ماخنو و باكونين


حسني كباش
2017 / 3 / 28 - 14:27     

إن من يقرأ رسالة ماخنو للأناركيين الاسبان سيلاحظ خلافيين إيديولوجيين بين باكونين و ماخنو
الأول هو أن ماخنو دعى إلى برنامج عمل يقوم على أساس الفكر الأناركي في حين كان يعتبر باكونين من الإصلاحية وضع برنامج للثورة
الحقيقة هي أن ماخنو كان يدعو للثورة المنظمة في حين دعى باكونين للانتفاضة التي تأخذ طابعا فوضويا و مخربا
هنا أود الوقوف في صف ماخنو اعتمادا على تجربتي الثورية فقد عشت انتفاضة 2008 بالونان و التي كان لها نتائج إيجابية في افتتاح أبواب جديدة لدور التنظيم الذاتي من ملتقيات و حدائق تقوم جميعه على التضامن و الرفاقية
و لكن على قوى التنظيم الذاتي المتعاظمة في اليونان نتيجة انتفاضة 2008 أن تجمع قواها حركيا – و الكثير منهم يفعلون ذلك – بهدف السعي لتنظيم الثورة الاجتماعية
كما أنني أنا نفسي من ثورية ففي سورية ابتدأت انتفاضة بدون هدف إنما ردت فعل على الممارسات الاستبدادية لديكتاتورية آل الأسد كانت نتيجتها أن تصبح ألعوبة بيد القاسي و الداني و كل من يريد السيطرة على نفط سورية و طريقها التجاري
إن الانتفاضات العشوائية عادة ما يستغلها الجيش و القوميين أما من أراد الوصول إلى المشاعة فعليه أن يضع هدفا واضحا هو المشاعة
الفرق الثاني هو أن ماخنو اعترف بتقسيم العمل إلى عضلي و فكري أمر كان يرفضه باكونين و هنا سأقف في صف باكونين فلا يمكن الخلاص من السلطة و لا زال المهندس على رأس العامل و الأكاديمي على رأس الطالب و الطبيب على رأس الممرضة
و لكن و بالاستعاضة عن طريقة الانتاج الرأسمالي بالعمل الجماعي و التثقيف الذاتي يصبح كل من المهندس و الطبيب و الأكاديمي بلا فائدة كما أن الكثير من الصناعات الملوثة للبيئة و الصناعات الكيمياوية ستقف المشاعة عن تصنيعها حامية الطبيعة و صحة أفراد المشاعة
ففي المشاعة تنقص عدد المصانع و ساعات العمل إلى 4 أيام في الأسبوع و 4 ساعات في اليوم أما من يسعون للنهضة الصناعية هم الاشتراكيين السلطويين الماركسيين أنصار رأسمالية الدولة
أما الفرق الثالث فهو غير واضح في الرسالة بحرفيته فماخنو رسالته للأناركيين الاسبان كانت من أجل ثورة في إسبانيا كما أنه أقام لثلاث سنوات مشاعة في أوكرانيا هزم بها الألمان و البيض و هزم أما البلاشفة أما باكونين فيذكر له قوله (( أسعى لزوال جميع الدول المحلية و الاقليمية و استبدالها بالولة العمالية العالمية ))
في الحقيقة أعود هنا و أقف في صف ماخنو فالثورة حتى تحصل تعتمد على الحالة الحركية و الاستعداد الاجتماعي و هما واقعين لا يمكن أن يتشابها في بلدين حتى يتشابها على كامل خريطة المعمورة
كما أن المشاعة ليس شرطا من شروطها أن تقوم على حدود بلد كامل فأنا أقف موقف نقدي من السي ني تي الذين و بعد سيطرتهم لثلاثة سنوات على برشلونا فضلوا تشكيل حكومة مشتركة مع باقي الفئات المتصارعة السلطوية على إعلان مشاعة برشلونا مما سهل على الديكتاتور فرانكو أن يأن يقضي على إنجازات الأناركيين في برشلونا و سحق باقي خصومه
فمشاعة موريلوس أقامها جيش تحرير الجنوب بقيادة إيميليانو ذاباتا منذ عام 1919 و هي على قيد الحياة حتى يومنا هذا و مشاعة باريس قامت في بداية أمرها في باريس و القرى المجاورة و طلتأييد و لم يكتب لها الحياة طلبت تأييد باقي فرنسا للمشاعة فلم تحصل على التأييد و دمرت على يد الجيش البيلاروسي الذي كان قبل ذلك قد هزم نابليون
يبقى أن نذكر أن باكونين كان مفكرا أناركيا خط بكتبه طريق المشاعة أما ماخنو فكان ثائرا أناركيا عاش المشاعة و لم يذكر له من أعمال فكرية سوى رسالته للأناركيين الاسبان