الماركسية سلاح فكري متطور متجدد ليس له حدود 2


ناصر عجمايا
2005 / 12 / 27 - 15:50     

الماركسية منهج علمي, واقعي, موضوعي, ملموس. للوصول, الى المعرفة العلمية الواقعية,للعملية التغيير, نحو الافضل.. المنهج له منطلقات, وقوانين, ضمن اهداف التغيير .الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي, خدمة للكادحين, والفقراء وتوعية المجتمع, عموما ..تحت قيادة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي , الذي يدير الصراع الطبقي, ويتفاعل معه, نظريا وعمليا. لذا يتطلب تحالف , مع كل القوى التي تهمها, المصلحة الوطنية العليا. لاجتياز مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية, الى النهاية. ولابد من قيادة التحالف, الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي بلا منازع, ولا مساومة, واي تهاون ضمن المبدا, يعتبر انتحار للعملية وللحزب.
الفكر الماركسي, هو اللبنة الاساسية, في بناء, ونشوء, الاحزاب الشيوعية العالمية.. ونشا مع نشوء البرجوازية الصناعية, في المدن, والبرجوازية الزراعية, في الريف, ضرورة موضوعية للوعي الطبقي, وتقوية نضالها, العمالي للتسليح, الفكري الكامل, لكسب الوعي الطبقي, وتحصين دوره, في التنظيم المنظم, المركزي. لابراز النضال, وابتعاده عن العفوية, لانه لايعطي مردود, يخدم المهام الاساسية, لانتزاع حقوق الطبقة العاملة المستغلة, من قبل البرجوازية المتطفلة, في المدينة والريف.
الماركسية, دخلت العملية الانتاجية, وتوصلت الى كيفية, استغلال البرجوازية, للعمال.. بتسليب جهد, وقوة, وقدرة, العامل .من خلال فائض القيمة, او ماتسمى القيمة الزائدة. تذهب الى جيب الراسمالي, المالك لوسائل الانتاج.. بلا منازع. ودون جهد, من جانبه. في العملية الانتاجية وحصوله, على الربح الفاحش, لاستغلال العمال .
ما المقصود بفائض القيمة؟
عدد ساعات العامل في المعمل 8 ساعات ما ينتجه في هذه الساعات يساوي 12 ساعة قيمة انتاجية لعمل العامل وهذا معناه 4 ساعات انتاجية دخلت الى جيب الراسمالي من جهد العامل بلا منازع تصوروا لو كان في المعمل 1000 عامل مثلا الراسمالي يكسب 4000 ساعة في اليوم الواحد فقط وكل عامل ياخذ اجر 8 ساعة في اليوم فهل هذه عدالة في الارض؟؟!!
لو اجرينا المعادلة البسيطة تكون كما يلي:
12- 8 = 4 فائض القيمة
12 ساعة هي انتاجية العامل الواحدفي العملية الانتاجية
8 ساعة هي الاجور التي يتقاضاها العامل
4 ساعة هي الجهد المسروق من قبل الراسمالي للعامل
والحال في الريف, هو اكثر استغلالا, وابشع.. العامل الزراعي كان تحت رحمة الاقطاعي. لسد معيشته بفقر, محدق. من دون ضمان يذكر له ولعياله. كان الفلاح, يباع, ويشترى, مع الارض.. في مرحلة الاقطاع, في اوروبا .
اما في اسيا كانت العلاقات الاقتصادية, شبه اقطاعية اي الفلاح, لا يباع ويشترى مع الارض.. يبقى مع سيده ,الاقطاعي كعبيد .
ازاء الواقع الانساني والاقتصادي المتردي, في القرن التاسع عشر, وماقبله بقرون عديدة, في الريف. من فقر, وظلم, وعوز, وجوع, ومرض, مرادف للانسان.. ومع بدء نشوء الصناعة, في اوروبا, والثورة الصناعية الاولى في انكلتر. لابد من وجود عمال, لانجاز العملية الانتاجية وادارتهم لها, وتعاملهم العلمي , فتبلورت الافكار لديهم وزاد الوعي الحسي ضمن العملية الانتاجية . وكيفية انتاج الالة وسرعتها, وتمرس العامل, معها فاستوعب الحس العلمي , كما زاد من وعي العامل, واحتكاكهم الحاصل في المعمل, وقربهم الواحد للاخر, وتجمعهم تحت سقيفة واحدة, نشا الحس الثوري, والتفكير المنطقي, ضمن العملية الانتاجية, ومع نشوء الفكر الماركسي تبلور, الوعي الفكري, لمهام طبقية عمالية صرفة,اكثر من قبل. ومع نشوء المدارس, وتطورها اللاحق, تطور كل شيء باتجاه الحس المنطقي, لمهام الطبقة العملة, وسهولة استيعاب, مهامها الاقتصادية, والسياسية, والاحتماعية, التي لابد من تواجدها.. لانقاذ العمال, وسائر الكادحين, من العوز, والكساد, والفقر الظالم. وازالة الامية, والجهل, من المجتمع.. وانسلخت, قوى مثقفة واعية الى جانب الطبقة العاملة, والفلاحين, وسائر الكادحين, مضحية بالحياة, من اجل رفع الضيم, عن الطبقات المسحوقة, في المجتمع.. فكان لها في بناء وتشكيل, الاحزاب الشيوعية العالمية, مستندين الى النظرية الماركسية, في النشوء البدائي , له.. ومن ثم استيعاب, التجارب الغنية, لنضال الطبقة العماليةالعالمية, والاحزاب الشيوعية, التي خاضت ,النضال الجسور, ضد الفقر, والاستغلال مستندين, الى النظرية العلمية الماركسية, والبيان الشيوعي, والى نظرية التطور , الاجتماعي والحياتي, للكون والمجتمع.
مع تطور العلم, والتكنلوجيا, لابد من تطور حياة ومعيشة الانسان, وتامينها. من كل النواحي ..استنادا لنظرية العدالة الاجتماعية.. وخلق عالم افضل.. تسوده الحرية والديمقراطية. والحق واحقاقه, لكل الناس.. في كل مجالات الحياة, المرادفة للانسان.. لكن ذلك بالتاكيد, لم تحصل, عليه البشرية, هبة من احد.. بل مارست, الوعي والعمل, واستنباط اساليب جديدة, في النضال.. ولابد من انتزاع, الحق, والحرية.. وانهاء الاستبداد. والمحسوبية, والمنسوبية . ووضع الانسان المناسب, في المكان المناسب.. والسير بخطوط مستقيمة, وبشكل متوازن, متكامل.. في خدمة الانسان. وما قيمة الانسان, الذي لا يحرك ساكن ما, في تعجيل الحياة.. وتطورها.. خدمة للاجيال الحالية, واللاحقة. كونها امانة, في اعناق الجميع.. في التطور والتقدم البشري. المطلوب تواجده. وخلقه وايجاده.. للتطور الحياتي الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والبيئي والمدني والعلمي..
لاننسى هناك ظلام في الارض. تستبد وتقتل, وتمارس, كل انواع القسوة والجور, ضد الانسانية ..ولو تتمكن. تعزل الهواء عن الانسان, تحتفظ به, تحتكره, ثم تبيعه للناس كتجارة, تعتبرها اجتهاد كما هو الحال, في الماء والكهرباء والغاز الطبيعي, وكل مشتقات الارض, المنتجة للمعادن.. كالذهب والفضة والنفط والغاز والكبريت والفسفور والحديد وكل المنتوجات الاخرى. هي من حصة الانسان في الكون..
السلطات الحاكمة, كل شيء ملكها. والطبقات الفقيرة محرومة, ليس لها نصيب يذكر, في هذه الارض باستثناء قليل من دول العالم.. تعي لتوزيع الثروة, وتامين حصص, ولو بسيطة من العائدات, وخيرات الارض ,الذي يسكن الناس عليها.
وليس غريبا فان اكثر الدول, تشتري السلاح, ليس للمحافظة على الدولة, فحسب بل تشهر الاسلحة بوجه شعوبها.. وتمارس اقوى انواع الابادة , ضد الفقراء, والمستضعفين.. لقمع الشعب والحكم, بالحديد والنار..لاركاع, واذلال, الشعوب التي تحكمها.
ولا ملكية للفقراء, والكادحين , لذا عليهم التحصن, بالعلم والثقافة والتكنلوجيا والوعي. لمصالحهم المهدورة. والمستباحة, لحفنة ظالة, من البشر.. البعيد عن الانسانية. والفاقد للضمير. والذي لايمت للانسانية بصلة. فيفقد كل شيء ليتحول, الى وحش كاسر. يضرب اخيه الانسان.. لتامين جشعه, واستغلاله, واستبداده.
على الشعوب مزيدا من الوعي, الفكري والاستيعاب, الماركسي كنظرية وتطبيق. تملك كل التطور, اللاحق علميا, ونظريا وعمليا, بتجارب غنية, في العمل, لايستهان بها.. على الانسان ان يتحرر فكريا, ومن ثم اقتصاديا, ويعي مهامه ودوره كانسان.. واذا كسب العلم والثقافة, والفكر الماركسي العلمي , يكون قد استوعب, معركة الحياة من جهة وامن مستقبله, واجياله من جهة اخرى .اذا تحرر اقتصاديا. يتحرر من كل القيود الحياتية, التي تمارس ضده..
اليوم اكثر من قبل للعلم والثقافة دور رائد, في معركة الحياة وتامين, المستقبل المشود, للاجيال . فلا ندعو الراسمالية, تحرفنا عن الثقافة والعلم, والمعرفة.. لنغسل عيوننا من ذرات, التراب التي تضعها البرجوازية, في عيوننا..لنتحرر من اساليب اللهو واللامبالاة. والانحراف و الاساليب الرذيلة والرخيصة. لانحراف الشبيبة, عن المهام الحياتية للمستقبل المنشود.. استغلوا ايها الشباب, ما هو متوفر, وما انتزعته, نضال الاجيال الحالية, والسابقة.. التي امنتها لكم, بنضالها وتضحياتها الكبيرة.. هلموا الى الدراسة, واستيعاب العلم والمعرفة, لا تتركوا كتابا بلا قراءة.. المكاتب عامرة بالمعرفة, وسبل الوصول اليها متيسرة.. كونوا مع العلم ضد الجهل, ومع الحرية ضد الاستبداد, ومع الالتزام ضد اللامبالاة, ومع مركز الحياة ضد الليبرالية, والتسيب, الذان يزرع فيكم الخمول, وترك المهام وتحريفها عن واقعها الحقيقي.. فتدفعون الثمن في المستقبل. وكما يقول المثل الصيني (اطلب العلم ولوفي الصين) وانا اقول (اطلب العلم من اية بقعة من العالم لانه ملك للجميع ) ولان المعرفة العلمية اصبحت اممية خاصة في الثورة المعلوماتية الحالية.. استغلوها, لصالحكم ايها الاحبة, الوقت لابد من تثمينه, من يفقده يدفع ثمنه باهضا...

يتبع