دعوة إلى نقاش ردّ حزب الكادحين فى تونس على نقد ناظم الماوي لخطّه الإيديولوجي و السياسي


ناظم الماوي
2016 / 12 / 2 - 21:21     

دعوة إلى نقاش ردّ حزب الكادحين فى تونس على نقد ناظم الماوي لخطّه الإيديولوجي و السياسي

" على الشيوعيّين كلّما واجهوا أمرا من الأمور أن يبحثوا عن أسبابه و دواعيه ، أن يستخدموا عقولهم و يفكّروا بإمعان ليتبيّنوا هل الأمر مطابق للواقع و تؤيّده مبرّرات سليمة أو لا ، و لا يجوز لهم بأيّ حال من الحوال أن ينقادوا وراء غيرهم إنقياد الأعمى أو يشجّعوا العبوديّة . "
( " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 286).
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الرفيقات و الرفاق ،
الصديقات و الأصدقاء ،
القرّاء الباحثون عن الحقيقة ،
تحيّة حمراء ؛
كشيوعيين ما يحدّد هويّتنا أكثر من أيّ شيء آخر هو غايتنا الأسمى ، بلوغ المجتمع الشيوعي العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي والقومي . و قد عبّر ماركس عن غايتنا الأسمى هذه فى صيغة صارت منذ الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى فى الصين 1966 -1976 معروفة ب" الكلّ الأربعة " و قد شدّد على نشرها على نطاق واسع أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، وهي :
" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضروريّة للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقيّة ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).
و من أهمّ الأسلحة التى نرفعها عاليا فى خضمّ نضالنا من أجل تحقيق غايتنا الأسمى سلاح علم الشيوعية ، علم الثورة البروليتارية العالمية الذى يتجسّد اليوم فى شيوعية اليوم ، الشيوعيّة الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعية . و نظرا لكون الحركة الشيوعية عالميّا و عربيّا ترزح تحت الوطأة الثقيلة و الخانقة و حتّى القاتلة أساسا للتحريفيّة بما هي فكر برجوازي يقدّم على أنّه ماركسيّة و ثانويّا للدغمائيّة التى تدافع عن عمى عن كلّ التراث الشيوعي بمكاسبه و أخطائه و لا تقبل بتطوير علم الشيوعية ، رأينا أنّ من أوكد واجباتنا أن نحارب بما أوتينا من طاقة هذه التحريفية و الدغمائيّة و نمارس الماركسية فنعبّد الطريق لإنتشار إستيعاب علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره . و لذلك إتّخذ مشروعنا هذا شكل إصدار نشريّة إصطفينا لها من العناوين المعبّرة و المترجمة لفحوى هدفنا الجوهري " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و لاحقا أضفنا " و الروح الثوريّة للماوية اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ." و إنطلقنا منذ سنوات فى صراع إيديولوجي و سياسي تلبية لحاجة التمييز الواضح بين الماركسيّة الثوريّة و شتّى أرهاط التحريفية و الدغمائيّة و ما تفرّخاه من إصلاحيّة .
و فى مقالاتنا و كتبنا التى تضمّنتها النشريّة المشار إليها أعلاه ، نقدنا عدّة فرق " يساريّة " متمركسة و ضمنها حزب الكادحين بتونس الذى أفردنا له كتابا تجدونه بمكتبة الحوار المتمدّن حمل من العناوين " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " . و فيه أعملنا سلاح النقد فى كتابين لأمينه العام فضلا عن عدّة أعداد من جريدته " طريق الثورة " و بيّننا بالدليل القاطع و البرهان الساطع مدى تشويه ذلك الحزب للماركسيّة . و تشهد بذلك محتويات الكتاب الآتى ذكرها فضلا عن مقدّمته :
(1)
نقد بيانات غرة ماي 2013 فى تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن المبادئ الثورية ؟

مقدّمة :
1- الشيوعية هدفنا الأسمى و علم تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء :
2- الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية :
3- دقّ ناقوس الخطر لدي الماويين :
خاتمة :

(2)
تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا
1- مقدّمتنا و صدمة مقدمته .
2- إضطرابات فى المنهج و الأفكار :
+ منهج يتنافى مع المادية الجدلية :
أ- مصطلحات و مفاهيم برجوازية فى نهاية المطاف .
ب- المثالية فى تناول المسائل .
+ عدم دقّة و تضارب فى الأقوال من صفحة إلى أخرى .
3- إنتفاضة و ليست ثورة :
أ- تداخل فظيع فى المفاهيم .
ب- أسباب الإنتفاضة .
ت- أعداء الإنتفاضة .
ث- مكاسب الإنتفاضة .
ج- آفاق الإنتفاضة .
ح- وهم تواصل الإنتفاضة و المسار الثوري .
4- عفوية الجماهير و الوعي البروليتاري :
أ- الوعي الطبقي / السياسي : موجود أم غائب ؟
ب- الوعي الطبقي / السياسي و غرق الكاتب فى الإقتصادوية .
ت- الوعي الطبقي مقابل العفوية .
ث- النضال ضد إنتهازية " اليسار" و " اليمين الديني" .
ج- فهم العصر و الوضع العالمي .
5- التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات:
أ- بصدد إستشهاد بماركس .
ب- بصدد إستشهادات بماو تسى تونغ .
ت- آلان باديو؟
6- المسكوت عنه كلّيا أو جزئيّا :
أ- تغييب لينين كلّيا.
ب- تغييب حرب الشعب كلّيا.
ت- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا .
7- الخاتمة :
(3)
خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية

مقدّمة
1- المخاتلة : المفهوم المخاتل و تطبيق المخاتلة العملي لدي حزب الكادحين :
أ- المفهوم المخاتل :
ب- حزب الكادحين يطبّق عمليّا المخاتلة و الإنتقائية :
1- ما هذا " الربيع العربي " ؟
2- الإنتفاضات إنتهت أم هي مستمرّة ؟
3- " المظاهر خدّاعة " :
2- إيديولوجيا حزب الكادحين برجوازية و ليست بروليتارية :
أ- غيبة الشيوعية :
ب- نظرة برجوازية للحرّية و الديمقراطية :
ت- العفويّة و التذيّل إلى الجماهير :
1- تضارب فى الأفكار :
2- التذيّل للجماهير :
ث- الثورة و العنف وفق النظرة البرجوازية لحزب الكادحين :
1- تلاعب بمعنى الثورة :
2- الثورة و العنف الثوري :
ج- الإنتهازيّة و النظريّة :
أ- الإنتهازيّة و التعامل الإنتهازي مع الإنتهازيين :
ب- النظريّة و الممارسة الإنتهازية :
3- إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية :
أ- الإنقلاب فى مصر و الأمين العام لحزب الكادحين خارج الموضوع :
ب- الحتميّة مناهضة للمادية الجدلية و التاريخيّة :
ت- هل الفلسفة لاطبقيّة ؟
4 - الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين :
أ - الدين و مغالطات حزب الكادحين :
ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري :
الخاتمة :
=====================
و عقب صمت مريب لمدّة تناهز السنتين ، طلع علينا فى بداية أكتوبر 2016 أحدهم أمضى مقالين بإسم مستعار هو رفيق حاتم رفيق ، بردّ بإسمه و إسم حزب الكادحين و أصدقائه ... نوثّقه بحلقتيه كملحق لهذه الدعوة . و إنتظرنا إلى بدايات شهر ديسمبر 2016 ، أي لمدّة شهرين تقريبا ، أن يفي هذا الكاتب بوعده بتناول مواضيع عدّة لكن خاب أملنا إذ يبدو أنّ الكاتب عدل عن متابعة حلقات ردّه أو هو إعتبر ما ورد فى المقالين إيّاهما كافيا و شافيا حقّق بفضله مراده لا أكثر . و لأنّنا لا نظنّ أنّ قلمه قد جفّ و لأهمّية هكذا صراع لتحقيق مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي ، ندعوه و ندعوكم لدعوته لمواصلة نشر ما ينطوى عليه ردّه بأكمله إن كان لديه حقّا مثل هذا الردّ .
و لمن نتوقّع أنّه سيتّهمنا بإفتعال صراعات أو الدفع نحو صراعات وجدالات و سجالات لا فائدة ترجى منها ولا أهمّية عمليّة لها ، نقول بالبساطة كلّها مع لينين العظيم فى مؤلّفه المنارة ، " ما العمل ؟ " :
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتّى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطّد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقّف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدّا."
و على خطى لينين و ماو تسى تونغ نعلى راية أنّ الحقيقة الماديّة الموضوعيّة وحدها هي الثوريّة و بإعتبار أنّ تغيير العالم تغييرا شيوعيّا ثوريّا يقتضى فهمه فهما علميّا ماديّا جدليّا ، لا مندوحة من البحث عن الحقيقة المادية الموضوعية بإستمرار فكما لخّص بوب أفاكيان ، فى خضمّ صراعات ضد إنحرافات براغماتيّة / نفعيّة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية فى تعاطيها مع الحقيقة ( " الحقيقة الطبقية " و " الحقيقة السياسية " ...) :
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية ."
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
و نحن نتبنّى و نطبّق مقولة ماو تسى تونغ بصدد الموقف الشيوعي السليم من النقد :
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان – مهما كان شأنه - أن ينبّهنا إلى نقائصنا. فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، أصلحنا نقائصنا ، وإذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به ."
( " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 280)
لذا ندعو إلى الجدال و إلى تناول ردّ حزب الكادحين على نقد ناظم الماوي لخطّه الإيديولوجي و السياسي بالبحث و النقاش ، كلّ بطريقته و حسب إمكانيّاته ، فتكون هذه المناسبة مدرسة جديدة لرفع مستوى وعينا و مستوى الوضوح الإيديولوجي و السياسي و مسكنا بالحقيقة و النظريّة الثوريّة كي نشيّد على أساسها ممارستنا الثوريّة .
الماركسيّة فكر نقديّ و من ينال من الفكر النقدي ينال منها بصفة مباشرة أو غير مباشرة ، لذلك يترتّب علينا أن نرفع راية النقد و أن نكرّسه و نتصدّى لكلّ من سعى أو يسعى أو سيسعى لإغتيال النقد خدمة لمشاريع أكيد أنّه لا صلة لها بالماركسية عدا أنّها نقيضها . وليكن شعارنا " لنمارس الماركسية و ننبذ التحريفيّة ! "
لا يجب أن نكون ليبراليّين ، لا يجب أن تكونوا ليبراليّين ؛ أنقدونا ، أنقدوهم ، أنقدوا أنفسكم ؛ مارسوا النقد و النقد الذاتي كخبز يوميّ ، ساعين قدر الإمكان إلى أن يكون هذا النقد موضوعيّا ، علميّا و دقيقا .
مع تحيّاتي الشيوعية الماوية الثوريّة ،
رفيقكم ناظم الماوي – ديسمبر2016

ناظم الماوي : حماقة في النظرية وجبن في الممارسة العملية.‏
رفيق حاتم رفيق
الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 17:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية

رفيق حاتم رفيق .‏

ـ 1 ـ

دار نقاش بيني وبين عدد من الرفاق في حزب الكادحين وأصدقائه خلال ‏العامين الماضيين حول ردود على الحزب يكتبها شخص يطلق على نفسه ‏اسم ناظم الماوي وينشرها تباعا في موقع الحوار المتمدن من ذلك رده على ‏كتابي الأمين العام للحزب : "تونس الانتفاضة والثورة" الصادر سنة 2011 ‏عن دار نهى ، صفاقس ، تونس ، و"الربيع العربي والمخاتلة في الدين ‏والسياسة " الصادر عن نفس الدار سنة 2013 ، فضلا عن مناقشته لبعض ما ‏أصدره الحزب من بيانات ومقالات .‏

وبسبب انشغالنا بالأهم من القضايا لم نر فائدة في مناقشة صاحب تلك الردود ‏طيلة المدة المنقضية خاصة أنها بدت لنا سجالا ايديولوجيا عقيما مليئا ‏بالاخطاء المعرفية والتاريخية واللغوية وغيرها مثلما سنبينه، فما الفائدة من ‏مناقشة رجل يعتقد مثلا أن الفيلسوف الفرنسي آلان باديو قد توفي منذ سنوات ‏والحال أنه لا يزال على قيد الحياة ، فهو يكتب مثلا عند مناقشته لكتاب فريد ‏العليبي الربيع العربي والمخاتلة بين الدين والسياسة " يستشهد بفيلسوف ‏فرنسي كان فى وقت ما ماويّ النزعة ، آلان باديو ، و يتجاهل أنّ فلسفة هذا ‏الأخير وكتاباته لسنوات قبل وفاته ، أمست تقدح كلّيا فى التجارب ‏الإشتراكية برمّتها " أو اعتقاده عند مناقشة كتاب "تونس الانتفاضة والثورة" ‏أن اجابة شوان لاي الشهيرة عن سؤال يتعلق بتقييم الثورة الفرنسية تخص ‏انتفاضة ماي 1968 لا ثورة 1789 والحال أنه لو قام ببحث بسيط بين ‏صفحات النات ما فاته ذلك وما ارتكب تلك الحماقة !! ‏

والملاحظ أن ناظم الماوى لم يترك أى مجموعة سياسية تنتمى الى اليسار في ‏معناه الواسع تقريبا الا وكتب عنها مقالات رثة تطفح بالحماقات النظرية ‏وبالنسبة الى حزب الكادحين فقد تركناه يفرغ ما في جعبته فتوغل في السباب ‏والشتيمة والافتراء ، وقد آن الأوان لابداء بعض الملاحظات على هامش ما ‏كتبه متوخين الاقتصاد في الكلام بالنظر الى أن ما ينشره لا يرقي الى مستوى ‏الكتابة النظرية التى تستحق نقدا يمكن للحركة الثورية التونسية والعربية بوجه ‏خاص الاستفادة منه وانما هو منوعات من الغباء الفكري الناتج عن جهل ‏مريع لا بالماركسية اللينينية الماوية التى يقدم نفسه على أنه ناطق باسمها ‏وانما بالمعارف الانسانية المختلفة ، وهو ما سنحرص أيضا على التدليل عليه ‏‏.‏
‏ ولا يفوتنا هنا لفت الانتباه الى أن معظم من كتب حولهم ناظم الماوى قابلوه ‏بالتجاهل حتى أنه استغرب ذلك مرارا دون انتباه الى أن الحماقة النظرية لا ‏تواجه بالنقد بقدر ما تواجه بالسخرية والتهكم والتجاهل . لأجل هذا فإن ما ‏سنقوم به هنا فيه منة ومزية عليه نتمنى أن لا تحول حماقته كالعادة دون التنبه ‏اليها فربما ساعدناه على ادراك جهله ليكف عن نفث غبائه. ‏
‏ ‏
وفضلا عن ذلك نلفت عناية القارئ في البدء الى أننا في حزب الكادحين على ‏بينة تامة من هوية ناظم الماوى فقد نشط لبعض الوقت في الحلقات والمنظمات ‏التى ينحدر منها الحزب ، وكان يمد الأمين العام الحالي بترجمات ركيكة ‏لاصلاحها ومراجعتها ، وهو هاو للاختباء وراء الأسماء الوهمية ، اذ يكتب ‏تارة تحت اسم : ناظم الماوي وطورا تحت اسم شادي الشماوى تجنبا لتحمل ‏المسؤولية الشخصية عما يكتبه، وهو لا يفعل ذلك خوفا من المراقبة البوليسية ‏كما قد يُعتقد ، وانما خوفا من أقرب المقربين اليه فهو يختبئ داخل مجموعة ‏سياسية معادية للماوية لغايات نقابوية، دون اعلان هويته الايديولوجية ‏والسياسية ،متوجسا من افتضاح أمره داخلها وهو الذى خصها بأقذع ‏الاوصاف أيضا. ‏

و طيلة حكم بن على لم يكتب ناظم مقالا واحدا لا في الحوار المتمدن ولا في ‏غيره من المواقع الالكترونية ، وفجاة أصبح بعد ذلك يكتب باسهال مقالات ‏سجالية يغلب عليها السب والشتيمة كما قلنا ضد الجميع ليس في تونس فحسب ‏بل خارجها أيضا فهو يوزع تلك الشتائم على شخصيات وأحزاب في آسيا ‏وأوربا وأمريكا ، معتقدا أن "عناية السماء " قد كلفته بمهمة تقويم معوجين ‏ومحرفين ومشوهين ومنحطين وكذابين ومثاليين وميكانيكيين وميتافزيقيين الخ ‏‏.. متوهما أن ما يقوله ستكون له فائدة في توضيح الرؤى وجلب المتعاطفين ‏والحال أنه ظل على مدى حوالي ثلاثين عاما كاملة عاجزا عن تنظيم فرد ‏واحد ، واللافت أنه خص رفاقه القدامى بالنصيب الأوفر من شتائمه حتى أن ‏أحدهم وصفه في رد عليه بالكلب الذى يعوي وحيدا في الصحراء ..‏

وفي مجال الممارسة العملية لا يعرف عن ناظم انه مارس اى عمل نضالي ‏خلال الانتفاضة التونسية التى يكتب عنها مقالات الان فهو كمن يسكن كهفا ‏ففقد القدرة على الابصار داخله ولا يعلم ماذا يجري خارجه وتوقف عنده ‏الزمن فظل يعيش على ذكريات من زمن ولى وانقضى لذلك تجده يكرر مفاهيم ‏وافكار منفصلة عن سياق الوقائع الحية التى تجري حوله دون أن يراها .‏

والطريف أن الرجل الذي يملأ صفحات الحوار المتمدن بتلك الكتابات الرثة ‏لم يتجرأ يوما واحدا على تقديم محاضرة في تونس أو خارجها ليناقشه الناس ‏فيما يقوله فضلا عن غربته عن كل عمل كفاحى في ميادين صراع الطبقات ‏وما أكثرها فهو يجمع بين الحماقة النظرية والجبن في الممارسة العملية .‏
يتبع ....‏
------------------------------------------------
ناظم -الماوي- ومزاعم إحتقار نصف السماء
رفيق حاتم رفيق
الحوار المتمدن-العدد: 5304 - 2016 / 10 / 4 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

ناظم الماوي : الحماقة في النظرية والجبن في الممارسة العملية .
ـ 2 ـ
العليبي يحتقر نصف السماء!‏

‏ يُمارس ناظم "الماوي " الافتراء و دون أدنى ذكاء كما سنبينه ، مُنطلقا من عنوان ‏نصّ كتبه العليبي في غمرة الاحتجاجات الشعبيّة إبّان انتفاضة 17 ديسمبر وهي لم ‏تبرح بعد مربّعها الجغرافي الأوّل الذي اندلعت فيه ، لكي ينطقه باستناج غريب ، ‏وحتى يسهل على نفسه خداع القارئ يركز النظر على العنوان فقط ، فاصلا إياه عن ‏مضمون النص ، متهما صاحبه بـ " تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء " ، ‏فقد شعر بالاشمئزاز كما قال من العنوان ولكن لماذا ؟ لأنه يمثل إساءة برأيه للمرأة ‏ويحيل" على الأسطورة الدينية التى تكرّس دونية النساء ، أسطورة حوّاء التى تسبّبت ‏فى خروج آدم من الجنّة " .‏
‏ غير أن نصّ العليبي لا علاقـة له بمسألة المرأة ، وقد ورد في كتاب "تونس: ‏الانتفاضة والثّورة" ضمن فصل بعنوان "من التهميش إلى الانتفاضة"، وهو ما لا ‏يشير من قريب أو من بعيد إلى تلك المسألة كما ذكرنا ، والذى حصل هو أن صاحب ‏الرد أمسك بعبارة ليقحم قضية المرأة في رده مًؤسسا عليها حكما يضرب عرض ‏الحائط بأبسط قواعد الموضوعيّة في قراءة النصوص والتعامل معها شرحا وتحليلا ‏ونقدا.‏
‏ وهويضع جانبا سيدي بوزيد الجغرافيا وسيدي بوزيد التاريخ، وسيدي بوزيد الكدح ‏والاستغلال والاستعمار والمقـاومة ، وهو ما تناوله النص الذى ورد ضمن أسلوب ‏نثري فرضته لحظة كتابته وينشغل بقضية المرأة التي اختلقها عند عبثه بالعنوان ، ‏موهما القارئ أن النص يتحدث عن المرأة "حافية القدمين" فتلك العبارة برأيه" ‏تلصق الإهانة بالمرأة مرّتين.....فى شخصها لأنّ العبارة شعبيّا شتيمة و كذلك ‏تلحقها بفعل إلصاقها بأبنائها الذين يهانون بسبب أمّهم فتكون النتيجة شتيمة ‏مزدوجة للمرأة و تكون المرأة سببا في شتم أبنائها".‏‎ ‎‏ ‏‎ ‎‏ ‏‎ ‎
‏ ولا يكتفي صاحب الرد بهذه الأحكام، بل يتجاوزها إلى تصحيح خطأ العليبي الذي ‏ورد في عنوان النص بحسب رأيه فيقترح عليه استعمال عبارة "حفاة القدمين"فقط ‏مستدلا على صواب مقترحه بحجج من قبيل أنّ هذا اللفظ "يؤدّي المعنى"وينقذ ‏المرأة من تلك الشتيمة.‏
‏ واذا ما جاريناه في ذلك وسرنا معه قليلا وقفنا عى المزيد من حماقاته ، فهو بحسب ‏ما يزعم لا يريد أن توصف المرأة بقدمها الحافية ، وهو ما تمكننا منه تلك العبارة ‏المقترحة من قبله ، ولكنه لا ينتبه الى أننا ونحن ننقذ المرأة "المسكينة " التى صورها ‏له غباؤه من تلك الصفة ونخلصها من تلك الشتيمة المزدوجة والإساءة والإهانة الخ ‏‏.. فاننا لا نفعل من خلال عبارته الا تعميم الشتيمة المفترضة عليها وعلى أبنائها ‏وبناتها وأخواتها وعماتها وخالاتها الخ ... فحفاة القدمين تشمل في هذه الحالة الجميع ‏نساء ورجالا .‏
لقد استنتج من تلك العبارة التى أثارت اشمئزازه أن العليبي ذكوري وغير بروليتاري ‏بل إنه أدنى حتى من البرجوازي الديمقراطي كيف لا وهو يشتم المرأة ويقول إنها ‏حافية القدمين !!! وعندما اصطدم بقول العليبي في موضع آخر من كتابه عن النساء " ‏إنّ دورهنّ فى الثورة ، مهمّ جدّا ، و تعزيز هذا الدور يقتضى ذهاب الثوريين إلى ‏المعامل و الحقول و المعاهد والجامعات لتنظيم جمهور النساء ، وفى خضمّ الكفاح ‏ستفرض المرأة المناضلة حضورها ، ولن تحتاج لمراسيم حزبية رجالية لكي تتصدّر ‏القيادة هنا أو هناك " ( ص 100). ركب رأسه متوغلا في المزايدة قائلا ان دورها ‏ليس مهما فحسب بل إنه حاسم ، ثم إن العليبي يقول " ذهاب الثوريين إلى المعامل ‏‏..." وهذا بحسب رأيه "تفوح منه رائحة الذهنية الذكورية لدي الكاتب حيث لم يقل ‏الثوريين والثوريات ، وكأنّه ينفى وجود الثوريات أو ينتقص من قيمة نضالهن وهكذا ‏نلمس مجدّدا عمليته المفضّلة : تغييب كلّ ما لا يتماشي و خطّه الإيديولوجي والسياسي ‏و نظرته المثالية الذاتية و ذهنيته الذكورية المعادين طبعا للشيوعية الحقيقية ". ‏
وهكذا تفعل الحماقة بصاحبها ما تفعله فتجعله يعتقد أن القارئ سيصدقه طالما هو ‏الشيوعي الحقيقي والماوي الحقيقي والديمقراطي الحقيقي ويكفي أن يقتطع لفظا هنا ‏وعنوانا هناك وينطقه بما يشاء من الاستنتاجات الغبية ليمر كل شئ بسلام .‏

لم يدرك صاحب الرد كنه عبارة "حافية القدمين " ولا مغزاها فاسترسل في الحديث ‏عن موقف العليبي من مسألة المرأة وهو ما لم يضعه النص في دائرة اهتمامه ، كما أن ‏للنص موضوع الافتراء قصة يحسن التذكير بها فقد كُتب ونُشر والانتفاضة التونسية ‏تشهد أحد أبرز منعطفاتها، ففي يوم 24 ديسمبر2010 تجمع المحتجون أمام مركز ‏الشرطة بمدينة المكناسي مسقط رأس العليبي وكان هو من دعا الى الاجتماع مترائسا ‏اياه ، وهو الذي سرعان ما تحول الى اشتباكات مع قوات الشرطة أستعملت خلالها ‏قنابل الغاز والرصاص المطاطي ، وغير بعيد عن ذلك المكان إستعملت تلك القوات ‏الرصاص الحي ليسقط أول شهداء الانتفاضة التونسية مضرجا بدمائه ، وهو الشاب ‏المتخرج من شعبة العلوم الفزيائية والمعطل عن العمل محمد العماري، فضلا عن ‏سقوط جرحى استشهد منهم لاحقا شوقي الحيدري . ‏
وكان النص النثري بمثابة تحية لهؤلاء وللمنتفضين جميعهم في سيدى بوزيد، التى ‏كانت حتى ذلك الوقت الولاية الوحيدة التى تشهد مواجهات عنيفة . ومن هنا خصها ‏العليبي بحديثه مستعملا في عنوان نصه عبارة " أبناء حافية القدمين " التى لا تفيد ‏الشتيمة كما حدثت الحماقة ناظم به بل الكفاحية والعزة والكبرياء وهو ما يعلمه أهل ‏سيدى بوزيد ويجهله هو الذى يسكن حيا راقيا بتونس العاصمة يقع في الضاحية ‏الشمالية ، حتى أنه اعتقد أن العليبي نقلها عن عبارة" الأطبّاء ذوى الأقدام الحافية" ‏التى انتشرت في الصين الماوية ، واللافت للنظر أن الحماقة حالت دونه هنا ودون ‏ادراك أنه انسجاما مع موقفه من القدم الحافية فإن هؤلاء الاطباء ألحقت بهم الصين ‏الماوية الاحتقار والازدراء تماما كما فعل العليبي حسب زعمه بالأم البوزيدية ّّّالم ‏تصفهم بحفاة الأقدام ؟!!‏
في ذلك الوقت الذى كتب فيه النص تُرى ماذا كان ناظم "الماوي " يفعل ، هل خرج في ‏مظاهرة مثلا ؟ ، هل دبج بيانا أو كتب مقالا ؟ علما أن الكتابة في حد ذاتها حول ذلك ‏الموضوع من جهة الانتصار للمنتفضين وقتها كانت ستكلف صاحبها سنوات من ‏السجن باعتبارها تحريضا ، وبامكان القارئ العودة الى النص الذى نشر حينها في ‏مواقع عديدة ليقف على مضامينه كاملة حتى يدرك بؤس الافتراء الذى يقترفه صاحب ‏الرد ويعلم الفرق بين المفتري والمفترى عليه في بلد تنطلق فيه ألسن الأغبياء ‏والحمقى والانتهازيين والمرتزقة الآن فقط لتزعم الثورية وتمارس المزايدة الخسيسة . ‏
بفيت تهمة الجهوية التى سنعود اليها في مناسبات لاحقة فالطريف أن ناظم "الماوي " ‏في مواضع أخرى من رده يتهم صاحب كتاب تونس : الانتفاضة والثورة بالانحياز الى ‏المنطقة التى ينحدر منها ، ونعني سيدى بوزيد ، بينما يقدمه لنا هنا على أنه يشتم ‏أهلها بسبب أمهم ذات الأقدام الحافية !!! فكيف يكون العليبي هذا وذاك في نفس الوقت ‏؟ إنها إحدى تناقضات ناظم "الماوي" الذي يعتقد أنه يكتب نصا نظريا يتفوق فيع لا ‏على العليبي فحسب بل على آلان باديو وسمير أمين والناس أجمعين وهو ما يُفسر ‏برأينا بتلك الحماقة النظرية اياها ، فخداع " الماوي " المزيف لقارئه سرعان ما ‏يفصح عن وجهه باعتباره من جنس الغباء الذى يُرافق الحمقى والمغفلين في أقوالهم ‏وأفعالهم.‏
يتبع .......‏
================================================================
================================================================