البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب - الفصل الثالث من كتاب -المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي– 1974 )-


شادي الشماوي
2017 / 1 / 27 - 22:53     

البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب
- الفصل الثالث من كتاب "المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( الماوي– 1974 )"

الماويّة : نظريّة و ممارسة ( عدد 26 / ديسمبر 2016)
مقدّمة المترجم للكتاب 26 :
منذ وفاة ماو تسى تونغ والإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976، تعرّضت الماويّة إلى أفظع الهجمات المسعورة من اليمين و" اليسار". فلفّقت تهم لماو بإرتكاب مجازر والتسبّب في قتل الملايين وشوّهت صورة الصين الماوية الثوريّة إلى درجة جعلتها مسخا وخلطت الأوراق بين الصين الماويّة الإشتراكية والصين التحريفيّة الرأسماليّة. وإلى جانب البرجوازيّة الإمبرياليّة العالمية والقوى الرجعيّة الأخرى عبر العالم وممثّليها السياسيّين والأدبيّين، إصطف التحريفيّون، محر ّفو الماركسيّة، من كلّ رهط، من الصنف الأوروشيوعي إلى الصنف السوفياتي والصيني مرورا بالتروتسكيّة وصولا إلى الخوجيّة، ليشنّوا حربا شعواء ضد الماويّة بما هي المرحلة الثالثة في تطوّر علم الشيوعية من ماركسيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة ـ ماويّة.
وقد تصدّى الماويّون الحقيقيّون إلى هكذا هجوم من أكثر من جهة ودحضوا الأطروحات الإنتهازيّة اليمينية واليسراويّة والدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة منذ أواخر سبعينات القرن العشر ين وطفقوا يطبّقون الماويّة ويطوّرونها نظر يّا وعمليّا.
ومن محاور الصراع التي طالما تلاعب بها أعداء الماويّة لا سيما منهم الخويجّين وسال حولها الكثير من الحبر، الحزب الماوي وصراع الخطّين كمساهمة عظيمة من مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة فى تطوير علم الشيوعيّة. وقد شرحها وكرّسها عمليّا الماويّون عالميّا وبيّنوا بالمكشوف والملموس تهافت أعداء الماويّة بهذا الصدد وبغيره أيضا.
ومساهمة منّا في مزيد تسليط الضوء على المسألة وعلاقتها ببقيّة مسائل الحياة الحزبيّة الشيوعيّة، إرتأينا فى هذا الكتاب الجديد ان نقدّم للقرّاء، رفيقات ورفاق وباحثين عن الحقيقة، ملخّصا لتطوير ماو تسى تونغ لنظريّة الحزب الشيوعي الماويّ وسيره ومبادئه إلخ ورد فى مؤلّف صنّف تحت إشراف قيادات ماويّة. وقد ترجم هذا المصنّف بداية إلى الفرنسيّة وتاليا ترجم إلى الأنجليزيّة. عنوانه الصيني هو " المعرفة الأساسيّة للحزب " وبالفرنسيّة والأنجليزية حمل عنوان " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني " لغرض مفهوم طبعا. ونحن إذ حافظنا على العنوان بالطبعتين الفرنسيّة والإنجليزية، فقد أضفنا (الماوي، 1974) غايتنا من ذلك توضيح الأمر منذ العنوان، أي فرز الحزب الشيوعي الصينيّ في ظلّ قيادة ماو تسي تونغ عن الحزب الشيوعي الصيني وقد إستولت عليه وغيّرت لونه التحريفيّة أو البرجوازيّة الجديدة التي أعادت تركيز الرأسماليّة منذ 1976 في الصين التي كانت إشتراكية في عهد ماو.
وللأهمّية الفائقة لهذا الكتاب الذي يعدّ من التراث الماويّ العالمي ولعدم إيلاء الماويّين أو مدّعى الماويّة عربيّا له العناية التي يستحقّ دراسة ونشرا وتطبيقا وحتّى تغييب مضامينه عمدا وتكريس نقيضها، قرّرنا قبل عدّة سنوات الشروع في تعريبه كسلاح من الأسلحة الإيديولوجيّة والسياسيّة التي ينبغي أن يتسلّح بها الشيوعيّون الحقيقيّون في صراعاتهم من أجل إستيعاب علم الشيوعيّة قصد فهم العالم وتغيير ثوريّا. ولظروف ما نتأجّل إتمام العمل برمّته وقتها. وصادف أن راسلنا أحدهم عبر الأنترنت وطلب منّا حينها الإطّلاع على جزء ممّا أنجزناه فلم نر مانعا في ذلك بل قدّمنا الصفحات المنجزة بصدر رحب مع ملاحظة أنّ المنجز غير تام وليس معدّا بعدُ للنشر. إلاّ أنّه تمّ التفطّن إلى أنّ شخصين من كتّاب موقع الحوار المتمدّن، لا ندرى من أين حصلا على مخطوطاتنا، أدخلا بعض التعديلات الطفيفة أو دون تعديلات أصلا، نشرا في شكل مقالات دون توفير معطيات دقيقة عن المصدر ـ الكتاب ولا حتّى الإشارة للقائم بجهد الترجمة وأكثر من ذلك، ذهب أحدهما إلى حدّ تذييل إحدى المقالات بأنّه صاحب الترجمة والنسخ. والأنكى هو أنّهما في كتابات أخرى بصفة مباشرة أو غير مباشرة يرجماننا بكيل من الشتائم في معرض صراعهما مع ناقد لخطّيهما الإيديولوجيّين والسياسّيين.
وبالنسبة لنا، لا يتعلّق الأمر بملكيّة خاصة أو ما شابه، فكتبنا جميعها متوفّرة للتنزيل المجاني ولا نطالب بأكثر من الإشارة إلى صاحبها من منطلق النزاهة العلميّة لا غير؛ ولن نسم ما قاما به بنعوت متداولة وإنّما يهمّنا هنا أن نشير بعجالة إلى أنّ هكذا تصرّفات تنمّ في أفضل الأحوال عن إخفاق فى إستيعاب قضيّة تتقاطع فيها الأخلاق والأبستمولوجيا. فليس من الأخلاق الشيوعيّة في شيء إتيان مثل ذلك الصنيع وليس من علم الشيوعيّة تشويه الوقائع وقلب الحقائق رأسا على عقب. ويعلم متتبّعو صراع الخطّين صلب الماويّين بين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ومناهضيها، أنّ مسألة مقاربة الحقيقة بإعتبارها واقعا ماديّا موضوعيّا يجب البحث والدراسة لكشفها كما الإقرار بها مهما كانت مُرّة والإنطلاق منها لتفسير العالم وتغيير من منظور شيوعي، أو إعتبارها، ببراغماتيّة ونفعيّة،" حقيقة سياسيّة " أو " حقيقة طبقيّة " مسألة جدل محتدم عالميّا. وعليه، لا نقول أكثر من أنّ مقترفي ذلك الصنيع فى نهاية المطاف من مناهضي الحقيقة بما هي واقع مادي موضوعيّ وما ينجر عن ذلك.
ونعود إلى واضعي الكتاب الماوي الصيني الذي عرّبنا لنطّلع على غرضهم الأصلي من وضعه حيث نقرأ في كلمة ختاميّة:
" هذا الكتاب حول " المعرفة الأساسية للحزب " تمّت صياغته إنطلاقا من النظريّة الماركسية، من اللينينية ومن فكر ماو تسى تونغ بخصوص بناء الحزب وإنطلاقا من روح وثائق المؤتمر العاشر، لتوفّر مرجعا لأعضاء الحزب الشيوعي وللناشطين الراغبين فى الإنخراط فى الحزب وكذلك للشباب المتعلّيمن عندما يدرسون القانون الأساسي للحزب؛ وهو موجّه كذلك ليكون مرجعا لمنظّمات الحزب القاعديّة التى تقدّم دروسا حزبيّة.
أثناء صياغته، تمتّع هذا الكتاب بدعم قويّ من عدّة مصانع ومن عدّة قرى ومنظّمات ومدارس فى المدينة كلّها، ولهم جميعا نتوجّه هنا بجزيل الشكر.
وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
وعلى أهمية هذا المصنّف ومضامينه الثوريّة رئيسيّا، نهيب بالقرّاء أن يأخذوا بعين الإعتبار إطار تصنيفه إذ هو نتاج الصين الماويّة، الصين الإشتراكية، حيث كان الحزب الشيوعي الصيني في السلطة. هذا من جهة ومن جهة ثانية، وثانويّا، بعد عقود ودراسات نقديّة وممارسات ماويّة متطوّرة أكثر، حسبنا هنا أن نلفت النظر إلى خطئين باتا بيّنين الآن وهما بالطبع لا ينالان من قيمة الكتاب أبدا وبكلّ تواضع الشيوعيّين الحققيّين قد قال أصحاب الكتاب مثلما مرّ بنا: " وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
فقد لمسنا فعلا، أوّلا، نزعة يمكن أن توصف بالمثاليّة في تعميم غير واقعي على غرار إستعمال متكرّر لصيغ " كلّ الشعب وكلّ الحزب ..." أو " كافة الشعب وكافة الحزب ..." في مبالغة تجافى الحقيقة والقانون الجدلي الأساسي لإزدواج الواحد؛ وثانيا، نزعة حتميّة إنعكست في التشديد على حتميّة إنتصار الشيوعيّة وهي نزعة عانت منها كثيرا وطويلا الحركة الشيوعيّة العالمية وشخّصها بوب أفاكيان ونقدها ولا يزال أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة.
ومحتويات هذا الكتاب من التراث الماوي العالمي هي:
- طابع الحزب I
الحزب الشيوعي الصيني هو حزب البروليتاريا السياسي
الحزب طليعة البروليتاريا
النضال من أجل الحفاظ على الطابع البروليتاري للحزب

II- الفكر القائد للحزب
الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون الحقيقة الأصحّ و الأكثر علميّة و ثوريّة
الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون مرشد عمل حزبنا
النضال من أجل الدفاع عن الفكر القيادي للحزب

III- البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب
الشيوعية هي مثل البرليتاريا الأعلى النبيل
لتحقيق الشيوعية من الضروري المرور عبر دكتاتورية البرليتاريا
ينبغى أن نناضل طوال حياتنا من أجل تحقيق الشيوعية


IV- الخط الأساسي للحزب
الخط الأساسي هو قوام حياة الحزب
ينبغى الاعتراف تماما بالطابع المتواصل للصراع الطبقي و الصراع بين الخطين
يجب التحلّى بالرّوح الثوريّة للذهاب ضد التيّار
يجب تسوية العلاقة بين "الحبل الرئيسي " و "عقد الشبكة " بطريقة صحيحة


V- مبادئ الحزب الثلاثة حول الأشياء التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها
ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية
العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق
التحلى بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس
"الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها " هي المبادئ الأساسية التى يجب على أعضاء الحزب احترامها

VI - القيادة الموحّدة للحزب
يجب أن يقود الحزب كلّ شيء ، هذا مبدأ أساسي فى الماركسية – اللينينيّة
القيادة الموحّدة للحزب هي بالأساس قيادة إيديولوجيا و خطّ سياسي
المسك الجيّد بالمسائل الهامة و تعزيز القيادة الموحّدة للحزب
يجب على أعضاء الحزب الشيوعي أن يخضعوا عن وعي للقيادة الموحّدة للحزب وأن يحافظوا عليها

VII - المركزية الديمقراطية فى الحزب
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي للحزب
المسك بالعلاقة بين القيادة الجماعية و المسؤولية الشخصيّة بطريقة صحيحة
تطوير الديمقراطية داخل الحزب و الحفاظ على الوحدة الممركزة

VIII- الإنضباط فى صفوف الحزب
الإنضباط ضمان لتطبيق الخطّ
الإحترام الواعي للإنضباط الحزبي
التطبيق الصحيح للإنضباط الحزبي

IX- أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى
أساليب العمل الثلاث العظمى عادة جيدة فى حزبنا
أسلوب دمج النظرية بالممارسة
أسلوب الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير
أسلوب عمل ممارسة النقد و النقد الذاتى

X – تكوين خلف قضيّة الثورة البروليتاريّة
تكوين خلف قضيّة الثورة مهمّة إستراتيجيّة هامة
تكوين خلف القضيّة الثوريّة و إختيارهم فى خضمّ النضال
ليعمل الحزب كلّه لإنجاز عمل تكوين خلف للثورة على أفضل وجه

XI – مهام منظّمات الحزب القاعدية
أهمّية الدلالة التى يكتسيها تعزيز بناء منظّمات الحزب القاعدية
المهام القتالية لمنظمات الحزب القاعدية
يجب على منظّمات الحزب القياديّة أن تضمن بناءها الخاص

- XII الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب
الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب فى غاية الأهمية
للنهوض بالدور الطليعي و النموذجى يجب أن نتّبع " المتطّلبات الخمس "
عن وعي نعيد تشكيل نظرتنا للعالم بهدف الإنخراط فى الحزب إيديولوجيا

XIII- ظروف الإنخراط فى الحزب و إجراءاته
شروط الإنخراط فى الحزب
إجراءات الإنخراط بالحزب
المعالجة الصحيحة لمسألة الإنخراط فى الحزب
الإعتناء بجدّية بعمل إنتداب المنخرطين الجدد
XIV- رفع راية الأممية البروليتارية
الأممية البروليتارية مبدأ جوهري فى الماركسية – اللينينية
النضالات الثورية لشعوب مختلف البلدان تساند بعضها البعض
العمل بكل ما أوتينا من جهد لتقديم مساهمة أكبر من أجل الانسانية


الهوامش بالأنجليزية
الملاحق (2) ـ من إقتراح المترجم
فهارس كتب شادي الشماوي
===================================================================

مقولات للرئيس ماو
- نواة القوّة التى تقود قضيّتنا هي الحزب الشيوعي الصيني . و الأساس النظري الذى يرشد تفكيرنا هو الماركسية اللينينيّة .
( 1- الصفحة 1 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسى تونغ " )
- يجب على الحزب السياسي ، كي يقود الثورة إلى الظفر ، أن يعتمد على صحّة خطّه السياسي و على صلابة تنظيمه.
(2- " فى التناقض " ، صفحة 459 من المجلّد الأوّل من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " )
- يجب ممارسة الماركسية و نبذ التحريفيّة ، و العمل من أجل الوحدة لا الإنشقاق ، و التحلّى بالصراحة و الإستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس .
(3- المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني ( وثائق )؛ بيكين 1973)
-------------------------------
مقولة للرئيس ماو
يمتدّ المجتمع الإشتراكي على فترة تاريخية طويلة خلالها يتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي ، وكذلك الصراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، و خطر إعادة تركيز الرأسمالية . يجب فهم أنّ هذا الصراع سيكون طويلا و معقّدا و أنّه يجب أن نضاعف من يقظتنا و نتابع التربية الإشتراكيّة . يجب أن نفهم و نعالج معالجة صحيحة المشاكل التى تطرحها التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقيّ ، و أن نميّز بين التناقضات بيننا و بين العدوّ ، و التناقضات فى صفوف الشعب ، ثمّ نعالجها معالجة صحيحة . و إلاّ فإنّ بلدا إشتراكيّا مثل بلدنا سيتحوّل إلى نقيضه : ستتغيّر طبيعته و سيشهد إعادة تركيز الرأسمالية . و من الآن ، يجب علينا الحديث عن هذه المسألة بإستمرار يوميّا و شهريّا و سنويّا حتّى نحصل على فهم واضح بما فيه الكفاية و نتّبع خطّا ماركسيّا – لينينيّا.
( 4 - ماو تسى تونغ ، سبتمبر 1962 )
================================================================
تقديم
يعلّمنا الرئيس ماو أنّه " من الضروري جدّا أن يذهب الشباب المتعلّم إلى الريف لتعاد تربيته على يد الفلاّحين الفقراء و المتوسّطين- الفقراء " (5) و منذ بضعة سنوات ، ذهب مئات آلاف شباب المتعلّمين إستجابة للنداء العظيم للرئيس ماو ، وهم مفعمون بالأمل الثوري ، إلى الأرياف و المناطق الحدوديّة لوطننا . إنّهم يدرسون بجدّية المؤلّفات الكلاسيكيّة الماركسية – اللينينية وكتب الرئيس ماو وينكبّون بنشاط على نقد التحريفيّة و إصلاح أسلوب العمل و يقاتلون بحماس فى الخطوط الأمامية للحركات الثوريّة الكبرى الثلاث و يتّبعون بصرامة طريق الإندماج مع العمّال والفلاّحين (6) ، و هم يقدّمون مساهمتهم فى بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و يرفعون بدرجة كبيرة مستوى وعيهم هم من خلال الصراع الطبقي و صراع الخطّين . و بإستمرار يظهر أبطال بروليتاريّون و ينشأ جيل جديد و يزدهر . هذا إنتصار كبير للخطّ الثوري للرئيس ماو .
و وفقا لتعاليم الرئيس ماو : " يجب الإعتباء بتنشئة جيل الشباب " (7) ، و نحن نكتب و ننشر هذه " السلسلة للدراسة الخاصة للشباب " تلبية لحاجيات شباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و الذين يدرسون بأنفسهم (8). مسترشدة بالماركسية – اللينينية و فكر ماوتسى تونغ ، تشمل هذه السلسلة من ناحية المضمون ، معارفا عامة فى الفلسفة و العلوم الإجتماعية و العلوم الطبيعيّة وكذلك نخبة من أعمال لوسين .
و كلّنا أمل أن تكون لنشر هذه السلسلة فائدة عمليّة فى دراسة الشباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و تساعدهم على رفع وعيهم لصراع الخطّين و مستواهم النظريّ و مستواهم الثقافي و العلمي ؛ و فى التقدّم بخطوات كبيرة على الطريق المتمثّل فى أن نكون حمر وخبراء ، و فى تلبية أفضل لحاجيات بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و التقدّم فى كافة المهام المنجزة .
و نعبّر عن شكرنا الجزيل للوحدات المعنيّة و للمؤلّفين الذين قدّموا الدعم القويّ لعمل نشر هذه السلسلة و ندعو قرّاءنا إلى صياغة ملاحظاتهم و نقدهم لهذه السلسلة ، بهدف تحسينها .
منشورات الشعب – شنغاي
==================
III- البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب

نصً القانون الأساسي للحزب على : " إنّ المنهاج الأساسي للحزب الشيوعي الصيني هو الإطاحة التامة بالبرجوازية وسائر الطبقات المستغِلَّة ، وإحلال دكتاتورية البروليتاريا محلّ دكتاتورية البرجوازية ، ودحر الرأسمالية بالاشتراكية . وان الهدف النهائي للحزب هو تحقيق الشيوعية." و نحن أعضاء الحزب الشيوعي ، يجب أن نفهم بكل دقّة و إحكام البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب و أن نناضل طوال حياتنا فى سبيل تحقيق الشيوعية.

الشيوعية مثل البروليتاريا الأعلى النبيل

لقد أشار الرئيس ماو : " إنّ الشيوعية هي نظام كامل للإيديولوجيا البروليتارية وهي فى نفس الوقت نظام إجتماعي جديد . هذا النظام الإيديولوجي و الإجتماعي يختلف عن أي نظام إيديولوجي و إجتماعي آخر ، وهو أكثر النظم كمالا و تقدّمية و ثوريّة و منطقيّة فى التاريخ الإنساني "( 44 - " حول الديمقراطية الجديدة " ؛ المجلّد الثاني من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " ، صفحة 503) . لماذا إستعمل الرئيس ماو كلّ هذه النعوت لوصف المجتمع الشيوعي ؟ الإجابة كالتالي :
المجتمع الشيوعي مجتمع يكون تخلّص راديكاليا من الطبقات و الإختلافات الطبقيّة . فى ظلّ الشيوعيّة ، يكون قد تمّ التخلّص من كافة الطبقات المستغِلة و كافة الإختلافات الطبقية و كذلك الإختلافات بين العمال و الفلاّحين و بين المدينة و الريف و بين العمل اليدوي و العمل الفكري ، مع تحوّل وسائل الإنتاج الى ملكيّة شيوعيّة ممركزة. المجتمع الشيوعي مجتمع يكون فيه جميع الناس على مستوى عال من الوعي الايديولوجيّ الشيوعيّ و على مناقب أخلاقيّة عالية . فى ظلّ الشيوعيّة ، بعد إقتلاع الايديولوجيا البرجوازية و التفكير الأنانيّ من الجذور ، بإمكان الإنسان أن يستعمل عن وعي النظرة الماركسيّة للعالم ليغيّر العالم الموضوعي و كذلك عالمه الذاتي الخاص و ذلك بوعي شيوعيّ جدّ متطوّر و بمناقب أخلاقيّة عالية . المجتمع الشيوعي مجتمع فيه يعمل الجميع بوعي و بحماس فيّاض . فى ظلّ الشيوعيّة ، سيصبح العمل الحاجة الأولى فى حياة الإنسان . المجتمع الشيوعيّ مجتمع تكون فيه الثروة متوفّرة للغاية . فى ظلّ الشيوعية ، إزالة الطبقات المستغِلة و أنظمة الإستغلال سيفتح المجال واسعا لتحرير قوى الإنتاج التى ستشهد تطوّرا واسع النطاق و ستغدو قادرة على إنتاج الثروة بوفرة كبيرة حتى يرتفع كثيرا مستوى حياة الإنسان .

المجتمع الشيوعي مجتمع يعمل وفق مبدأ " من كلّ حسب قدراته الى كلّ حسب حاجياته " ( 45- كارل ماركس ، " نقد برنامج غوتا " ) . فى ظلّ الشيوعيّة ، سيسمح تحويل وسائل الإنتاج إلى ملكيّة شيوعيّة ممركزة و وفرة الثروة الإجتماعية و رفع الوعي الايديولوجي للناس للمجتمع بتوزيع السلع حسب حاجيات الفرد – و يكون قد قُضي على الإختلافات بين الأغنياء و الفقراء تماما.

المجتمع الشيوعي مجتمع تكون فيه الدولة قد إضمحلّت . فى ظلّ الشيوعية ، لن توجد بعد إمبرياليّة و تحريفيّة و رجعيّة بإعتبار إضمحلال الطبقات . وهذا سيجعل آلة الدولة كأداة للهيمنة الطبقيّة لا داعي لها و بالتالى ستضمحل الدولة طبيعيّا .
بإختصار ، فى ظلّ الشيوعيّة ، سيكون المجتمع الإنساني ، كما يقول الرئيس ماو : " عالم دون إمبريالية ، دون رأسمالية و دون أي نظام إستغلالي"( 46 - تلغرام تهنئة موجّه إلى حزب العمل الألباني بمناسبة مؤتمره الخامس ؛ مجلة بيكين عدد 46 ،11 نوفمبر 1966 ، صفحة 5 ) . و بالطبع ، فى ظلّ الشيوعيّة ، ستكون الطبقات قد إضمحلّت لكن التناقضات بين البناء الفوقي و القاعدة الإقتصاديّة و بين علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج ستظلّ قائمة . و كإنعكاس لهذه التناقضات سيوجد بعدُ صراع بين الخطّين ، بين ما هو متقدّم و ما هو متخلّف ، و بين الجديد و القديم ، وبين ما هو صحيح و ما هو خاطئ . و هذه التناقضات ، هذه الصراعات ، ستعطى دفعا الى الأمام فى تطوير المجتمع . المجتمع الشيوعي هو إفراز منطقي لتطوّر المجتمع الإنساني .

يقول الرئيس ماو : " تغيّرات المجتمع ترجع فى الأساس إلى تطوّر التناقضات الباطنيّة فيه ، وهي التناقض بين القوى المنتجة و علاقات الإنتاج ، و التناقض بين الطبقات ، و التناقض بين القديم و الجديد ، و تطوّر هذه التناقضات هو الذى يدفع المجتمع إلى الأمام ، يدفع المجتمع الجديد لكي يقضى على المجتمع القديم . " ( 47- " فى التناقض " ؛ المجلّد الأوّل ، صفحة 457 ). فى مجتمع حيث تحتلّ الطبقات المستغِلّة موقعا مهيمنا ، التناقض بين علاقات الإنتاج و قوى الإنتاج ، و بين البناء الفوقي و القاعدة الإقتصاديّة تترجم عن ذاتها كتناقضات طبقيّة و صراع طبقيّ . إحتداد التناقضات الطبقيّة والصراع الطبقيّ يقود بالضرورة إلى الثورة ، إلى تغيير النظام الإجتماعي . فى الثورة ، تنتصر بطبيعة الحال الطبقة الثوريّة التى تمثّل قوى الإنتاج المتقدّمة على الطبقة الرجعيّة المتعفّنة التى تشدّ الى الوراء تطوّر قوى الإنتاج . و بتغيير علاقات الإنتاج القديمة و البناء الفوقي القديم ، يتقدّم المجتمع . منذ المجتمع البدائي ، أشكال المجتمعات التى تلته – المجتمع العبودي و المجتمع الإقطاعي و المجتمع الرأسمالي – كانت جميعها مجتمعات وجد فيها إستغلال الإنسان للإنسان . الصراع الطبقي للعبيد ضد أسياد العبيد و للفلاحين ضد الإقطاعيين و للعمّال ضدّ الرأسماليّين دفع المجتمع إلى الأمام .

المجتمع الرأسمالي هو المجتمع الإنساني الأخير القائم على الإضطهاد و الإستغلال الطبقيين . و التناقض بين الطابع الإجتماعي للإنتاج و التملّك الخاص لوسائل الإنتاج هو التناقض الرئيسي للمجتمع الرأسمالي . و يبرز هذا التناقض كتناقض و صراع بين البروليتاريا و البرجوازية . و المجتمع الرأسمالي غير قادر بالمطلق على حلّ تناقضاته الخاصة . و وحدها البروليتاريا ستكون قادرة بالإطاحة بالبرجوازية عبر العنف و بتركيز هيمنتها ، ستكون قادرة على حلّ تلك التناقضات . ستعوّض دكتاتورية البروليتاريا دكتاتوريّة البرجوازية و ستحلّ الملكية الجماعيّة الإشتراكية محلّ الملكية الخاصة الرأسمالية . هذا قانون تطوّر إجتماعي لا مفرّ منه و لا تستطيع أيّة قوّة معارضته.

بالتأكيد ستنتصر الشيوعيّة عبر العالم . لأكثر من مائة سنة ، بقيادة الماركسية - اللينينيّة و بإتّباع التوجّه الذى رسمه " بيان الحزب الشيوعي" ، عرفت الحركة الشيوعيّة العالميّة تطوّرا سريعا. فى 1871 ، سعى أبناء و بنات كمونة باريس الأبطال لأوّل مرّة إلى تركيز دكتاتوريّة البروليتاريا و فى 1917 ، فى ظلّ قيادة لينين ، أحرزت ثورة أكتوبر الإشتراكيّة فى روسيا الإنتصار و فى 1949 ، نجح الحزب الشيوعي الصيني بقيادة الرئيس ماو ، نجح بعد نضالات طويلة ، فى الإطاحة ب " الجبال الثلاث " وفى تأسيس صين جديدة إشتراكية . واليوم ، تصبو بلدان إلى الإستقلال و تطالب أمم بالتحرّر و الشعوب تطالب بالثورة – هذا تيّار تاريخيّ عظيم يتطوّر عبر العالم كافة و لا شيء بإمكانه إيقافه . الشيوعية تدخل عميقا قلوب الشعوب و تأثيرها يتعاظم فى صفوف شعوب العالم الثوريّة . طبعا ، قبل أن تكون الشيوعيّة مظفّرة فى كلّ مكان ، هنالك معارك طويلة و صعبة ينبغى خوضها . الشيوعيّة تتقدّم عالميّا عبر الصراع ، عبر طريق متعرّج . و حتىّ إن عرفت الحركة الشيوعية العالميّة إعادة تركيز الرأسماليّة فى الإتّحاد السوفياتي ( 48- مجلة بيكين عدد7، فيفري 1969 ) فإنّ هذا لا يعدو كونه ظاهرة مؤقّتة و الهيمنة التحريفيّة غير قادرة على الصمود طويلا. و بالتأكيد ستنجح البروليتاريا و الشعب الثوري فى الإتّحاد السوفياتي فى إلحاق الهزيمة بزمرة بريجناف المرتدّة و فى تركيز دكتاتورية البروليتاريا بصرامة - لا شكّ فى هذا. و حتىّ إن ظهرت فى تاريخ حزبنا الزمر المرتدّة لتشانتو سيو ووانغ مينغ و ليو شاوشى و زمرة لين بياو المعادية للحزب ، و حتىّ إن شهدت الثورة عديد المنعرجات ، لا شيء من هذا سيقف حاجزا دون الإنتصار . من صراعات الخطّين القاسية و المتكرّرة هذه خرج حزبنا أكثر وحدة و أكثر ديناميكية من أيّ وقت مضى. و موجز القول ، لتحقيق الشيوعيّة ، المهمّة جسيمة و الطريق متعرّج لكن المستقبل مشرق . على الطريق إلى الأمام ، مهما كانت التموّجات والتراجعات التى واجهتنا ، إذا إسترشدنا دائما بالماركسية - اللينينية - فكر ماو تسىتونغ ، إذا عزّزنا وحدتنا الثوريّة مع العمّال فى كلّ البلدان ، إذا حافظنا على روحنا الثوريّة و ثقتنا الصلبة فى الإنتصار ، إذا لم ننزعج من التموّجات و ناضلنا بإستمرار ، عندئذ لا محالة ستنتصر الشيوعية عبر العالم.

شوّه جميع الإنتهازيين دائما مبادئ الشيوعيّة العلميّة و نشروا هراء مدّعيا الشيوعيّة و حاولوا أن يسمّموا أذهان البروليتاريا و الشعوب الثوريّة آملين تغيير التوجّه الثوري للشيوعيّة . لقد إتّخذت زمرة المرتدّين التحريفيّين السوفيات المحتالين مثل ليوشاوشى و لين بياو ، إتّخذوا على الدوام إجراءات هادفة لإعادة تركيز الرأسماليّة بينما كانوا يتخفّون وراء راية " الشيوعية ". بالنسبة لخروشوف تعنى الشيوعيّة " الأكل الجيّد و اللّباس الجيّد " للجميع ، القدرة على أكل " الغولاش"، و بالنسبة لليو شاو شى ، تعنى الشيوعية " تجميل الذات ، وضع أحمر الشفاه و الحديث عن الحياة اليومية " بينما زعم لين بياو أن الشيوعيّة تعنى " الكلّ يصبح غنيّا و الكلّ يتمتّع بحياة جيّدة " . لقد بثّوا على نطاق واسع مفاهيما برجوازية عن البحث عن الملذّات ، دون النبس ببنت كلمة عن إلغاء الطبقات المستغِلّة و النظام الإستغلالي و دون الحديث و لو بكلمة عن رفع وعي الناس الشيوعي و هكذا يفرغون كلّيا الشيوعيّة من مضمونها . " شيوعيّتهم " شيوعيّة فى الأقوال فقط و لكن رأسماليّة فى الأفعال . و هذا يكشف بالكلّية مظاهرهم البشعة ، كماركسيّين غير حقيقيّين و يفضح مؤامرتهم الإجراميّة فى لإعادة تركيز الرأسمالية .
لتحقيق الشيوعية من الضروري المرور عبر دكتاتوريّة البروليتاريا

وفق مبادئ الماركسية - اللينينية ، بين المجتمع الرأسمالي و المجتمع الشيوعي توجد مرحلة من التحويل الثوري – المرحلة التاريخية التى غالبا ما نشير إليها بالإشتراكية . خلال هذه المرحلة ، يجب ، على الجبهة السياسيّة ، أن نركّز دكتاتوريّة البروليتاريا . دكتاتورية البروليتاريا هي الضمان الأساسيّ بأنّ البروليتاريا ستنتصر على البرجوازية و بأنّ الإشتراكية ستنتصر على الرأسمالية ، إنّها الطريق الذى يجب إتّباعه بهدف المرور من الرأسمالية إلى الشيوعيّة . مثلما قال لينين " إن الإنتقال من المجتمع الرأسمالي بسبيل التطوّر نحو الشيوعيّة الى المجتمع الشيوعي يستحيل بدون " مرحلة إنتقال سياسية ". و لا يمكن لدولة هذه المرحلة أن تكون غير الدكتاتورية الثورية للبروليتاريا " [49- " الدولة و الثورة " ، صفحة 86 ] . هذا يدلّ بوضوح على أنّه لتحقيق الشيوعيّة ، يجب أن نمرّ عبر دكتاتورية البروليتاريا. و الدفاع عن دكتاتورية البروليتاريا أو معارضتها هو الإختبار الذى يسمح لنا بتمييز الماركسيّين و الشيوعيّين الحقيقيّين عن دعاة الماركسيّة و الشيوعيّة .

خلال المرحلة التاريخيّة للإشتراكيّة بأكملها تظلّ موجودة الطبقات و التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقي و يظلّ موجودا الصراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي و يظلّ موجودا خطر إعادة تركيز الرأسماليّة . داخل البلاد، الطبقات المستغِلّة التى وقعت الإطاحة بها لا تستسلم إلى هزيمتها ، سوف تبحث دائما ، بكافة الوسائل ، عن الصراع حدّ الموت ضد البروليتاريا من أجل تحويل :" أمل إعادة الرأسمالية " إلى " محاولات لإعادة الرأسمالية " بغرض أن يسترجعوا " الفردوس المفقود " (50- لينين ، " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكى " ) . ما يتبقّى من التأثير العفوي للبرجوازية الصغيرة يمكن بإستمرار أن يولّد عناصر رأسماليّة جديدة . كنتيجة للتأثير المفسد للأفكار البرجوازية ، من الممكن أن تظهر فى صفوف الطبقة العاملة و أجهزة الحزب عناصر فاسدة و مجموعات قياديّة تتّبع الطريق الرأسماليّ و تتحوّل إلى عملاء للبرجوازية داخل أجهزة الحزب و الدولة . و عالميّا ، تكره الامبريالية و الإمبريالية الإشتراكية بحميّة حتّى وجود وطننا الإشتراكي و نموّ قوّته و هم يفكرون دائما فى غزو الصين و الإطاحة بدولتنا ، دولة دكتاتورية البروليتاريا. و الأعداء الطبقيّين الداخليّين و الخارجيّين يرتبطون دائما بروابط و يتعاملون ، يتحدّون بإستمرار الطبقة العاملة . و تبيّن التجربة التاريخيّة للصراع الطبقي أن هذا النزاع فى المجتمع ينعكس لا محالة داخل الحزب و قيادات الخطوط الإنتهازية فى الحزب تحاول عبر وضع خطّ تحريفي موضع الممارسة أن تحوّل لون بلدنا الإشتراكي . فى مثل هذا الوضع ، ليس للبروليتاريا و للجماهير الثوريّة سوى دكتاتورية البروليتاريا للتعويل عليها لسحق معارضة الطبقات المستغِلة و الإضطرابات التى تحدثها . و وحدها هذه الدكتاتورية بإمكانها الحيلولة دون عدوان و فتنة الإمبريالية و الإمبريالية الإشتراكية و بإمكانها سحق مؤامرات إعادة تركيز الرأسمالية التى يفرّخها قادة الخطوط الإنتهازيّة . و فقط بإستعمال هذا السلاح من الممكن التخلّص من الطبقات المستغِلة للأبد و من الممكن إيجاد ظروف تحقيق الشيوعية .

قال الرفيق ماركس ، المجتمع الإشتراكي : " كما يخرج لتوّه من المجتمع الرأسمالي ، أي مجتمع لا يزال ، من جميع النواحي ، الإقتصاديّة و الأخلاقيذة والفكريّة ، يحمل سمات المجتمع القديم الذى خرج من أحشائه "( 51- " نقد برنامج غوتا " ). لهذا ، طوال المرحلة الإشتراكية ، ينبغى على البروليتاريا و الجماهير الثوريّة الواسعة ، بإعانة دكتاتورية البروليتاريا أن تعزّز و تطوّر ملكيّة الدولة الإشتراكيّة و أن تطوّر الإقتصاد الإشتراكي على نحو مخطّط و متوازن و سريع النسق . ينبغى أن تقضي شيئا فشيئا على الإختلافات بين ملكيّة الدولة و الملكيّة الجماعيّة للجماهير الكادحة ، بين العمّال و الفلاّحين و بين المدينة و الريف ، و كذلك بين العمل اليدوى و العمل الفكري و ينبغى أن تقتلع من الجذور أيّة إمكانيّة لظهور عناصر برجوازية جديدة و أيّة إمكانيّة إعادة تركيز الرأسمالية . كلّ هذا ضروري لإعداد الظروف لتحقيق المجتمع الشيوعي الذى سيضع موضع الممارسة العمليّة مبدأ " من كلّ حسب قدراته إلى كلّ حسب حاجياته ".

فى المجتمع الإشتراكي ، تكون البرجوازية و الطبقات المستغِلة الأخرى قد أطيح بها بيد أن ايديولوجيا هذه الطبقات لا يمكن القضاء عليها مرّة واحدة . سوف يشنّ هؤلاء الأعداء و لا شكّ هجومات شرسة ضدّ البروليتاريا مستغِلين الموقع الذى إحتلّوه لمدّة طويلة فى البناء الفوقي . لهذا السبب يكون الصراع الطبقي بين البرجوازية و البروليتاريا على المستوى الإيديولوجي مديدا و معقّدا و أحيانا حادّا للغاية . هذا الصراع فى جوهره صراع بين إعادة التركيز البرجوازية و معارضة البروليتاريا لإعادة التركيز هذه . لأجل الظفر بالإنتصار النهائي على البرجوازية و على الطبقات المستغِلة ، يجب على البروليتاريا أن تنهض بلا هوادة بنقد البرجوازية و التحريفيّة و أن تستعمل دكتاتوريّتها ضد البرجوازية فى البناء الفوقى بما فى ذلك عديد فروع الثقافة . هكذا فقط بالإمكان تصفية تأثير أفكار الطبقات المستغِلة و بإمكان الايديولوجيا البروليتاريّة أن تتطوّر و بإمكان الوعي الشيوعي للجماهير أن يرفع .

لقد أشار الرئيس ماو : " خلال المرحلة التاريخيّة الإشتراكيّة من الضروريّ المحافظة على دكتاتوريّة البروليتاريا و القيام بالثورة الإشتراكية إلى النهاية إذا أردنا الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية و المضيّ قدما فى البناء الإشتراكي و إيجاد ظروف التحوّل إلى الشيوعيّة " ( 52- " حول شيوعية خروشوف المزيّفة و الدروس التاريخيّة التى تقدّمها للعالم " ). دكتاتورية البروليتاريا وثيقة الإرتباط بمصير الإشتراكية و المستقبل الشيوعي .

دكتاتورية البروليتاريا هي الورقة الرابحة الحيويّة التى تسمح للبروليتاريا و الجماهير الثوريّة بأن تهزم أعداءها و طالما لم يأت زمن إلغاء الطبقات ، لا مجال للتخلّى عنها. بالضبط فى هذه النقطة – مسألة دكتاتورية البروليتاريا – خان التحريفيّون القدامى و المعاصرون مبادئ الشيوعية العلمية على طول الخطّ. صرّحت زمرة المرتدّين التحريفيّين السوفيات بوضوح : " فى الإتّحاد السوفياتي هنا و الآن ، ما عادت دكتاتورية البروليتاريا ضروريّة "( 53- كراسات الصين الجديدة ،14 ماي 1971 ) و ليو شاوشى و لين بياو و أمثالهم من المخادعين دافعوا على خطّ " موت الصراع الطبقي " و عارضوا بعنف دكتاتورية البروليتاريا. كان هدفهم الإجرامي هو القضاء على دكتاتورية البروليتاريا و إعادة تركيز الرأسمالية . إلاّ أن التنكّر لدكتاتورية البروليتاريا هو تنكّر للإشتراكيّة و الشيوعيّة ، هو تنكّر للحقيقة الشاملة للماركسية – اللينينيّة . ليوشاوشى و لين بياو و كافة أمثالهم من المخادعين الآخرين مرتدّون عن الماركسية - اللينينية وقحون .

ينبغى أن نناضل طوال حياتنا من أجل تحقيق الشيوعيّة

قضيّة الشيوعيّة أعظم قضيّة فى تاريخ الإنسانية و أعضاء الحزب الشيوعي الذين يقسمون أن يناضلوا طوال حياتهم من أجل الشيوعيّة يتعيّن أن يتحلّوا بالتصميم الراسخ و لا يهابوا أيّة تضحية و و أن يتخطّوا كافة الصعوبات لأجل الإنتصار !

فى سبيل تكريس الحياة للقتال من أجل تحقيق الشيوعية ، ينبغى للمثل الأعلى النبيل للصراع من أجل الشيوعيّة أن يكون عميق الجذور فى أذهاننا . على هذا النحو فحسب سيتمكّن الإنسان من أن يباشر المسيرة الطويلة صوب الشيوعية و أن يضع نفسه فى الصفوف الأماميّة للموجة الثوريّة العظمى و أن يكرّس نفسه قلبا و قالبا الى آخر نفس فى حياته ، لقضيّة الحزب و الشعب . متشبّعين بهذا المثل الأعلى ، بمستطاعنا أن نظلّ على ثقة تامة فى الإنتصار مهما كانت الصعوبات التى تواجهنا ، و نرفض أن ندع التراجعات تهزمنا و نمضي ببطولة الى الأمام . متشبّعين بهذا المثل الأعلى ، بمستطاعنا أن نبلغ الحالة الذهنيّة المنعكسة فى الأسطر التالية : " نناضل طوال حياتنا من أجل التحرير بأجساد مهدودة و بعظام مكسورة قلوبنا مفعمة فرحا . إنّنا نتّبع مثال المقاتلين الشيوعيّين على غرار تشانغ زهو- تاه و ليو هو لان، و لاي فانغ ، و تشياو يولو، و وانغ تشن هسى ، و يانغ تشيو - تساي(54) و آخرين. مثلهم يجب أن نحوّل بوعي نظرتنا للعالم و أن نبقي دائما قلوبنا حمراء و مكرّسين أنفسنا للحزب و أن نحيا بشدّة و نقاتل بلا تراخ لتحقيق الشيوعية .

وفى سبيل أن نكرّس حياتنا للصراع من أجل تحقيق الشيوعية ، يجب أن نستمرّ فى القيام بالثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا . لقد أحرزنا بعدُ انتصارا كاملا فى الثورة الديمقراطية الجديدة و قد أحرزنا كذلك انتصارات كبيرة فى الثورة و البناء الإشتراكيّين مثل الثورة الثقافية البروليتاريّة الكبرى إلاّ أنّه لا يمكننا إدّعاء أنّنا أحرزنا إنتصارا نهائيّا فى الثورة البروليتاريّة . رغم أنّنا حطّمنا مركزي قيادة برجوازية بقيادة ليوشاوشى و لين بياو فإنّ الصراع بين الخطّين أبعد ما يكون عن الإنتهاء و سيظلّ بعد ضروريّ خوض صراعات طويلة الأمد . لا يزال أمامنا طريق طويل بين الإنتصارات التى حقّقناها و الهدف المجيد ، إنتصار الشيوعية عبر العالم . كلّ الأفكار التى تقودنا إلى " التنفّس براحة " و " إراحة أرجلنا " أفكار خاطئة . ينبغى أن يواصل كلّ فرد فى الحزب الشيوعيّ على نحو دائب القيام بالثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا و أن يناضل لأجل القضاء على الإمبرياليّة و الرأسماليّة و الإستغلال من على وجه الأرض .

و فى سبيل أن نكرّس حياتنا للنضال من أجل تحقيق الشيوعية ، يجب أن ننجز بوعي كافة مهامنا النضاليّة المباشرة بينما نحتفظ فى أذهاننا بالهدف العظيم للشيوعية. لقد قال الرئيس ماو: " إنّ جهدنا الحاضر موجّه نحو الهدف العظيم فى المستقبل ، وإذا غاب هذا الهدف عن نظرنا فلن نظلّ شيوعيّين إذن. لكنّنا إذا تراخينا فى جهدنا الحاضر ، فلن نكون كذلك شيوعيين ". (55 - المجلّد الأوّل ، صفحة 422) . يتعيّن على كلّ عضو أن ينجز عمله على الوجه السليم فى توافق مع البرنامج الأساسيّ للحزب و هدفه النهائيّ . كلّ العمل الشيوعي الذى ينجزه ينبغى أن يكون وثيق الإرتباط بالهدف العظيم لتعزيز دكتاتوريّة البروليتاريا و بلوغ الشيوعيّة . و ينبغى أن يوجّه طاقته كلّها نحو العمل لهذا المثل السامي – تحقيق الشيوعية . عليه أن يدرس بإجتهاد الأدبياّت الكلاسيكيّة الماركسيّة - اللينينيّة و مؤلفات الرئيس ماو و كذلك وثائق المؤتمر العاشر و عليه أن يساهم فى حركة نقد لين بياو و تصحيح أسلوب العمل و أن ينقد بجسارة النشاطات الإجراميّة المعادية للثورة لزمرة لين بياو المعادية للحزب و أن يكتسب تجربة فى خضم الصراع الحاد بين الطبقات و بين الطريقين و بين الخطّين و أن يرفع مستوى وعيه بخصوص الصراع الطبقي و صراع الخطّين و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا . على كلّ عضو بالحزب أن يقوم بلا كلل بالثورة و يدفع الإنتاج و الإستعداد ضد الحرب ( 56- مجلة بيكين عدد9، 28 فيفري 1969) و أن يتحلّى بالحماس الثوري البروليتاري و أن يتحمّل العذاب و التعب و أن يفلح الحقول و يقود الآلات و يقوم بالحراسة – بكلمات أخرى ، أن يكون سنّ الدولاب الذى لا يعلوه الصدأ أبدا خدمة للثورة . يتعيّن أن يعتني بالصراع الطبقي فى البناء الفوقي بما فى ذلك مختلف مجالات الثقافة ، و أن يساند الإصلاح فى الفنّ و الثورة فى التعليم و الصيانة الصحّية و أن يساند طريقة بعث الشباب المتعلّم إلى الريف( 57- مجلة بيكين عدد4 ، جانفى 1973) و تركيز مدارس " السابع من ماي" ( 58- مجلة بيكين عدد47 ،17 نوفمبر 1967)– فى كلمة ، يساند كافة الأشياء الإشتراكية الجديدة (59- هونجك عدد12 ،1974) التى ولدت فى بلادنا .

فى الوقت الراهن ، الوضع فى بلادنا و فى العالم وضع ممتاز و يتّجه التطوّر العام للوضع أكثر فأكثر الى صالح البروليتاريا و الشعوب الثوريّة و أقلّ فأقلّ لصالح الإمبريالية و الإمربيالية الإشتراكية و الرجعيّين . غير أنّه لا ينبغى أن ننسى أنّ النضال من أجل الهيمنة العالميّة بين القوّتين الأعظم- الولايات المتحدة و الإتحاد السوفياتي - لم يتوقّف و لو ليوم واحد. من جهة يتعاونان و من جهة أخرى يتنازعان ، إنّهما ينشران تأثيرهما فى كلّ مكان ، معتدين و ناهبين و خالقين الإضطرابات فى العالم . فى هذه الظروف ، ينبغى علينا كشيوعيّين ، فى إتّفاق مع تعاليم الرئيس ماو ، أن نحتفظ بأعلى درجات اليقظة ضد إمكانية حرب عدوانية تشنّها الإمبريالية و بالخصوص ضد خطر هجوم مفاجئ على بلادنا تشنّه الإمبريالية الإشتراكية التحريفيّة السوفياتيّة ، علينا أن نعدّ أنفسنا جيّدا فى جميع المجالات لمقاومة حرب عدوانيّة و لدحر المعتدين حينما يأتون.
يعلّمنا الرئيس ماو أنّنا نعيش عصر الإمبريالية و الثورة البروليتاريّة . فى هذا العصر ، نواجه نحن الشيوعيّون مهاما هائلة و أمامنا طريق مديد . فى ظلّ قيادة اللجنة المركزية و على رأسها الرئيس ماو و متّبعين الخطّ الذى رسمه المؤتمر العاشر للحزب ، ينبغى أن نناضل ببطولة للقضاء على الرأسماليّة و كلّ نظام إستغلالي آخر مرّة و إلى الأبد ، كي ننتصر نهائيا على الرأسمالية و نحقّق المثل الأعلى للشيوعيّة !
===================================================================