انهم دجالون لقد أصبحت ماركسيتهم دجلا


التيتي الحبيب
2016 / 11 / 18 - 01:10     

نشرت جريدة الثورة الناطقة باسم رابطة العمل الشيوعي في عدديها 4 و6 مقالا تحت عنوان "حتى لا يتحول الدجل إلى ماركسية" وهو عنوان يحرف عنوان مقالي الذي سبق وان نشرته "حتى لا تتحول الماركسية إلى دجل" كرد على مقال نشرته الجريدة في عددها 2 بعنوان "حزب الله هل هو تنظيم إرهابي؟"
في مقالها الطويل هذا والذي اعيد نشره بالحوار المتمدن يوم 9 /11/2016 شنت رابطة العمل الشيوعي هجوما كاسحا على صاحب المقال وعلى منظمة إلى الأمام والنهج الديمقراطي. انه صيغ بأسلوب من يسعى إلى تصفية حساب سياسي وايديولوجي مع توجه خصم بل عدوا.
لا بد أن اشير كذلك الى جزئية ان المقال اعيد نشره على الحوار المتمدن يوم 9 نونبر 2016 وهو ما يؤكد ان الرابطة عازمة على تصفية حسابها وأمام جمهور اوسع مما لا يمكنه الاكتفاء بنشره بجريدة الثورة الناطق باسمها. كما انها نشرت المقال في اوج الحراك الشعبي الذي تعرفه بلادنا وفيه هبة جديدة للسيرورة التي فتحتها حركة 20 فبراير. و هذا يترجم مفهوم الرابطة للعمل السياسي كما تراه، وبأنها غير معنية بالبحث عن عوامل حشد القوى مع جهات يصب نضالها في نفس الخندق. لو حضر عندهم هذا الهم لكان لأسلوب المقال شكلا أخر عما هو عليه اليوم والذي استحضرت فيه الرابطة البوليميك وأقذع الشتائم.
هناك من المناضلين من يعتبر مثل هذه النقاشات لا طائل منها، وهي تسيء لهدف فتح النقاش وخوض الصراع السياسي والفكري الموضوعي بحثا عن القواسم المشتركة وتطويق نقاط الخلاف من اجل ايجاد طرق وسبل التحكم فيها حتى لا تتحول الى معرقل لأي عمل وحدوي. اشارك مثل هذا الرأي بل تراني اساهم فيه بكل ما املك من امكانيات. لكن امام مبادرة السادة في رابطة العمل الشيوعي لا بد من وضع النقاط فوق الحروف كما يقال لان عدم الرد الحاسم سيؤول من طرفهم بالهروب او المزيد في الغلو من طرفهم في الاعتقاد بأنهم يملكون الحقيقة وبأنهم باتوا هم البديل الثوري بالمغرب وغيرهم تحريفيون ستالينيون ممقوتون.
وعلى عكس تقديرهم فاني سأرد على مجمل ترهاتهم ولكن في نفس الوقت سأحرص على تنمية الروح الوحدوية التي نحن جميعا في حاجة إليها.
من أين نبدأ؟
سؤال طرحه لينين وقدم عليه جوابا نظريا وميدانيا وذلك لما طرح مهمة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وساهم في بناءه عبر خوض صراع مرير مع مختلف التوجهات اليمينية واليسراوية. وهو نفس السؤال الذي طرحته الى الامام وأجابت عنه بأنها تهدف الى بناء حزب البروليتاريا المغربي بغاية انجاز مهمة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وفي نفس السياق وعلى نفس التوجه عمل النهج الديمقراطي وهو اليوم بعد مؤتمره الوطني الرابع يطرح على نفسه مهمة مركزية هي مهمة بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين. اذا لا منظمة الى الامام ولا النهج الديمقراطي قال عن نفسه انه هو حزب او منظمة عمالية او هو ناطق باسم البروليتاريا المغربية لم يفعلا ذلك لإيمانهما العميق بان تحقيق هذا الهدف يستوجب القيام بعدة مهام وتغييرات في بنية التنظيم وتركيبته الاجتماعية وتجدره داخل الطبقة العاملة وفي عموم الكادحين وعلى رأسهم الفلاحين المعدمين والفقراء وبأنها مهمة كل الماركسيين اللينينين المقتنعين فعلا بهذه المهمة التاريخية. لم يتجرا اي من التنظيمين الى الاعلان الذاتي او auto-proclamation عن نفسه حزب البروليتاريا كما فعل السادة في رابطة العمل الشيوعي حيث لا يتورعون عن وصف انفسهم الناطقون المتوجون باسم البروليتاريا المغربية واستتباعا لذلك هم الماركسيون الحقيقيون بل الثوريون وما عداهم برجوازيون صغار تحريفيون ستالينيون مجرمون.
للجواب على ذلكم السؤال اللينيني البسيط استتباعات مختلفة ولكل جواب استراتيجيته وتكتيكاته.
الى الامام والنهج الديمقراطي طرحا على نفسيهما مسيرة التجدر وسط الطبقة العاملة وعموم الكادحين ومن خلال هذه المسيرة ينبني الخط السياسي والايديلوجي للتنظيم وهي مسيرة معقدة وذلك ما اثبتته كل مراحل الصراع التاريخي الذي خاضه التنظيمان. ففي خضم هذا المسيرة يتم تدقيق الاستراتيجية الثورية على ضوء معرفة علمية ودقيقة للتشكيلة الاجتماعية ومختلف الطبقات الاجتماعية والصراع الدائر بينها وطبيعة نمط الانتاج السائد ومخلفات او بقايا أنماط إنتاج الماقبل الرأسمالية. كما يتم تدقيق الخط السياسي بتصور تكتيكي للمهام بهدف تهيئ الشروط الذاتية والموضوعية لانجاز مهام التغيير الثوري. وهذه القضايا طبعا تعتبر بدون قيمة ولا فائدة منها كما يوضح اصحابنا ذلك:
"طالما عمل الستالينيون على اختلاق كل أنواع الطبقات والفئات الاجتماعية التي يمكن للمرء أن يتصورها (بل حتى التي لا يمكنه أن يتصورها). فهناك البرجوازية الكومبرادورية والبرجوازية البيروقراطية والمافيا المخزنية والإقطاع وبقايا الإقطاع والبرجوازية الوطنية ، بل وحتى الإقطاع المستنير.
إن الهدف من وراء ذلك واضح جدا: أولا إقناع كل من أسقطه سوء حظه بين أيديهم بأن من يقول إن "الصراع اليوم هو ما بين البرجوازية من جهة والعمال من جهة ثانية" يرتكب خطأ قاتلا، ويعاني من "أعطاب نظرية"، وثانيا تبرير تحالفهم مع البرجوازية "التقدمية" بل وحتى مع الإقطاع "المستنير".
في هذه الفقرة يرتكب اصحابنا تدليسا باتهامنا بنعت من يتكلم عن الصراع بين العمال والبرجوازية بأنه يرتكب خطا قاتلا ويعاني من اعطاب نظرية كما اننا لم نتكلم عن الاقطاع المستنير حتى نبرر التحالف معه. انكم تدلسون ايها السادة انكم دجالون.
فعلى عكس نظرتهم السطحية فإننا نعتبر انفسنا امام مهمة انتاج نظرية الثورة في المغرب من خلال خصوصيات معروفة ومعلومة والتي بدون ادراكها لن نتقدم ولو قيد انملة. انه درس تجربة الحركة الماركسية اللينينة المغربية والتي مرت من مرحلة النشوء الى مرحلة النضج والولادة المتجددة. وعدم اخذ بعين الاعتبار هذا القضية في النظر إلى تجربة الحملم سيقود إلى التعامل معها خارج تاريخها ويقود الى استنتاجات متحاملة كما تبين من مقال السادة في رابطة العمل الشيوعي والذين تغلب عليهم هاجس تصفية الحساب اكثر من دراسة التجربة وتملكها، وهم يعتبرون أنفسهم غير معنيين بها لأنها من فعل الستالينين أعدائهم التاريخيين كتيار من أتباع تروتسكي. انهم بموقفهم هذا سيعيدون ارتكاب نفس الاخطاء التي وقعت فيها الحملم وقت الولادة، وقد كان للحملم وخاصة إلى الأمام الجرأة لتقييمها والوقوف على نواقص البدايات.
اصحابنا في الرابطة كان لهم جواب مغاير على السؤال اللينيني بما نبدأ؟ إنهم يقدمون أنفسهم كتنظيم بروليتاري ممتلك للماركسية الثورية التي تجيب على معضلات الثورة المغربية ولها تصور ناضج وقراءة للصراع الطبقي شديدة الوضوح، حيث صراع البروليتاريا المغربية ضد البرجوازية مستغلة فائض القيمة وهو صراع طبقي يتم حله الآن وهنا عبر الثورة الاشتراكية ثورة تقوم بها البروليتاريا - بروليتاريا المدن- وطبعا سيكون الفلاحون حلفاء تابعون.
" ونحن الماركسيون، وبالرغم من أننا لا نريد أن نزيد في حزن الرفيق التيتي الشديد على "أعطابنا النظرية وغيرها"، نتفق بدورنا مع أبناء طبقتنا العمال في موقفهم، ونفضل المصانع الكبرى، مثل شركات صنع السيارات وأجزاء الطائرات، التي تشغل اليوم، في طنجة والبيضاء وغيرهما، آلاف العمال المجمعين في مكان واحد (أزيد من 7000 عامل في مصنع السيارات في طنجة وحدها!)، عوض شركات العائلات "البورجوازية الوطنية" التي تشغل بضعة عشرات من العمال تمتص دمائهم في ظروف عمل وحشية ومقابل أجور الجوع، وبدون أي حقوق.

كما سندع للقوميين البورجوازيين الصغار مهمة الدفاع عن "المنتوج الوطني"، أما نحن الماركسيون فإننا نعتبر أن تلك المصانع الكبرى، التابعة للشركات الإمبريالية المتعددة الجنسيات، هي قلاع الطبقة العاملة المغربية، وهي الثكنات التي تعلمها التنظيم والشعور بوحدتها الطبقية، ومن بين صفوف العاملين فيها سوف تكسب الحركة الماركسية المغربية أفضل قادتها، وهم من سيكونون في الخطوط الأولى للثورة الاشتراكية المغربية، التي ستحمل الطبقة العاملة إلى السلطة فتصادر تلك الشركات بدون أي تعويض وتسيرها تحت رقابتها الديمقراطية.

وبين هاتين الطبقتين توجد طبقة صغار مالكي وسائل الإنتاج من الفلاحين الصغار وأصحاب الدكاكين والورشات الصغرى ومن يشبههم، وهم من تسميهم الماركسية الطبقة البرجوازية الصغرى. [36]

وإلى جانبهم، بالأحرى تحتهم، توجد فئات أطلق عليها ماركس اسم البروليتاريا الرثة، حثالة الطبقات الأخرى المتساقطين في الهامش (المشردون، المتسولون، النشالون، الخ.

نحن نعلم أننا بهذا الحديث نزيد في حزن الرفيق التيتي الشديد، لأنه سيظن أننا لا نحبه ونحاول حرمانه من طبقاته العزيزة عليه. لكننا آسفون لأن كل الأطفال مجبرون في يوم ما، لمصلحتهم هم بالذات، أن يقال لهم بأن بابا نويل مجرد خرافة، مثله مثل "طبقة الكومبرادور".
لم تزيدوا حزني فقط بل قويتم يأسي منكم انتم الذين تتفقون مع ابناء طبقتكم العاملة في مواقفها. يا لحظكم الكبير إنكم وجدتم طبقة عاملة جاهزة لانجاز الثورة في حين ضيع النهج الديمقراطي ومعه الى الأمام تلك الفرصة. لست ادري أي نوع من المهلوسات يتناولها أصحابنا على كل اعتقد انهم يقرؤون الكتب المقدسة للتروتسكية والتي لم تسقط بيد التيارات الأخرى التروتسكية. ان أصحابنا يمتلكون التلمود الذي يمدهم بالخلطة السحرية من شاكلة الشركات الكبرى لصناعة السيارات والطائرات. ومن غرائب الأمور اعتبر اصحابنا مثل هذه الشركات هي قلاع الطبقة العاملة المغربية اسوة بمقولات إلى الأمام حول القلعات البرويليتارية. لكنهم في الحقيقة اكتفوا فقط بترديد جملة محفوظة عن ظهر قلب بدون ان يكلفوا انفسهم باستيعاب ما كانت تعنيه إلى الأمام بالقلعات البروليتارية وهل فعلا شركات السيارات والطائرات تدخل في تصنيف القلعات البروليتارية؟ لا أيها السادة ليست تلك قلعات بروليتارية. للقلعات البروليتارية معنى لم تدركوه وعلى ما يبدوا لستم حتى في حاجة له، وهو على كل في عداد الملكية الفكرية لأعدائكم الستالينيين.
من مظاهر الدجل عند تناول التشكيلة الاجتماعية هي اصرار اصحابنا على انكار الوجود المادي للطبقات الاجتماعية بالقول بان طبقة الكمبرادور خرافة وبان البرجوازية الوطنية هي وهم ستاليني وان مصطلح بقايا الاقطاع هو "كلام فارغ وتلاعب نظري بالكلمات، لا يعني شيئا جديا"
ان التشكيلة الاجتماعية عند اصحابنا مختزلة في صراع تناحري وحيد وهو الموجود بين الطبقة العاملة والبرجوازية. ولا يعنيهم في شيء التفصيل والتدقيق في ما تشمله لفظة البرجوازية لان التدقيق في البحث الاجتماعي من شانه ان يخرجهم عن سكة النص الماركسي الواضح والجلي كما صاغه ماركس وانجلس، إن التدقيق في البرجوازية الصغيرة والمتوسطة والتدقيق ايضا في البرجوازية الكبيرة وفئاتها المهيمنة هو من أوهام الستالينية والبونبارتية في النظر لمسالة الدولة. فلا حاجة لكل هده التعقيدات مادامت التشكيلة الاجتماعية منقسمة الى عمال وبرجوازية في صراع تناحري عدائي او كما وصفوه في مقالهم الطويل:
"لكن عالم الواقع والملموس، مع الأسف، ضيق ولا يسمح بشطحات الخيال. وخاصة عالم العلاقة بين الطبقات، التي هي علاقة تناحرية لا مجال فيها للهدنة أو التعاون أو تقاسم المهام. إما سيطرة هذه الطبقة أو تلك، هذا ما يقوله لنا التاريخ منذ ظهور الطبقات"
ولكي يفحمنا اصحابنا استشهدوا بالمقطع التالي من البيان الشيوعي:
"إن تاريخ كل مجتمع حتى يومنا هذا، ليس سوى تاريخ صراع الطبقات. فالحر والعبد والنبيل والعامي والإقطاعي والقن ومعلم الحرفة والصانع، وباختصار الظالمون والمظلومون، المتعارضون دوما، خاضوا صراعا متواصلا، صريحا تارة ومستترا تارة أخرى، صراعا كان ينتهي في كل مرة إما بتغيير ثوري للمجتمع كله، وإما بهلاك كلتا الطبقتين المتصارعتين» [البيان الشيوعي - فصل البورجوازيون والبروليتاريون].
تلك هي النظرة التي تحكم مفهومهم للثورة في المغرب، إن الصراع منذ ظهور الطبقات هو صراع بين طبقة ضد أخرى. ألا ترون كيف يتحول التراب بين ايدي اصحابنا الى تبر وذهب.
يخبرنا أصحابنا أيضا انه قد" تمكنت الرأسمالية، خاصة في عصر الإمبريالية، من دمج العالم بأسره في سوق عالمية واحدة وفرضت نمط الإنتاج الرأسمالي في كل مكان، بما في ذلك في المغرب. " وبذلك تكون مهام الثورة هي نفسها في جميع اصقاع العالم مثلها مثل الثورة في فرنسا وفي الصومال واثيوبيا وفي الشيلي والبرازيل او مصر. انها الثورة الاشتراكية العالمية. هذه الثورة التي تكلم عنها اصحابنا كما يلي:
" إننا نتبنى النظرية الماركسية، وهذه النظرية تقول إن الثورة الاشتراكية سيرورة أممية بالضرورة، حيث يمكن أن تنتصر الثورة في البداية في بلد واحد أو عدة بلدان، أي يمكن للطبقة العاملة في بلد ما أن تسقط بورجوازيتها القطرية عندما تتوفر الظروف لذلك، لكن بناء المجتمع الاشتراكي مستحيل في بلد واحد، الاشتراكية مشروع أممي، وهذا ما يجعل هويتنا الأممية ملموسة وأساسية وليست مجرد شعار أو علاقات مجردة مع هذا التنظيم أو ذاك في هذا البلد أو ذاك"
نعم هي ذي الفكرة العبقرية والاكتشاف الباهر الذي استورده اصحابنا للتغيير الثوري في المغرب وهو القيام بثورة اشتراكية في الوقت الذي هم مقتنعون باستحالة بناء المجتمع الاشتراكي بالمغرب. اليس هذا ثعبان يعض ذيله. اذا كنت مقتنعا باستحالة بناء المجتمع الاشتراكي فلماذا تزج بنفسك في انجاز ثورة محكوم عليها بالموت؟ أو في أحسن الأحوال بالبقاء في حالة لا نعلم ما هي إلى أن تنجح الثورة الاشتراكية على صعيد كوكب الارض. انه مأزق نظري خطير للغاية يحاول اصحابنا الخروج منه بالدجل والشتيمة. لكن في الحقيقة مثل هذه العقيدة تقود الى التبني اللفظي للثورة ومعاداتها في الواقع أو محاولة اجهاضها بدعوى عدم توفر الشروط الموضوعية لبناء الاشتراكية.
كان هذا هو مربط الفرس في الصراع بين اتجاه تزعمه تروتسكي بدعوته للثورة الدائمة وبين اتجاه قاده لينين ومن بعده ستالين وهو الاستماتة في بناء المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي. هذا هو الاتجاه الذي قاده الحزب الشيوعي الصيني تحت زعامة ماو تسي تونغ والحزب الشيوعي الفيتنامي بزعامة هو شي منه. وقد ووجهت كل هذه الثورات بالهجوم حد مناصبتها العداء من طرف تروتسكي واتباعه تحت ذريعة البيروقراطية الستالينية.
لا زلت عند رأيي لما نصحت المناضلين الشباب بالإطلاع العميق على تاريخ البلشفية، لاني لا اقبل هذا التحايل التاريخي والتدليس الذي يراد منه جعل لينين تروتسكيا في آخر حياته او تروتسكي بلشفيا قبيل مماته. لكل واحد منهما اسهاماته ولتروتسكي اخطاؤه القاتلة تجاه الثورة البلشفية نفسها وانقلابه على الخطة اللينينية المتعلقة بالنيب او مسالة خوض الصراع الطبقي وقضايا التحالف العمالي الفلاحي والتأميم وغيرها من السياسات التي تبناها الحزب بعد وفاة لينين.
اما قصة انهيار التجربة السوفيتية، فإنها اعقد من ان تكون من مسؤولية البيروقراطية لستالين وهي تجربة جديرة بالتقييم الموضوعي والعلمي وهو ما لا يمكن لرابطة العمل الشيوعي ان تفهمه او تقوم به. ان مثل هذا التقييم مفيد لمجرى التغيير الثوري اليوم في المغرب وعلى الصعيد الاممي. المؤهلون لانجاز ذلك هم الماركسيون اللينينيون الذين لم يتنكروا للتاريخ ولمسؤولياتهم التاريخية بما فيها اخطاء ستالين كقائد لبناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي. ولعلم اصحابنا لم يسبق لمنظمة الى الامام ان اعتبرت ستالين "أب الشعوب" بل كانت لها رؤية في الموضوع وهي رؤية سليمة لا مجال للتحامل من طرف الخصوم الذين على شاكلة رابطة العمل حاولوا ببؤس أن يجعلوا تهمة الستالينية وصمة عار يحاول الكل التنصل منها او التبرؤ منها. وهي محاولة قديمة قدم الهجوم الامبريالي على الاتحاد السوفياتي قبيل الحرب العالمية الثانية.
اكتفي في هذا الرد السريع بهذه القضايا وسأحاول التعرض لبقية الترهات الواردة في المقال المعني عندما تتوفر الامكانية وتسمح الظروف بذلك. لكن في جميع الاحوال انوه بضرورة الانكباب على القضايا الميدانية اليوم لان مناضلينا في حاجة ماسة لشحذ سلاحهم في معمعان النضال المتواصل للعمال وللكادحين خاصة مع الحراك الاجتماعي الراهن.
التيتي الحبيب