سلامة كيلة يتلاعب بلينين و يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة ضد ستالين – النقطتان 2 و 3 من الفصل الثالث من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية


ناظم الماوي
2016 / 11 / 28 - 23:58     

" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

====================================

" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم ، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين – مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة )
---------------------------
" يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع ."
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
---------------------------------
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ).
-------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )

-------------------------------------

إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء.

( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني)



كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
مقدّمة :
ما من شكّ فى انّ سلامة كيلة صار منذ سنوات قامة من أهمّ قامات " اليسار الماركسي " وقد لمع نجمه حتّى أكثر فى المدّة الأخيرة ليغدو إلى حدود من الوجوه الإعلاميّة البارزة فى الحوارات و المداخلات على الفضائيّات سواء عربيّا أم عالميّا ، هذا فضلا عن كونه ينشر المقالات فى صحف و مواقع أنترنت لها باعها و صيتها و يلقى المحاضرات فى عدد لا يحصى من المنابر الفكريّة و الثقافيّة .
و قد تابعنا كتاباته لفترة طويلة الآن و إن بشكل متقطّع أحيانا ، لا سيما على موقع الحوار المتمدّن ، و كنّا من حين لآخر نشعر بالحاجة إلى نقاش مضامين مقالاته و كتبه و نهمّ بالقيام بذلك إلاّ أنّنا فى كلّ مرّة نكبح هذا الإندفاع لسببين إثنين متداخلين أوّلهما أنّنا لم نكن على إطّلاع كافى شامل و عميق بأطروحات هذا المفكّر و خشينا أن نسقط فى مطبّات و نفقد خيط الحقيقة التى عنها نبحث على الدوام أو أن لا نفيه حقّه و ثانيهما أنّ الرجل غزير الإنتاج و له عدد لا بأس به من الكتب و الحوارات و المقالات ما يقتضى دراسة أو دراسات معمّقة للإحاطة بها و الإلمام بمضامينها و من ثمّة ضرورة تخصيص حيّز زمني قد يمتدّ لأسابيع و أشهر للقيام بذلك و نحن لم نكن نملك مثل هذه الفسحة الزمنيّة . لذلك كان مشروع النقاش الجزئيّ أو الأشمل يتأجّل المرّة تلو المرّة ، دون أن نكفّ عن متابعة ما يؤلّفه سلامة كيلة و أن نسجّل ملاحظات عدنا إليها فى الوقت المناسب .
و عندما حان وقت العمل على نقاش أطروحات هذا المفكّر إنكببنا على النهوض بالمهمّة بحماس و بنوع من التهيّب فى البداية و دام الإشتغال على هذا النقاش أشهرا – تخلّلتها تقطّعات – و كنّا و نحن نتوغّل فى هذا الحقل نزداد يقينا بأنّ ما ننجزه ضرورة أكيدة ذلك أنّنا نحمل و ندافع و ننشر و نطوّر مشروع الإطار النظري الجديد للثورة البروليتارية العالمية أي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الروح الثوريّة الماركسية – اللينينية – الماوية المطوّرة و المركّزة على أسس علميّة أرسخ ، شيوعيّة اليوم ، و هذا المشروع يتعارض موضوعيّا مع مشروع سلامة كيلة لتجديد الماركسية و لم يكن من الوارد و المحتمل وحسب بل من الأكيد ، فى تقديرنا ، آجلا أم عاجلا ، أن يتواجه هذان المشروعان ( و غيرها من المشاريع ) فى إطار نقاشات و حتّى جدالات و صدامات فكريّة ليس بوسعنا توقّع مدى حدّتها الآن فالرهان ليس أقلّ من مستقبل الحركة الشيوعية العربيّة فى إرتباط عضوي بمستقبل الحركة الشيوعية العالمية .
و قد أنف لنا أن خضنا الصراع مع تيّارات متباينة تدّعى الشيوعية فى مقالات و كتب نشرناها على موقع الحوار المتمدّن و بمكتبته و قد شملت البلشفيّة الجديدة و الخطوط الإيديولوجية و السياسيّة لعدّة أحزاب كحزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحدّ و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب العمّال التونسي ، كما ساهمنا فى دفع صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة العالمية و العربيّة بمقالات و كتب نقدت رؤية آجيث لعلم الشيوعية و تعرّضت بالنقد لخطوط مجموعات ماويّة سقطت فى مستنقعات القوميّة و الديمقراطيّة البرجوازيّة و الدغمائيّة . و تصدّينا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعية الثوريّة على يد فؤاد النمرى و عرّينا جوانبا هامة من مشروعه البلشفيك إلخ. و نواصل فى هذا الكتاب الذى نفرده للخطّ الإيديولوجي و السياسي لسلامة كيلة ، مشوار إبراز حقيقة جعلناها عنوانا لنشريّتنا " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و الروح الثوريّة للماويّة كمرحلة ثالثة فى تطوّر علم الشيوعية المطوّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم .
و " تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)
فى هذا الإطار بالذات يتنزّل إذن عملنا هذا و ليس فى أيّ إطار آخر قد يخترعه البعض و يلصقونه بنا قصد تشويهنا و تشويه مقالاتنا و كتبنا . غايتنا هي المساهمة قدر الإمكان فى نشر علم الشيوعيّة و تطبيقه و تطويره للمساهمة فى القيام بالثورة البروليتاريّة العالميّة بتيّاريها و حفر مجرى جديد للتقدّم و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي ببلوغ هدفنا الأسمى ألا وهو الشيوعيّة على النطاق العالمي . و قد نأينا و ننأى بأنفسنا عن التهجّم على الأشخاص أو كيل التهم و الشتائم أو النقاش من أجل النقاش إن صحّ التعبير . جهودنا تنصبّ على تسليح الرفاق و الرفيقات و المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبيّة الواسعة بسلاح علم الشيوعية للتمكّن من تفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا .
و لنا حقّ النقد ولن نتنازل عنه فالتنازل عنه يعنى ضمن ما يعنيه التنازل عن الماركسية بما هي ، فى جانب من جوانبها ، فكر نقدي . إلاّ أنّنا نسعى قدر الطاقة أن يكون نقدنا ملموسا ، دقيقا و علميّا معتمدين البحث عن الحقيقة مهما كانت مزعجة لنا و لغيرنا فالحقيقة وحدها هي الثوريّة كما جاء على لسان لينين و صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء كما ورد على لسان ماو تسى تونغ .
و فى نقاشنا هذا ، لا مندوحة من عرض آراء سلامة كيلة عرضا مطوّلا فى بعض الأوقات يخوّل حتّى لمن لم يقرأ ما ألّف مفكّرنا تكوين فكرة و لو أوّليّة عن مواقفه لمتابعة النقاش ( و نحن بطبيعة الحال ندعو إلى دراسة تلك الأعمال دراسة جدّية )، و لا مندوحة من تناولها بالنقد باللجوء إلى التحليل النقدي و التلخيص و تقديم البدائل طبعا باللجوء فى الكثير من الأحيان إلى مصارد ماركسية كلاسيكيّة و حديثة و هو ما سيجعل فصول الكتاب تزخر بالمقتبسات و الإستشهادات التى ليس من الممكن الإستغناء عنها فى مثل هذه الجدالات ؛ لذا نعوّل على سعة صدر القرّاء و نرجو منهم التركيز قدر المستطاع لأنّ التمايزات تخصّ من حين لآخر مصطلحات و جملا و صيغا و فقرات فى منتهى الأهمّية . و مثلما قال لينين فى " ما العمل ؟ " :
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدا."
و يتضمّن كتابنا هذا ، أو العدد 30 و 31 من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " ، على الفصول التالية ، إضافة إلى المقدّمة و الخاتمة :
الفصل الأوّل :
" الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟
1- تحديد مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي لعصرنا الراهن
2- تشويه سلامة كيلة لتناقضات العصر
3- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي" إتّحاد الأمم وتحالفها "
4- المنطلق الشيوعي : الأمّة أم العالم أوّلا ؟
5- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟
6- خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية
الفصل الثاني :
" الماركسية المناضلة " لسلامة كيلة أم الروح الثوريّة المطوّرة للماركسية – اللينينية – الماوية ؛ الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- " ماركسية مناضلة " نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة
2- الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟
3- المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة التى طوّرها لينين و ماو تسى تونغ و أضاف إليها ما أضاف بوب أفاكيان
4- الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب
5- عمليّا سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟
6- تضارب فى أفكار سلامة كيلة : " حقيقة هنا ، ضلال هناك "
الفصل الثالث :
تقييم سلامة كيلة المثالي لتجارب البروليتاريا العالمية أم التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أنجزته الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي لدى سلامة كيلة
2- سلامة كيلة يتلاعب بلينين
3- سلامة كيلة يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة ضد ستالين
4- سلامة كيلة يغفل عمدا حقائقا جوهريّة عن الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية
5- سلامة كيلة يشوّه الماويّة ماضيا و حاضرا
6- مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة و إضافات الخلاصة الجديدة للشيوعية
الفصل الرابع :
عثرات سلامة كيلة فى قراءة واقع الصراع الطبقي و آفاقه عربيّا
1- فى المعنى المشوّه للثورة و تبعاته
2- سلامة كيلة و الفهم المثالي اللاطبقي للديمقراطية
3- الثورة القوميّة الديمقراطية أم الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ؟
4- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للإنتفاضات فى تونس و مصر
5- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا
6- عن تجربة سلامة كيلة فى توحيد" اليسار "
خاتمة الكتاب
المراجع

الملاحق (2)
=============================================================
الفصل الثالث
تقييم سلامة كيلة المثالي لتجارب البروليتاريا العالمية أم التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أنجزته الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
===============================================
" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتّب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخّروا عن موكب الحياة ."

( لينين ، " برمامجنا " )
-----------------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )


لسلامة كيلة رؤية ماركسيّة خاصّة مرّت بنا بعض ميزاتها ، وهو لم يكفّ هنا و هناك فى كتاباته يدعو إلى " ماركسية جديدة " فحسب رأيه " نحن في مرحلة تفرض إعادة بناء الفعل السياسي ، حيث تبدو الأحزاب " الشيوعية " و" الاشتراكية " و" الماركسية " في حالة موات طويلة الأمد "( " نحو تأسيس ماركسي جديد ") و الماركسية القديمة أفلست تمام الإفلاس حيث " كانت لاماركسية فى جوهرها ، وإن كانت تكرّر بعض المصطلحات و المفاهيم و المواقف الماركسية ." و " كانت مشكلة الخط الشيوعي التقليدي أنّه لم يستطع تحليل الظروف الواقعيّة بسبب الجمودالنظري الذى إستشرى " ( " بصدد الماركسٌية " ، ص 8) لذا " يجب نقد الخطّ الشيوعي التقليدي بهدف إعادة الروح العلمية للماركسية ضد الجمود و إعادة الروح الثوريّة لها ضد الإصلاحيّة، و الروح الديمقراطية ، روح البحث والدراسة ، النقد و النقاش " ( نفس المصدر السابق ، ص 10 ) و ذلك بغاية " تأسيس الحركة الماركسية من جديد، على أنقاض وفي تجاوز للحركة القديمة، و انطلاقاً من إعادة بناء التصورات والأفكار، وتحديد رؤية الحركة بمجملها وفي تجاوز لكل إشكالات و تخبطات الحركة القديمة." ( " بصدد رؤية مختلفة للعالم الماركسية والصراع الطبقي الراهن " ).
صحيح بوجه عام أن الأحزاب القائمة التى تدّعى الشيوعية وصلت إلى طريق مسدود و أنّ المجموعات و الفرق الماركسية منتشرة كالفطر و أنّ فى بعض الأحيان ، إنقلب مديح بعض المثقّفين للشيوعية ذمّا لها و تعرّضت الشيوعية إلى موجة عاتية من الانتقاد و حتّى التشفي و بدت المسألة وكأنها مسألة " فرار من مركب يغرق " للإلتحاق بجوقات التطبيل للإمبريالية و الرجعيّة والديمقراطية البرجوازية التى باتت فى نظر التحريفيين تجترح المعجزات و اضحى الكثير منهم من المقاولين المنادين بالديمقراطية البرجوازية لا غير و يدلون بأحاديث جيّاشة عنها . وهذا إنّما ينمّ عن مدى عمق و إتّساع الأزمة التى تشهدها الحركة الشيوعية العالمية و طبعا منها الحركة الشيوعية العربيّة .
و نحن أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية لنا مشروع إطار نظري جديد للمرحلة الجديدة ( الثانية ) من الثورة الشيوعية يجلعنا طليعة للمستقبل و ليس بقايا الماضي . و قد شرحنا المقصود بالإطار النظري الجديد والمرحلة الجديدة و طليعة المستقبل فى أكثر من مناسبة منها كتبنا " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيا " و " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطير علم الشيوعية " و " لا لتشويه الروح الثوريّة للماويّة : كلّ الحقيقة للجماهير... " و خاصة الفصل الأوّل " الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الإطار النظري للثورة البروليتارية العالمية " من كتاب " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية - هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربيا ".
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------

" إنّ المثالية و الميتافيزيقا هي الشيء الوحيد فى العالم ، الذى لا يكلّف الإنسان أي جهد ، لأنّها تتيح له أن يتشدّق كما يشاء دون أن يستند إلى الواقع الموضوعي و دون أن يعرض أقواله لإختبارات الواقع . أمّا المادية و الديالكتيك فهي تكلّف الإنسان جهدا ، إذ أنّها تحتّم عليه أن يستند إلى الواقع الموضوعي و أن يختبر أمامه ، فإذا لم يبذل جهدا إنزلق إلى طريق المثالية و الميتافيزيقا. "
( ماو تسى تونغ ، ملاحظة على" المعلومات الخاصة بطغمة خوفنغ المعادية للثورة "( مايو- أيار– 1955) )
--------------------------
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان - مهما كان شأنه - أن ينبهنا إلى نقائصنا . فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، اصلحنا نقائصنا ، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به . "
( ماو تسى تونغ - " لنخدم الشعب " ( 8 ديسمبر – أيلول- 1944) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث )
------------------------
" لقد شكل تقييم الخبرة التاريخية فى حد ذاته دوما موضوع جدال كبير فى الصراع الطبقي فمنذ هزيمة كومونة باريس لم يتوقف الإنتهازيون و التحريفيون عن إستغلال هزائم البروليتاريا و نواقصها بغاية قلب الخطأ و الصواب و خلط المسائل الثانوية بالمسائل الرئيسية و التوصل إلى إستنتاج مفاده أن " البروليتاريا ما كان عليها أن تحمل السلاح ". و كثيرا ما كان بروز ظروف جديدة تعلة للإرتداد عن المبادئ الجوهرية الماركسية ، مع إدعاء إضفاء التجديد عليها . و من جهة أخرى، فإنه ليس بأقل خطأ و بأقل ضرر كذلك التخلى عن الروح النقدية الماركسية و عدم الإهتمام بتقييم نواقص البروليتاريا إلى جانب تقييم نجاحاتها و الإعتقاد بأنه يكفى تماما الإستمرار فى الدفاع أو التمسك بمواقف كنا نتصور سابقا أنها صحيحة فمثل هذه الطريقة تجعل الماركسية – اللينينية - الماوية جافة و هشة غير قادرة على التصدى لضربات العدو و عاجزة عن تحقيق أي تقدم جديد فى الصراع الطبقي و فى الواقع تخنق مثل تلك الطريقة الروح الثورية الماركسية – اللينينية .
لقد بيّن التاريخ فعلا أن التجديدات الحقيقية للماركسية (على عكس التشويهات التحريفية ) إنما كانت متصلة إتصالا وثيقا بمعارك ضارية للدفاع عن المبادئ الجوهرية للماركسية – اللينينية - الماوية و تدعيمها."

" إن الحركة الأممية الثورية اليوم و كذلك قوى ماوية أخرى ، هي وريثة ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو و عليها أن ترتكز بقوة على هذا التراث. و لكن مع إعتبار هذا التراث أساسا لفكرها، يجب أن تكون لديها الشجاعة الكافية لنقد نواقصه . فبعض التجارب تستحق الإطراء و البعض الآخر يبعث على اللوعة . و يتعين على الشيوعيين و الثوريين فى كل البلدان أن يتأملوا و يدرسوا جيدا تلك التجارب الناجحة منها و الفاشلة حتى يستطيعوا أن يستخلصوا منها إستنتاجات صحيحة و دروسا مفيدة . "
( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ).
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
2- سلامة كيلة يتلاعب بلينين :
مثلما أنفت الإشارة إلى ذلك ، فى مواقع معيّنة من كتاباته ، يضمّ السيّد كيلة لينين إلى ماركس و إنجلز على أنّ ثلاثتهم أهمّ مراجع الماركسية وفى مكان آخر ، نجده يسبق ذكر لينين ب"ربّما " ما يرمى بظلال من الشكّ على تبنّى الخطّ اللينيني من ناحية و يفضح الإضطراب الفكري لدى السيّد كيلة من ناحية أخرى وهذه الميول لا تنى تتعمّق و تتأصّل فى نظرته للماركسية .
و مردّ هذا أنّ سلامة كيلة يتعاطى بإنتقائيّة و براغماتيّة مع لينين بما يفيد مشروعه الفكري و ليس إستنادا إلى مدى صحّة أو عدم صحّة فكرة أو سياسة أو نظريّة ما لدى لينين . و هو لإنتقائيّته لم يناقش أسس اللينينيّة و مبادئها نقاشا مستفيضا و منهجيّا و لم يناقش مدى صحّة أو خطل إعتبارها مرحلة ثانية فى تطوّر علم الشيوعية . لينين ماركسي ( ربّما ) لا غير حسب رأيه .
و تجدر الملاحظة بأنّه يشكّك بصفة ملتوية ، مداورة غالبا و ليس مباشرة فى مضمون كتاب " الدولة و الثورة " الذى يعدّه الشيوعيّون الثوريّون عبر العالم منارة من المنارات العظيمة فى صرح علم الشيوعية . فهو يكتب :
" ربما كان كتاب «الدولة والثورة» الذي كتبه لينين يحتوي تصورات تحتاج إلى نقاش جاد فيما طرح حول دكتاتورية البروليتاريا..." ( " بصدد رؤية مختلفة للعالم الماركسية والصراع الطبقي الراهن " ) وفى نفس السياق يلتفّ سلامة كيلة على كون دكتاتوريّة البروليتاريا مبدأ ليخرجها على أنّها مجرّد إشارة من ماركس : " تحوّلت إشارة ماركس إلى " دكتاتورية البروليتاريا " إلى قانون حاكم لطبيعة السلطة في المرحلة الاشتراكية " ( " توضيحات ضرورية حول الماركسية " ).
وقد نوّه سلامة كيلة فى أكثر من مكان بالأهمّية التى أولاها لينين لل" ديالكتيك " إلاّ أنّه تفادى الحديث عن جوانب تطوير لينين للجدلية ، لا سيما منها تأكيده على جوهرية قانون التناقض و ضرورة شرح ذلك و تعميقه وهي المهمّة التى نهض بها ماو تسى تونغ بعده وكأنّ تلك الحقيقة لم تقع عليها عينه و لم تلمسها أذنه . و مردّ تفادى سلامة كيلة لذلك الحديث هو أنّ مقولات لينين التى مرّ بنا عرضها أعلاه تمضى تماما ضدّ فهمه هو لقوانين الجدلية و تصبّ فى خانة ماو تسى تونغ و تطويره للمادية الجدلية .
وزيادة على ذلك ، حوّل السيّد سلامة لينين إلى ليبرالي حيث نفهم من كلام أورده أنّ لينين لاحظ تجاوزات للمركزيّة الديمقراطية و جمع ستالين بإنتخابه أمينا عاما للحزب سلطات كبيرة و مع ذلك لم يبذل جهدا لتصحيح الوضع و كأنّ شيئا لم يكن :
" وفي المؤتمر الحادي عشر، المنعقد في عام 1922، تمَّ استحداث منصب الأمين العام، الذي أصبح معنياً بقيادة المكتب السياسي واللجنة المركزية، وبمتابعة أعمال السكرتاريا، وكل الهيئات المركزية الأخرى. وجرى تعيين ستالين أوَّل أمين عام. وهي اللحظة التي دفعت لينين إلى أن يعلن موقفه بوضوح، مبرزاً الفرق بين «التنظيم اللينيني» و«التنظيم الستاليني»، حيث أكد «أن الرفيق ستالين، الذي أصبح أميناً عاماً، قد حصر في يديه سلطة لا حدَّ لها»، رغم أنه أسهم في إقرار كل الصيغ التي طرحت في المؤتمرات السابقة." ( " النشاط العفوي وأهمية التنظيم " )
هذا ما جادت به قريحة السيّد كيلة و الحال أنّ لينين ساند الهيكلة الجديدة للحزب التى فرضها تطوّر الصراع الطبقي و الصراعات داخل صفوف الحزب و مقتضيات تسيير شؤون الحزب و الدولة السوفياتيّة وإن كانت له بعض التحفّظات و المخاوف فهذا لا يعنى أنّه رأى فى ذلك خطرا مباشرا و داهما و لم يناضل ضدّه .
و يستهدف سلامة كيلة من وراء تحويل لينين إلى ليبرالي الفصل بين لينين و ستالين والإيحاء بأنّ لينين كان ضد ستالين و مسكه بالأمانة العامة للحزب ما سييسّر عليه ( على كيلة ) إدخال مصطلح " الستالينيّة "على أنّها شيء آخر مناقض للينينيّة . و يستهدف من وراء تقليص لينين إلى ديمقراطي برجوازي ( " أهمية لينين نبعت من تلمّسه لانتقال التناقض من كونه يقوم بين البرجوازية والبروليتاريا في أوروبا إلى كونه أصبح منذ أن أضحت الرأسمالية نمطاً عالمياً (أي أضحت إمبريالية) يقوم بين الرأسماليات المتطوّرة والشعوب المخلّفة " – " توضيحات ضرورية حول الماركسية ") خدمة مشروع " الثورة القومية الديمقراطية " لا غير .
فى هذه القراءة وفى ما يلى من آرائه بشأن ستالين ، نهل سلامة كيلة الكثير و الكثير من الأطروحات التروتسكيّة المعروفة حتّى وهو يعلن فى مكان آخر أنّ تروتسكي أخطأ فى طرح دكتاتوريّة البروليتاريا و الثورة الدائمة لأنّ الأطروحتين تقفان ضد مشروع كيلة للثورة القومية الديمقراطية . و فى الوقت الذى حلّق بعيدا عن الحقائق و كال لستالين ما كال من تقريع حدّ الشيطنة أحيانا ، لم ينبس فى ثنايا عشرات المقالات و الكتب ببنت شفة عن نقد لينين لتروتسكي فى الكثير من المناسبات نقدا لاذعا ومباشرا بخصوص مواضيع حيويّة عديدة و ينسجم هذا التشويه للتاريخ مع و يوظّف ببراغماتيّة فى خدمة إعتبار مفكّرنا أنّ تروتسكي ماركسي لينيني بما يتماشى و مشروعه لتوحيد " اليسار " !
3- سلامة كيلة يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة ضد ستالين :
بإستثناء التصنيع ، لم ينبس سلامة كيلة ببنت شفة بخصوص مكاسب التجربة السوفياتية فى ظلّ لينين و ستالين . و فى ثنايا كتبه و مقالاته يطمس مسألة ستالين التى هي من المعلوم موضوع صراع عالمي إلى يومنا هذا و قد إنهال عليها الإمبرياليّون والرجعيّون و التحريفيّون تشويها و إدانة ليقبروها . و للتصدّى إلى ذلك ، متّبعين خطى ماو تسى تونغ ، أنجز بوب أفاكيان و حزبه و بوجه خاص ريموند لوتا بحوثا و دراسات عميقة الشيء الذى سمح لهم بوضع اليد على الأخطاء ونقدها و طرح كيفيّة تجاوزها و إبراز المكاسب و التمسّك بها أيّما تمسّك و الدفاع عنها الدفاع كلّه و تشهد مضامين موقع الأنترنت الذى سجّلنا فى نهاية النقطة الأولى من هذا الفصل على ذلك أفضل شهادة .
إنّ الشغل الشاغل لسلامة كيلة المتدثّر ب"الماركسية المناضلة " و الغائر فى المثاليّة ليس البحث عن الحقائق و إبرازها و الترويج لها و السعي إلى البناء عليها لإنجاز ما هو أفضل مستقبلا ، كما تفرض ذلك مبادئ الماركسيّة ، بل هو أوّلا ، تبيان بكافة الطرق الممكنة مهما كانت أنّ " ستالين ليس امتدادا للينين" ( " توضيحات ضروريّة حول الماركسية " ) و ثانيا ، تحطيم ستالين الذى يقف على ما يبدو حجر عثرة أمام مشروع كيلة و الوسيلة أو السلاح المتاح لإزاحة حجر العثرة هو الأفكار التروتسكيّة و الخروتشوفيّة . و عندئذ ، سيستخلص متفحّص قراءة كيلة للتجربة السوفياتيّة و نقده لستالين أنّ تروتسكي يتكلّم على لسان مفكّرنا و نصوص هذا تنضح بكيل التهم لستالين و بالمصطلحات التروتسكيّة من البيروقراطية إلى الستالينيّة إلى الإنتقال إلى الإشتراكية و هلمجرّا .
و مقتديا بتروتسكي يعيد علينا السيّد كيلة معزوفة عبادة الفرد و التحوّل النوعي فى الإتّحاد السوفياتي بصعود ستالين إلى الأمانة العامة للحزب الشيوعي هناك و منعه نقاش القضايا و هكذا .
و ضمن حدود هذه النقطة ، لتفنيد هذه الترّهات التروتسكيّة ، لنضرب مثالا من مؤلّفات ستالين ذاته حيث أنّ آخر ما ألّف و نقصد " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتّحاد السوفياتي " ، كتاب جدالي ، يناقش فيه ستالين آراء رفاق له إختلف معهم ستالين فى جوانب عدّة سنة 1951 - 1952. و الشيء نفسه يمكن أن يقال بشأن" الماركسية وقضايا اللغة " المكتوب سنة 1950 أين تمّ توثيق نقاش دار حول اللغة و فى غلاف طبعة دار دمشق ( سلسلة المكتبة الإشتراكية ) ، تحت العنوان الرئيسي ، ثلاث عناوين فرعية منها " ردود على الرفاق ".
بجلاء يسقط السيّد كيلة فى المبالغات التروتسكيّة المرتدية شكلا ماركسية و الماركسيّة منها براء ، فيكرّس المثاليّة المنكرة للواقع و المشوّهة له فى أبهى حللها. و المعزوفة التروتسكيّة الأخرى التى يكرّرها على مسامعنا كاتبنا العربي هي " رجعيّة " الفلاّحين وتأثير " تخلّفهم " على الدولة و الحزب السوفياتيين تأثيرا سلبيّا يُتخذ أساسا لتفسير تقريبا كلّ ما جرى فى الإتّحاد السوفياتي و " عبادة الفرد " أيضا !
و لا يساور سلامة كيلة الداعية للماركسية المناضلة أي شكّ فى مناصرة خروتشوف ممثّل التحريفيّة السوفياتية و البرجوازية الجديدة التى أعادت تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي و هجومه المسعور على ستالين و لا يبحث التحوّل النوعي الذى تسبّب فيه التحريفيون السوفيات الذين إستولوا على الحزب و بصعودهم إلى السلطة وصلت البرجوازية الجديدة إلى السلطة بالرغم من كلّ الحبر الذى سال عالميّا لفضح التحريفيين السوفيات وعلى رأسهم خروتشوف . فيكتب متبنّيا الأفكار التحريفيّة الخروتشوفية و منشدّا إلى خروتشوف :
" وبدأ النقد منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي ، حيث جرى تشديده ضد " الظاهرة الستالينية " ، ولقد أوضح النقد المدى الذي وصل إليه وضع الحزب في " المرحلة الستالينية "..." ( " نقد التجربة التنظيمية الراهنة " )
و قبل ذلك بفقرات :
" وكان الحزب الشيوعي السوفياتي قد وجه نقداً للجمود النظري، في المرحلة الستالينية، بعد موت ستالين. ولقد ورد في تقرير نيكيتا خروشوف في المؤتمر العشرين للحزب المنعقد عام 1956، نقد واضح لطبيعة العمل الأيديولوجي في الحزب، لأن الذين يقومون بهذا العمل "إنما يقومون بعمل تجريدي منفصل عم النضال من أجل تأدية المهمات العلمية الموضوعية" وهو "يهتمون بالنزعة التبسيطية والنزعة العملية الضيقة، وبالتقليل – كما يزعمون – من أهمية النظرية" .
وتم إرجاع سبب ذلك إلى فردية ستالين الذي أشاع فكرة "أن شخصاً بمفرده… بإمكانه وحده أن يصوغ النظرية ويطورها إلى أمام. وهكذا كانت كل كلمة يطلقها ستالين تصبح اكتشافاً علمياً، أو قمة الماركسة، أو حقيقة لا جدال فيها. في حين كان نشاط الكثيرين من المشتغلين في ميدان العلم، ومن أساتذة العلوم الاجتماعية، يقتصر على تعميم الأفكار الصادرة عن ستالين"
رغم أن هذا النقد لم يثمر تغيراً جذرياً في رؤية هذه الأحزاب، وإن كان أحدث تغيراً معيناً، إلا أنه نقد صحيح. "
إنّ التقييم التروتسكي و الخروتشوفي المجترّ من قبل مفكّرنا العربي مثالي و إحادي الجانب و لا يمتّ بصلة للمادية الجدلية عدا تناقضه معها . و لقد تطرّقنا فى أعمال سابقة لنا إلى مسألة ستالين من منظور الماركسية – اللينينية – الماوية فى عدد خاص من نشريّتنا " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " ( العدد 3 ) و قد رددنا على كلّ من التحريفيين الذين يسعون إلى تحطيم ستالين تحطيما كلّيا و على الدغمائيّين الذين يعملون على الدفاع عن ستالين دفاعا أعمى و بطبيعة الحال شرحنا شرحا مستفيضا وجهة النظر المادية الجدلية الماوية الصحيحة . لهذا و لأنّنا لا نودّ أن نكرّر ما قلناه فى موضع آخر ، نقتبس لكم الفقرات التالية ( 5 مقتطفات ) الملخّصة إلى حدود للنظرة الشيوعية الماوية الثوريّة تجاه ستالين الماركسي عظيم الذى قام بأخطاء أحيانا جدّية :
- " لا " ستالينية " بل لينينيّة :
لقد طفق التحريفيّون السوفيات و أتباعهم عبر العالم ، منذ أواسط خمسينات القرن العشرين ، يستخدمون مصطلح " الستالينية " مرفقينه بعبادة الفرد قصد تشويه سمعة ستالين و إرثه الثوري و النيل منه و بالتالى من تجربة البروليتاريا العالمية . و قد سبقهم فى إستعمال المصطلح نفسه و إن على نطاق أضيق ، التروتسكيون و لذات الغرض .
و إنقسمت الحركة الماركسية – اللينينية عقب وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976 و إدارة أنور خوجا و حزب العمل الألباني ظهرهما لماو تسى تونغ ، إلى قسمين أساسيين هما الماويّون من جهة و الخوجيون من الجهة الأخرى .
و ظلّ الماويّون أوفياء لتجربة الإشتراكية السوفياتية فى جوانبها الصحيحة المضيئة الرئيسية ولستالين الماركسي الكبير الذى قام بأخطاء و للتجربة الماوية فى الصين فى مظاهرها الصحيحة الرئيسية و تعمّقوا فى الدراسات و نقدوا الأخطاء فى التجربتين و سعوا إلى تجاوزها و إنطلقوا مجدّدا فى النضال على كافة الجبهات من اجل تطوير علم الشيوعية و القيام بالثورة و تحطيم الدول القديمة و تشييد دول جديدة تخدم البروليتاريا العالمية و يكون هدفها الشيوعية العالمية .
و أوقف الخوجيّون التاريخ عند ستالين أي عند التجربة السوفياتية و بمثالية لا يحسدون عليها أنكروا حقيقة الإشتراكية فى الصين ، أنكروا أن تكون الصين عرفت الإشتراكية أصلا . وأطلقوا أكذوبة أنّ ماو تسى تونغ ليس شيوعيّا و كرّروها فى كافة أنحاء العالم حتّى صدّقوها هم أنفسهم ! ( و النمرى يعيد الكرّة اليوم ) . و منذ ثمانينات القرن الماضى ، أخذ الخوجيّون و إن بتعثّر و تلكّئ يستخدمون مصطلح " الستالينية " مقابل الماوية ليقدّموا أنفسهم على أنّهم ورثة ستالين و فى محاولة منهم لتوظيف ستالين ضد الماوية . و عربيّا ، فى صفوف الحركة الشيوعية العربية ، فى السنوات الأخيرة ، صار صوت الماويين مسموعا و خطّهم متميّزا ، لذلك عاد الخوجيون بتلويناتهم المفضوحة و المتستّرة أو المقنّعة إلى التكتيك القديم لإستعمال ستالين ضد ماو و " الستالينية " ضد الماوية .
و نحن كماويين نكرّر الموقف الماركسي - اللينيني - الماوي الصادر منذ الخمسينات ألا وهو أنّه لا وجود لشيء إسمه " ستالينية " و كلّ ما هناك هو لينينة بمعنى أنّ ستالين واصل تطبيق اللينينية بالأساس مرتكبا أخطاء ثانوية و إن كانت أحيانا جدّية و لا يمكن أن نعدّ أنّه أضاف مرحلة جديدة فى علم الشيوعية . فى كتاب شادي الشماوي المشار إليه أعلاه ، " علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية " ، هناك عديد وثائق أحزاب ماوية تشرح بالتفصيل سبب إعتبار الماوية مرحلة جديدة وثالثة و أرقى فى تطوّر علم الشيوعية من الماركسية إلى الماركسية – اللينينية إلى الماركسية – اللينينة – الماوية . لقد طوّر ماو تسى تونغ مثلما يفصّل ذلك كتاب بوب أفاكيان الذى مرّ بنا ذكره كذلك ، " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " أنّ ماو تسى تونغ طوّر الأقسام الثلاثة المكوّنة للماركسية أي الفلسفة والإقتصاد السياسي و الإشتراكية. لذا ندعو الشيوعيين الذين يستعملون مصطلح الستالينية دون وعي تام بكونه خاطئ و ضار ويسيء لستالين نفسه أن يكفّوا عن ذلك كما ندعو المتمسّكين بالمصطلح أن يبيّنوا لنا و لغيرنا ( إن إستطاعوا و لن يستطيعوا إلاّ بقلب الحقائق رأسا على عقب ) كيف طوّر ستالين الأقسام المكوّنة الثلاثة للماركسية ليعتبر مرحلة جديدة مختلفة عن اللينينية ، ثالثة و أرقى .
منذ 15 نوفمبر 1956 ، إستخدم ماو تسى تونغ " ما يسمّى بالستالينيّة " رافضا تلك التسمية التى كان التحريفيون السوفيات يروّجون لها . ( أنظروا الوثائق فى النقطة الآتية ) .
الحقيقة البسيطة هنا هي أنّه لا وجود ل" ستالينية "، و" " الستالينية " هي قبل كل شيء الشيوعية ، الماركسية - اللينينية " هذا ما جاء فى وثيقة الحزب الشيوعي الصيني ، فى ديسمبر 1957 ، " مرّة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا " . [ إنتهى المقتطف الأوّل ]
- " يقول ماو تسي تونغ فى الصفحة 367 من المجلد الخامس :" فى الواقع ، كل شيء سواء أكان فى الصين أو في الخارج قابل للتحليل، له مظهر إيجابي و مظهر سلبي . الشيء ذاته بالنسبة لعمل كل مقاطعة ، هنالك نجاحات و نواقص ، و لكل واحد منا أيضا مظهران – ايجابيات و سلبيات و ليس مظهرا واحدا أبدا . نظرية المظهر الواحد و نظرية المظهرين توجدان منذ القدم . تنتمي الأولى إلى الميتافيزيقا و الثانية إلى الديالكتيك." ( التسطير من وضعنا ).[ المقتطف 2 ]
- " فى نص نقد أولى للمؤتمر العشرين ، فى 5 أفريل 1956 أي شهران و نصف الشهر بعد المؤتمر التحريفي ( وهو تاريخ عظيم الدلالة على نفاذ الرؤية الثورية لدى الشيوعيين الماويين ) فى "حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا" وقع التعبير عن أنه " علينا إعتبار ستالين من وجهة نظر تاريخية و النهوض بتحليل كامل و مناسب كي نستشف درسا مفيدا. ما هو صواب وما هو خاطئ لدى ستالين شأن يهم الحركة الشيوعية العالمية و يحمل سمة المرحلة." ( جان بابى ، الصفحة 22 من " الجدال الكبير الصيني-السوفياتي 1956-1966 "، الطبعة الفرنسية، منشورات برنار غراسي ، باريس)."
ومن المناسب هنا أن نعيد ما ذكرناه آنفا :" تدافع اللجنة المركزية لحزبنا على أن مآثر ستالين و أخطائه فى علاقة سبعة إلى ثلاثة و أن ستالين مع ذلك يبقى ماركسيا عظيما " ماو ، أفريل 1956 " حول العشر علاقات الكبرى" ، المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، بالفرنسية ). [ المقتطف 3 ]

- " فى السنة عينها ، سنة 1956 و فى شهر أوت تحديدا ، نطق ماو بما يلى ذكره: " كيف نقيم الأخطاء التى إرتكبت فى الاتحاد السوفياتي مثل أخطاء ستالين ؟ هي أخطاء جزئية ، مؤقتة ، هنالك منها ما إمتد ، حسب ما يقال ، طوال عشرين سنة لكن ذلك لا يمنع أنها مؤقتة و جزئية و قابلة للإصلاح. التوجه الرئيسي و المظهر المهيمن و الجزء الأعظم لما أنجز فى الاتحاد السوفياتي صحيح. ولدت روسيا اللينينية و بفضل ثورة أكتوبر ، أضحت أول دولة إشتراكية . و قد أنجزت البناء الاشتراكي و إنتصرت على الفاشية و صارت بلدا صناعيا قويا . لنا الكثير نتعلمه منه. لنكن متفقين ، علينا أن نستلهم ما هو متقدم فى تجربته و ليس أبدا ما هو متخلف".

و تكون الأخطاء المرتكبة ، من زاوية الفهم الجدلى العميق للتاريخ "مؤقتة "و"جزئية" و "قابلة للإصلاح" . و أيضا هي مظهر ثانوي فى التجربة الاشتراكية الأولى و يكون الموقف الماوى مدافعا عن ستالين و لصالحه ليس مجاملة له بل لأن الأمر حقيقة تاريخية ملموسة.

و فى خطاب آخر ، خلال الإجتماع الموسع للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي ، فى 15 نوفمبر 1956 ، جاء على لسان ماو " أود أن أقول بعض الكلمات بصدد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي . فى رأيي ، هنالك "سيفان " : واحد هو لينين و الآخر هو ستالين . السيف الذى هو ستالين الروس نبذوه الآن . كوملغا و بعض المجريين إلتقطوه ليضربوا به الاتحاد السوفياتى و لمقاتلة ما يسمى الستالينية . فى عديد بلدان أوروبا ، تنقد الأحزاب الشيوعية أيضا الاتحاد السوفياتي و يقودها فى هذا النقد توغياتي [ قائد الحزب الشيوعي الايطالي آنذاك] . كذلك يستعمل الإمبرياليون هذا السيف لقتل الناس فدُول مثلا رفعه لمدة . هذا السلاح لم تقع إعارته بل وقع نبذه. نحن الصينيون لم ننبذه. أولا ، ندافع عن ستالين و ثانيا ننقد أيضا أخطاءه و لذلك كتبنا مقال " حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا". و هكذا عوض تشويه سمعته و تحطيمه كليا كما يفعل البعض ، نتحرك انطلاقا من الواقع.

أما بالنسبة للسيف الذى هو لينين ، ألم ينبذه القادة السوفيات هو الآخر بعض الشيء ؟ في رأيي ، وقع ذلك إلى درجة بعيدة نسبيا.هل لا تزال ثورة أكتوبر دائما صالحة ؟ أيمكن بعد أن تستعمل كنموذج لمختلف البلدان ؟ تقرير خروتشاف للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي يقول إنه من الممكن التوصل إلى السلطة عبر الطريق البرلماني و هذا يعنى أن البلدان الأخرى لن تحتاج بعد الآن إلى إتباع مثال ثورة أكتوبر . حين يفتح هذا الباب على مصراعيه ، فإن اللينينية تكون نبذت بالفعل". " [ المقتطف 4 ]

- و فى النصّ التاريخي " حول مسألة ستالين " الذى صاغه الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ ، فى إطار الجدال الكبير ضد التحريفية المعاصرة لا سيما منها السوفياتية وقع تلخيص لمآثر ستالين و أخطائه :
" + ما هي مآثر ستالين ؟
" عندما كان لينين على قيد الحياة حارب ستالين القيصرية و بث الماركسية ، و بعد أن أصبح عضوا فى اللجنة المركزية للحزب البلشفى برئاسة لينين ، ساهم فى النضال لتمهيد الطريق لثورة عام 1917 و بعد ثورة أكتوبر ، كافح للدفاع عن ثمار الثورة البروليتارية .

و بعد وفاة لينين ، قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى النضال الحازم ضد الأعداء الداخليين و الخارجيين ولصيانة و تعزيز أول دولة إشتراكية فى العالم .

و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي فى التمسك بخط التصنيع الإشتراكي و الجماعية الزراعية و فى إحراز نجاحات عظيمة فى التحول و البناء الإشتراكيين . و قاد ستالين الحزب الشيوعي السوفياتي و الشعب السوفياتي و الجيش السوفياتي فى شن نضال مرير شاق حتى إحراز النصر العظيم فى الحرب ضد الفاشية.

و دافع ستالين عن الماركسية - اللينينية و طورها فى الكفاح ضد مختلف أنواع الإنتهازية و ضد أعداء اللينينية – التروتسكيين و الزينوفيافيين و البوخارينيين و غيرهم من عملاء البرجوازية .

لقد قدم ستالين مساهمة لا تنسى للحركة الشيوعية العالمية فى عدد من مؤلفاته النظرية التى هي مؤلفات ماركسية –لينينية خالدة.

لقد قاد ستالين الحزب السوفياتي والحكومة السوفياتية فى إتباع سياسة خارجية كانت تتفق بصورة عامة مع الأممية البروليتارية و قدم مساعدة عظيمة للنضالات الثورية لدى الشعوب قاطبة بما فيها الشعب الصيني.

لقد وقف ستالين فى مقدمة مد التاريخ موجها للنضال و كان عدوا لا يصالح للمستعمرين و الرجعيين بأسرهم.

لقد كانت نشاطات ستالين مرتبطة إرتباطا وثيقا بنضالات الحزب الشيوعي السوفياتي العظيم و الشعب السوفياتي العظيم و لا تنفصل عن النضالات الثورية لشعوب العالم قاطبة.

و كانت حياة ستالين حياة ماركسي لينيني عظيم و ثوري بروليتاري عظيم " (ص4-5)

و هذه الجوانب المضيئة التى يرفعها عاليا الشيوعيون الماويون تدحض الظلمات التحريفية السوفياتية و أكاذيب الخوجيين المفضوحين منهم و المتسترين.

+ ما هي أخطاء ستالين؟

" و حقيقة أن ستالين ، هذا الماركسي- اللينيني العظيم و الثوري البروليتاري العظيم ، إرتكب أخطاء معينة بينما كان يقدم مآثره للشعب السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية . كانت بعض هذه الأخطاء أخطاء مبدئية و بعضها حدث أثناء النشاط العملى ، كما كان بعضها ممكنا تجنبه و كان عسيرا تجنب بعضها الآخر فى وقت لم تكن فيه لدكتاتورية البروليتاريا أي سابقة تقتدى بها.

و حاد ستالين بإتباع طريقة تفكيره عن المادية الديالكتيكية ووقع تحت رحمة المثالية و النزعة الذاتية فيما يتعلق بقضايا معينة ، و هكذا إبتعد أحيانا عن الواقع و عن الجماهير. و فى النضال داخل الحزب و خارجه خلط كذلك فى مناسبات معينة و حول مسائل معينة بين نوعين من التناقضات مختلفين فى طبيعتهما هما التناقضات بين أنفسنا و العدو و التناقضات بين الشعب ، كما خلط بين الأساليب المختلفة المطلوبة لمعالجة هذه التناقضات. و أثناء قيادة ستالين لقمع الثورة المعادية نال عدد كبير من المعادين للثورة ما إستحقه من عقاب ، و لكن فى الوقت نفسه عوقب عدد من الأبرياء بصورة خاطئة. و فى عامي 1937 و 1938 تعدى نطاق قمع المعادين للثورة حدوده و كان خطأ. و فيما يتعلق بتنظيم الحزب و الحكومة لم يطبق ستالين بصورة كافية المركزية الديمقراطية البروليتارية ، بل خرقها إلى حد ما. كما إرتكب بعض الأخطاء فى معالجة العلاقات بين الأحزاب و الأقطار الشقيقة ، و كذلك أخطأ النصح أحيانا فى الحركة الشيوعية العالمية .و نجم عن هذه الأخطاء بعض الخسائر التى لحقت بالاتحاد السوفياتي و الحركة الشيوعية العالمية." (الصفحة 5-6)

" و لقد كان ستالين قادرا على نقد نفسه عندما كان يرتكب خطأ ما. فمثلا ، أخطأ النصح في ما يتعلق بالثورة الصينية . و بعد إنتصار الثورة الصينية ، إعترف بخطئه . كما إعترف ستالين أيضا ببعض أخطائه فى عمل تطهير صفوف الحزب ، فى تقريره للمؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي السوفياتي (البلشفيك)عام 1939" (الصفحة 17). ( التسطير من وضعنا ) [ إنتهى المقتطف 5 ]

و مثلما لمسنا ، ستالين فى مظهره الرئيسي ماركسي عظيم و في مظهره الثانوي قام بأخطاء جدية و أحيانا خطيرة. و من المعلوم أن الحزب الشيوعي الصيني و ماو قائده ذاته أخضعا أنفسهما للتحليل و دعيا لا الحزبيين فقط بل الجماهير أيضا إلى النهوض بالتحليل للمظهرين للتعلم من ما أثبت الممارسة و النظريّة الثوريّتين صحته و ما أثبتت خطله ، للتعلم من الصواب و من الخطاء أيضا !

و فى سياق الإشتغال على الخلاصة الجديدة للشيوعية ، إلى جانب رفع راية ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء أحيانا جديّة ، عمّق بوب أفاكيان نقد خطّ الجبهة المتحدة ضد الفاشيّة خلال الحرب العالميّة الثانية و كذلك نقد نزعات خاطئة ثانوية لدى لينين و ماوتسى تونغ تناولناها بالتحليل أساسا فى كتابنا " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوّر علم الشيوعية " .
و قد كسرنا المرآة التحريفيّة التروتسكية و الخروتشوفية لدى السيّد كيلة و التى ترى الواقع مقلوبا و مشوّها بصدد ستالين لنزيل اللبس و لنخلي الطريق إلى الحقائق المادية الموضوعية و الرؤى الصحيحة ، نمضى إلى تقييم كيلة للإتحاد السوفياتي بعد ستالين .
تقفز إلى ذهن القارئ حقيقة لا غبار عليها هي أنّ السيّد سلامة كيلة الذى ينقاد إلى شطط مثالي بجرّة قلم بسيطة يشطب من تاريخ الحركة الشيوعية الجدال الكبير ضد التحريفية المعاصرة و بالتالى يشطب جزءا محوريّا من هذا التاريخ و جزءا هاما من التجربة التاريخية لهذه الحركة بما تضمّنه من صراعات و ما أفرزه من أدبيّات تعدّ بالعشرات نذكر منها بعض تلك التى أنتجها الحزب الشيوعي الصيني :
حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( أفريل 1956)
مرة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا ( ديسمبر 1957)
عاشت اللينينية (أفريل 1960)
لنتحد تحت راية لينين الثورية ( أفريل 1960)
الى الأمام على طريق لينين العظيم ( أفريل 1960)
الخلافات بين الرفيق تغلياتي و بيننا ( ديسمبر 1962)
إقتراح حول الخطّ العالم للحركة الشيوعية العالمية
حول مسـألة ستالين
مرّة أخرى حول الخلافات بين الرفيق تغلياتى و بيننا (1963)
لنتحد على أساس تصريح موسكو و بيان موسكو( جانفى1963)
أصل الخلافات و تطورها بين قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي و بيننا (1963)
هل يوغسلافيا بلد اشتراكي ؟
مدافعون عن الحكم الاستعمارى الجديد
خطان مختلفان حول مسألة الحرب و السلم (1963)
سياستان للتعايش السلمى متعارضتان تماما (1963)
حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين ( نوفمبر1963)
من أين أتت الخلافات؟ رد على توريزو رفاق آخرين ( فيفري 1963)
سبع رسائل
قادة الاتحاد السوفياتي أكبرانشقاقيى عصرنا
الثورة البروليتارية وتحريفية خروتشوف
اللينينية و التحريفية المعاصرة (1963)
مرآة التحريفيين (1963)
و لتكوين فكرة أشمل ، نحيلكم على موقع مناهضة التحريفية و فيه تمّ تسجيل النصوص الصينية التى صيغت فى سياق النضال ضد التحريفية المعاصرة :

نماذج من مقالات و كتب ماوية ضد التحريفية المعاصرة (1958-1976) الموسوعة المناهضة للتحريفية على الأنترنت
EROL
Encyclopedia of Anti-Revisionism On-Line
Representative Anti-Revisionist Materials from China
Pamphlets and Articles
1958
In Refutation of Modern Revisionism’s Reactionary Theory of the State by Wang Chia-Hsiang
Modern Revisionism Must be Repudiated
On the Current International Situation
1960
Long Live Leninism!
Chairman Mao Tse-tung’s Important Talk with Guests from Asia, Africa and Latin America
Two Tactics, One Aim. An Exposure of the Peace Tricks of U.S. Imperialism
1961
Raise Higher the Banner of Mao Tse-tung’s Thought on Art and Literature by Lin Mo-han
1962
Workers of All Countries Unite, Oppose Our Common Enemy
The Differences Between Comrade Togliatti and Us
1963
Seven Letters Exchanged Between the Central Committee of the Communist Party of China and the Communist Party of the Soviet -union-
A Comment on the Statement of the CPUSA
Let Us Unite on the Basis of the Moscow Declaration and the Moscow Statement
Whence the Differences? – A Reply to Thorez and Other Comrades
Leninism and Modern Revisionism
Letter of the Central Committee of the C.P.C. to the Central Committee of the C.P.S.U.
A Mirror for Revisionists
Joint Statement of the Communist Party of China and the Communist Party of New Zealand
A Proposal Concerning the General Line of the International Communist Movement
The Origins and Development of the Differences Between the Leadership of the CPSU and Ourselves
On the Question of Stalin
Is Yugoslavia a Socialist Country?
Apologists of Neo-Colonialism
More on the Differences Between Comrade Togliatti and Us
Two Different Lines on the Question of War and Peace
Peaceful Coexistence – Two Diametrically Opposed Policies
The Truth About How the Leaders of the CPSU Have Allied Themselves With India Against China
1964
Statements by Mao Tse-tung Calling on the People of the World to Unite to Oppose the Aggressive and Bellicose Policies of U.S. Imperialism and Defend World Peace
The Leaders of the CPSU are the Greatest Splitters of Our Times
The Proletarian Revolution and Khrushchov’s Revisionism
On Khrushchov’s Phoney Communism and its Historical Lessons for the World
Seven Letters Exchanged Between the Central Committees of the Communist Party of China and the Communist Party of the Soviet -union-
Letter of the Central Committee of the Communist Party of China in Reply to the Letter of the Central Committee of the Communist Party of the Soviet -union- dated July 30, 1964
Why Khrushchov Fell
Guerrilla Warfare: A Method by Ernesto Che Guevara
On the Revolution of Peking Opera by Chiang Ch’ing
On Mister Chau Ku-chen’g’s View on Contradiction by Yao Wen-yuan
1965
Uniting With Workers and Peasants Is the Basic Way for Theoretical Workers to Become Red and Expert by Han Fu
The Leaders of the CPSU are Betrayers of the Declaration and the Statement
Long Live the Victory of People’s War! by Lin Biao
Lenin’s Fight Against Revisionism and Opportunism Compiled by Cheng Yen-shih
A Great Revolution on the Cultural Front
Malayan People’s Experience Refutes Revisionist Fallacies
C.P.S.U. 20th Congress–Root of All Evils of Khrushchov Revisionists
A Struggle Between Two Lines Over the Question of How to Deal with U.S. Imperialism by Fan Hsiu-chu
In Support of the People of the Congo (Leopoldville) Against U.S. Aggression
The People Defeated Japanese Fascism and They Certainly Can Defeat U.S. Imperialism Too by Lo Jui-ching
Commemorate the Victory Over German Fascism! Carry the Struggle Against U.S. Imperialism Through to the End! by Lo Jui-ching
On the New Historical Play Dismissal of Hai Jui by Yao Wen-yuan
1966
The Great Socialist Cultural Revolution in China, Pamphlet #1, Pamphlet #2, Pamphlet #3, Pamphlet #4, Pamphlet #5, Pamphlet #6, Pamphlet #7, Pamphlet #8, Pamphlet #9
“On ’Three-Family Village’–The Reactionary Nature of Evening Chats at Yenshan and Notes from Three-Family Village” by Yao Wen-yuan
Quotations from Chairman Mao Tse Tung
People of the World, Unite and Defeat the U.S. Agressors and All Their Lackeys by Mao Tse Tung
Decision of the Central Committee of the Chinese Communist Party Concerning the Great Proletarian Cultural Revolution
Long Live the Great Proletarian Cultural Revolution
Circular of the Central Committee of the Communist Party of China on the Great Proletarian Cultural Revolution
Notes on Mao Tse-tung’s “Report on An Investigation of the Peasant Movement in Human” by Chen Po-ta
Vice-Premier Chen Yi Answers Questions Put by Correspondents
Comrade Lin Biao’s Speech at the Celebration Rally
Notes on Mao Tse-tung’s “Report on an Investigation of the Peasant Movement in Hunan” by the editorial board of Liberation Daily
Notes on Mao Tse-tung’s “Report on An Investigation of the Peasant Movement in Human” by Chen Po-ta
One Hundred Items for Destroying the Old and Establishing the New by Beijing No. 26 Middle School Red Guards
Revolutionary Aphorisms

1967
Follow Chairman Mao and Advance in the Teeth of Great Storms and Waves
Forward Along the High Road of Mao Tse Tung’s Thought
Great Victory for Chairman Mao’s Revolutionary Line. Warmly Hail the Birth of Peking Municipal Revolutionary Committee
Betrayal of Proletarian Dictatorship is the Heart of the Book on “Self-Cultivation”
Mao Zedong, Talk at a Meeting of the Central Cultural Revolution Group, 9 January 1967
Talk to Newsreel and Motion Picture Workers by Chiang Ch’ing
Speech at Enlarged Meeting of the Party Military Affairs Committee by Chiang Ch’ing
Important Talk Given By Comrade Chiang Ch’ing At A Conference Of Representatives Of Anhwei Who Have Come To Peking by Chiang Ch’ing
Chiang Ch’ing Talk at the Peking Forum on Literature and Art by Chiang Ch’ing
A Chronicle of Chiang Ch’ing’s Activities in the Field of Literature and Art
Speech by Comrade Chang Chun-chiao on Behalf of the Delegations of the Revolutionary Committees of Four Provinces and One Municipality
Smash the Big U.S.-Soviet Conspiracy!
People of the World, Unite and Defeat the U.S. Aggressors and All Their Lackeys. Statements Supporting the Afro-Americans and the Peoples of Southern Vietnam, Panama, Japan,the Congo (L.) and the Dominican Republic in Their Just Struggle Against U.S. Imperialism by Mao Tse-tung
Mao Tse-tung’s Thought Lights the Whole World [Interview with Frank Coe, Sol Adler and Ruth Coe]
Carry the Great Proletarian Cultural Revolution Through to the End
Red Diplomats Armed with Mao Tse-tung Thought Are Dauntless
Comrade Lin Biao’s Speech at the Peking Rally Commemorating the 50th Anniversary of the October Revolution
Letter to Mao Tse-tung by Yao Wen-yuan
The Dictatorship of the Proletariat and the Great Proletarian Cultural Revolution by Wang Li, Chia Yi-hsueh, Li Hsin
The Struggle Between the Two Roads in China’s Countryside
Patriotism´-or-National Betrayal? On the Reactionary Film Inside Story of the Ching Court by Chi Pen-yu
Commemorating Lu Hsun – Our Forerunner in the Cultural Revolution
Commemorate Lu Hsun and Carry the Revolution Through to the End by Yao Wen-yuan
1968
The Working Class Must Exercise Leadership In Everything by Yao Wen-yuan
Comments on Tao Chu’s Two Books by Yao Wen-yuan
CCP leaders’ speeches at the reception for the delegation visiting Beijing from Zhejiang province
Reforming the Fine Arts by Chiang Ch’ing
Speech at the reception for the representatives of the Beijing Workers Propaganda Team and the PLA Propaganda Team by Chiang Ch’ing
On the Revolutionary “Three-In-One” Combination
Take the Road of the Shanghai Machine Tools Plant in Training Technicians from Among the Workers
Talk by Chang Ch’un-ch’iao to the Anhwei Delegation
Diabolical Social-Imperialist Face of the Soviet Revisionist Renegade Clique
Soviet Revisionist Renegades Step Up Capitalist Reorganization of Economy
Mao’s “Report to the Second Plenary Session of the Seventh Central Committee of the Communist Party of China” plus “Conscientiously Study the History of the Struggle Between the Two Lines”
Mao Tse-tung’s Talks at a Reception of "Responsible Persons of the Capital Red Guards Congress
I Support My Child in Taking the Revolutionary Road
Communique of the Twelfth Plenum, 31 October 1968
Unite Under the Leadership of the Proletarian Headquarters Headed by Chairman Mao
1969
Armed Soviet Intrusion into Chenpao Island, China Exposes Soviet Revisionists as Social Imperialists and New Tsars
The Ninth National Congress of the Communist Party of China
1971
Long Live the Victory of the Dictatorship of the Proletariat! In Commemoration of the Centenary of the Paris Commune

1972
Philosophy Is No Mystery. Peasants Put Their Study to Work
Serving the People With Dialectics. Essays on the Study of Philosophy by Workers and Peasants
1973
Three Major Struggles on China’s Philosophical Front (1949-64)
The Tenth National Congress of the Communist Party of China
Report on the Revision of the Party Constitution by Wang Hung-wen
1974
Comrade Wang Hung-wen’s Report at the Central Study Class
Speech at Peking Rally Welcoming Cambodian Guests by Wang Hung-wen
A Basic Understanding of the Communist Party of China
Fundamentals of Political Economy
On the Question of the Differentiation of the Three Worlds by Mao zedong
Speech by Deng Xiaoping at the Special Session of the U.N. General Assembly
Soviet Revisionists’ Fascist Dictatorship
Soviet Revisionists Have Degenerated Into Imperialists Waving the Signboard of Socialism
1975
Soviet Social-Imperialism in 1974: More Exposure of Its True Colours
On the Social Basis of the Lin Piao Anti-Party Clique by Yao Wen-yuan
Report on the Revision of the Constitution by Zhang Chunqiao (Chang Chun-chiao)
On Exercising All-Round Dictatorship Over the Bourgeoisie by Zhang Chunqiao (Chang Chun-chiao)
Address to Diplomatic Cadres by Chiang Ch’ing
Letter to Delegates to the CPC-CC-Sponsored “All-China Conference on Professional Work in Agriculture” by Chiang Ch’ing
Excerpts of Chiang Ch’ing’s Address at the National Conference on Learning from Tachai in Agriculture
Conscientiously Study the Theory of the Dictatorship of the Proletariat by Chih Heng
1976
Concerning “Criticizing Teng Hsiao-ping and Repulsing Right Deviationist Wind“ by Zhang Chunqiao (Chang Chun-chiao)
----------------------------------
و فضلا عن ذلك ، نعثر على سلامة كيلة لا يبتلع و يكرّر التشويهات التحريفية المعاصرة وعلى رأسها التحريفية السوفياتية منذ خروتشوف بعد الإنقلاب التحريفي فى الإتحاد السوفياتي عقب وفاة ستالين إلى غرباتشاف والبريسكترويكا فحسب ، بل يروّج لها أيّما ترويج ممرّغا وجه ستالين و من وراءه الماركسية – اللينينية فى التراب و مفتريا على التاريخ و الوقائع التاريخية و من ذلك أقواله التى نفرد لها هذا الحيّز الخاص :
- " قد حل ستالين محل ماركس وإنجلز ولينين تحت مسمى الماركسية اللينينية "( عن تحديد التخوم (ملاحظات حول وحدة اليسار).
- " وكان الحزب الشيوعي السوفياتي قد وجه نقداً للجمود النظري، في المرحلة الستالينية، بعد موت ستالين. ولقد ورد في تقرير نيكيتا خروشوف في المؤتمر العشرين للحزب المنعقد عام 1956، نقد واضح لطبيعة العمل الأيديولوجي في الحزب، لأن الذين يقومون بهذا العمل "إنما يقومون بعمل تجريدي منفصل عم النضال من أجل تأدية المهمات العلمية الموضوعية" وهو "يهتمون بالنزعة التبسيطية والنزعة العملية الضيقة، وبالتقليل – كما يزعمون – من أهمية النظرية" .
وتم إرجاع سبب ذلك إلى فردية ستالين الذي أشاع فكرة "أن شخصاً بمفرده… بإمكانه وحده أن يصوغ النظرية ويطورها إلى أمام. وهكذا كانت كل كلمة يطلقها ستالين تصبح اكتشافاً علمياً، أو قمة الماركسة، أو حقيقة لا جدال فيها. في حين كان نشاط الكثيرين من المشتغلين في ميدان العلم، ومن أساتذة العلوم الاجتماعية، يقتصر على تعميم الأفكار الصادرة عن ستالين"
رغم أن هذا النقد لم يثمر تغيراً جذرياً في رؤية هذه الأحزاب، وإن كان أحدث تغيراً معيناً، إلا أنه نقد صحيح." ( " نقد التجربة التنظيمية الراهنة " )
- ".... المرحلة الرابعة بدأت مع إنعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي حيث إنفتحت آفاق نقد الستالينية . و السّمة الأساسيّة التى وسمت هذا النقد هي أنّه تركّز على جانب واحد فيها ، يتعلّق ب " بدعة تقديس الفرد " و لم يطل الجوانب الأخرى ، لهذا كان تجاوز الستالينية بطيئا فى الإتّحاد السوفياتي و لم يصل إلى مدياته المطلوبة بعد . " ( " بصدد الماركسية " )
- " الماركسية السوفييتية ( أو الستالينية ) " ( " مأزق الحركة الشيوعية العربية ملاحظات حول عوامل الإضمحلال " )
- " أعطت ((البيروسترويكا)) دفعاً من أجل تجديد الحركة الماركسية عموماً " ( " اطروحات من أجل ماركسية مناضلة " )
- " انهيار المنظومة الاشتراكية أعوام 1989 – 1991" ( " ما العمل حول إعادة بناء اليسار الماركسي " )
- " لنؤكد أن هذا النقد، لم يكن سوى نقد أخلاقي للستالينية يهدف إلى إنقاذ البيروقراطية الحاكمة، بتبرئتها من كل تلك الممارسات، وبالتالي تأكيد سيطرتها بعد موت ستالين. ورغم صحة هذا النقد، فلا بد من الانطلاق، من أن هذه الممارسات هي من فعل البيروقراطية الحاكمة ذاتها، وليس من فعل ستالين وحدة، رغم أهمية دور ستالين.
إذن، نتجت ظاهرة الاغرتاب السياسي عن التناقض بين السلطة الشمولية (البطريركية) والمجتمع الذي ينزع نحو التمدن." ( " الاشتراكية أو البربرية ").

و إلى جانب الإلتفاف على حقيقة إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتّحاد السوفياتي منذ أواسط خمسينات القرن العشرين ، يذيع سلامة كيلة الرياح التروتسكية و الأوهام حول عدم وجود برجوازية فى الإتحاد السوفياتي و عدم تحوّله إلى الرأسمالية و أنّه إلى نهاية ثمانينات القرن العشرين ظلّ " إشتراكي مشوّه بيروقراطيّا " بكلمات تروتسكيّة أو أنّ البنية التحتيّة ظلّت إشتراكية فاصلا بمثالية بين البنيتين و متناسيا العلاقة الجدلية بينهما ومدّعيا بأنّ الإتّحاد السوفياتي بعد التسعينات " يمكن أن يعود إلى الإشتراكية " . و من البذور السامة المبثوثة و المشوّهة للحقيقة هذه الجمل :
- " حول مصير البلدان التي كانت تحكمها نظم اشتراكية، هل انقطعت الصيرورة؟ هل انتصرت الرأسمالية إذن، وتكرست نهاية التاريخ؟

يمكن أن نلاحظ أن البنية التحتية لا زالت تقوم على أساس تملك الدولة للقوى المنتجة، ولا تعدو الملكية الرأسمالية أن تمثل هوامش في الاقتصاد، تتسع في بعض البلدان وتضيف في أخرى (نستثني هنا ألمانيا)، وهي في روسيا ضيقة، وتنحصر في "تجار السوق السوداء" أصحاب المتاجر، وفي الإمبراطوريات الإعلامية، وبعض شركات النفط، وكذلك بعض الصناعات وبالتالي فإن الطابع العام لهذه البنية لا زال "اشتراكياً"، وإن "الرأسمالية" تتمركز في البنية الفوقية (الدولة)، رغم أنها غير مستقرة بعد. وبالتالي فإن معكوس الوضع الذي ساء بعد ثورة أكتوبر هو الذي يطبع روسيا راهناً، حيث غدت البنية التحتية تتقدم البنية ا لفوقية، وهذا تناقض يحتاج إلى حسم، فلا بد من المطابقة من جديدة، فهل يتحقق نفي النفي، أم تتكرس الرأسمالية؟ هل تعيد البنية الفوقية صياغة البنية التحتية، وفق رؤيتها، ومطامحها رأسمالياً، أم يحدث العكس، حيث تفرض البنية التحتية نظاماً سياسياً مطابقاً؟ ونفي النفي هنا يتحدد في صيغة للاشتراكية تحل المشكلات القائمة، في البنية التحتية، والبنية الفوقية معاً، لكي يتأسس نظام جديد، يقوم على أساس الديمقراطية الاشتراكية.
لكن في كل الأحوال لن تتشكل فئة قادرة على امتلاك قوى الإنتاج، أو حتى قطاعاتها الأساسية ".

( " الاشتراكية أو البربرية ")

و فى السياق نفسه ، ينكر مفكرّنا كيلة تحوّل الإتحاد السوفياتي إلى إمبريالية إشتراكية ( إشتراكيّة قولا و إمبرياليّة فعلا ) منذ ستّينات القرن الماضي كما شرحت ذلك عديد دراسات الحركة الماركسية – اللينينية وعلى رأسها الحزب الشيوعي الصيني طوال الستّينات إلى أواسط الخمسينات و الحركة الماوية العالميّة فى ثمانينات القرن العشرين . و لم يتكلّم عن الإمبريالية الروسية إلاّ " منذ سنوات " أو بصيغة أخرى تحولّت روسيا إلى إمبريالية حسب كلماته من بداية القرن الجديد. و بهذا مرّة أخرى ، يشطب مفكّرنا تاريخ الحركة الشيوعية العالمية من ستينات القرن العشرين إلى الحركة الماويّة العالميّة الراهنة مرورا بسبعينات القرن الماضى و ثمانيناته وتسعيناته ، لا سيما فى مظهره المناهض للتحريفية السوفياتية و ينفى وجود " اليسار " المعادي للإمبريالية السوفياتية منذ ستّينات القرن الماضى فيقول مثلا :
- وأشرت حينها إلى أنها أمام "حصار الإمبريالية" يمكن أن تعود إلى الاشتراكية ( وهذا الأمر لا زال قائماً )
أنني اعتبر أنها إمبريالية منذ بداية القرن الجديد، حيث أخذت تستعيد تماسكها وتتطلع إلى الخارج.
( " الإمبريالية والإمبريالية الروسية " )
" أطرح الأمر هنا في شكل تساؤل رغم أنني منذ سنوات تكلمت عن الإمبريالية الروسية، ذلك نتيجة الاستغراب الفظيع من قبل "اليسار"، الذي لا يزال ينظر إلى روسيا كدولة اشتراكية، أو كدولة "حليفة "."
( " روسيا إمبريالية ؟ " )
أمّا الشيوعيون الثوريون ، الماركسيون – اللينينيون – الماويّون تجنّبا لمزيد الإرباك فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية التى كانت تنوء تحت إرث ثقيل من الأخطاء و الإنحرافات ، فقد إضطلعوا بمهمّة البحث و الدراسة و التحليل الملموس للواقع الملموس للإتحاد السوفياتي منذ ما يناهز النصف قرن و فى ستّينات القرن العشرين ، أجرى الحزب الشيوعي الصيني دراسات معمّقة لتحليل التطوّرات فى الإتحاد السوفياتي إقتصاديّا و سياسيّا و إجتماعيّا و ثقافيّا فتبيّن أن بلد الإشتراكية الأولى فى عالم القرن العشرين صار فعلا بلدا إمبرياليّا حقيقة و إعتبارا لمساره التاريخي و الصورة التى يتقدّم بها إلى العالم و طبعا جوهره الموضوعى و لتمييزه عن الرأسماليّة الإمبريالية الغربيّة ، نال تسمية صحيحة و دقيقة هي الإمبريالية الإشتراكية . و فى أدبيّات ستّينات القرن الماضي و سبعيناته ، كان الماركسيّون – اللينينيّون بقيادة الحزب الشيوعي الصيني و على رأسه ماو تسى تونغ يضيفون وصفا بسيطا إلى الإمبريالية الإشتراكية عادة بين قوسين " إشتراكيّة قولا و إمبرياليّة فعلا " .
و من المقالات و الكتب التى دبّجها الماويّون الصينيّون فى الغرض بالذات و التى بتصفويّة و مثاليّة لا يحسد عليهما قفز عليها السيّد كيلة فلم ينصبّ عليها أي بحث له و كأنّها لم توجد قط نذكر ، على سبيل المثال لا الحصر هذه الوثائق التاريخية :
- لنميط اللثام عن التحريفيّين السوفيات بصدد ثقافة الشعب كلّه ( أكتوبر 1967)
- التحريفيون السوفيات يطوّرون اقتصادا رأسماليا على طول الخط ( أكتوبر 1967)
- السينما السوفياتية فى خدمة إعادة التركيز الشامل للرأسمالية ( أكتوبر 1967)
- براهين دامغة عن إعادة تركيز الرأسمالية من طرف التحريفيين السوفيات فى المناطق الريفية (نوفمبر1967)
- دكتاتورية برجوازية يمارسها التحريفيون فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- التحريفيون السوفيات يحوّلون حزب لينين إلى حزب تحريفي ( نوفمبر 1967)
- النتائج الشهيرة لتطبيق طغمة التحريفيين السوفيات ل" سياسة اقتصادية جديدة "( نوفمبر 1967)
- الخط التحريفي فى التعليم فى الاتحاد السوفياتي ( نوفمبر 1967)
- ما هي اذا " رفاهة الشعب كلّه " التى يفتخر بها التحريفيون السوفيات ؟ ( ديسمبر 1967)
- ليسقط القياصرة الجدد (1969 )
- بتحرّكاتها العنيدة ضد الصين ، لا تفعل طغمة التحريفيين السوفيات سوى حفر قبرها ( مارس 1969)
- لينينية أم امبريالية اشتراكية ؟ ( أفريل 1970 )
- الامبريالية الاشتراكية السوفياتية جزء من الامبريالية العالمية ( ديسمبر 1975).
وكتاب - الإمبريالية اليوم ، منشورات القرن أ 100 ، بالفرنسية ، باريس 1976.
وكتاب - إنحلال الإتحاد السوفياتي ، منشورات القرن أ 100 ، بالفرنسية ، باريس 1978( نشر فى الصين سنة 1975 ).
و كتاب :
“Ugly Features of Soviet Social-Imperialism”, a collection of articles from 1973-1975 exposing the Soviet -union- as an imperialist power and international exploiter. (Peking: FLP, 1976), 96 pages.
http://www.bannedthought.net/China/MaoEra/GreatDebate/UglyFeaturesOfSovietSocial-Imperialism-1976.pdf

و عالميّا ، لم يفعل الخوجيّون سوى ترديد المقولات و الحقائق التى توصّل إليها أوّل ما توصّل إليها الماويّون الصينيّون .
و عمّق الماويّون عبر العالم نقاش المسألة و من أهمّ الأدبيّات المتحصّل عليها تلك التى أنتجها الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية : عدد خاص من مجلّة " أوراق حمراء " سنة 1974 ( تأليف تنظيم " الإتحاد الثوري " المكوّن الرئيسي المؤسّس الحزب الشيوعي الثوري سنة 1975 ) : " كيف وقعت إعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي و ماذا يعنى ذلك للنضال العالمي ؟ " و مقالات فى مجلّة " الثورة " عدد 52 سنة 1984 و كتابان لريموند لوتا سنة 1983 و هذه روابط تلك المقالات و الكتب تباعا :
The Red Papers, #7: How Capitalism has been -restore-d in the Soviet -union- and What This Means for the World Struggle, by the Revolutionary -union- (predecessor organization to the RCP), Chicago: October 1974.

http://www.bannedthought.net/USA/RU/RP/RP7/RU-RP7.pdf
“Notes Toward an Analysis of the Soviet Bourgeoisie”, by Lenny Wolff and Aaron Davis, Revolution, #52, Summer 1984, 39 pages
http://www.bannedthought.net/USSR/RCP-Docs/Wolff-Davis-1984.pdf
Soviet Education: Reading, Writing, and Revisionism”, by Leona Krasny, Revolution, #52, summer 1984, 22 pages
http://www.bannedthought.net/USSR/RCP-Docs/Krasny-1984.pdf
“Against the ‘Lesser Evil’ Thesis: Soviet Preparations for World War 3”, by Mike Ely, Revolution, #52, Summer 1984, 27 pages.
http://www.bannedthought.net/USSR/RCP-Docs/Ely-1984.pdf
The Soviet -union-: Socialist´-or-Social Imperialist? Essays Toward the Debate on the Nature of Soviet Society, compiled by the Editors of The Communist, theoretical journal of the Revolutionary Communist Party, USA, (Chicago: RCP Publications, 1983), 212 pages
http://www.bannedthought.net/USSR/RCP-Docs/Soviet-union--Debate1983.pdf
The Soviet -union-: Socialist´-or-Social Imperialist? Part II: The Question Is Joined, Raymond Lotta vs. Albert Szymanski, full text of the New York City Debate, May 1983. (Chicago: RCP Publications, 1983), 90 pages.
http://www.bannedthought.net/USSR/RCP-Docs/SUSoSI/SUSoSI-II-1983-Entire.pdf

و هكذا يتجلّى أنّ قراءة كاتبنا كيلة للأحداث التى عصفت بالإتّحاد السوفياتي ، التى تبدو لقليلي الزاد المعرفي بالموضوع كالبريق الذي يبهر العيون في لحظة قراءة مثاليّة ذاتيّة براغماتية تدور فى فلك التروتسكيّة و الخروتشوفيّة و أبعد ما تكون عن القراءة العلميّة المادية الجدلية و عن التحليل الملموس للواقع الملموس لتاريخ ذلك البلد و الصراع الطبقي و التجربة الإشتراكية هناك بمكاسبها كمظهر رئيسي و نواقصها كمظهر ثانوي . و فى نهاية المطاف ، الصورة التى يخرجها لنا مركّبة تركيبا إنتقائيّا لا يتقصّد كشف الحقيقة بحلوها و مُرّها و البناء إنطلاقا منها بل تشييد بناء " نظري " لخدمة مشروع " الماركسية المناضلة " النكوصي و المثالي و الإصلاحي .
==========================================