أكتوبر،لينين وآفاق تطورنا يوسف فيساريونوفيتش ستالين


عليه اخرس
2016 / 12 / 15 - 09:57     

أعتقد أن ما بين فترة الإعداد لثورة أكتوبر، التي حصلت قبل ثماني سنوات، والفترة الحالية،اي بعد ثماني سنوات على حصولها، على الرغم من الاختلاف الكبير بينهما، لا يزال هناك شيء واحد مشترك.
الا وهو أن كلا من هاتين الفترتين تعتبر نقطة تحول في تطور ثورتنا.
انذاك، في عام 1917، جرى الحديث عن كيفية إجراء الانتقال من حكم البرجوازية إلى سلطة البروليتاريا.
الآن، في عام 1925يجري الحديث عن كيفية جعل الانتقال من الاقتصاد الحالي، الذي لا يمكن اعتباره برمته اقتصادا اشتراكيا، الى اقتصاد اشتراكي،الذي ينبغي أن يشكل الأساس المادي للمجتمع اشتراكي.
كيف كان الوضع خلال فترة أكتوبر،عندما اتخذت اللجنة المركزية لحزبنا في 10 أكتوبر1917 قرارا بتنظيم انتفاضة مسلحة بقيادة لينين ؟
أولا، تاجج الصراع بين اطراف ائتلافي الثنائي الأوروبي ، الى جانب تنامي عناصر الثورة الاشتراكية في جميع انحاء أوروبا والتهديد بتوقيع سلام منفصل مع ألمانيا من أجل سحق الثورة في روسيا.كان ذلك في مجال السياسة الخارجية.
ثانيا، نجاح حزبنا في الحصول على الأغلبية في مجلس السوفييت، انتفاضة الفلاحين في جميع أنحاء البلاد، وتنامي الحركة الثورية على الجبهة، عزل حكومة كرنسكي البرجوازية وخطر تمرد كورنيلوف آخر.هذا على الصعيد الداخلي.
هذا كان بشكل أساسي على جبهة النضال السياسي.
ان نقطة التحول قد حسمت عندما استطاعت انتفاضة العمال والفلاحين المظفرة من إقامة ديكتاتورية البروليتاريا
كيف تجري الامور الآن، وبعد ثماني سنوات على هزيمة حكم البرجوازية؟
أولا، يوجد هناك معسكرين في العالم: معسكر الرأسمالية الذي استقر مؤقتا، الى جانب نمو واضح في الحركة الثورية في البلدان المستعمرة والتابعة (الصين، المغرب، سوريا، الخ ...)والمعسكر الاشتراكي، الاتحاد السوفييتي، الذي يشهد تطورا في بنيته الاقتصادية، وإلذي يلتف حوله عمال الدول المتقدمة والشعوب المضطهدة في البلدان المستعمرة والتابعة
-, هذا الواقع يعطي الامكانيه لتحويل "فترة الراحة" القصيره الى مرحلة "استراحة"كامله كان ذلك في مجال السياسة الخارجية.
ثانيا، نمو التنمية الصناعية والتعاونية في بلادنا، تحسن الوضع المادي للعمال والفلاحين، بدون شك تعززت العلاقة بين البروليتاريا والفلاحين، وتعززت هيبة وموقع الحزب بين العمال والفلاحين - هذا الوضع يعطي الامكانيه للمضي قدما في بناء الاشتراكية جنبا إلى جنب مع الفلاحين، تحت قيادة البروليتاريا وحزبها. هذا على الصعيد الداخلي.
هذه هي بشكل أساسي جبهة التنمية الاقتصادية
ستنتهي الفترة الحالية الحرجة من مرحلة انتصار البروليتاريا وهذا يعتمد في المقام الأول على نجاحنا في بناء دولتنا،على نجاح الحركة الثورية في الغرب والشرق، وعلى تطوير التناقضات التي يمكن ان تؤدي الى تآكل العالم الرأسمالي .
قبل ثماني سنوات من الان تمثل الهدف في رص صفوف البروليتاريا مع الفلاحين الفقراء، وتحييد الشرائح الوسطى من الفلاحين، واستغلال الصراع المميت بين ائتلاف قطبي الإمبريالية للاطاحة بالحكومة البرجوازية في روسيا من أجل تنظيم ديكتاتورية البروليتاريا، والخروج من الحرب الإمبريالية، لتعزيز علاقات البروليتاريا في جميع البلدان ودفع قضية الثورة البروليتارية قدما في جميع الدول .
الآن، وبعد ثماني سنوات، المهمه تتمثل في حقيقة أنه، من ناحية، في رص صفوف البروليتاريا والفلاحين الفقراء مع فلاحي الطبقه ألوسطى على أساس تحالف قوي بينهما، يضمن قيادة البروليتاريا لهذا التحالف ، من أجل تعزيز التنمية وإعادة تجهيز صناعتنا، ،واستمالة ملايين الفلاحين في التعاونيات وبالتالي ضمان انتصار الاساس الاشتراكي لاقتصادنا على العناصر الرأسمالية، ومن ناحية أخرى، - إقامة تحالف مع البروليتاريا في جميع الدول ومع الشعوب المضطهدة في الدول المستعمرة من أجل مساعدة البروليتاريا الثورية في النضال من أجل الانتصار على الرأسمالية
الآن، لم يعد كافيا تحييد فلاحي الطبقه ألوسطى. المهمة الآن تتلخص في إقامة تحالف ثابت مع فلاحي الطبقه ألوسطى من اجل إقامة علاقة سليمة بين البروليتاريا والفلاحين. لأنه إذا كان موقف لينين الصائب من"10-20 عاما من العلاقات الصحيحة مع الفلاحين سيكون النصر مضمونا على الصعيد العالمي،" فمن الصحيح أيضا أن كلمات لينين،" للمضي قدما الآن بما لا يقاس وعلى نطاق أوسع وبحجم اكبر، وليس بغير ذلك ،معا وفقط مع الفلاحين ".
لم تعد كافيه الآن التنمية البسيطة لصناعات الدولة . علاوة على ذلك، فإنها لم تكن كافيه في مرحلة ما قبل الحرب. التحدي الآن هو المضي قدما في تحويل صناعتنا الوطنية ومواصلة انتشارها على أساس تقني جديد. لان اقتصاد دولتنا من حيث المضمون هو اقتصاد اشتراكي . لأنه يعتبر الركيزه الاساسية لدكتاتورية البروليتاريا في بلدنا. لأنه بدون هذا الإطار، لا يوجد هناك ما نتحدث عنه في تحويل بلدنا إلى دولة صناعية، من روسيا ل NEP الى روسيا الاشتراكية.
ان التطور البسيط للتعاونيات في الريف الآن لم يعد كافيا. المهمة الآن تتمثل في استمالة ملايين الفلاحين في التعاونيات وانشاء الجمعيات التعاونية في الريف. لان التعاونيان في ضل ديكتاتورية البروليتاريا وفي ضل وجود النمط الصناعي الاشتراكي هي فكرة رئيسية لدمج لانخراط الفلاحين في عملية البناء الاشتراكي
هذه هي بشكل عام، والشروط اللازمة لانتصار البناء الاشتراكي في بلدنا
قبل ثماني سنوات، حقق الحزب النصر على سلطة البرجوازية لأنه كان قادرا على إثبات الحزم اللينيني في تنفيذ مهام البروليتاريا، على الرغم من الصعوبات الهائلة، وعلى الرغم من التقلبات في بعض وحداتها المنفصلة
الآن، وبعد ثماني سنوات،يملك الحزب كل الامكانيات لضمان الانتصار على العناصر الرأسمالية في اقتصادنا، إذا استطاع إظهار الحزم اللينيني القديم في تنفيذ مهامه، على الرغم من الصعوبات الهائله التي تواجهه، وعلى الرغم من التقلبات المحتمله في بعض وحداته المنفصلة.
ان الحزم اللينيني في تنفيذ المهام العاجلة للبروليتاريا - يعتبر هو أيضا أحد الشروط اللازمة لانتصار البناء الاشتراكي.
البرافدا العدد "№ 255،
7 تشرين ثاني 1925
توقيع: ستالين
يوسف فيساريونوفيتش ستالين
ترجمة عليه اخرس