كذلك يتمسّك بالماديّة الجدليّة و التاريخيّة . و يعلّمنا حزبنا أن ندمج بوعي الحقيقة الشاملة للماركسية - اللينينيّة بالممارسة الملموسة للثورة فى بلادنا و أن نثابر على أسلوب عمل إنجاز الدراسات و التحقيقات و البحث عن الحقيقة فى الوقائع. كما يعلّمنا أنّ الجماهير هي الأبطال الحقيقيّين و أن قضيّة تحرير البروليتاريا قضيّة مئات ملايين البشر . و بالتالى ، فى كلّ الظروف ، علينا أن نعوّل على الجماهير و أن نثق بها و أن نربط علاقات وثيقة معها و أن نتّبع الخطّ الجماهيري . إنّنا على قناعة بأنّه بحكم أنّ حزبنا يمثّل المصالح الجوهريّة للبروليتاريا و الجماهير الكادحة ، فإنّ القضيّة التى ينبرى لها قضيّة مطلقة العدالة . هنا ، كشيوعيّين و شيوعيّات نحن منفتحون و صرحاء فى جميع أقوالنا و أفعالنا و نمارس بشجاعة النقد و النقد الذاتي . و تعكس أساليب العمل الثلاث العظمى لحزبنا الخصوصيّات الطبقيّة للبروليتاريا و طبيعتها السياسيّة الخاصة . من جهتها ، تعتمد كافة الأحزاب البرجوازيّة و التحريفيّة على المصالح الفرديّة فالمصالح التى يمثّلونها مصالح الطبقات المستغِلّة . نظرتهم للعالم على الدوام مثاليّة و ميتافيزيقيّة و هو ما يفسّر لماذا يخلطون دائما الصحيح و الخاطئ و لماذا لا تتطابق أفعالهم و أقوالهم ، و لماذا يحبطون الجماهير و هم منعزلون عن الشعب و يهابون النقد والنقد الذاتي . لأنّهم لا يملكون الحقيقة إلى جانبهم و لأنّ الجماهير ليست إلى جانبهم فإنّهم لن يفلتوا من مصيرهم – لا مناص لهم من الاضمحلال من على وجه الأرض.

لقد كان أسلوب عمل الحزب على الدوام وثيق الصلة بخطّه . أسلوب عمل معيّن يتماشى مع خطّ سياسي معيّن و أسلوب العمل يخدم على الدوام خطّا معيّنا. فى ظلّ قيادة خطّ صحيح ، بالإمكان تطوير أسلوب عمل البروليتاريا الممتاز إلى أرقى درجاته لكن إذا إبتعدنا عن هذا الخطّ الصحيح و إتّبعنا خطّا خاطئا ، فإنّنا معرّضون لأن نرى كافة الأساليب غير الصحيحة و كافة الآفات و العيوب البرجوازية تنتشر . حين كان يقود الحزب فى الصراع الحاد ضد الخطوط اليمينية و " اليسارية "، أعار ماو دائما إنتباها دقيقا لفضّ مشاكل أسلوب عمل الحزب . و يعدّ تحليل طبقات المجتمع الصيني ( 149) الذى كتبه الرئيس ماو زمن أوّل حرب أهليّة ثوريّة مثالا ساطعا لدمج النظريّة الثوريّة الماكسية - اللينينية بالواقع الملموس للثورة الصينيّة . فى الأيام الأولى لتأسيس الجيش الأحمر ، ركّز الرئيس ماو " قواعد الانضباط الكبرى الثلاث و نقاط الانتباه الستة " ( تطوّرت فى ما بعد الى قواعد الانضباط الكبرى الثلاث و نقاط الانتباه الثمانى" ) ليتمرّس حزبنا و جيشنا على أسلوب العمل الرفيع للإنصهار فى صفوف الجماهير و النضال بلا هوادة . فى 1942، بينما كان يقود شخصيّا حركة التصحيح فى يانان ، أصدر الرئيس ماو نداءا ل" مقاومة الذاتيّة فى سبيل تقويم أسلوب الدراسة ، و مقاومة الإنعزالية فى سبيل تقويم أسلوب علاقات الحزب ، و مقاومة القوالب الجامدة فى الحزب فى سبيل تقويم أسلوب الكتابة "(150- المجلّد الثالث ، صفحة 45 ) و بالتالى التخلّص من تأثير الخطوط الإنتهازيّة اليمينيّة و " اليسارية " فى الإيديولوجيا و أسلوب العمل . و فى المؤتمر السابع للحزب ، سلّط الرئيس ماو وهو يلخّص بعمق تجربتنا الجوهريّة فى بناء الحزب ، سلّط مزيدا من الضوء على أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى معطيا دفعا جديدا لهذه العادة الجيّدة . و قُبيل تحرير البلاد بأسرها ، فى الإجتماع العام الثانى للجنة المركزيّة السابعة ، مشيرا إلى أنّ الإنتصار يمكن أن يولّد شعورا بالغطرسة و الطيش و الاغتباط بالنفس و البحث عن الملذات فى الحزب ، حذّر الرئيس ماو كافة الحزب " يجب أن نطالب الرفاق بان يحافظوا بإستمرار على روح التواضع و التروّى بعيدين عن الغطرسة و الطيش و أن يحافظوا بدأب على أسلوب الحياة البسيطة و النضال الشاق " (151- المجلّد الرابع ، صفحة 475) . و إثر تحرير البلاد بأسرها ، بإلتزامه بأساليب العمل الثلاث العظمى : التواضع و اليقظة والنضال الشاق ، صدّ حزبنا بنجاعة الهجمات التخريبيّة و طلقات الإيديولوجيا البرجوازيّة المغلّفة بالسكّر . و هكذا ضمن إستمرار تفتّح الثورة و البناء . و بعد الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى و بالخصوص عبر حركة نقد لين بياو و تصحيح أسلوب العمل ، شهد أسلوب عمل الحزب فى البحث عن الحقيقة فى الوقائع و إتّباع الخطّ الجماهيري وكذلك عاداته العظيمة فى التواضع و اليقظة و العمل الشاق - وهو أسلوب عمل و هي عادة خرّبهما لين بياو و عصابته - شهدا تطوّرا جديدا بما سمح للحزب كافة بالمضيّ قُدما بعنفوان جديد.

و التجربة التاريخية بين أن أساليب عمل الحزب الثلاث الاعظمى كان لها عميق الأثر على كافة الحزب و الشعب من كل القوميات ،ضامنة تكريس الخط الثوري للرئيس ماو و ناهضة بدور هام فى التطوير الظافر للثورة و البناء . الشيوعيون من الجيل القديم إعتادوا هذه العادة الجيدة فى حزبنا إلا أنه لا تزال تواجههم مسألة كيفية المضي فى تكريسها فى ظل ظروف تاريخية جديدة بينما يواجه الأعضاء الحزب الجد مسألة تعلمها و استيعابها كارث و تكريسها . يجب علينا أن نديم هذه العادة الجيدة فى حزبنا جاعلينها تتناقل من جيل الى آخر. إن هذا لهام للغاية بالنسبة لتعزيز الحزب .

أسلوب عمل دمج النظرية بالممارسة

النظريّة المشار إليها هنا هي نظريّة البروليتاريا الثوريّة : الماركسية – اللينينية - فكر ماوتسى تونغ و الممارسة هي ممارستنا الثوريّة الملموسة أي ممارسة الثلاث حركات الثوريّة الكبرى : الصراع الطبقي و الصراع من أجل الإنتاج و التجارب العلميّة . دمج النظرية بالممارسة يعنى دراسة و حلّ المشاكل العمليّة المواجهة فى سيرورة ثورتنا و بنائنا بإعتماد موقف و وجهة نظر و منهج الماركسية - اللينينية - فكر ماوتسي تونغ . يستعمل الرئيس ماو هذه العبارة " إطلاق السهم نحو الهدف " ( 152- المجلّد الثالث، صفحة 54 ). إاطلاق السهم نحو الهدف هذه هي العلاقة بين النظرية و الممارسة . إذا كان علينا أن نطلق سهم النظريّة بدقّة لبلوغ هدف عمليّ ، فينبغى لنا أن نتّبع الطريقة التالية : إستعمال الممارسة كنقطة إنطلاق بهدف دراسة النظريّة الماركسية - اللينينية لغاية محدّدة و لحلّ مشاكل ظهرت فى الثلاث حركات الكبرى و من النظرية نستمدّ موقفنا و وجهة نظرنا و منهجنا . حين تكون النظريّة منفصلة عن الممارسة سنكون عرضة لإطلاق السهم عشوائيا . و حين نعتمد نظريّة صحيحة لا لشيء إلاّ للدخول فى الثرثرة الفارغة و لفّ الأمر لوضعه جانبا وعدم القيام بأيّ شيء ، حينئذ لا فائدة ترجى منها حتّى و لو كانت هذه النظريّة هي النظريّة الأدقّ . فقط عندما نتناول المشاكل التى تظهر فى سيرورة الممارسة الثوريّة ، عندما نحلّلها و ندرسها و نحلّها بإستخدام السلاح النظري الماركسي-اللينيني ، بإمكاننا أن نربط النظريّة بالممارسة و أن نطلق السهم نحو الهدف .

يقول الرئيس ماو : " الدمج الوثيق للنظرية الماركسيّة - اللينينيّة بممارسة الثورة الصينيّة هو المبدأ الايديولوجي الذى اتّبعه دائما حزبنا ". ( 153- الخطاب الإفتتاحي للمؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الصيني ) تاريخ حزبنا تاريخ حزب يدمج أكثر فأكثر الحقيقة الشاملة للماركسية - اللينينيّة بالممارسة الملموسة للثورة الصينية : إنّه تاريخ إنتصار الحزب كافة فى ظلّ قيادة الرئيس ماو على الخطوط الإنتهازية اليمينيّة و " اليساريّة " . فى قيادته لنضال الثورة الصينيّة طويل الأمد ، كرّس الرئيس ماو على الدوام البحث فى غاية الدقّة و التحليل العميق لمظاهر المجتمع الصينيّ و وضع كلّ طبقة. و قد حلّ على نحو صحيح جملة المشاكل التى برزت زمن الثورة الديمقراطيّة و زمن الثورة الاشتراكيّة فى بلادنا و أرسى التوجّه السياسيّ الصحيح لحزبنا و خطّه و مبادئه الصحيحة و ضمن إنتصارات جديدة و حتّى عظيمة لقضيّة الثورة و البناء فى بلادنا . و بيّنت التجربة التاريخيّة لحزبنا أنّ بدمج النظريّة بالممارسة و التقدّم حسب الخطّ الثوريّ للرئيس ماو ، تطوّر الحزب دائما و كانت قضيّة الثورة ظافرة دائما. و بالعكس ، كلّما فصلنا النظريّة عن الممارسة و إنحرفنا عن الخطّ الثوريّ للرئيس ماو ، عانا الحزب من التراجعات و نزلت الهزيمة بقضيّة الثورة . و بالتالي ، نقول إنّ إنتصارالثورة الصينيّة هو إنتصار هائل لدمج النظريّة الماركسيّة - اللينينيّة بممارسة الثورة الصينيّة و إنتصار هائل للخطّ الثوريّ للرئيس ماو و لفكر ماو تسى تونغ.

وحدة النظرية و الممارسة هي الأسلوب البروليتاري الثوري فى الدراسة الذى دعا اليه بحماس الرئيس ماو موضّحا موقفين من دراسة الماركسية - اللينينية . الموقف الأول هو الموقف الماركسي - اللينيني فى دمج النظريّة بالممارسة . بهذا الموقف نستعمل النظريّة و المنهج الماركسيين - اللينينيين للقيام بالدراسة و التحقيق الصارمين و التفصيليين للوضع و دمج الحماس الثوري بالفعاليّة العمليّة. بهذا الموقف ، نستطيع أن نطلق السهم نحو الهدف. والموقف الآخر موقف ذاتي فى الفصل بين النظريّة و الممارسة . وهو أسلوب سيئ فى الدراسة ، أسلوب مناهض للماركسيّة - اللينينيّة ، أسلوب ضار يعتمده جميع الإنتهازيين و التحريفيّين . نحن واعون بأنّ مسألة أسلوب الدراسة هي مسألة طريقة تفكير تعنى الأجهزة القياديّة و كلّ الكوادر و جميع أعضاء الحزب ، إنّها مسألة مرتبطة بموقفنا من الماركسية - اللينينيّة و موقف رفاق الحزب من عملهم. لهذا كانت مسألة أسلوب الدراسة دائما وثيقة الإرتباط بصراع الخطّين . و التعارض و الصراع بين الأسلوبين فى الدراسة إنعكاس لصراع الخطّين حول مسألة الدراسة . برفع مسألة أسلوب الدراسة إلى مستوى مسألة محوريّة فى الحزب ، كشف الرئيس ماو بعمق لبّ الأسلوب الذاتي فى العمل الذى يفصل النظريّة عن الممارسة : " إذا لجأ المرء إلى هذا الأسلوب فى سلوكه فإنّما يضرّ بذاته ، و إذا إستعمله فى تعليمه للآخرين فإنّما يضرّ بهم ، و إذا إستخدمه فى إرشاد الثورة فإنّما يضرّ الثورة " . " إنّه…يعنى إنعدام الروح الحزبية أو عدم تكاملها " ( 154- " فلنصلح دراستنا "؛ المجلّد الثالث ، صفحة 25- 26) .

تميّز ليو تشاوشى ، لين بياو و مخادعين آخرين من نفس الفصيلة و كذلك زعماء عديد الخطوط الإنتهازية إيديولوجيّا بفصل الذاتي عن الموضوعي و النظريّة عن الممارسة . لقد عارضوا بحدّة و على الدوام مبدأ دمج النظريّة بالممارسة و قاتلوا على الدوام الماركسيّة - اللينينيّة - فكر ماو تسي تونغ و شجّعوا عوضا عنها الماقبليّة [ أبريورزم ]المثاليّة . لأجل ممارسة التحريفية ، كان عليهم بداية أن يعارضوا المبادئ الجوهرية للماركسية – اللينينية . زعم لين بياو أنّ الكتابات الكلاسيكية الماركسية - اللينينيّة عالجت أشياء من " الماضي" فحسب وكانت " بعيدة جدّا عنّا " و" لم يعد جاريا العمل بها" و أنّه ليس من الضروريّ دراستها . من عرض هذه النظريّة الرجعيّة للغاية ، كان يرمى إلى الإنكار الكلّي للمبادئ الأساسية للماركسية - اللينينية قصد ترويج نفايته التحريفيّة و إنجاح مؤامرته المعادية للثورة لإعادة تركيز الرأسمالية . و فى الوقت نفسه ، عارض لين بياو الممارسة الثوريّة بكلّ طاقته و دافع عن النظريّة الرجعيّة ل" العبقريّ " و أنكر أنّ الممارسة هي المنبع الجوهريّ للمعرفة . و زعم أنّه علينا أن ننطلق من " الذاتيّ إلى الموضوعيّ " و من " الفكرة إلى الواقع و قلب ظهرا على عقب و كلّيا العلاقة بين النظريّة و الممارسة و الذاتي و الموضوعيّ . و من ثمّة ، بينما ننقد خطّ لين بياو التحريفيّ المعادي للثورة ، علينا أن ننقد بعزم قويّ أسلوب الدراسة السيئ و المعادي للماركسيّة - اللينينيّة الذى نشره و علينا التخلّص منه.

لأجل رفع راية دمج النظريّة بالممارسة يجب علينا أن نتبنى موقفا علميّا بالبحث عن الحقيقة فى الوقائع . " الوقائع " هي كافة الأشياء الموجودة موضوعيّا و " الحقيقة " هي علاقاتها الداخلية . فى العمل اليوميّ ، إتّباع موقف علميّ فى البحث عن الحقيقة فى الوقائع يعنى دراسة و مسك القوانين المتحكّمة فى التطوّر الموضوعيّ للأشياء ، فى ظلّ قيادة الماركسية –اللينينية - فكر ماو تسى تونغ ، يعنى ربط الخطّ السياسيّ للحزب و توجّهه و مبادئه وكذلك التعليمات الصادرة عن المستويات العليا ، ربطها بالوضع الراهن لمنطقتنا أو وحدتنا و يعنى أيضا نقاشها و تطبيقها و بذل الجهد من أجل جعل الذاتي يتطابق مع الموضوعيّ و دمج النظريّة بالممارسة قصد إطلاق السهم إلى الهدف فى عملنا و تحقيق النتائج المرجوّة .

لأجل رفع راية مبدأ دمج النظريّة بالممارسة ، يجب علينا أن ندرس و نبحث الوضع الإجتماعيّ . الدراسة و البحث هما الطريقة العلميّة الماركسيّة - اللنينيّة. ، لمّا ننهض بمثل هذه المهمّة ، علينا أن نقوم ببحث عميق و مفصّل للوضع الراهن و ثم نحلّل و ندرس المواد التى تمّ جمعها : " بإستبعاد ما هو قليل الأهمّية منها و إستخلاص ما هو عظيم النفع ، و نبذ الكاذب منها و إبقاء الصحيح المعتمد عليه ، ثمّ الربط بين هذه المعطيات و النفوذ من ظواهر الأشياء إلى دخائلها ... تحقيق قفزة من المعرفة الحسّية إلى المعرفة العقليّة ". ( 155- المجلّد الأوّل، صفحة 443-444 ). ينبغى أن نعرف كيفيّة التفريق بين الهام و الثانوى و كيفيّة مسك جوهر ظاهرة و كيفيّة التفريق بين الحقيقة و الخطإ بهدف إستخلاص إستنتاجات تتماشى كأفضل ما يكون مع الواقع و إنجاز عملنا بالإعتماد على الواقع .

أسلوب عمل الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير

الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير و نقاش جميع المواضيع معها عادة جيّدة فى أسلوب عمل حزبنا و هي منبع القوّة التى سمحت له بإلحاق الهزيمة بأعدائه و بتخطّى الصعوبات .

تعتبر الماركسيّة أنّ جماهير الشعب هي سادة التاريخ وهي القوّة المحدّدة التى تدفع بالمجتمع إلى الأمام . و جماهير الشعب ليست خالقة الثروة الماديّة و الروحيّة للعالم وحسب بل إنّ صراعاتها الثوريّة هي القوى المحرّكة الدافعة لتقدّم المجتمع. العبيد هم صنّاع التاريخ ، هذه هي وجهة نظر ماديّة تاريخيّة جوهريّة. لقد أثار ماركس و إنجلز إلى أنّ " حركة التاريخ من صنع الجماهير " ( 156-" العائلة المقدسة " ) و كتب لينين : " الاشتراكية الحيويّة و الخلاّقة تنتجها الجماهير نفسها " ( 157- إجتماع اللجنة التنفيذية المركزيّة لعموم روسيا، نوفمبر 1917 ) و قد أشار ماو إلى أنّ : " الشعب ، و الشعب وحده هو القوّة المحرّكة فى خلق تاريخ العالم " ( 158 – المجلّد الثالث ،" الحكومة الائتلافية " ). للحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير ، ينبغى أن نتشبّع بصلابة بفكرة أنّ : " الجماهير هم الأبطال الحقيقيّون "( 159- المجلّد الثالث ، " تحقيقات فى الريف " ) و أن نقتنع بأنّ قوّة الثورة تكمن فى جماهير الشعب و نعترف تماما بدورها المجيد فى صناعة التاريخ. و كون حزبنا إستطاع أن يقود الجماهير الشعبيّة يعود بالضبط إلى أنّه يمثّل مصالح الجماهير و يخدمها بكامل الإخلاص و يثق بها و يعوّل عليها و يحافظ على علاقات وثيقة معها و يناضل من أجل تحقيق الشيوعيّة .

العلاقات الوثيقة مع الجماهير تقليد مجيد فى حزبنا . زمن الثورة الديمقراطيّة ، أسس حزبنا ، فى ظلّ قيادة الخطّ الثوري للرئيس ماو ، أسّس جيش التحرير الشعبيّ و أرسى مناطق إرتكاز ثوريّة عبر التعبئة التامة للجماهير و بالتعويل عليها. على هذا النحو ، إثر 28 سنة من النضال البطوليّ ، مالكا فقط ذرّة و بنادق غير متطوّرة ، نجح فى إلحاق الهزيمة بقطّاع الطرق الفاشيّين اليابانيّين الذين كانوا يعتقدون بأنّهم لا يقهرون ، و فى كنس الجيش الرجعيّ القويّ - الكومنتنغ وقد كان يعد ثمانية ملايين وكانت الإمبريالية الأمريكية تمدّه بالعتاد . طوال تلك السنوات من النضال الشاق ، هزم حزبنا و جيشنا و هما يتقاسمان مع الجماهير السرّاء و الضرّاء ، هزما عدوّا قويّا و كسبا الإنتصار التام فى الثورة الديمقراطيّة . إثر تحرير البلاد بأسرها من خلال التعبئة التامة للجماهير و التعويل عليها بصرامة ، دحر حزبنا التصدّعات و التخريب اللّذين شجّع عليهما الأعداء داخل البلاد و خارجها . و مجسّدا الروح الثوريّة للإستقلال و التعويل على الذات و العمل الشاق و المضيّ دوما إلى الأمام ، حول الصين القديمة و الفقيرة و المتخلّفة و المتأزّمة إلى الصين الجديدة الإشتراكية التى هي فى طريق الإزدهار . فى أثناء الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى التى أطلقها و قادها الرئيس ماو شخصيّا ،عبّأ حزبنا الجماهير على نطاق واسع و عوّل عليها و عبر ممارسة الديمقراطيّة الواسعة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا ، نهضت حركة جماهيريّة هائلة إنطلقت كالإعصار الهادر داحرة مركزين للقيادات البرجوازية - مركز يقوده ليوتشاوشى و مركز آخر يقوده لين بياو - و هكذا أحرزت عديد الإنتصارات الهامّة فى الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى . وقائع لا تحصى و لا تعد تبيّن أنّ الجماهير الشعبيّة المتسلّحة بالماركسيّة - اللينينية - فكر ماوتسى تونغ لا تهزم ، شرط أن نثق بالجماهير و أن نعوّل عليها و نحافظ على علاقات وثيقة معها فإنّنا نتّجه إلى إحراز الإنتصار .

أن تكون لنا علاقات وثيقة مع الجماهير أو أن نكون منفصلين عنها ( أو حتّى أن نخشاها أو نعارض الحركة الثوريّة الجماهيريّة ) ليس ببساطة مسألة طريقة بل بالأحرى مسألة جوهريّة ، مسألة موقف و نظرة للعالم . وهي أيضا مسألة هامة فى الصراع بين الخطّ الثوريّ للرئيس ماو و الخطوط الانتهازيّة اليمينيّة و " اليسارية ". كلّ قيادات الخطوط الإنتهازية مثاليّة ، إنّها تتموقع بعناد إلى جانب البرجوازيّة وهي عادة تثلب الجماهير و تحتقرها إلى أبعد حدّ. إنّهم ينكرون الدور العظيم للجماهير الشعبيّة كصانعة للتاريخ و يعارضون الخطّ الجماهيريّ للحزب و يعادون الحركات الثوريّة الجماهيريّة بقيادة الحزب و يخرّبونها . زمن الحرب الأهليّة الثوريّة الأولى قيادات الخطّ الإنتهازيّ اليمينيّ ، تشان تو سيو ثلب البروليتاريا الصينيّة بقوله إنّها كانت " طفوليّة " و " لا تشكّل قوّة ثوريّة مستقلّة " و زعم أنّ الشعب الصيني " غير منضبط " و " محافظ " و أنّه " من الصعب كسبهم إلى جانب الثورة ". لم تكن لديه ثقة فى قوّة الثورة و مارس خطّا إنتهازيّا يمينيا و جلب الهزيمة للحركة الثوريّة البطوليّة . و بغاية تغيير الخطّ الأساسيّ للحزب طوال المرحلة الاشتراكيّة ، عمل ليو شاوشى و لين بياو و من لفّ لفّهم ، عملوا بكلّ ما أوتوا من قوّة على تخريب الخطّ الجماهيريّ للحزب و أسلوبه الممتاز فى العمل المحافظ على العلاقات الوثيقة مع الجماهيريّة . بوضوح مروّجا نظريّة " تخلّف الجماهير" ، عارض ليوتشاوشى تعبئة الجماهير إبّان " حركة النظافات الأربعة " (160) و إبّان الثورة الثقافية البروليتاريّة الكبرى ، كرّس خطّا برجوازيّا و قمع الحركة الثوريّة للجماهير. أمّا بالنسبة للين بياو فقد أثار صخبا حول " نظريّة العبقريّ " و دون خجل أعطى نفسه صفة " العبقريّ" ، المالك ل" معرفة فطريّة " و " وعي نظريّ ". و فى ذات الوقت ثلب الجماهير الواسعة مع العمّال و الفلاحين بمعاملتهم كطحالب فقط ب " التحوّل إلى الغناء و البحث عن اللذّة " لا تعرف شيئا عدا " الزيت و الملح و صلصة الصوجا و الخلّ و نار الحطب ". لين بياو و زمرته نشروا كذلك هراء أنّ " الأبطال و العبيد يصنعون التاريخ معا " و هكذا محاولين إستعمال السفسطة الثنائية لإنكار المبادئ الجوهرية للماركسية - اللينينيّة . يجب أن ننقد بدقّة المفهوم المثالي للتاريخ لليوتشاوشى و لين بياو وأن نوطّد بإستمرار العلاقات بين الحزب و الجماهير و أن نتقدّم ببسالة وفق الخطّ السياسيّ الذى رسمه المؤتمر العاشر.

للحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير ، يتعيّن أن نناقش الأمور معها و أن نستمع بتواضع إلى آرائها . يعلّمنا الرئيس ماو أنّ " الذين يملكون المعرفة المباشرة الحقيقيّة هم من ينخرطون فى الممارسة العمليّة من سكّان العالم " ( 161- " فى الممارسة العمليّة " ؛ المجلّد الأوّل، صفحة 438 ). القتال فى طليعة الحركات الثوريّة الثلاث الكبرى يجعل للجماهير الواسعة من الشعب يملك معرفة عمليّة غنيّة . فقط بالإستماع بتواضع لآراء الجماهير و بنقاش الأمور معها ، فقط هكذا بمستطاعنا أن نركّز ذكاءها و أن نستغلّ تجديداتها و أن نلخّص تجاربها و أن نستخلص المعرفة الصحيحة الضروريّة لقيادة الممارسة الثوريّة. و لنقاش الأمور مع الجماهير ، يجب أن نستمع إلى آرائها . علينا أن نستمع إليها عندما تنقصنا المهارة فى العمل و عندما تظهر صعوبات أو عندما يكون لدينا نقص فى التجربة و هذا أكثر ضرورة حتّى حين نعرف جيّدا الوضع و حين يكون العمل على أحسن ما يرام و قد حقّقنا إنتصارات . يجب أن نستمع لكافة الآراء ، أكنّا متّفقين معها أم لا. و يجب أن نجمّع معرفة الجماهير و أن نفرّق بين ما هو قيّم و ليس بالقيّم و على أساس فكر ماوتسى تونغ نحقّق وحدة التفكير . فقط بهكذا طريقة نستطيع أن نفسح المجال لمبادرة الجماهير و قدراتها الخلاّقة و أن نركّز ذكاءها إلى أقصى حدّ و أن نعطي مزيد الدفع لتطوّر الثورة و البناء . يحبّذ بعض الرفاق الحديث و لا يدعون فرصة للجماهير كي تعبّر عن وجهات نظرها. أكان الأمر متعلّقا بعمل بحثيّ أم بحلّ مشكل ، يودّون أن يكونوا الوحيدين الذين يفضّوه المشاكل- لا يدعون أحدا يتكلّم - و على الآخرين الاستماع إليهم و تنفيذ أوامرهم لا غير. أسلوب العمل هذا خاطئ فهو لا يفعل إلاّ الحيلولة دون الجماهير و تعبيرها الكامل عن آرائها و كبح مبادراتها و يضرّ بالعلاقات بينها و بين الحزب .

للحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير ، يتعيّن أن نتّخذ موقفا صحيحا تجاهها و أن نعاملها بصورة صحيحة . لقد دافعت الماركسية دوما عن أنّ فقط بالثقة فى الجماهير و التعويل عليها و الحفاظ على علاقات وثيقة معها ، يمكن للفرد أن يلعب دوره بالتمام و أن يساهم على أفضل وجه فى قضيّة الجماهير الشعبيّة . إذا بالغنا فى دور الفرد ، قلّصنا من شأن قوّة الجماهير الشعبية ، و إذا استمرّينا فى الإعتقاد بأنّ كلّ ما نقوم به جيّد و كلّ ما تقوم به الجماهير لا قيمة له ، فإنّنا سنقلب المواقع الخاصة بالجماهير وبالأفراد و ننزلق إلى مجرّد المثاليّة التاريخيّة . و بخصوص أعضاء و كوادر الحزب ، بغرض معاملة الجماهيرعلى نحو سليم ، عن إرادة ، عليهم أن يغدوا تلامذة الجماهير و أن يتعلّموا منها بتواضع و أن يظهروا أنفسهم أمامها كأناس كادحين بسطاء و أن يمدّوا عروقهم فى أوساطها . و على كوادر الحزب أن يستمرّوا فى المشاركة فى العمل المنتج الجماعي و أن يحافظوا أبدا على مميّزات الشعب الكادح و أن يجعلوا أنفسهم عناصرا من الجماهير.

للتعامل السليم مع الجماهير ، يجب أيضا أن نستعمل الماركسيّة- اللينينيّة - فكر ماو تسى تونغ لقيادتها . بالنسبة لأعضاء الحزب الشيوعي ، المحافظة على علاقات وثيقة بالجماهير يعنى التعلّم منها و يعنى كذلك نشر الماركسية – اللينينية - فكر ماوتسى تونغ فى صفوفها لغرض تسليحها و تنظيمها . و كطريقة التعاطى مع الجماهير من جهة ينبغى أن نواجه نظريّة "علم القيادة بكلّ شيء " و" تخلّف الجماهير " و ينبغى أن نلحق الهزيمة بالأسلوب السيئ للعمل البيروقراطي و الزعاماتى ، و من جهة أخرى ، ينبغى أن نعارض خطّ " إذا أرادت الجماهير أن يكون الأمر كذلك فليكن ! " و أن نهزم التيّار الذيليّ الضار . إنّها الطريقة الوحيدة التى تمكّننا من تكريس الخطّ الثوريّ الصحيح للرئيس ماو و من أن ننجز عمل الحزب.

للمحافظة على علاقات وثيقة مع الجماهير، يتعيّن أن نمارس أسلوب العمل بتواضع و اليقظة و الصراع الشاق . فى كل ّ الأوقات ، يجب علينا ، نحن أعضاء الحزب الشيوعي ، أن نتنفّس ذات الهواء نحن و الجماهير و أن نتقاسم معها ذات المصير و لا يمكننا أن نبحث عن رفاهتنا و لذّاتنا و نحتقر الحياة الشاقّة بإستمرار. حتى إن حصلنا على ترقية لا ينبغى أن يغيب عن نظرنا أسلوب العمل بتواضع و يقظة و المحافظة على علاقات وثيقة مع الجماهير ، حتّى إن تحصّلنا على ظروف حياة أفضل ، لا ينبغى أن نتخلّى عن الصراع الشاق . فقط بهكذا طريقة نستطيع أن نعارض بفعاليّة إفساد الأفكار وطريقة الحياة البرجوازية و أن نعزل أنفسنا عن الجماهير كيما يحافظ حزبنا أبدا على علاقات مع الجماهير مثل علاقات السمك فى الماء بهدف إحراز إنتصارات أعظم حتّى فى الثورة و البناء.

أسلوب عمل ممارسة النقد و النقد الذاتي

النقد و النقد الذاتي سلاحان حادان بهما نقوّى بناء الحزب ايديولوجيّا و نعزّز وحدته و ننمّي قدرته القتاليّة . موضوعيّا ، توجد تناقضات داخل الحزب . إنّها إنعكاس داخل الحزب للتناقضات الطبقيّة و التناقضات بين القديم و الجديد فى المجتمع . و يشكّل النقد والنقد الذاتي الأداتان الأساسيّتان اللتان من خلالها يخاض الصراع الداخلي للحزب و تحلّ التناقضات الداخليّة بصورة صحيحة . طوال المرحلة التاريخيّة الاشتراكيّة ، بما أنّ الطبقات و التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقيّ لا يزالوا موجودين فإنّ الأفكار القديمة و الثقافة القديمة و العادات القديمة للبرجوازية و للطبقات المستغِلة الأخرى تؤثر فى أعضاء حزبنا و تنخر فى جسمه كلّ يوم و كلّ دقيقة . للنضال ضدّ هذا المرض المعدى الذى يتعرّض له جسم حزبنا جرّاء الغبار و الجراثيم السياسيّة للبرجوازيّة و لمقاومة إفسادعناصر الحزب ، ينبغى أن نخوض صراعا ايديولوجيّا نشطا و أن نهزم كافة الأفكار غير البروليتاريّة بالأفكار البروليتاريّة و على الصراعات الداخليّة فى الحزب أن تتّبع طرقا سديدة . فى حال المشاكل الايديولوجيّة فى صلب الشعب ، لا يجب أن نكون مؤذين و لا أن نستعمل القبضات أو الأسلحة . للفصل فى هذه الخلافات ، ينبغى أن نستعمل حصرا طرق النقاش و الإقناع و النقد و النقد الذاتيّ . ينبغى أن نتأكّد و نراعي أنّ النقد و النقد الذاتي يستخدمان لتطوير الأشياء الإيجابية و تخطّى النواقص و تصحيح الأخطاء و هكذا على أساس خطّ صحيح ، نوطّد وحدة الحزب و نعزّزها.

يمثّل النقد و النقد الذاتي بالنسبة للشيوعيّين سلاحا أساسيا ل" التخلّص من القديم و إستيعاب الجديد " (162) إيديولوجيّا و إعادة تشكيل نظرتهم إلى العالم . و بما أنّ الأصول الطبقيّة لأعضاء حزبنا مختلفة و ينحدرون من شرائح شعبيّة مختلفة و يعيشون فى مجتمع فيه طبقات و أفكار برجوازيّة و قوّة العادات القديمة فإنّها تؤثر بإستمرار على أعضاء الحزب و تنهش صفوفه . فى ذهن عديد الرفاق لا تزال هنالك أفكار غير بروليتاريّة إلى حدّ معيّن . فقط بمسك هذا السلاح ، سلاح النقد و النقد الذاتي و العمل الشاق ل" التخلّص من الكليل و إستيعاب الناضر " بإمكاننا إلحاق الهزيمة بالأفكار المتنوّعة غير البروليتاريّة و صدّ إفساد إيديولوجيا البرجوازيّة و إيديولوجيّات جميع الطبقات المستغِلة الأخرى . إضافة إلى ذلك ، بحكم أنّ معرفتنا للعالم الموضوعيّ محدودة بالضرورة ، من الصعب تجنّب النواقص و الأخطاء فى عملنا . الممارسة المتواترة للنقد و النقد الذاتي لأجل عرض الأخطاء و النواقص التى تظهر فى عملنا ، ستمكّننا من كنس المثاليّة و تلخيص تجاربنا بهدف مواصلة التقدّم . هذا ما سيسمح لنا بالقيام بعملنا بشكل أفضل و بأن نقوم بمساهمات أكبر فى الحزب و فى صفوف الشعب.

لقد أولى الرئيس ماو دائما أهمّية كبيرة للنقد والنقد الذاتي . فقد أشار فى مقاله " حول تصحيح الأفكار الخاطئة فى الحزب " إلى : " إنّ النقد داخل الحزب هو سلاح لتقوية منظّمات الحزب و رفع قدرته القتاليّة ." (163 - المجلّد الأوّل ). حركة التصحيح فى يانان سنة 1942 كانت حركة شاملة فى التربية الماركسيّة و كذلك حركة نقد و نقد ذاتي واسع النطاق . إثر تحرير البلاد كافة ، قاد حزبنا مرّة أخرى عديد حركات التصحيح . و أثناء الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، إستعملت الجماهير بمئات الملايين " الأربعة الكبرى "( 164 )؛ سلاح التعبير الحرّ عن وجهات النظر و الملصقات ذات الحروف الكبيرة و النقاشات الواسعة و التبادل الشامل للتجارب الثوريّة قصد تعرية الزمرة من أعضاء الحزب فى السلطة أتباع الطريق الرأسمالي . بتلك الطريقة دحرت مراكز قيادات برجوازيّة كانت تأتمر لليوشاوشى و لين بياو و عرضت و نقدت أخطاءنا و نواقصنا فى العمل و هكذا عزّزت على نحو كبير وحدة الحزب . عبر حركة نقد لين بياو و تصحيح أسلوب العمل و عبر النقد العميق للجرائم المعادية للثورة و للترّهات التحريفيّة لزمرة لين بياو المعادية للحزب ، راكم جميع أعضاء الحزب الكثير بفضل تجربتهم فى صراع الخطّين و شحذوا وعيهم فى علاقة بممارسة النقد و النقد الذاتى و توطّدت بالتالي عادة الحزب المجيدة فى النقد و النقد الذاتى .

من أجل أن نكرّس النقد و النقد الذاتى على الوجه السليم ، يجب أوّلا أن نطبّق بوعي مبدأ " وحدة - نقد - وحدة ". و هذا يعنى أنّه علينا أن ننطلق من إرادة الوحدة و أن نقيم تمييزا واضحا بين الصحيح و الخاطئ ، عبر النقد و الصراع ، و على هذا الأساس الجديد ، نبلغ وحدة جديدة . لما نضطلع بالنقد و النقد الذاتي ، يجب أن نناضل ضد موقفين إثنين : الأوّل يتمثّل فى الحديث عن الوحدة و حسب دون نقد أو دون النضال ضد الأخطاء و النقائص . و الرفاق الذين يتّخذون مثل هذا الموقف يودّون تجنّب التناقضات . حيال الصراع يلتزمون الصمت و لا يدحضون وجهات النظر الخاطئة ، حينما يستمعون إليها ولا يعارضون أعمالا ضارة بالحزب حينما يرونها : " مهما كانت الظروف ، لا يتّخذون موقفا بهدف تجنّب مزيد التعقيدات " التصرف على هذا النحو مثل " الشيخ الحكيم " تصرّف مطلق الخطل. و الموقف الثانى هو الحديث عن النقد و الصراع و حسب ، مع غياب إرادة الوحدة مع الرفاق الذين قاموا بأخطاء . إنّ الرفاق الذين يتّخذون مثل هذا الموقف يصدرون أحكاما متسرّعة و تهما عشوائية . و هذه الطريقة ليست غير قادرة على حلّ أيّ مشكل فقط و إنّما تضرّ أيضا الرفاق الأفراد و وحدة الحزب . لقد علّمنا الرئيس ماو أنّه :" يجب على الناقد أن يبني كلامه على الأدلّة و البراهين ، و أن يركّز نقده على الجانب السياسي" (165 - المجلّد الأوّل ، صفحة 163 ) . عندما نمارس النقد و النقد الذاتي يجب أن نبحث عن الحقيقة إنطلاقا من الوقائع و أن نقنع الناس بحجج معقولة ، و يجب أن نقوم بهذا بإنتظام و فى الوقت المناسب و لا ننتظر حتّى تتراكم المشاكل و تمسي فى منتهى الجدّية و ثمّ نحاول أن نصحّح كلّ شيء مرّة واحدة . إتّباع هذه الطريقة يمكن أن يقود إلى خسائر ثقيلة. بينما التدخّل فى الوقت المناسب يفضى إلى التقليص فى الخسائر . يتعيّن أن ننقىّ كافة حياة التنظيم باستعمال سلاح النقد و النقد الذاتي على نحو عميق كي تظلّ الحياة التنظيميّة للحزب ملؤها النشاط . و ينبغى على الرفاق قادة منظّمات الحزب على جميع المستويات أن يساهموا فى حياة المنظّمة على نفس درجة مساهمة الأعضاء العاديّين ، عليهم أن يستمعوا بتواضع لوجهات نظر و نقد العناصر الأخرى وأن يضطلعوا بإنتظام بالنقد الذاتى وبذل الجهد للقيام بالعمل على أفضل وجه ممكن.

فى سبيل ممارسة النقد والنقد الذاتي ، يتعيّن على الذين ينقدون أن يطبّقوا مبدأ :" قُل كلّ ما تعرف ، و قله بلا تحفّظ " . إذا كانت لديهم مقترحات عليهم تقديمها ، و إذا إكتشفوا نواقصا و أخطاءا ، عليهم أن ينقدوها . أمّا بالنسبة للذين يتمّ نقدهم ، فعليهم أن يضعوا نصب أعينهم قضيّة الحزب وأن يعملوا وفق مبادئ :" لا ذنب للقائل ، فليكن قوله تحذيرا للسامع " و " إن كنت مخطئا فصحّح خطأك ، وإن لم تكن مخطأ فخذ حذرك من الخطإ " و إنصت بتواضع للنقد الذى يوجّهه الآخرون . يتعيّن أن نتجرّأ على قبول الحقيقة و تصحيح أخطائنا . و حتى و إن كان النقد الذى يقوم به الآخرون لا يتطابق مع الواقع أو إذا كان تحليل أو نقد لا يقام عن وعي وافر ، يتعيّن بعدُ الإنصات إليه بصبر و أن نحتفظ منه بالجيّد و ألاّ نوبّخ الناقد . و أكثر حتّى ، يتعيّن ألاّ نستعمل هذا تعلّة لرفض النقد . و لا يجب أن نبتسم حين يوجّه إلينا مديحا و لا يجب أن نغضب عندما ننقد أو حتّى أن نتصرّف مثل " نمر لا يستطيع أحد لمس مؤخرته ". بعض الرفاق ، عندما يرتكبون خطأ و يتمّ نقدهم ، لا يسعون إلى إستخلاص درس على نحو إيجابي و إنّما بالعكس ، يفكّرون أنّه لا يمكنهم بعد " رفع رؤوسهم عاليا " و يصبحون سلبيّين ولامبالين فى عملهم ، ممّا لا يزيد إلاّ أخطاءا للأخطاء السابقة .أمّا بالنسبة للرفاق الذين بعد نقدهم يضمرون الحقد و يبحثون الثأر من الذين نقدوهم ، فإنّهم يقومون بأمر ممنوع صراحة فى الإنضباط الحزبيّ ، أمر علينا أن نحذّر منه بصرامة . و كوادر الحزب ينبغى أن يكونوا منضبطين بخاصة مع ذواتهم و أن ينشطوا كنماذج قدوة للجماهير و أعضاء الحزب . عندما ينقدون أحد ا ما ، عليهم طبعا أن يدافعوا عن المبدأ كما عليهم أيضا أن ينتبهوا إلى الطريقة : التحقيق و البحث عن الحقيقة فى الوقائع و عدم التحدّث أو العمل بخفّة أو نتيجة شائعات أو معاقبة إنسان ما دون سبب . بشأن النقد الموجّه من أعضاء الحزب و الجماهير ، يجب أن يتحلّوا برحابة صدر بروليتاريّة و أن يستمدّوا منها مادّة لتربيتهم السياسيّة و أن يصحّحوا نقائصهم و أخطاءهم و أن ينجزوا عملهم بصورة جيّدة .

فى سبيل ممارسة النقد و النقد الذاتي ، ينبغى أن " نشرح " ذواتنا بصرامة . يعلّمنا ماو : " إنّ نضال البروليتاريا و الشعوب الثوريّة من أجل تغيير العالم يتضمّن إنجاز المهمّات التالية : تغيير العالم الموضوعيّ و فى الوقت نفسه تغيير عالمهم الذاتى - تغيير مقدرتهم على إكتساب المعرفة و تغيير العلاقات بين العالم الذاتيّ و العالم الموضوعيّ "( 166- " فى الممارسة العمليّة " ) . حتى نغيّر عالمنا الذاتي الخاص ، يجب أوّلا أن " نشرِح " بصرامة أنفسنا . فى كلّ الأشياء ينشطر الواحد إلى إثنين . و هذا صحيح كذلك لمّا نتفحّص ذواتنا : بينما من الضروري إعتبار نقاط قوّتنا و إنجازاتنا ، يجب أن نتذكّر حتّى أكثر نقاط ضعفنا و نقائصنا . و فقط بتفحّص نقائصنا و أخطائنا بإنتظام ، يمكننا كأعضاء فى الحزب الشيوعي أن نحافظ دوما على أسلوب العمل بيقظة و تواضع و أن نفهم على الوجه الصحيح ذواتنا لكي نتمكّن من تقدير قيمتنا الحقيقيّة . لو لم نعرف ذواتنا ، لن يمكّننا أن نطبّق على ذواتنا مبدأ إزدواج الواحد و لو رأينا مكاسبنا دون نقائصنا فإنّنا لا محالة نؤول إلى عدم التبصّر. لو لم نحلّل نقائصنا و أخطاءنا و نتخلّص منها سنضرذ بأنفسنا و كذلك بالثورة . فقط بممارسة النقد بإنتظام و بوعي نستطيع تجنّب التحوّل إلى معجبين بأنفسنا برغم الإطراء ، وتذكر نقائصنا حين نحرز إنتصارات و لا نغدو متعجرفين أمام النجاح و لا محبطين أمام الإخفاقات و نستطيع أن نظلّ دائما فطنين و متشبّعين بالروح الثورية العالمية و الارادة القويّة للنضال الثوريّ ولا نتوقّف أبدا فى طريق مواصلة الثورة و نعَوّد أنفسنا على أن نصيرعناصرا بروليتاريّة متقدّمة بأتمّ معنى الكلمة.
================================================================



===========================================================