الإشتراكية VS الرأسمالية - الجزأ الأول


عماد السمباوي
2016 / 11 / 23 - 20:01     

بعد نقاش مع أحد الأصدقاء الجدد
والذي إدعى أنه ليبرالي رأسمالي
وبعد أن رأيته يكيل التهم المزيفة تجاه الاشتراكية
ويدافع عن الرأسمالية وكأنها هي روح الحياة
وبعد أن استمع عدد من الأصدقاء لكلينا
قررت أن أضع حداً لبعض هذه التهم
ولعلنا نكتب مرة أخرى عن تهم جديدة
فالرأسمالية ستقاوم بشراسة في الفترة القادمة
ذلك لأنها أدركت النهاية قريبة ووشيكة
---
الرأسمالية لأنها نظام فاشل
لم تلغ المشاكل النخبوية، الوطنية، القومية
والأهم من ذلك، الندرة.
وتستند في المقام الأول على التفاوت الاقتصادي.
عندما يستخدم المال لتنظيم وتوزيع الموارد من أجل الربح
والدول والشعوب في منافسة لتحقيق الذات
سوف يسعون لمصلحتهم بأي ثمن
انهم يفعلون ذلك من خلال الحفاظ على مستوى تنافسي
أو من خلال التدخل العسكري.
الغاية من معظم الحروب هي السيطرة على الموارد
أكثر من 100،000 شركة تكسب عيشها من البنتاغون
ولكن المبالغ الكبيرة تذهب الى حفنة من الشركات الضخمة
نعم إنها فرصة مربحة لجمع المال
بالنسبة لأولئك الذين يستفيدون من الصناعة العسكرية.
وهذا ما نعنيه حين نقول أن الحروب هي الأخرى قائمة على الربح على حساب الإنسان
---
الحرب ليست الشكل الوحيد للعنف المفروض على الناس؛
هناك أيضاً الجوع ، والفقر
والتشرد، والبطالة
إن قبول هذه الظروف على أنها جزء من طبيعة البشر هو خرافة
استخدمت لتبقي الوضع على ما هو عليه.
نحن لم نولد ومعنا الجشع أوالحسد أو التعصب.
سلوكياتنا وقيمنا هي انعكاس للثقافة التي تعرضنا لها.
المشاكل الاجتماعية والبيئية ستبقى عصية على الحل
طالما هناك بضعة دول تتحكم بمعظم موارد الأرض
والهدف الأول لهم هو الربح على حساب الإنسان.
إن وضع الربح في المرتبة الأولى يؤدي الى معاناة نحن بغنى عنها
---
لكن في المجتمع الإشتراكي
الإنتاج يكون من أجل إشباع إحتياجات الإنسان
ويتم إستغلال الموارد من أجل الإنتاج نحو الوفرة.
فلن يكون هناك حاجة للربح طالما أن الموارد تسد إحتياجات الجميع
دون الحاجة للقتال على الربح.
كذلك ستكون الأراضي ملك لكل الناس
بحيث يستطيعون الذهاب لأي مكان وقتما يشاؤون
دون تطويق حرياتهم ودون ما يحول من إستمتاعهم بها
ولن يحرص احد على تطويق منطقته الخاصة.
هناك أنماط من السلوكيات التي تدعم فكرة البقاء.
هناك ظروف اجتماعية تغير قيمنا ونظرتنا للاشياء.
لا يستطيع احد كتابة دستور للسلوكيات المطلوبة
دون اخذ في الإعتبار بالعمل من أجل سد إحتياجات الناس والإنتاج نحو الوفرة.
لذا يجب علينا العمل سوياً
والاهتمام احدنا بالآخر
ومن الأفضل لنا أن نثقف أنفسنا
لأعلى درجة ممكنة
من أجل بناء مجتمع إشتراكي.
---
حتى معاهدة سلام لن تمنع الحرب
اذا لم تعالج الأسباب الأساسية.
لن توقف أية قوانين ما يحدث في العالم من إرهاب
إذا لم نضع حلاً للأسباب التي أدت وتؤدي دوماً للإرهاب وهي الفقر والبطالة
---
إن الرأسمالية عاجزة عن حل مشكلات المجتمع
لأن في المجتمع الرأسمالي للحفاظ على الاقتصاد، يجب الاستمرار ببيع المنتجات
ولضمان ذلك، يتم تصميم المنتجات عمداً لتبلى وتنتهي صلاحيتها.
حتى يتم بيع أعداد أخرى من هذه المنتجات من أجل الربح
وإلا لو تم صناعته بكفاءة تجعله يعمل مدة أطول
لما تم إنتاجه مرة أخرى وبذلك يقل البيع أو يتأخر وأخيراً سيتوقف الربح أو يتأخر أيضاً
وهذا يؤدي إلى هدر هائل للموارد والطاقة
فالرأسمالية تنهب ثروات الكوكب من أجل الارباح.
كمان الرأسمالية لأنها بتسعى للربح فهي عدو الوفرة
الرأسمالية لا تنتج ما يكفي سد إحتياجات الجميع ونحو الوفرة
لأنها لو فعلت ذلك سيصبح المنتج سعره أرخص ومع الوفرة سيكون في النهاية مجاني
وهنا لن تربح الرأسمالية
لذا فهي عدو الوفرة وتنتج فقط من أجل الربح
ومن هنا تنشأ الجريمة والجشع والكثير من السلوكيات الشاذة.
---
‎سؤال عن ماذا سيحدث للحوافز اذا تمت تلبية الاحتياجات
‎من دون اضطرارنا إلى العمل لتحقيقها.
السؤال يفترض بان البشر ليس لديهم رغبات تتعدى احتياجاتهم الأساسية.
إذا كان ذلك صحيحا، فلن يكون هناك مخترعين
كتاب أو مدرسين.
‎الناس تعمل بشغف على الأمور التي تهمهم وتتحداهم.
دعونا نتيح لجميع الناس بالحصول على فرصة
للمشاركة في التحدي الأكبر الذي يمكن ان يكون لدى كل مرء:
تحسين عالمنا لجميع المخلوقات.
سيتم التركيز على البحث العلمي من أجل الإنسان وليس من أجل الربح.
هذا الترتيب الاجتماعي سيعمل على توليد حوافز جديدة
التي تقدر حماية البيئة والاعتناء بالمجتمع
بدلا من تحقيق الاهداف الانانية السطحية
المتعلقة بالثروة، الملكية والسلطة.
انها لا تدعو الى النمطية. بل تدعو الى التنوع قطعاً.
لذلك في المجتمع الاشتراكي بيتم التأكيد على الإبداع والابتكار.
هذا هو جوهر الاشتراكية.
إنها ليست كما في الرأسمالية مجموعة من العلماء يخبرون الناس بما يجب القيام به
أو كيف يعيشون، أين يذهبون، وماذا يتبعون.
وكل ذلك يتم في الرأسمالية من أجل الربح وليس من أجل الإنسان
على العكس في الإشتراكية
يصبح لدى الناس دوافع وحوافز عندما يكون لديهم واجبات ذات مغزى.
يحدث النمو والتطور الحقيقيّان عندما ينخرط الناس في
تحديات إبداعية ومساعٍ بنّاءة.
أما في ظل الرأسمالية
تموت الدوافع والحوافز في المعمعة اليومية
من الوظائف المملة والمتكررة والضرورية لكسب القوت اليومي.
في ظل الرأسمالية
العمل مليء بالألم، رتيب وممل.
على العكس في الاشتراكية
سيصبح العمل " ليس فقط وسيلة للعيش
بل الحاجة الأولى للحياة "
سيتوقف العمل عن أن يكون ضرورة مملة ومتعبة
وسيصبح متعة إيجابية، أي وسيلة للتعبير الإنساني الفردي والجماعي .
ستجلب الاشتراكية في مراحلها المتقدمة عادة القيام بالعمل الخلاق والمحفز
وتخطيط الإنتاج للوفاء بالحاجات الإنسانية
ستجلب تطور العلم والتكنولوجيا والتوزيع الحر لعرض فائض من السلع.
وبمجرد قيامها بذلك لن يكون هناك ما يمنع المجتمع من أن يكتب على راياته
المبدأ الاشتراكي النهائي
" من كل حسب طاقته، ولكل حسب حاجته ".
---
أخيراً وليس آخراً
هذا غيض من فيض وقليل من كثير
وانتظروا المزيد ...