فتوق فكرية ام فتوح ما ينجزه العقل المهتز التأسيس


سعد محمد مهدي غلام
2016 / 12 / 4 - 09:51     


كان تطور المفاهيم الجمالية والتعديﻻت التنظيرية على البوطيقا من خروجات الرومانتيكية ودور كولريدج وعندما دخلنا القرن العشرين كان استقرارات على مفهوميات تعبيرية وانطباعية وتصويرية باودندية واليوتيةوتوالت ظهورات التكعيبة والسوريالية برتون ودالي .هي نياسم سلكتها ما سميت التناولات الثقافية والتي عدت نبودا من القرن التاسعوعشر وان ليس مناهجا مؤسساتية و اشتباك ابستمولوجي مفلسف ومؤدلج اطرته الظواهرية مرة والانطولوجؤة اخرى واحدث شورخ في العقل السكولا ستيكي التجذي كان يترنح تحت ضربات كان الابوى فيها ما قدمته الماركسية من يراع المؤسسين ..... وفي ما بين الحربين الكونيتين اطلق غرامشي نظرياته في الثقافة الجماهيرية ومفهوم المثقف العضوي الذي نحبذ ان يطلق علية الجماعي للابتعاد عن ادلجة المفهوميات المعرفية فﻻ مثقف ينكر ما للماركسية من مكانة في التطور الفكري والثقافي .كان مما عرضه غرامشي التناول الشامل للبنيه الثقافية بغية احداث التغير المجتمعي والطبقي وتوقفت تطورات افكاره لطول ما قضاه في سجون موسلليني وموته بعيد خروجة جراء التعذيب وﻻن له موقف معروف حيال الستالينية فلم يتم التوسع. العودة لنظرياته المعرفية اﻻ في حدود النقد وخصوصا من الماركسيين وجماعة لوكاتش وتناول دراسة بريشت . طرح النقد الثقافي في الستينات وكان من مدرسة فرانكفورت وعندما مر المفكرون والكتاب والنقاد لم يكن مرورا مؤسساتيا حتى تولى الباحث اﻻمريكي وهي من طبيعة البرغماتية التنقيب في الموروثات واستخﻻص اﻻصول التجريبية وهكذا عرض فنسنت ليتش نظريته في النقد الثقافي باعتبارة البديل الموضوعي لما بعد البنيوية وللخروج من اﻻصول الشكﻻنية التي لم تتخلص منها كل النقود حتى اليوم ﻻصالتها وتجذرها وعمقها وكان تاسيس مركز برمنكهام تحت اسم عام هوCultural Studies Birmingham ForConttemporary
انتشر مفهوم النقد الثقافي متصاحبا مع النظريات النصوصية واﻻلسنية والتحوﻻت مابعد البنيوية والحداثة واصل المركز لبحوثة عبر درس التاريخ العام والابستمولوجي واعادت تقويم شامل للفلسفة مع محاولة استيعاب النقود الادبية، بغض النظر عن منهجها، واﻻحاطة بالبعدين السايكولوجي والسسيولوجي مع المام شمولي بتاثير البيئة اﻻقتصادية والمادية وما اصطلح على تسميته المادية الثقافية مع استيعاب للماركسية المحدثة وطروحات غرامشي وتناوﻻ النقد الثقافي سعيد يازعي وميجان الرويلي في كتابهما *دليل النقد اﻻدبي*الذي اعتبرى انه مرادف للنقد الحضاري الذي مارسه طه حسين وعباس العقاد وادونيس ومحمد عايد الجابري وعبد الله العروي ويعرفانه بانه نشاط فكري يتخذ من الثقافة بشموليتها موضوعا لبحثه وتفكيره ويعبر عن موقف ازاء تطوراتها وسماتها. وحتى هنا ﻻشائبة عما مطروح وننتظر اثراء المكتبة: كما كنا نظن بالمساجﻻت الراقية الفكرية التي كانت بين مصطفى الرافعي وسواه مع طه حسين وسﻻمة موسى ولويس عوض وعباس العقاد والمازني وحتى الدعوات لتطوير العربية، وان جاءت من اصول غربية ،ولكنها بنيت على ما تحصلت عليه اللغة الانكليزية والفرنسية واﻻيطالية من اﻻستفادة من اللهجات المحلية والتبادليات المثاقفية دونما تخريب ﻻصول اللغات وقواعدها وبنياتها وهو ذاته ما لمسناه في مساجﻻت جورج طرابيشي ومحمد الجابري المنشورة والتي تضيف للمثقف ثراء معرفي .دخول د.عبد الله الغذامي شوش المشهد واضفى ضبابية مريبة واوجسنا خيفة على مستقبل ليس اللغة والنقد والعقائد والتقاليد بل على كل موروثنا عندما تتلخص فكرة التباين بين النقد اﻻدبي والنقد الثقافي بالقول انه في اﻻدبي المتنبي شاعر كبير وفي الثقافي شحاذ كبير وعندما يتم التعرض للبﻻغة واﻻعجازات اللغوية والاصول المعرفية المتاتية من الاعتقادات نكون متوجفين خيفة ان وراء اﻻكمة ما وراء.طرح الغذامي بعد عودته هوالذي اكمال البكلوريوس في الرياض وكل المراحل السابقة ولم يتصدى للاصولية والسلفية العصبوية كما ان مع النقد الثقافي طرحت نقود نسائية منهجيا ودراسات اجماعية تثويرية لم نجده يتصدى في طروحاته لما يجري في بﻻدة يثير الريبة.
كما الموقف القوي الذي يظهر به في المحافل الرصينة دون ان ينبري الكبار لمناهظته ولديه هنات وخروجات عن اﻻصول اللغوية والمعرفية وتجاوز حتى قواعدية المؤسسين ومنهم ليتش يدفع الى اﻻستغراب.
بلى استعان بادوات استكشاف ليتش ولكن تعريفاته ومفاهيمياته فيه الكثير ان كنا نقول غريبة اﻻن نقول مريبة يعرف النقد الثقافي*فرع من النقد النصوصي العام ، ومن ثم فهو احد علوم اللغة وحقول اﻻلسنية معني بنقد اﻻنساق المضمرة التي ينطوي عليها الخطاب الثقافي بكل تجلياته معني وانماطه وصيغه وما هو غير رسمي وغير مؤسساتي وما هو كذلك سواء بسواء ومن حيث دور كل منها في حساب المستهلك الثقافي الجمعي وهو معني بكشف ﻻجمالي فكما بمعنى عن جماليات القبح مما هو اعادة صياغة واعادة تكريس للمعهود البﻻغي في تدشين الجمالي وتعزيز وانما المقصود بنظريات القبحيات هو كشف حركة اﻻنساق وفعلها المضاد للوعي وللحسن النقدي* بمعنى هو خروج عن مقدمته بهدر دم النص وعدم اﻻقرار بالقراءة لذات النص وﻻلجماليته وانما التعامل معه بوصفه حامل نسق اوانساق مضمرة يصعب رؤيتها بواسطة القراءة السطحية ﻻنها تخفي خلف سحرالظاهر الجمالي الذي يسميه في موقع اخر انه حيلة تمارسها تعبيرات اﻻنساق في النصوص ﻻيصال مبتغيات غير المفصوح عنه حتى في ما يسميها الكبار من اهل التراث معنى المعنى انها دعوه لتقويل الناس وتاويل ما انزل الله به من سلطان قد يقود كما سنرى الى ما ﻻيحمد عقباه ﻻنه يريد من القارئ/الناقد القيام بمهمة اساسية للوقوف على ما يسميه اﻻنساق وهو هنا الغى النص واي انساق تلك المستبطنةالمضمرة المرتبطة بدﻻﻻت وسمات لكلمة النسق ماكان على نظام واحد او البنية والنسق ﻻيتحدد عبر وجوده المجرد بل من خﻻل وظيفته التي ﻻوجود لها اﻻفي وضع محدد ومقيد كما يرى .ذلك حين يتعارض نسقان او نظامان من انظمة الخطاب *هنا زج الخطاب ليس لخنق النص بل للقضاء على فكرة العودة اليه كمرجعية* احدهما ظاهر واﻻخر مضمر ومناقض للاول وناسخ له في نص واحد او في ما هو في حكم النص.
ولذلك تبعا لمنطقه المتوجب كشف حيل الثقافة في تمرير انساقها تحت اقنعة ووسائل خاصة تتبرقع باردية الجمال والبﻻغة. وهنا يقوم بالهجوم المخيف اذ يجد المجاز متحول من القيمة البﻻغية التي نتلمسها في النقد اﻻدبي -الدائرة حول اﻻستعمال المفرد للفظة او الجملة *وسنراه يعمل على تدمير الجملة والبﻻغة معا *الواحدة الى القيمة الثقافية -التي يحتويها النص وبذلك يغدو المجاز ازدواجا دﻻليا على مستوى النص بالجملة الذي يحمل بعدين: دﻻليين احدهما حاضروماثل للعيان في عناصره اللغوية الظاهرة، وثانيهما مضمر.حتى فنسنت ليتش لم يقل ذلك في كتاباته وعندما يتناول البعد الجماهيري ونظرية اﻻدب عبر المعطى الذي يقدمه النص يجد الرجل ترابطا ﻻينفصم بين النقدين اﻻدبي والثقافي.الغذامي يوجه سهامه ليس للنقد الحديث وادواته ومشتغﻻته بل للقديم عندمايوجه طه حسين سلطة النقد للادب الشعري الجاهلي قال ان منه منحول وبين اﻻسباب باعتبار بعض المفردات والمشتغﻻت احدث مما اصل النص الشعري لها وفي ذلك نقاش علمي قابل للاخذ والرد ﻻنه عرض للحجج واﻻدلة باﻻمكان دحضها دون ان تفسد ود، ولكن ما يقوله الرجل عن اﻻدب العباسي يتناول اصول النصوص وبنيتها وقيمها ولغتها ومعياريتها وبﻻغتها وبديعها انه يهد المعبد ليس على رأسة ﻻنه لم يتناول وﻻيتاول ما لديه وفيه كثير مما متفق موضوعيا انه بحاجة الى تنقية لعصبويته وتخلفه وتعنصره واصوليته المؤذية .نجدها اليوم في بلداننا تطيح بارثنا وموروثنا واصولنا وتهدم تاريخنا عبر فتاوى ياكل بها الدود عندما وجه ابن رشد سهام النقد لمنجز رجل كان يعد اماما في زمانه واعتبرما جاء في تهافته تهافتا كان يقارع الحجة بالحجة ولذلك حتى اليوم رغم اخطائه ومع ابن سينا والفارابي وقدامة للبوطيقا جراء سوء الترجمة لم يبال الغرب والدارس الموضوعي بتلكم الاخطاء ﻻنها ﻻتنم عن خرق جوهري وحتى الفقهاء والعلماء الكبار لم يكفروا ابن رشد ولم يحملوا نصه نسقا متناسقا مع ضمنيات مضمرة ومأرب وخفايا واستبطانات القذامي لن يتعامل اﻻمع النصوص التي تعترف المؤسسات بادبياتهاوجماليتها.يرى ان تركز النقد اﻻدبي على النصوص الرسمية جعل منه حصن مدرسي معزول ﻻيعني العموم اين هو من نصوص بلده الذي درس وعاش فيه؟ .اﻻستاذ عبد العزيز حمودة يرى في طروحات الغذامي وسواه من اﻻساتذة اﻻمسايرة للمنهج النقدي الغربي.نحن نرى امر اخر وفقا لمضمون عرضه ان كل نص يحمل اكثر من نسقا ولكل منها مضمرات ﻻيعيها القارئ ﻻنها جملت بالبﻻغة واحمال الجماليات اللغوية فما وراء مايضمر من انساق في نصوصة؟
يطالب علنا بالتخلي عن دائرة النقد الادبي ليصبح نقدا ثقافيا ليشمل الروحي والحياتي نكتفي برد د.سعيد بن ناصر الغامدي *سيتناول بالرصد والترصد انساقا اعتقادية للمسلمين مثل القضاء والقدر والوﻻءوالبراءواشراط الساعة والمﻻئكة والمهدي .انها تيمية جديدة!
يستعين بمشيل فوكو الرجل اكثر ما تعمق فيه *تاريخ الجنون في العصر الكﻻسيكي *وعالج السجون والباثو سايكو واثر العقوبات والجنسانية لحب *الغلمان عند اليونان*وحتى كتابه *الكلمات واﻻشياء*هوعمليات حفرية في اصول العلوم اﻻنسانية كبار الكتاب في النقد الثقافي لم يتجاوزوا اصول منهجية وتخريب قواعدي وتعريض بالمفاهيمية المستقرة هاهو ريتشارد هو جارت وهومن المؤسسين للدراسات الثقافية المعاصرة في جامعة بيرمنجهام في كتابه الذائع الصيت *فوائد القراءة والكتابة*لم يتجاوز المجاز والتورية وبﻻغة اللغة وريموند وليامز في كتابه *الثقافةوالمجتمع والثورة طويلة اﻻجل*يرى ان المعطى الثقافي متكون كياني وموح ﻻيتجزأواسلوب حياة كامل من الناحية المادية والفكرية والروحية .
ووجدنا تصدي وتنبأ من ادورد سعيد في كتابه *اﻻستشراق*
وتناول اشكال من النقود الثقافية بﻻ تطرف د.محمد عايد الجابري في كتابه*دراسات نقدية لنظم المعرفةفي الثقافةالعربي*
ولم يتصدى د.جابر عصفور في كتابه*تناول القضايا النقدية* وهوغريب
ان تعين اﻻصول للمؤسسين للنقد الثقافي ودرسها تجدها مع كل ما فيها من زج برغماتي ومع كل غلواءها فيها اﻻصول الغرامشية جميعها تسعى للتعامل مع النصوص على اعتبارها عﻻمة ثقافية قبل ان تكون جمالية وهذه العﻻمة ﻻتتحقق دﻻلتهااﻻمن خﻻل سياقه الذي انتجها اول مرة سياق المؤلف وسياق القارئ وسياق الناقد وقد يتداخﻻن الساقان اﻻخيران وحتى الحديث عن المضمر الدﻻلي الكامن في النص ليس انساقية تجرد النص من مكوناته واعتبرت فلتة ما صرح به الذي عليه اكثر من عﻻمة استفهام ونقصد دريدا عندما قال ان ﻻشئ خارج النص وان اعتبرها ليتش بروتكول النقد الثقافي في درسها بعناية وتمعن وانعام نظر ثاقب يقود الى معنى غير ما يرمي اليه الغذامي.
التركيز المسبق والمضمر الغاية لطرح سؤال النسق كبديل عن سؤال النص وسؤال المضمر بديلا عن الدال وسؤال الاستهﻻك الجماهيري بديل عن استيعابية النخبة المبدعة في نظر النقد كفعل مؤسساتي. امر يستدعي تنقيب عن ما يضمر الرجل نسقيا .ها هو يضيف جملة ثالثة للجمل فاضافة للجملة النحوية واﻻدبية هو يزج بجملة يسميها ثقافية وكتابه *النقد الثقافي :قراءة في اﻻنساق الثقافية العربية*ﻻيجيب عن ما يعنيه بالجملة الثقافية ويؤكد على الذاتوية ومحدودية ومنغلقية الانساق في النصوص انه نقد ايديولوجي بامتياز وبحث عن العيوب .ايجاد ما يقبح الجميل ويعتبر ان ذلك نوع من علم العلل الذي اطلق حديثا وﻻنرى ايما رابط فيما يقول ﻻن اصﻻ انساق نصوصه مضمرة وفقا لنظريته وغير مفهومة .وتسويقية بالمعنى الراسمالي بتسليع النصوص وانساقها تنضيدا على رفوف شبابيك البيع وبذلك يريد ان تكتسب قيمتها بمعنى ان القران مثﻻ في اليابان الشنتوية سلعة بائرة ومن ثم ﻻقيمة سوقية لها ﻻنها ﻻتسوق وهذا يستدعي بحث نسق نصوصها لتغيرها بما يتناسب والضرورات السوقية .
يقول الباحث محمد احمد البنكي في بحث اسمه*قراءة في نموذج للتسويق الثقافي الغذامي بوصفه مسوقا*
عجيب هذا الرجل اصدر كتاب*الخطيئةوالتكفيرمن البنيوية الى التشريحية*
اعتبر التفكيكية مدرسة مخالف لكل العالم ومنه من اقامها باعتبارها منهج وهي ليستAnalyse
وﻻCriticism، ولم يكتفي الغذامي بذلك. سلخ من تودوروف وجاكبسون وبارت ودريدا مناهج ثلاث متقاطعة والحدود بينها عائمة مضببة في مساق تجواله المشوش غير المعتمد لا على بوصلة ولا خارطة ولا على GBS الحداثة وادخله ذهن خلاط اكليكتيقي تلفيقي ليقول ان ذلك هو النقد الثقافي ...لا نقدا ولا فكرا دون غاية ولا غاية دون توصيف. ولا توصيف دون طريق ولا طريق دون صوى . لم يسل احدالرجل عن اي من تلك الخلطات المريبة ...والربط بين الامس والغد لم يكن بادراك علموي للان ..والتراث مع العالم لم يكن مقارن لم يعتد بتراث الر واد العرب والمغتربين كادوارد سعيد ...ضرر خط ولا يمكن ان نقول منهجا ....اوقع اذى من اي خبط عشاء. وتشوش فكري .....اي هي ليست تحليل وﻻنقد باعتبار انها ترجع الى الجزء اﻻصغر ومنذ قرون معلوم ان هناك تركيب وتحليل في التعاطي مع النظم تعليمية او فهمية اﻻانه اكتشف ذلك فهي ليست تفكيكية بل هي تشريحية وقد اشار الناقد محمد عزام الى ذلك التجاوز القاعدي للفهم في استبدالية التسمية ومنحها صفة مدرسة .......