نضالان و هدف واحد : الثورة ! ( منظّمة نساء 8 مارس – إيران / أفغانستان )


شادي الشماوي
2017 / 3 / 7 - 14:05     

نضالان و هدف واحد : الثورة ! ( منظّمة نساء 8 مارس – إيران / أفغانستان )
يقبل علينا 8 مارس ، اليوم العالمي للتضامن و الوحدة ، يوم المسيرات ضد النظام البطرياركي / الأبوي الرأسمالي الذى يسيطر على العالم . إنّه يوم النضال في سبيل تحقيق أهدافنا في الحرّية و التحرّر ، يوم يمكن أنّ نجمّع فيه معا ملايين النساء تحت راية كسر قيود آلاف السنين من إضطهاد المرأة .
و هذه السنة ، يمكن أن نشعر ببريق أمل أوضح حتّى . و ينبع هذا من نضالات ملايين النساء عبر العالم يوم 21 جانفي 2017 . في هذه اللحظة التاريخيّة ، نهضت ملايين النساء في تضامن عالمي ضد نظام إمبريالي فاشي في الولايات المتحدة وهو يشرع في الحكم . أكثر من ستّة ملايين ، غالبيّتهم العظمى من النساء ، لم يمثّلوا المطالبة بحقوق النساء فحسب بل صاروا أيضا مدافعين عن المضطهَدين كاللاجئين و المهاجرين و السود و اللاتينيين و المثليين إلخ . و يمكن لهذا التضامن العالمي و مكاسب مثل هذه النضالات و يجب أن توجّه صوب خدمة مواصلة نضالات مماثلة و نشر نار النضال العادل والمناسب ردّا على الجرائم الوحشيّة التي يزمع الحكّام الجدد لهذا النظام ، ترامب / بانس ، بفارغ الصبر ، أن يقترفوها .
و منظّمتنا ، كجزء من الحركة النسائيّة الثوريّة ، على أساس تحليلنا للوضع الراهن بخصوص إحتداد إخضاع النساء و تصعيد العنف ضدّهنّ على النطاق العالمي و كذلك في إيران ، و على أساس هذا التحليل الصائب ، تضطلع بدورها بحماس وبكلّ ما أوتينا من قوّة لإطلاق و خوض حملة " التصدّى لعنف الدولة و المجتمع و الأسرة ضد النساء في إيران ". و قد تزامن إنطلاق هذه الحملة مع صعود نظام ترامب/ بانس الفاشيّ ، المعادي للنساء ، إلى سدّة الحكم و التغيّرات السياسيّة الهامة التي جدّت في الولايات المتحدة . و قد أعطى هذا المنعرج السياسي في الولايات المتحدة دفعا هائلا لقطاعات و فئات مختلفة و موجات جديدة من النضالات السياسيّة و الإجتماعيّة حول العالم .
و من أهمّ مظاهر هذا المنعرج إستخدام الفاشيّة المفضوحة على النطاق العالمي و خاصة في الولايات المتحدة – من أعتى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية على الكوكب – في الهجوم السافر على حقوق النساء و تشديد إضطهاد النساء . و قد أغضبت إهانات ترامب و هجماته الفظيعة و المقرفة على النساء خلال حملته الرئاسيّة ملايين النساء عبر العالم . و مثّل دعم و مشاركة نائب الرئيس بانس لأوّل مرّة في تاريخ الولايات المتحدة وهو في منصب مرموق كهذا فىلا مسيرة ضد الإجهاض نظّمها الأصوليّون المسيحيّون الفاشيّون ، في أوّل أسبوع لإعتلائه الحكم ، مثّلت تحرّكا منظّما آخر ضد النساء . هذه هجمات سافرة و مريرة ضد حقوق النساء . و تشير التيّارات إلى أنّ هذه الهجمات ستتفاقم و إلى أنّ جميع مكاسب النساء في البلدان الغربيّة و التي تحقّقت بفضل النضالات على النطاق العالمي تستهدف حتّى بأكثر عنف .
لقد كان و لا يزال التشديد في إخضاع النساء على جدول أعمال كافة الدول و القوى المناهضة للنشاء و التي عفا عليها الزمن عبر العالم قاطبة . و لئن إنطلق حكم ترامب بهجمات ضد النساء و تحديد حقوق الإجهاض ، بعد يومين ، غيّر حكّام روسيا القانون المتّصل بالعنف الأسري ضد النساء ؛ و لئن هاجم الأصوليّون المسيحيّون الفاشيّون في الولايات المتحدة مصحّات الإجهاض و إغتالوا أطبّاء ، فإنّ الأصوليين الإسلاميين الفاشيين الذين يحكمون إيران و أفغانستان إنتزعوا حقوق الإجهاض من النساء منذ صعودهم إلى السلطة . و لئن كان نظام ترامب الفاشي البطرياركي يرى النساء عبارة عن لعب جنسيّة لمتعة الرجال ، فإنّ الرئيس البطرياركي و المتخلّف لتركيا ، أردوغان ، يرى أنّ موقع المرأة هو المنزل لخدمة الرجال و تربية الأطفال . و لئن جرى سجن ماريا لويزا في البرازيل لأنّها أنجزت إجهاضا ، ففي الولايات المتحدة ، أودعت آنا يوكا السجن لأنّها أرادت أن تضع حدّا لحملها مستعملة معلاق رداء .
من شوفينيّة ترامب للبيض / المسيحيين في الولايات المتحدة إلى شوفينيّة أردوغان في تركيا ، و من النظام الأصولي الإسلامي في إيران إلى النظام الأصولي المسيحي في الولايات المتحدة ، و من طغمة أصوليّة الدولة الإسلاميّة في الشرق الأوسط إلى الحكّام الصهاينة في إسرائيل ، و من الأصوليين الإسلاميين لحركة طالبان و حكّام أفاغانستان ، إلى النازيين الجدد في ألمانيا إلى... بينما للرجعيين إختلافات، يتّحد جميع الرجعيين المعادين للنساء في التصعيد من العنف ضد النساء . و الواقع هو أنّ كره النساء و تكبيلهنّ هو العالم المشترك بين كافة القوى الرجعيّة ، من الأصوليين الدينيين إلى الرأسماليين الإمبرياليين البطرياركيين .
و في مواجتهم تقف نصف الإنسانيّة ، حيث وحدة الملايين و تضامنهم عبر العالم في إحتجاجات ضد النظام الفاشي لترامب / بانس بيّن أهدافهم المشتركة . إنّ حكم النظام الأبويّ/ البطرياركي الذى وضع العالم بين براثن شبكة النظام الرأسمالي هو هذا الهدف المشترك . لقد دفع هذا النظام النساء إلى موقع متدنّى عبر العالم قاطبة . و اليوم ، إشتداد الشوفينيّة الذكوريّة و التحكّم في النساء و تحويلهنّ أكثر فأكثر إلى لعب دور حاضنات و معاملتهنّ كسلعة / بضاعة للرغبات الجنسيّة للرجال ، أضحت من متطلّبات النظام الرأسمالي المهيمن على العالم .
و يأتي تفاقم إخضاع النساء حول العالم نتيجة لتفاقم التناقضات و الأزمة الحقيقيّة للنظام الرأسمالي . و قد بلغ اليوم إحتدام هذه التناقضات نقطة صار معها ينتج ممثّلين فاشيين مثل ترامب ، ممثّل يرفع بلا رحمة من درجة الإضطهاد و الإستغلال و يهاجم الشعوب عبر العالم بأسره ، ممثّل صياغة شكل جديد من الحكم و تحويل الولايات المتحدة إلى دولة فاشيّة سافرة . و النظام الرأسمالي ، تلبية لحاجياته الأساسيّة ، أي ، الحصول على أقصى الربح ، و الحفاظ على المصالح العالميّة وتطويرها ، يحتاج إلى الحفاظ على إضطهاد النساء و رفع وتيرته . كما يحتاج هذا النظام لتمديد في حياة النظام الإضطهادي، إلى الحفاظ على هيمنة الرجال على النساء و إلى توسيع هذه الهيمنة . و بالتالى ، بفعل هذا الحكم تشهد نساء العالم قاطبة من ما يسمّى بالبلدان المعاصرة إلى أكثر المناطق تخلّفا ، عنفا واسع النطاق ، و سلطة تحكّم الرجال في النساء تتمّ مأسستها بصورة متصاعدة عبر القوانين و التقاليد و الإيديولوجيا و الثقافة إلخ .
و لذات السبب ، أساس وحدة النساء و تضامنهنّ عبر العالم هو العلاقات المتخلّفة السياسيّة منها و الإجتماعيّة و الثقافيّة التي تسيطر على هذا العالم و التي تخضع النساء و تجعلهن عبيدا للرجال . إنّها العلاقات الإضطهاديّة نفسها التي خلقت ظروف ثروة 8 رجال فقط تعادل ممتلكات 3.6 مليار من أفقر سكّان الكوكب .
عالمنا اليون ، عالم حيث يمضى 800 مليون إنسان إلى النوم و هم جياع ، و حيث 3 مليارات امرأة تعانى من العنف ، و حيث 70 بالمائة من المنتوجات تنتجها النساء بينما تعشن في فقر مدقع ، عالم حيث غالبيّة الناس عبيد العلاقات الإضطهاديّة و الإستغلاليّة .
يجب أن نبقي في أذهاننا أنّ تشكّل الفاشيّة السافرة في الولايات المتحدة و كذلك النموّ الكبير للحركات الفاشيّة في أجزاء أخرى من العالم هي من أهمّ مظاهر الوضع الراهن في العالم وهي تدلّل على إحتدام التناقضات الجوهريّة للنظام الرأسمالي . تنشر الرأسماليّة – الإمبرياليّة لا سيما في الولايات المتحدة الشوفينيّة و العنصريّة و تفاقم من إخضاع النساء مهاجمة اللاجئين و المهاجرين و المثليين و شانّة الغزوات و الحروب و محطّمة كوكب الأرض بسرعة حتّى أكبر ؛ و كلّ هذا غايته تشكيل نظام أكثر فاشيّة و رجعيّة ليس في الولايات المتّحدة فحسب بل أيضا عبر العالم . من أجل الهيمنةعلى العالم ، من جهة تتنازع هذه القوى و من الجهة ألخرى ، تسعى إلى جعل الناس يعتقدون بأنّ هذا النظام أبديّ و ليس من طريق آخر أمام الإنسانيّة . بيد أنّه هناك فعلا طريق آخر ، طريق نضال ثوري للإطاحة و لإجتثاث كافة الأنظمة التي يعتمد بقاؤها على الإضطهاد و الإستغلال . و على هذا الطريق ، يرتهن إلغاء الإضطهاد الجندريّ مباشرة بخوض النضال الثوري و كذلك بدعم هذا النضال و التضامن مع الشعوب المضطهَدَة الأخرى . و يمكن لهذا النضال الثوريّ أن يوجّه في الإتّجاه نفسه قصد إنشاء مجتمع جديد ، مجتمع حيث كافة الإنسانيّة ستعيش معا حرّة و متحرّرة بغضّ النظر عن الجندر أو العنصر أو القوميّة ! و للنساء المصلحة الكبرى في ولادة مثل هذا المجتمع .
و في هذا السياق و في وضع مضطرب كهذا ، تساهم منظّمتنا بنشاط في حملة التصدّى للعنف ضد النساء في إيران و كذلك في النضال العالمي ضد الهيمنة الفاشيّة في الولايات المتّحدة و سنبذل قصارى الجهد في هذه النضالات . و خوضنا لهذين النضالين في المجال العالمي المضطرب هذه الأيّام في منتهى الأهمّية . و في نفس الوقت ، حيث توجّه النساء الإصلاحيّات و الليبراليّات جهودهنّ نحو إنقاذ النظام أو في أفضل الأحوال لإصلاحه ، تمسى حملة التصدّى للعنف ضد النساء في إنسجام مع الإطاحة الثوريّة بالنظام المعادي للنساء ، نظام جمهوريّة غيران الإسلاميّة كأهمّ سبب لإخضاع النساء ، أهمّ حتّى . فمن ناحية ، من أوكد واجباتنا الأمميّة ، المساهمة النشيطة في نضالاتنا العالميّة لدعم الشعوب و خاصة القوى الثوريّة في الولايات المتحدة التي تقاتل الدولة الفاشيّة لترامب / بانس و كذلك دعم النضالات الحيويّة التي تخوضها الشعوب الباحثة عن التحرّر و يخوضها التقدّميون و التقدّميّات و الثوريّون و الثوريّات .
يقتضى واقع إيران و أيضا الصعيد العالمي إندفاعا و إجابة عمليّة على الضرورات التي تواجهنا . و بالتالى ، ندعو كافة النساء ، أفرادا و مجموعات ، إلى المساهمة النشيطة في حملة التصدّى للعنف ضد النساء و في النضال ضد الفاشيّة السافرة في الولايات المتحدة . و سيكون خوض هذين النضالين متّحدين و اليد في اليد و بأعداد وفيرة و مواصلة ذلك بأفق الإنتصار خطوة ذات دلالة خدمة لتحرير الإنسانيّة .
8 March Womens Organisation (Iran-Afghanistan)
01/03/2017
www.8mars.com
[email protected]
https://facebook.com/8Mars.org
================================================================