الفكر القائد للحزب - الفصل الثاني من كتاب -المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني (الماوي– 1974 )-


شادي الشماوي
2017 / 1 / 17 - 00:59     

الفكر القائد للحزب - الفصل الثاني من كتاب "المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني (الماوي– 1974 )"

الماويّة : نظريّة و ممارسة ( عدد 26 / ديسمبر 2016)
مقدّمة المترجم للكتاب 26 :
منذ وفاة ماو تسى تونغ والإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976، تعرّضت الماويّة إلى أفظع الهجمات المسعورة من اليمين و" اليسار". فلفّقت تهم لماو بإرتكاب مجازر والتسبّب في قتل الملايين وشوّهت صورة الصين الماوية الثوريّة إلى درجة جعلتها مسخا وخلطت الأوراق بين الصين الماويّة الإشتراكية والصين التحريفيّة الرأسماليّة. وإلى جانب البرجوازيّة الإمبرياليّة العالمية والقوى الرجعيّة الأخرى عبر العالم وممثّليها السياسيّين والأدبيّين، إصطف التحريفيّون، محر ّفو الماركسيّة، من كلّ رهط، من الصنف الأوروشيوعي إلى الصنف السوفياتي والصيني مرورا بالتروتسكيّة وصولا إلى الخوجيّة، ليشنّوا حربا شعواء ضد الماويّة بما هي المرحلة الثالثة في تطوّر علم الشيوعية من ماركسيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة إلى ماركسيّة ـ لينينيّة ـ ماويّة.
وقد تصدّى الماويّون الحقيقيّون إلى هكذا هجوم من أكثر من جهة ودحضوا الأطروحات الإنتهازيّة اليمينية واليسراويّة والدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة منذ أواخر سبعينات القرن العشر ين وطفقوا يطبّقون الماويّة ويطوّرونها نظر يّا وعمليّا.
ومن محاور الصراع التي طالما تلاعب بها أعداء الماويّة لا سيما منهم الخويجّين وسال حولها الكثير من الحبر، الحزب الماوي وصراع الخطّين كمساهمة عظيمة من مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة فى تطوير علم الشيوعيّة. وقد شرحها وكرّسها عمليّا الماويّون عالميّا وبيّنوا بالمكشوف والملموس تهافت أعداء الماويّة بهذا الصدد وبغيره أيضا.
ومساهمة منّا في مزيد تسليط الضوء على المسألة وعلاقتها ببقيّة مسائل الحياة الحزبيّة الشيوعيّة، إرتأينا فى هذا الكتاب الجديد ان نقدّم للقرّاء، رفيقات ورفاق وباحثين عن الحقيقة، ملخّصا لتطوير ماو تسى تونغ لنظريّة الحزب الشيوعي الماويّ وسيره ومبادئه إلخ ورد فى مؤلّف صنّف تحت إشراف قيادات ماويّة. وقد ترجم هذا المصنّف بداية إلى الفرنسيّة وتاليا ترجم إلى الأنجليزيّة. عنوانه الصيني هو " المعرفة الأساسيّة للحزب " وبالفرنسيّة والأنجليزية حمل عنوان " المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني " لغرض مفهوم طبعا. ونحن إذ حافظنا على العنوان بالطبعتين الفرنسيّة والإنجليزية، فقد أضفنا (الماوي، 1974) غايتنا من ذلك توضيح الأمر منذ العنوان، أي فرز الحزب الشيوعي الصينيّ في ظلّ قيادة ماو تسي تونغ عن الحزب الشيوعي الصيني وقد إستولت عليه وغيّرت لونه التحريفيّة أو البرجوازيّة الجديدة التي أعادت تركيز الرأسماليّة منذ 1976 في الصين التي كانت إشتراكية في عهد ماو.
وللأهمّية الفائقة لهذا الكتاب الذي يعدّ من التراث الماويّ العالمي ولعدم إيلاء الماويّين أو مدّعى الماويّة عربيّا له العناية التي يستحقّ دراسة ونشرا وتطبيقا وحتّى تغييب مضامينه عمدا وتكريس نقيضها، قرّرنا قبل عدّة سنوات الشروع في تعريبه كسلاح من الأسلحة الإيديولوجيّة والسياسيّة التي ينبغي أن يتسلّح بها الشيوعيّون الحقيقيّون في صراعاتهم من أجل إستيعاب علم الشيوعيّة قصد فهم العالم وتغيير ثوريّا. ولظروف ما نتأجّل إتمام العمل برمّته وقتها. وصادف أن راسلنا أحدهم عبر الأنترنت وطلب منّا حينها الإطّلاع على جزء ممّا أنجزناه فلم نر مانعا في ذلك بل قدّمنا الصفحات المنجزة بصدر رحب مع ملاحظة أنّ المنجز غير تام وليس معدّا بعدُ للنشر. إلاّ أنّه تمّ التفطّن إلى أنّ شخصين من كتّاب موقع الحوار المتمدّن، لا ندرى من أين حصلا على مخطوطاتنا، أدخلا بعض التعديلات الطفيفة أو دون تعديلات أصلا، نشرا في شكل مقالات دون توفير معطيات دقيقة عن المصدر ـ الكتاب ولا حتّى الإشارة للقائم بجهد الترجمة وأكثر من ذلك، ذهب أحدهما إلى حدّ تذييل إحدى المقالات بأنّه صاحب الترجمة والنسخ. والأنكى هو أنّهما في كتابات أخرى بصفة مباشرة أو غير مباشرة يرجماننا بكيل من الشتائم في معرض صراعهما مع ناقد لخطّيهما الإيديولوجيّين والسياسّيين.
وبالنسبة لنا، لا يتعلّق الأمر بملكيّة خاصة أو ما شابه، فكتبنا جميعها متوفّرة للتنزيل المجاني ولا نطالب بأكثر من الإشارة إلى صاحبها من منطلق النزاهة العلميّة لا غير؛ ولن نسم ما قاما به بنعوت متداولة وإنّما يهمّنا هنا أن نشير بعجالة إلى أنّ هكذا تصرّفات تنمّ في أفضل الأحوال عن إخفاق فى إستيعاب قضيّة تتقاطع فيها الأخلاق والأبستمولوجيا. فليس من الأخلاق الشيوعيّة في شيء إتيان مثل ذلك الصنيع وليس من علم الشيوعيّة تشويه الوقائع وقلب الحقائق رأسا على عقب. ويعلم متتبّعو صراع الخطّين صلب الماويّين بين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ومناهضيها، أنّ مسألة مقاربة الحقيقة بإعتبارها واقعا ماديّا موضوعيّا يجب البحث والدراسة لكشفها كما الإقرار بها مهما كانت مُرّة والإنطلاق منها لتفسير العالم وتغيير من منظور شيوعي، أو إعتبارها، ببراغماتيّة ونفعيّة،" حقيقة سياسيّة " أو " حقيقة طبقيّة " مسألة جدل محتدم عالميّا. وعليه، لا نقول أكثر من أنّ مقترفي ذلك الصنيع فى نهاية المطاف من مناهضي الحقيقة بما هي واقع مادي موضوعيّ وما ينجر عن ذلك.
ونعود إلى واضعي الكتاب الماوي الصيني الذي عرّبنا لنطّلع على غرضهم الأصلي من وضعه حيث نقرأ في كلمة ختاميّة:
" هذا الكتاب حول " المعرفة الأساسية للحزب " تمّت صياغته إنطلاقا من النظريّة الماركسية، من اللينينية ومن فكر ماو تسى تونغ بخصوص بناء الحزب وإنطلاقا من روح وثائق المؤتمر العاشر، لتوفّر مرجعا لأعضاء الحزب الشيوعي وللناشطين الراغبين فى الإنخراط فى الحزب وكذلك للشباب المتعلّيمن عندما يدرسون القانون الأساسي للحزب؛ وهو موجّه كذلك ليكون مرجعا لمنظّمات الحزب القاعديّة التى تقدّم دروسا حزبيّة.
أثناء صياغته، تمتّع هذا الكتاب بدعم قويّ من عدّة مصانع ومن عدّة قرى ومنظّمات ومدارس فى المدينة كلّها، ولهم جميعا نتوجّه هنا بجزيل الشكر.
وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
وعلى أهمية هذا المصنّف ومضامينه الثوريّة رئيسيّا، نهيب بالقرّاء أن يأخذوا بعين الإعتبار إطار تصنيفه إذ هو نتاج الصين الماويّة، الصين الإشتراكية، حيث كان الحزب الشيوعي الصيني في السلطة. هذا من جهة ومن جهة ثانية، وثانويّا، بعد عقود ودراسات نقديّة وممارسات ماويّة متطوّرة أكثر، حسبنا هنا أن نلفت النظر إلى خطئين باتا بيّنين الآن وهما بالطبع لا ينالان من قيمة الكتاب أبدا وبكلّ تواضع الشيوعيّين الحققيّين قد قال أصحاب الكتاب مثلما مرّ بنا: " وإعتبارا لأنّ مستوى معرفتنا محدود، من الممكن أن توجد فى هذا الكتاب بعض النقائص والأخطاء سنكون سعداء أن يبلغنا كافة القرّاء نقدهم وتصحيحاتهم لها. "
فقد لمسنا فعلا، أوّلا، نزعة يمكن أن توصف بالمثاليّة في تعميم غير واقعي على غرار إستعمال متكرّر لصيغ " كلّ الشعب وكلّ الحزب ..." أو " كافة الشعب وكافة الحزب ..." في مبالغة تجافى الحقيقة والقانون الجدلي الأساسي لإزدواج الواحد؛ وثانيا، نزعة حتميّة إنعكست في التشديد على حتميّة إنتصار الشيوعيّة وهي نزعة عانت منها كثيرا وطويلا الحركة الشيوعيّة العالمية وشخّصها بوب أفاكيان ونقدها ولا يزال أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعيّة.
ومحتويات هذا الكتاب من التراث الماوي العالمي هي:
- طابع الحزب I
الحزب الشيوعي الصيني هو حزب البروليتاريا السياسي
الحزب طليعة البروليتاريا
النضال من أجل الحفاظ على الطابع البروليتاري للحزب

II- الفكر القائد للحزب
الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون الحقيقة الأصحّ و الأكثر علميّة و ثوريّة
الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون مرشد عمل حزبنا
النضال من أجل الدفاع عن الفكر القيادي للحزب

III- البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب
الشيوعية هي مثل البرليتاريا الأعلى النبيل
لتحقيق الشيوعية من الضروري المرور عبر دكتاتورية البرليتاريا
ينبغى أن نناضل طوال حياتنا من أجل تحقيق الشيوعية


IV- الخط الأساسي للحزب
الخط الأساسي هو قوام حياة الحزب
ينبغى الاعتراف تماما بالطابع المتواصل للصراع الطبقي و الصراع بين الخطين
يجب التحلّى بالرّوح الثوريّة للذهاب ضد التيّار
يجب تسوية العلاقة بين "الحبل الرئيسي " و "عقد الشبكة " بطريقة صحيحة


V- مبادئ الحزب الثلاثة حول الأشياء التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها
ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية
العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق
التحلى بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس
"الأشياء الثلاثة التى يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التى يجب عدم القيام بها " هي المبادئ الأساسية التى يجب على أعضاء الحزب احترامها

VI - القيادة الموحّدة للحزب
يجب أن يقود الحزب كلّ شيء ، هذا مبدأ أساسي فى الماركسية – اللينينيّة
القيادة الموحّدة للحزب هي بالأساس قيادة إيديولوجيا و خطّ سياسي
المسك الجيّد بالمسائل الهامة و تعزيز القيادة الموحّدة للحزب
يجب على أعضاء الحزب الشيوعي أن يخضعوا عن وعي للقيادة الموحّدة للحزب وأن يحافظوا عليها

VII - المركزية الديمقراطية فى الحزب
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي للحزب
المسك بالعلاقة بين القيادة الجماعية و المسؤولية الشخصيّة بطريقة صحيحة
تطوير الديمقراطية داخل الحزب و الحفاظ على الوحدة الممركزة

VIII- الإنضباط فى صفوف الحزب
الإنضباط ضمان لتطبيق الخطّ
الإحترام الواعي للإنضباط الحزبي
التطبيق الصحيح للإنضباط الحزبي

IX- أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى
أساليب العمل الثلاث العظمى عادة جيدة فى حزبنا
أسلوب دمج النظرية بالممارسة
أسلوب الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماهير
أسلوب عمل ممارسة النقد و النقد الذاتى

X – تكوين خلف قضيّة الثورة البروليتاريّة
تكوين خلف قضيّة الثورة مهمّة إستراتيجيّة هامة
تكوين خلف القضيّة الثوريّة و إختيارهم فى خضمّ النضال
ليعمل الحزب كلّه لإنجاز عمل تكوين خلف للثورة على أفضل وجه

XI – مهام منظّمات الحزب القاعدية
أهمّية الدلالة التى يكتسيها تعزيز بناء منظّمات الحزب القاعدية
المهام القتالية لمنظمات الحزب القاعدية
يجب على منظّمات الحزب القياديّة أن تضمن بناءها الخاص

- XII الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب
الدور الطليعي و النموذجى لأعضاء الحزب فى غاية الأهمية
للنهوض بالدور الطليعي و النموذجى يجب أن نتّبع " المتطّلبات الخمس "
عن وعي نعيد تشكيل نظرتنا للعالم بهدف الإنخراط فى الحزب إيديولوجيا

XIII- ظروف الإنخراط فى الحزب و إجراءاته
شروط الإنخراط فى الحزب
إجراءات الإنخراط بالحزب
المعالجة الصحيحة لمسألة الإنخراط فى الحزب
الإعتناء بجدّية بعمل إنتداب المنخرطين الجدد
XIV- رفع راية الأممية البروليتارية
الأممية البروليتارية مبدأ جوهري فى الماركسية – اللينينية
النضالات الثورية لشعوب مختلف البلدان تساند بعضها البعض
العمل بكل ما أوتينا من جهد لتقديم مساهمة أكبر من أجل الانسانية


الهوامش بالأنجليزية
الملاحق (2) ـ من إقتراح المترجم
فهارس كتب شادي الشماوي
===================================================================

مقولات للرئيس ماو
- نواة القوّة التى تقود قضيّتنا هي الحزب الشيوعي الصيني . و الأساس النظري الذى يرشد تفكيرنا هو الماركسية اللينينيّة .
( 1- الصفحة 1 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسى تونغ " )
- يجب على الحزب السياسي ، كي يقود الثورة إلى الظفر ، أن يعتمد على صحّة خطّه السياسي و على صلابة تنظيمه.
(2- " فى التناقض " ، صفحة 459 من المجلّد الأوّل من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " )
- يجب ممارسة الماركسية و نبذ التحريفيّة ، و العمل من أجل الوحدة لا الإنشقاق ، و التحلّى بالصراحة و الإستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس .
(3- المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني ( وثائق )؛ بيكين 1973)
-------------------------------
مقولة للرئيس ماو
يمتدّ المجتمع الإشتراكي على فترة تاريخية طويلة خلالها يتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و الصراع الطبقي ، وكذلك الصراع بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، و خطر إعادة تركيز الرأسمالية . يجب فهم أنّ هذا الصراع سيكون طويلا و معقّدا و أنّه يجب أن نضاعف من يقظتنا و نتابع التربية الإشتراكيّة . يجب أن نفهم و نعالج معالجة صحيحة المشاكل التى تطرحها التناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقيّ ، و أن نميّز بين التناقضات بيننا و بين العدوّ ، و التناقضات فى صفوف الشعب ، ثمّ نعالجها معالجة صحيحة . و إلاّ فإنّ بلدا إشتراكيّا مثل بلدنا سيتحوّل إلى نقيضه : ستتغيّر طبيعته و سيشهد إعادة تركيز الرأسمالية . و من الآن ، يجب علينا الحديث عن هذه المسألة بإستمرار يوميّا و شهريّا و سنويّا حتّى نحصل على فهم واضح بما فيه الكفاية و نتّبع خطّا ماركسيّا – لينينيّا.
( 4 - ماو تسى تونغ ، سبتمبر 1962 )
================================================================
تقديم
يعلّمنا الرئيس ماو أنّه " من الضروري جدّا أن يذهب الشباب المتعلّم إلى الريف لتعاد تربيته على يد الفلاّحين الفقراء و المتوسّطين- الفقراء " (5) و منذ بضعة سنوات ، ذهب مئات آلاف شباب المتعلّمين إستجابة للنداء العظيم للرئيس ماو ، وهم مفعمون بالأمل الثوري ، إلى الأرياف و المناطق الحدوديّة لوطننا . إنّهم يدرسون بجدّية المؤلّفات الكلاسيكيّة الماركسية – اللينينية وكتب الرئيس ماو وينكبّون بنشاط على نقد التحريفيّة و إصلاح أسلوب العمل و يقاتلون بحماس فى الخطوط الأمامية للحركات الثوريّة الكبرى الثلاث و يتّبعون بصرامة طريق الإندماج مع العمّال والفلاّحين (6) ، و هم يقدّمون مساهمتهم فى بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و يرفعون بدرجة كبيرة مستوى وعيهم هم من خلال الصراع الطبقي و صراع الخطّين . و بإستمرار يظهر أبطال بروليتاريّون و ينشأ جيل جديد و يزدهر . هذا إنتصار كبير للخطّ الثوري للرئيس ماو .
و وفقا لتعاليم الرئيس ماو : " يجب الإعتباء بتنشئة جيل الشباب " (7) ، و نحن نكتب و ننشر هذه " السلسلة للدراسة الخاصة للشباب " تلبية لحاجيات شباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و الذين يدرسون بأنفسهم (8). مسترشدة بالماركسية – اللينينية و فكر ماوتسى تونغ ، تشمل هذه السلسلة من ناحية المضمون ، معارفا عامة فى الفلسفة و العلوم الإجتماعية و العلوم الطبيعيّة وكذلك نخبة من أعمال لوسين .
و كلّنا أمل أن تكون لنشر هذه السلسلة فائدة عمليّة فى دراسة الشباب المتعلّمين المقيمين فى الريف و تساعدهم على رفع وعيهم لصراع الخطّين و مستواهم النظريّ و مستواهم الثقافي و العلمي ؛ و فى التقدّم بخطوات كبيرة على الطريق المتمثّل فى أن نكون حمر وخبراء ، و فى تلبية أفضل لحاجيات بناء ريف جديد ، ريف إشتراكي و التقدّم فى كافة المهام المنجزة .
و نعبّر عن شكرنا الجزيل للوحدات المعنيّة و للمؤلّفين الذين قدّموا الدعم القويّ لعمل نشر هذه السلسلة و ندعو قرّاءنا إلى صياغة ملاحظاتهم و نقدهم لهذه السلسلة ، بهدف تحسينها .
منشورات الشعب – شنغاي
==================
II- الفكر القائد للحزب
فى القانون الأساسي وقع توضيح أنّ : " يتّخذ الحزب الشيوعي الصيني الماركسية – اللينينية – أفكار ماو تسي تونغ الأساس النظري الذي يرشد تفكيره " و الحفاظ على هذا الفكر القائد أمر أساسي لبناء الحزب ، إنّه ضمان إنتصار القضيّة الثوريّة ، و من واجب كافة أعضاء الحزب أن يناضلوا من أجل الدفاع عنه .
الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون الحقيقة الأصحّ و الأكثر علميّة و ثوريّة
الماركسية هي العلم الذى يشرح قوانين تطوّر الطبيعة والمجتمع ، إنّها علم قيادة النضال الثوري للبروليتاريا و لكافة الطبقات المضطهَدَة و المستغَلة ، و قيادة الإشتراكية و الشيوعية إلى الإنتصار فى العالم قاطبة . و اللينينية ماركسيّة مرحلة الإمبريالية و الثورة البروليتارية . وبمزج الحقيقة العالمية للماركسية - اللينينيّة مع المارسة العمليّة للثورة ، ورث الرئيس ماو الماركسية – اللينينية و دافع عنها و طوّرها . و نظرة الماركسيّة اللينينيّة للعالم هي الماديّة الجدليّة و الماديّة التاريخيّة ؛ وهي تمثّل أفضل سلاح لمعرفة العالم وتغييره .
تقول الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ إنّ الرأسمالية آيلة إلى الإندحار الأكيد و إنّ إنتصار الشيوعية أكيد . و فى آخر المطاف ، ستعوّض الإشتراكية الرأسمالية ؛ هذا قانون موضوعي مستقلّ عن إرادة الناس .
و تقول لنا الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ كذلك إنّه من أجل تحرّرها ، على البروليتاريا أن تفتكّ السلطة عن طريق السلاح و أن تحطّم آلة الدولة البرجوازية و ترسي دكتاتوريّتها و تلغي الملكيّة الخاصة لوسائل الإنتاج كما عليها أن تثابر على مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا لأجل إنجاز الثورة الإشتراكية إلى النهاية . هكذا فقط سيمكن إلغاء نظام إستغلال الإنسان للإنسان من على وجه الأرض و سنتمكّن من بناء عالم جديد متحرّر من الإمبريالية و من الرأسماليّة و من كلّ نظام إستغلالي .
تعلّمنا الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ كذلك أنّه من أجل القيام بالثورة ، لا بدّ من حزب ثوريّ . و إن كانت البروليتاريا تريد أن تتحرّك كطبقة فى النضال الثوري ، ينبغى أن توجد حزبها السياسي الخاص المستقلّ – الحزب الشيوعي ؛ و هكذا فحسب تستطيع أن تقود الجماهير الثوريّة العريضة وتنتصر على كافة الأعداء الطبقيين ، سواء فى داخل البلاد أم فى خارجها وتنجز المهمّة التاريخيّة العظيمة الموكولة لها .
و تمثّل الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ الأساس النظري للفكر القائد لحزبنا لأنّها نابعة من الواقع الموضوعي و من خلال الواقع الموضوعي ، بيّنت أنّها تمثّل الحقيقة الأصحّ والأكثر علميّة وثوريّة .
لقد نشأت الماركسيّة قبل أكثر من قرن من الزمن الآن على يد المعلّمين الكبيرين للبروليتاريا ، ماركس و إنجلز . وفى أربعينات القرن التاسع عشر ، دخلت بعدُ عدّة بلدان أوروبيّة المرحلة العليا من تطوّر الرأسمالية . و أضحت كلّ التناقضات الكامنة للرأسمالية كلّ يوم أكثر بداهة وحدّة . و كان البروليتاريون الخاضعون إلى الإستغلال و العبوديّة ، يعيشون حياة حيوان الجرّ . و فى هذه البلاد ، كانت الحركة العمّالية تكبر بحيويّة و أخذت البروليتاريا تبرز على مسرح التاريخ بإعتبارها قوّة سياسيّة مستقلّة . ومع ذلك ، لم تكن الحركة العمّاليّة تستطيع أن تنتج عفويّا نظريّة الإشتراكية العلميّة ، ولم تكن نظريّات الإشتراكية الطوباويّة التى كانت حينها واسعة الإنتشار فى صفوف الحركات العمّالية قادرة هي الأخرى على أن تبيّن للبروليتاريا سبيل تحرّرها . فى مثل هذه الظروف التاريخيّة ، ملبّين حاجيات النضال الثوري للبروليتاريا ، ساهم ماركس و إنجلز شخصيّا فى ممارسة النضالات الثوريّة للمرحلة ؛ و قد لخّصا تجربة الحركة العمّالية و أنجزا عملا كبيرا و عسيرا من البحث النظري و مستوعبين نقديّا ما كان عقلانيّا فى المكاسب الثقافيّة و العلمية للإنسانية ، أرسيا أسس الماركسية . و مثّل نشر " بيان الحزب الشيوعي " فى شهر فيفري 1848 – و تـأليفه مشترك بين ماركس و إنجلز – ولادة الماركسية . و وضعت هذه الوثيقة البارزة الأسس النظريّة الأولى للإشتراكية والشيوعية . و لم يخلق ماركس وإنجلز النظريّة الثوريّة للبروليتاريا و حسب بل قادا أيضا شخصيّا النضالات الثوريّة للبروليتاريا وخاضا بمثابرة القتال ضد التيّارات الإنتهازيّة ما سمح للماركسية بأن تنتشر على نطاق واسع فى صفوف الحركة العمّالية .
" اللينينية ماركسية عصر الإمبريالية والثورة البروليتارية " ، ستالين . ( 24- " مبادئ اللينينيّة " ). و فى آخر القرن 19 و بداية القرن العشرين ، دخل العالم عصر الإمبريالية و الثورة البروليتارية . و أثناء النضال ضد الإمبريالية و ضد الإنتهازيّين من كلّ الأصناف – خاصة ضد تحريفية الأممية الثانية - ورث لينين نظريّة الماركسيّة و دافع عنها و طوّرها. وحلّل لينين كلّ تناقضات الإمبريالية و كشف طبيعتها الرجعيّة و عالج سلسلة من المسائل الهامة بالنسبة للثورة البروليتارية فى عصر الإمبريالية و كذلك المسائل النظريّة و العمليّة الخاصة بتحقيق دكتاتوريّة البروليتاريا فى بلد واحد . وبالذات فى ظلّ قيادة لينين الشخصيّة ، دشّن الإنتصار العظيم لثورة أكتوبر الإشتراكية عصرا جديدا فى تاريخ الإنسانيّة . لهذا نسمّى نظريّة الثورة البروليتارية هذه – التى أسّسها ماركس و إنجلز و طوّرها لينين : الماركسية – اللينينية .
لقد قال الرئيس ماو : " إنّ طلقات ثورة أكتوبر حملت إلينا الماركسية – اللينينية " ( 25- " حول الدكتاتوريّة الديمقراطية الشعبيّة " ، المجلّد الرابع ، صفحة 522 ) . و نجم عن وحدة الماركسية – اللينينية و الحركة الثوريّة فى الصين طليعة البروليتاريا الصينيّة : الحزب الشيوعي الصيني . و أثناء النضال الثوري المديد ، إستخدم الرئيس ماو إستخداما صحيحا الماركسية- اللينينيّة فى الممارسة العمليّة للثورة الصينيّة ما سمح لها – فى الظروف الإجتماعيّة المعقّدة للغاية التى كانت تميّز الصين – بأن تشهد تطوّرا غير مسبوق أبدا . و فكر ماو تسى تونغ هو على وجه الضبط نتيجة مزج الحقيقة العالمية للماركسية – اللينينية مع الممارسة الملموسة للثورة .
لقد تحقٌّت ثورة الديمقراطية الجديدة فى بلد كبير شبه مستعمر شبه إقطاعي . و فى بلد كهذا ، كيف يمكن للبروليتاريا أن تقود الثورة ؟ مثلما قال لينين : " مهمّة لم تواجه الشيوعيّين فى العالم كلّه من قبل " (26- " تقرير فى المؤتمر الثانى لعامة روسيا للمنظّمات الشيوعية لشعوب الشرق " ، 22 نوفمبر 1991 ) و مستخدما مبادئ الماركسية – اللينينية ، شرح الرئيس ماو تاريخ بلادنا و وضعه حينها هو و التناقضات الأساسية لمجتمعنا ، و تقدّم بإجابة صحيحة على الأسئلة الخاصة بطبيعة الثورة فى بلادنا و مهامها و قوّتها المحرّكة و أهدافها و مستقبلها . و أشار الرئيس ماو إلى أنّ الثورة الصينيّة مواصلة لثورة أكتوبر و أنّها تمثّل جزءا من الثورة الإشتراكية البروليتارية العالمية . وعلى الثورة الصينيّة أن تتمّ على مرحلتين : أوّلا الثورة الديمقراطية ثمّ الثورة الإشتراكية . وهما سيرورتان ثوريّتان طبيعتهما مختلفة و هما متباينتان و فى نفس الوقت مترابطتان . فقط بإنجاز السيرورة الثوريّة الأولى للديمقراطية البرجوازية يمكن إنجاز الثانية ، سيرورة الثورة الإشتراكية . و تمثّل الثورة الديمقراطية الإعداد الضروري للثورة الإشتراكية و تمثّل الثورة الإشتراكية المستقبل الحتمي للثورة الديمقراطية . و أشار الرئيس ماو أيضا إلى أنّ حزبا شيوعيّا مبني على أساس نظري و أسلوب عمل ثوري ماركسي – لينيني ، و جيش تحت قيادة مثل هذا الحزب و جبهة متّحدة لكافة الطبقات و الفئات الثوريّة بقيادة هذا الحزب هي الأسلحة الرئيسيّة الثلاثة لإفتكاك السلطة وتعزيزها . لقد إبتكر الرئيس ماو الطريق الثوري المتمثّل فى إنشاء القواعد الثوريّة فى الأرياف و محاصرة المدن إنطلاقا من الأرياف و بعد ذلك فقط الإستيلاء عليها . و بالضبط متّبعة هذا الطريق ، نجحت الثورة الصينيّة ، بعد 28 سنة من الكفاح المسلّح ، فى الإطاحة بالهيمنة الإمبريالية والإقطاعية و الرأسمالية البيروقراطية ، و توصّلت إلى تأسيس الصين الجديدة و حقّقت ثورة الديمقراطية الجديدة الإنتصار التام .
و إثر ظفر الثورة الديمقراطية ، ولج بلدنا مرحلة الثورة الإشتراكية . و فى المجتمع الإشتراكي ، عقب إنهاء التغيير الإشتراكي لملكيّة وسائل الإنتاج ، فى الأساس ، ما هي التناقضات الأساسيّة داخل البلاد ؟ ألا زالت توجد طبقات و تناقضات طبقيّة و صراع طبقي ؟ ما هي المهام الراهنة و المستقبليّة للثورة الصينيّة ؟ عقب تلخيص الرئيس ماو لتجربة دكتاتوريّة البروليتاريا فى العالم و فى بلادنا ، فى كلّ من جوانبها الإيجابية و السلبيّة ، نشر مؤلّفا هاما عنوانه " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " (27) أين لأوّل مرّة فى تاريخ تطوّر الماركسيّة – اللينينيّة ، بيّن بصفة منهجيّة أنّ التغيير الإجتماعي لملكيّة وسائل الإنتاج قد إنتهى فى الأساس و أنّ الطبقات لا تزال موجودة و كذلك هو الحال بالنسبة للتناقضات الطبقيّة و الصراع الطبقي ، و أنّه على البروليتاريا أن تواصل أيضا القيام بالثورة . وفى 1962، فى الإجتماع العام العاشر للجنة المركزيّة للمؤتمر الثامن ، عرض الرئيس ماو بشكل أتمّ حتّى الخطّ الأساسي لحزبنا لكامل المرحلة التاريخية للإشتراكية (28) . وهو يسترشد بهذا الخطّ الأساسي ، قاد حزبنا شعب البلاد بأسره نحو إنتصارات كبرى فى الثورة الإشتراكية و البناء الإشتراكي ، و نحو إنتصارات كبرى للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى .
إنّ الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى فى بلادنا ثورة سياسيّة كبرى أثناءها فى ظروف الإشتراكية ، تعارِض البروليتاريا البرجوازية و جميع الطبقات الإستغلاليّة و تعزِّز دكتاتوريّتها و تمنع إعادة تركيز الرأسمالية . و فى المستقبل ، يجب على مثل هذه الثورات أن تتكرّر عدّة مرّات . فى أتون الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى ، حطّم كلّ الحزب و كلّ الجيش و كلّ الشعب ، بقيادة الرئيس ماو ، مركزي قيادة برجوازية كان على رأسهما ليوتشاوتشى و ليني بياو ؛ و هذا صفعة قويّة تلقتها القوى الرجعيّة فى العالم و داخل البلاد . و قد أثرت نظريّة الرئيس ماو حول مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا و الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى التى أطلقها و قادها الرئيس ماو شخصيّا ، أثرت و طوّرت النظريّة الماركسية – اللينينية للثورة البروليتارية و دكتاتورية البروليتاريا ، مقدّمة هكذا مساهمة عظيمة فى الماركسية – اللينينية .
الماركسية ، اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ يمثّلون مرشد عمل حزبنا
قال الرئيس ماو : " الأساس النظري الذى يرشد تفكيرنا هو الماركسية – اللينينية " (29) . لقد تمسّك حزبنا دائما بجعل الماركسية و اللينينية و فكر ماو تسى تونغ الأساس النظري الذى يُرشد فكره ، و التوجّه الذى يقود كلّ عمله و مرشدا للعمل يستخدمه الحزب بأسره و الجيش بأسره و الشعب بأسره .
و تمثّل الماركسية ، اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ الأساس النظري الذى منه يصوغ حزبنا خطّا و سياسة صحيحين . و الحزب الذى يتسلّح بالماركسية – اللينينيّة و بفكر ماو تسى تونغ يصبح قادرا على التعرّف على و إدراك القوانين الموضوعيّة للتطوّر الإجتماعي ، و يكتسب الثوريّة المناسبة للحظة و صياغة برنامجه و خطّه و توجّهه و سياسته بشكل صحيح . و الثورة التى تبتعد عن التوجّه الذى توفّره الماركسيّة – اللينينيّة و فكر ماو تسى تونغ تشبه السفينة دون بوصلة وهي فى محيط ، يعترضها خطر ضياع التوجّه . و قد بيّنت تجربة حزبنا منذ أكثر من خمسين سنة فى عدّة مناسبات أنّه إن إستطاعت قضيّتنا الثوريّة تخطّى العراقيل الموجودة فى طريقها الواحد بعد الآخر ، و إلحاق الهزيمة بالأعداء من كلّ صنف و تحقيق إنتصارات كبرى ، فلأنّ الرئيس ماو قد رسم لحزبنا خطّا صحيحا ، خطّا ماركسيّا – لينينيّا . و يعتمد هذا الخطّ الصحيح على الماديّة الجدليّة و الماديّة التاريخيّة ، وهو ثمرة الحقيقة العالمية للماركسية – اللينينية الممزوجة مع الممارسة الثورية للجماهير التى لا تحصى و لا تعدّ . لهذا تتناسب مع القوانين الموضوعيّة للتطوّر التاريخي ، و تمثّل المصالح الأساسيّة للبروليتاريا و الشعب الكادح ، و يمكن أن تقود قضيّة الثورة و البناء من إنتصار إلى آخر أعظم حتّى .
الماركسية – اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ هي السلاح الإيديولوجي الذى به ربّى حزبنا و عزّز الصفوف الثوريّة و بيّنت الممارسة المديدة لنضال البروليتاريا أنّه دون توجّه إ يديولوجي صحيح ، مهما كان البروليتاريّون كثيفو العدد ، لن يتمكّنوا من فهم المهمّة التاريخيّة لطبقتهم الخاصة . و أشار الرئيس ماو إلى أنّ وحدها النظريّة الثوريّة للماركسية بوسعها تربية البروليتاريا و مكّنتها من " إدراك جوهر المجتمع الرأسمالي و علاقات الإستغلال بين الطبقات ومهمّة البروليتاريا التاريخية " (30- " فى الممارسة العمليّة " ، المجلّد 1 ، صفحة 440 ) ، و إلى أنّه عندها فقط تكفّ البروليتاريا عن أن تكون " طبقة بذاتها " لتتحوّل إلى " طبقة لذاتها " . و طبعا ، فى ما يتصل بالبروليتاريا فى كلّيتها ، فإنّ بلدنا ، فى ظلّ قيادة الحزب ، مرّ منذ زمن بعيد من وضع " الطبقة بذاتها " إلى وضع " الطبقة لذاتها " ؛ لكن إن أخذنا بعين الإعتبار كلّ فرد منتمى إلى هذه الطبقة ، سيكون دائما من الضروري بالنسبة له أن يتسلّح بالماركسية – اللينينيّة ، فكر ماو تسى تونغ، أن يعمّق " المفاهيم " الثلاثة الموصوفة أدناه .
أوّلا ، يجب تعميق فهمه أو فهمها لجوهر المجتمع الرأسمالي . فبدون السلاح الذى تمثّله الماركسية – اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ لا يستطيع رفاقنا و رفيقاتنا التعرّف إلاّ على مظهر من مظاهر العلاقات السائدة فى المجتمع ، لا يستطيعون إمتلاك فهم واقعي لجوهرها . و بوجه خاص فى ظروف لا تكفّ فيها الإشتراكية عن التقدّم نحو الإنتصار و لا تكفّ الرأسماليّة عن الفساد والإنحطاط ، يمكن لممثّلى البرجوازيّة الأذكياء دائما أن يطلقوا تحت أشكال متنوّعة إشتراكية زائفة، شيوعية زائفة ، من أجل أن يغطّوا على طبيعتهم الحقيقيّة التى هي الإطاحة بدكتاتوريّة البروليتاريا و إعادة تركيز الرأسمالية . لهذا علينا فى دراستنا و فى ممارستنا ، أن نعزّز بلا هوادة معرفتنا للطبيعة الفاسدة للرأسماليّة و أن نحبّ بكلّ جوارحنا الإشتراكية و نبنيها .
ثانيا ، يجب تعزيز فهمه أو فهمها لعلاقات الإستغلال بين الطبقات الإجتماعية . فعديد الرفاق و الرفيقات يدلّلون على حبّ لا حدود له للحزب و للإشتراكية و لهم إحساس طبقي بسيط ، و هذا شيء له قيمته غير أنّه دون سلاح الماركسيّة – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ ، إذا إكتفى هؤلاء الرفاق و الرفيقات بمجرّد إحساسهم الطبقي ، فى لحظات تعقّد الصراع الطبقي و صراع الخطّين ، ثمّة خطر أن يتعرّضوا إلى التضليل و أن يفقدوا التوجّه . لذلك علينا أن ندرس بإستمرار ، خلال الصراع ، الماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ ، و أن نفهم بصفة أعمق مميّزات و قوانين الصراع الطبقي طوال كامل المرحلة التاريخيّة للإشتراكية و أن نمسك بصلابة بالخطّ الأساسي للحزب خلالها .
ثالثا ، يجب تعزيز فهمه أو فهمها للمهام التاريخيّة للبروليتاريا . و المهام التاريخيّة هي الإلغاء الراديكالي لكافة الطبقات الإستغلاليّة و لكافة النظام الإستغلالي ، و تحقيق الشيوعية فى العالم قاطبة . و فقط بتسلّحنا بالماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ ، و بالنظر إلى المشاكل إنطلاقا من مصالح البروليتاريا بأكملها و من الهدف العظيم الذى هو تحقيق الشيوعية ، سنتمكّن من وعي المسؤوليّة التاريخيّة التى تقع على عاتقنا ، سنتمكّن من وعي أنّنا السادة ، أنّنا صانعو التاريخ و نتمكّن بلا هوادة و على الدوام من القيام بالثورة و النضال من أجل تحقيق الشيوعية .
الماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ هما " السيف " (31) المسنونة التى بها ينقد حزبنا كافة الإنتهازيين و كافة التحريفيين و ينتصر عليهم . الماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ هما علم نضال البروليتاريا و لمبادئهما طابع حزبي مؤكّد واضح ؛ إنّهما يصرّحان على الملأ بخدمتهما للمممارسة الثوريّة البروليتاريّة و للدفاع عن المصالح الأساسية للبروليتاريا . و للحفاظ على نقائه الإيديولوجي و التقدّم بلا إنقطاع على الطريق الصحيح ، ينبغى على حزب سياسي بروليتاري أن يقاتل الإيديولوجيا البرجوازيّة و إيديولوجيا كافة الطبقات الإستغلاليّة ، و كذلك كافة التيّارات الفكريّة الإنتهازيّة و التحريفيّة . و لإنجاز هذه المهمّة العملاقة ، ينبغى كشف اللثام و نقد بلا هوادة ، بإستخدام السلاح المسنون الذى تمثّله الماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ ، لكلّ التيّارات الفكريّة الرجعيّة التى ينشرها الأعداء الطبقيّون و الإنتهازيّون داخل البلاد و خارجها . لقد خانت طغمة التحريفيين السوفيات تماما الماركسية – اللينينية و جعلت من بلد إشتراكي بلدا إمبرياليّا – إشتراكيّا (32) . و طغمة خروتشاف – بريجناف خائنة فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية ، أكبر عصابة مجرمين تاريخيين و لا يمكن العفو عن جرائمها التى لا تحصى و لا تعدّ . و رافعا عاليا راية الماركسية – اللينينية كراية قتال ، شنّ حزبنا حربا لا رحمة فيها ضد زمرة المرتدّين التحريفيين السوفيات و عرّى أمام عيون كافة الشعوب الثوريّة فى العالم الوجه الكريه للإمبريالية - الإشتراكية . و مُعارضة الماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ و كذلك الخطّ الأساسي للحزب ، نظّمت زمرة لين بياو المعادية للحزب إنقلابا معاديا للثورة بهدف تغيير النظام الإجتماعي لبلادنا و إعادة تركيز الرأسماليّة و جعل وطننا مستعمرة تابعة للإمبريالية – الإشتراكية التحريفية السوفياتية . و مع ذلك ، فى ظلّ قيادة الرئيس ماو ، كشف كلّ الحزب و كلّ الجيش و كلّ الشعب ، متسلّحين بالماركسيّة – اللينينيّة و فكر ماو تسى تونغ المؤامرة المعادية للثورة و الطبيعة اليمينيّة المتطرّفة للخطّ التحريفي الذى كانت تكرّسه مبرزين على هذا النحو جذور هذه العصابة من المرتدّين ، خونة الوطن الذين نالوا نهاية عار و تهشّمت عظامهم .
وممّا تقدّم ، يمكن أن نرى أنّ النظريّة الثوريّة للماركسيّة – اللينينيّة و فكر ماو تسى تونغ ذات أهمّية أوّليّة بالنسبة لبناء دكتاتوريّة البروليتاريا . و مثلما عبّر عن ذلك لينين بشكل جيّد : " لا يمكن أن يوجد حزب إشتراكي قويّ دون نظريّة ثوريّة " و " لا حركة ثوريّة دون نظريّة ثوريّة " ( " ما العمل ؟ ") . و فى كلمة ، كافة الإنتصارات و النجاحات المحقّقة من قبل حزبنا فى الثورة و البناء أثناء الخمسين سنة الماضية ، إنتصارات عظيمة للماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ .
النضال من أجل الدفاع عن الفكر القيادي للحزب
لقد أعار الرئيس ماو على الدوام عناية كُبرى للبناء الإيديولوجي للحزب و تمسّك على الدوام بتسليح الحزب و بنائه على قاعدة الماركسية – اللينينية . و بعد ، فى اللحظات الأولى لوجود الحزب ، كان الرئيس ماو يشدّد على أنّ أساسه النظري يجب أن يكون الفهم المادي للتاريخ . ففى 1929 ، عندما كتب " حول تصحيح الأفكار الخاطئة فى الحزب " (34) ، أكّد الرئيس ماو على ضرورة تربية أعضاء الحزب فى ما يتعلّق بالخطّ السياسي الصحيح و بإستخدام الإيديولوجيا البروليتاريّة للإنتصار على جميع الأفكار البرجوازية القديمة ، و بإستخدام الماركسية – اللينينية لبناء حزبنا و جيشنا . و لأجل القيام بتلخيص منهجي على النطاق الإيديولوجي و النظري ، للتجربة التاريخيّة لصراع الخطّين صلب الحزب ، و لأجل رفع المستوى الماركسي- اللينيني لكافة الحزب و القضاء على التأثير الضار لخطوط تشن توسيو ، و وانغ مينغ (35 ) " و إنتهازيين آخرين وسط الحزب ، كتب الرئيس ماو فى 1937 و 1941 و 1942 : " فى الممارسة العملية " ، " فى التناقض " و " فلنصلح دراستنا " و " فلنقوّم أسلوب الحزب " و " ضد القوالب الجامدة فى الحزب " ، و " أحاديث فى ندوة الأدب و الفنّ بيانآن " (36) و أعمال أخرى هامة ، و فضلا عن ذلك ، قاد بنفسه حركة التصحيح فى يانان (36) من خلال دراسة الماركسية – اللينينيّة و فكر ماوتسى تونغ ، و دراسة الماديّة الجدليّة والماديّة التاريخيّة ، عرّى الحزب برمّته جذور الخطوط الإنتهازيّة " اليساريّة " منها و اليمينيّة و جوهرها المعادي للماركسية – اللينينية ، رافعا بذلك إلى درجة كبيرة مستوى معرفته بالماركسية – اللينينية . و على أساس الماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ ، بلغ كافة الرفاق و الرفيقات بالحزب وحدة جديدة و أرسوا قواعدا صلبة للحزب ضد اليابان و لحرب التحرير . وفى مرحلة الثورة الإشتراكية ، رسم الرئيس ماو – إنطلاقا من ميزات و قوانين الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا – خطّا أساسيّا للمرحلة التاريخيّة الإشتراكيّة ، و عالج معالجة صحيحة سلسلة من المسائل المتّصلة ببناء الحزب فى مرحلة الإشتراكية . و خلال هذه المرحلة ، المهام الأساسيّة لبناء الحزب هي ممارسة الماركسيّة ، لا التحريفيّة و النهوض بنقد التحريفيّة . و إثر الإجتماع العام الثاني للجنة المركزيّة للمؤتمر التاسع ، قاد الرئيس ماو مجدّدا شخصيّا حركة نقد لين بياو و تصحيح أسلوب العمل ، و أرسى داخل الحزب بأسره عمل تربية على المستوى الإيديولوجي و الخطّ السياسي . و عبر فضح زمرة لين بياو المعادية للحزب و نقدها ، طهّر حزبنا نفسه و عزّزها. و منذ أكثر من نصف قرن، قد أثبتت بعدُ ممارسة الثورة الصينيّة أنّ الحزب الشيوعي الصيني – متسلّحا بالماركسيّة – اللينينيّة و فكر ماو تسى تونغ – مطوّرا ومعزّزا من خلال صراع الخطّين – هو النواة القياديّة للشعب الصيني بأسره و أنّه حزب كبير ، عظيم و صحيح .
والمثابرة على جعل الماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ الأساس النظري الذى يقود فكر الحزب أو معارضة ذلك ، هو المعيار الجوهري الذى يسمح بالتمييز بين حزب ماركسي – لينيني و حزب تحريفي . كان النضال بين الخطّين صلب الحزب على الدوام على أشدّه بشأن هذه النقطة .
و فى تاريخ حزبنا ، كلّما تقدّم خطّ إنتهازي ، لم يكن قادته يفقهون شيئا من الماركسية – اللينينيّة كما لم يكونوا يفقهون شيئا من نظريّة وممارسة الثورة الصينيّة ؛ كانوا يتحدّثون أحيانا عن الماركسية - اللينينيّة لكنّهم أبدا لم يكونوا يتصرّفون هم ذاتهم وفق الماركسيّة – اللينينيّة ، بل كانوا هم ذاتهم معادين لها . و قصد تغيير الخطّ الأساسي للحزب و الإطاحة بدكتاتوريّة البروليتاريا و إعادة تركيز الرأسمالية ، سعى لين بياو و ليوتشاوتشي بكلّ الطرق إلى تغيير الأساس النظري الذى يقود فكر الحزب و تعويض الماركسية – اللينينيّة بالتحريفيّة . لقد بذلوا طاقتهم لنشر الأفكار المثاليّة الرجعيّة مثل الماقبليّة (37) و الإنسانويّة البرجوازيّة (38) و نظريّة أولويّة قوى الإنتاج (39) ، و نظريّة إضمحلال الصراع الطبقي (40) إلخ... بهدف إفساد حزبنا و أعضائه . و فى كتاب " كيف تكون شيوعيّا جيّدا ؟ " سيّئ الصيت ، دافع المرتدّ و الخائن للطبقة العاملة ، ليوتشاوتشى بلا خجل عن " طريق كنفيشيوس و منشيوس " (41) و لين بياو ، هذا الوصولي البرجوازي و المتآمر و المعادى للثورة ذو الوجهين ، و المرتدّ و الخائن للوطن ، قد مدح هو بدروه بكلّ ما أوتي من جهد كنفيشيوس و منشيوس ، و نادا أشباح التاريخ لينجدوه فى مؤامرته المعادية للثورة الساعية إلى إعادة تركيز الرأسماليّة . و كان لين بياو يدّعى أيضا بأنّ الحزب الشيوعي يجب أن يتّخذ راية له كلمة " الإنتاج " و أن يعالج كأولويّة المسائل الإقتصاديّة . و قبل المؤتمر التاسع ، مضت عصابة لين بياو و تشان بوتا إلى حدّ كتابة تقرير سيّئ الصيت كان يدعو إلى أولويّة القوى المنتجة و يعارض مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ؛ كانوا يعتبرون أنّ المهمّة الأساسيّة بعد المؤتمر التاسع ستكون تطوير الإنتاج ، آملين أن يتخلّى الحزب عن الثورة البروليتاريّة و دكتاتورية البروليتاريا . و من الجليّ أنّه إن إستخدمت هذه الأفكار العبثيّة الرجعيّة التى كانوا يروّجون لها كفكر قيادي للحزب ، لن يظلّ حزبا بروليتاريّا و لن يكون إلاّ حزبا برجوازيّا ، حزبا تحريفيّا . و بغاية مراجعة الأساس النظري الذى يقود فكر الحزب ، قطّع ليوتشاوتشى و لين بياو الماركسية – اللينينية و فكر ماو تسى تونغ تقطيعا و حاولا معارضتهما . فكانا إمّا يبذلون كلّ جهودهم للحطّ من فكرماوتسى تونغ و يعارضون أن تدرس جميع الكوادر و الجماهير مؤلّفات الرئيس ماو ، و إمّا يدّعيان أنّ المؤلّفات الماركسيّة – اللينينيّة " قد تجاوزها " العصر و صارت " من الماضي البعيد جدّا عنّا " و تفاهات أخرى تستهدف النيل من الماركسية – اللينينية . و بإختصار ، كانا يعارضان أن تمثّل االماركسية – اللينينية ، فكر ماو تسى تونغ الفكر القائد للحزب ، و كانا يريدان أن ينحرف حزبنا عن السبيل القويم ليجعلا منه أداة لخطّيهما التحريفيين ؛ فكانت نواياهما إذن غاية فى الخطورة . (42)
جوهريّا ، ما يكمن وراء صراع الخطّين حول الفكر القائد للحزب هو المسألة الكبرى لمعرفة إن كنّا سنشيّد الحزب إنطلاقا من الماركسية – اللينينيّة و فكر ماو تسى تونغ و إعطائه ميزة طليعة البروليتاريا أم بالعكس سنفسده بواسطة التحريفيّة و نجعله وجها للبرجوازية و طبقة الملاكين العقّاريين ؛ يتعلّق الأمر بمعرفة ما إذا كان حزبنا سيغيّر أم لا طابعه و إن كانت الثورة ستنجح أم لا . و على كلّ عضو و عضوة فى الحزب أن يعرف بعمق أهمّية هذا الصراع و طبيعته الطويلة الأمد و أن يكرّس حياته إلى المهمّة النضاليّة للحفاظ على الماركسية – اللينينيّة و فكر ماو تسى تونغ . على كلّ عضو و عضوة أن يستجيب إلى نداء الرئيس ماو : " الدراسة بمثابرة و الإستيعاب الجيّد للماركسية " (43) ، و التمسّك بالماديّة الجدليّة ومعارضة المثاليّة و الميتافيزيقا و إعادة الصياغة الواعية للنظرة إلى العالم ؛ يجب عليه و عليها أن يستوعب النظريّات المحوريّة للماركسية – اللينينيّة و أن يقدر على التعرّف على نضال الماركسيّة ضد التحريفيّة – القديمة منها و المعاصرة – و على كافة الإنتهازيين و أن يدرك كيف أنّ الرئيس ماو مزج بين الحقيقة العالمية للماركسية – اللينينيّة و الممارسة الملموسة للثورة ، و كيف حافظ عليها و طوّرها . يجب على كلّ عضو و عضوة كذلك أن يواصل الإنغماس النشيط فى حركة نقد لين بياو و تصحيح أسلوب العمل ، يجب أن ينقد التحريفيّة والنظرة البرجوازية إلى العالم، و أن يعزّز فى خضمّ الصراع قدرته على التمييز بين الماركسيّة الحقيقيّة و الماركسية الزائفة و أن يكون مصمّما على النضال بلا هوادة للحفاظ على الفكر القائد للحزب .