قراءة في مقالات الرفيق عبد المطلب العلمي


ارام كيوان
2017 / 2 / 22 - 16:10     

قراءة في مقالات الرفيق عبد المطلب العلمي

أولا أتقدم بجزيل الشكر للرفيق عبد المطلب على سلسلة الترجمات للوثائق السوفيتية حول القضية الفلسطينية التي كشفت عن كذب الكثير من الخطباء والكتاب الذين يتحدثون عن تلك الفترة وللأسف بعض من تلك الخطابات والمقالات تصدر ممن يسمون أنفسهم شيوعيين اليوم
سأقسم سلسلة الوثائق لقسمين :
أ-ما قبل التقسيم
ب-ما بعد التقسيم


(ما قبل التقسيم)
ورد في الوثيقتين التين وردتا بتاريخ (15 نيسان 1947 و 5 اذار1947) عرض لكافة وجهات النظر الغربية والعبرية والعربية من القضية الفلسطينية ومن ثم تم طرح الموقف السوفيتي في كلتا الوثيقتين الذي تلخص ب 4 نقاط :

1. يجب إلغاء الانتداب البريطاني على فلسطين، لأنه يجعل من المستحيل حل القضية الفلسطينية حلا جذريا، و يشكل باستمرار تهديدا للأمن في الشرق الأوسط.
2.يجب سحب القوات البريطانية من فلسطين من أجل خلق وضع طبيعي هناك.
3. ينبغي على للأمم المتحدة ان تمهد الطريق لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية موحده ، وضمان المساواة في الحقوق الوطنية والديمقراطية للشعوب التي تقطنها.
4. المسألة العبريه في أوروبا الغربية لا يمكن حلها من خلال الهجرة إلى فلسطين، فقط بالتدمير الكامل لجميع جذور الفاشية و دمقرطه بلدان أوروبا الغربية ، سوف تكون قادرة على إعطاء الجماهير العبريه ظروف معيشية عادية.


خطاب جروميكو في (14 ايار 1947) في الأمم المتحدة :
كثيرا ما ينسب البعض لجروميكو جملا لم يقلها وينسبون له أيضا بعض الميول الصهيونية ويزورون في خطاباته ولكن موقفه كان موقفا شيوعيا خالصا وليس صهيونيا فجروميكو وبخ الأمم المتحدة على ما حدث من مأساة للعبرين خلال الحرب وكذلك رفض أن يتم حل مأساة الشعب العبري على حساب شعب اخر,وهنا سأكتفي بمقطعين من خطابه في الأمم المتحدة بتاريخ 14 ايار من عام 1947 :

"هل يجوز أن نسأل: ما إذا كانت الأمم المتحدة، مع الأخذ في عين الاعتبار محنة مئات الآلاف من السكان العبريين الباقين على قيد الحياة، تستطيع ان لا تولي الاهتمام بحالة هؤلاء الناس، البعيدين عن وطنهم وديارهم؟ الأمم المتحدة لا يمكن ولا يجب أن تبقى مراقبا غير مباليا لمثل هذه الحالة، لأن هذا يتنافى مع المبادئ العالية المعلنة في ميثاقها المبادئ التي تنص على حماية حقوق الإنسان، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس. لقد حان الوقت ليس فقط في الكلمات، ولكن في الواقع مساعده هؤلاء الناس. فمن الضروري رعاية الاحتياجات الملحة لشعب تحمل معاناة كبيرة نتيجة للحرب التي شنتها ألمانيا الهتلريه. هذا واجب على الأمم المتحدة."

" تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين منفصلتين، إحداهما عبريه والأخرى عربية. وأكرر، هكذا حل لقضية فلسطين يكون مبررا فقط، إذا بدا أن العلاقة بين السكان العبريين والسكان العرب في فلسطين حقا سيئة للغاية بحيث لا يمكن اصلاحها،و من المستحيل تامين التعايش السلمي بين العبريين والعرب."


-بريطانيا وعرقلة حل القضية الفلسطينية,ورد في الوثيقة بتاريخ (31 تموز 1947) : "ان السلطات البريطانية في فلسطين ، وقتت تنفيذ عمليه اعدام لثلاثه عبريين متهمين بعمليات تخريب ضد الانجليز ،مع اول يوم عمل للجنه في فلسطين . الاعدام نتج عنه موجة سخط بين السكان العبريين في فلسطين ، مما جعل من الصعب كثيرا اقامة اتصالات ليس فقط مع العرب بسبب مقاطعتهم، ولكن أيضا مع العبريين. أعضاء اللجنة، باستثناء يوغوسلافيا، وعدة أشخاص آخرين، وفقا لتقارير سكرتير الوفد اليوغوسلافي في اللجنة تشورشيا ، أظهروا اللامبالاة القصوى لعمل اللجنة و انجروا وراء البريطانيين الذين من خلال التلاعب و ترتيبات مختلفة ، وجهوا أعضاء اللجنة إلى اماكن معده عمدا ،وأعاقوا حرية وصولهم إلى مدن و بلدات عربية"



-الموقف من انشاء دولة صهيونية,في الوثيقة بتاريخ(5 تشرين الثاني 1947) أيد الاتحاد السوفيتي قيام دولة عبرية للعبريين الموجودين في فلسطين وليس للمهاجرين كحل أولي ولكنه رفض أن تكون الدولة على أساس صهيوني كما ورد في الوثيقة :"إن التسامح العربي الشهير والتسامح تجاه القوميات الأخرى من الصعب أن يوجد في الدوله القوميه الشوفينيه الصهيونية، وخاصة إذا ترأستها القيادة الحالية للوكالة العبريه". (في الدولة العبريه حسب خطة الأمم المتحدة، سيعيش 500الف عبري و 400 ألف عربي)

-توضيح مهم : لم يؤيد الاتحاد السوفيتي قدوم العبريين من كل حدب وصوب الى فلسطين فيما بعد كما يشاع,بل أيد قدوم العبريين المهجرين في المخيمات والميتمين وذلك كما هو واضح تماما ولا يقبل مجالا للتأويل في الوثيقة التي وردت بتاريخ (23 تشرين الاول 1947) : " يدعم وفدنا اقتراح يوغوسلافيا بالموافقة الفورية و بدون اي كوتا على هجره اللاجئين العبريين الذين يعيشون الآن في مخيمات على جزيرة قبرص الى فلسطين."


-تعليق جروميكو على كون التقسيم فيه ظلم للعرب وملاحظات اضافية,ورد في خطاب جروميكو بتاريخ (26 تشرين الثاني 1947) : "وفيما يتعلق بمقترح تقسيم فلسطين، أشار ممثلو بعض البلدان الى الاتحاد السوفياتي، وحاولوا أن يلقوا بظلال على السياسة الخارجية للحكومة السوفياتية. على وجه الخصوص تمرس مرتان في هذا الصدد ممثل لبنان. لقد أشرت إلى أن اقتراح تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين منفصلتين، والموقف الذي اتخذه الاتحاد السوفيتي في هذا الشأن، ليس موجها ضد العرب، في قناعتنا العميقة، مثل هذا الحل يتوافق مع المصالح الوطنية الحيوية ليس فقط العبريين،بل والعرب.
شعوب الاتحاد السوفياتي تتعاطف و تهتم بالتطلعات الوطنية لشعوب المشرق العربي. الاتحاد السوفيتي يتفهم ويتعاطف مع محاولات هذه الشعوب لتحرير أنفسها من اخر أغلال التبعيه الكولينياليه. ولذلك، فإننا لا نطابق بين البيانات الخرقاء التي أدلى بها بعض ممثلي الدول العربية بصدد السياسة الخارجية للاتحاد السوفياتي المتعلقه بالنقاش حول مساله مستقبل فلسطين، و المصالح الوطنية الحيوية للعرب. نحن نفرق بين هذا النوع من التصريحات التي اُدلى بها كما هو واضح تحت تأثير المزاج ، والمصالح الأساسية للشعب العربي. الوفد السوفياتي واثق من أن العرب والدول العربية ، مرات عديده، سينظروا إلى موسكو، في انتظار المساعدة من الاتحاد السوفياتي في النضال من أجل مصالحهم المشروعة، خلال محاولتهم التحرر من بقايا التبعيه."

وبالعودة الى الوراء قليلا نجد في تعليمات مولوتوف الى الوفد السوفياتي في(30 أيلول 1947) عدم معارضه وجه نظر أغلبية أعضاء اللجنة حول تقسيم فلسطين. أيضا عدم معارضه التوصيات التي اقرتها اللجنه بالاجماع فيما يخص الغاء الانتداب و منح فلسطين الاستقلال وغيرها من التوصيات.
**تعليق :جوهر مشروع اغلبيه اللجنه-تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين العربية والعبريه، الدولتان متحدتان فيما بينها اتحادا اقتصاديا. القدس تحت وصاية الأمم المتحدة/المهم هنا دولتان مع وحده اقتصاديه و الدولتان يسكنهما اقليه في واحده و اغلبيه في اخرى/