اكثر مراحل الرأسمالية تعفنا هي العولمة الرأسمالية ممثلة بقطبها الاوحد الادارة الامريكية


سعاد خيري
2006 / 1 / 21 - 10:19     

لعبت علاقات الانتاج الراسمالية عبر مراحلها السابقة لمرحلة العولمة الراسمالية دورا تقدميا في تطوير البشرية رغم ان ذلك لم يكن من اهداف اقطاب جميع مراحلها. فانهم في مرحلة المنافسة الحرة واحتياح اقطابها الاسبان والبرتغاليون البلدان والقارات في ركضهم وراء الارباح واقترافهم ابشع الجرائم بحق شعوبها ولا في مرحلة الامبريالية واقطابها الاستعمار البريطاني والفرنسي والامريكي والالماني وتصاعد جرائمهم من اجل اقتسام العالم واعادة اقتسامه وما كلف البشرية من ملايين الضحايا ولكن عدم قدرتهم على تحقيق تلك الاهداف ولاسيما زيادة الارباح بدون تطوير وسائل الانتاج وتطوير الحضارة البشرية التي تمكنها من زيادة متطلبات حياة الانسان لاستهلاك منتجات عرق ودماء ابنائه بهدف تضخيم ارباح الراسماليين .
ومع بلوغ وسائل الانتاج درجة من التطور اتاحت للبشرية تحقيق وفرة في الانتاج تمكن من تقليص ساعات العمل و توفير حياة خالية من الاستغلال من خلال تطبيق من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته التي تتناقض ومصالح الراسمالية، اخذ الراسماليون بدلا من تقليص ساعات العمل الى زيادتها وبدلا من توفير متطلبات عموم البشر الى رمي الملايين الى البطالة والحرمان وبدلا من تطوير كل الوسائل العلمية والتكنولوجية لتحرير البشرية من الجهل والامراض والتخلف، يعملون على توجيه احدث المبتكرات العلمية والتكنولوجية لانتاج وسائل الدمار الشامل من اسلحة عسكرية وكيمياوية وبايولوجية تهدد ليس البشرية بالفناء فقط بل والكرة الارضية..
فاذا استطاع اقطاب الراسمالية تركيع شعوبهم بما يوفروه من امتيازات على حساب الشعوب الاخرى في مراحلها السابقة فانها اليوم لم تعد تستطيع تحقيق ذلك لانه يقلل من ارباحهم الضرورية لسداد ما يكلفه تبوء القطب الاوحد والحفاظ عليه. واستطاع القطب الامريكي اخضاع منافسيه بالتفوق العسكري وبالتهديد بالاعمال الارهابية. ويخضع البشرية من خلال ارهاب شعوب العالم بما تقدمه من امثلة حية لما يمكن ان يعاني الشعب الذي لايقبل بهيمنتها من اخضاع بقوة السلاح والحرب وتحميله من الكوارث والتضحيات مالم تشهد له البشرية من مثال كما هو جار في العراق اليوم. وتيئيسها من كل سند دولي او قانوني اوعرف بهيمنتها على المنظمات الدولية فضلا عن استخدام كل ادواتها من قادة سياسيين واعلاميين وايديولوجيين يائسين فضلا عن عصابات الارهاب الدولية والمحلية واكثر الادوات الفكرية رجعية كالتعصب الديني والطائفية لتفريق صفوف الشعوب واستنزاف طاقاتها وحيويتها بيد ابنائها. وايغالا في تعفنها ومناهضتها لكل تقدم حضاري باشرت بقتل خيرة علماء العراق واكاديميهم فقد قتل خلال ثلاث سنوات المئات0 من العلماء والاكاديميين وارهاب الالاف ودفعهم للهروب خارج الوطن وتحرض ادواتها لتركيع ما تبقى بالاحكام القاسية وبالاهانات كالضرب والاختطاف .
واذ استخدمت الراسمالية السلاح الفكري لتضليل البشرية في اكثر من اتجاه لضمان استمرار استعبادها لهم وطورته عبر جميع مراحلها حتى غدى لايقل تدميرا للبشرية من بقية اسلحتها الفتاكة . مستخدمة ارقى التكنولوجيات واقدم الايديولوجيات واحط الغرائز البشرية لقتل انسانية الانسان وتحويله الى اخطر اسلحة الدمار.الفكري والايديولوجي على مر مراحلها واخطر اسلحة الابادة والتدمير.
ورغم كل اسلحة العولمة الراسمالية لتركيع البشرية تتصاعد مقاومة البشرية لهيمنتها على العالم على النطاق العالمي والوطني فقد نمت وتطورت حركة مناهضة العولمة الانسانية العالمية وتطورت مقاومة الشعوب للهيمنة الامريكية ولاسيما مقاومة الشعب الفلسطيني والعراقي، ورفض الشعب الامريكي لسياسة الادارة الامريكية ، الامر الذي افقد قادتها صوابهم، فوقع الرئيس الامريكي فريسة لاكثراسلحتهم الايديولوجية رجعية ، وهي التعصب الديني لكي يمنح نفسه الشجاعة لمقاومة جبنه باستقوائه باقدم الاديان وادعائه ان الله بعثه لانقاذ البشرية.
وازاء عجز الادارة الامريكية عن تركيع الشعب الامريكي وارغامه على قبول مخططاتها للهيمنة على العالم لمصلحة اقطاب الراسمالية على حساب دماء وثروات الشعب الامريكي وشعوب العالم ، لجأت اخيرا الى ابن لادن اكثر رجال الدين رجعية واكثر الارهابيين تدريبا على يد المخابرات الامريكية واطاعة لاوامر اسياده لاخافة الشعب الامريكي وتركيعه، مرة اخرى، بالتهديد باعمال ارهابية داخل الولايات المتحدة شبيهة بحوادث 11/ سبتمبر/ 2001 التي سبق ان استخدمتها كمبرر لاعلان حربها العالمية الثالثة للهيمنة على العالم وليس لاعادة اقتسامه بحجة مكافحة الارهاب. وجندت كل ابواق دعاياتها من صحف واذاعات وتلفزيونات وادوات ايديولوجية وسياسية لتحليل اقوال ابن لادن وتهديداته وللترويع بها من جهة ولابراز عنجهية وقوة الادارة الامريكية واستخفافها بالتهديد وعدم قبولها بالهدنة مع الارهاب سلاحها المفضل في عصرنا.
ان عجز الادارة الامريكية قطب العولمة الراسمالية الاوحد عن حل تناقضات علاقات الانتاج الراسمالية ولاسيما التناقض بين العمل والراسمال الذي تطور الى التناقض بين البشرية والراسمال، بكل الوسائل التي عرفتهاوالتي استحدثتها لدليل ساطع على مدى تعفن علاقات الانتاج الراسمالية وانتهاء دورها التاريخي، وعلى امكانية البشرية بوحدة صفوفها وطنيا وعالميا والثقة بنفسها وبقدراتها على تحرير نفسها مرة والى الابد من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد. سعاد خيري في 20/1/2006