ناظم الماوي : حماقة في النظرية وجبن في الممارسة العملية.‏


رفيق حاتم رفيق
2016 / 10 / 1 - 17:41     

رفيق حاتم رفيق .‏



ـ 1 ـ

دار نقاش بيني وبين عدد من الرفاق في حزب الكادحين وأصدقائه خلال ‏العامين الماضيين حول ردود على الحزب يكتبها شخص يطلق على نفسه ‏اسم ناظم الماوي وينشرها تباعا في موقع الحوار المتمدن من ذلك رده على ‏كتابي الأمين العام للحزب : "تونس الانتفاضة والثورة" الصادر سنة 2011 ‏عن دار نهى ، صفاقس ، تونس ، و"الربيع العربي والمخاتلة في الدين ‏والسياسة " الصادر عن نفس الدار سنة 2013 ، فضلا عن مناقشته لبعض ما ‏أصدره الحزب من بيانات ومقالات .‏

وبسبب انشغالنا بالأهم من القضايا لم نر فائدة في مناقشة صاحب تلك الردود ‏طيلة المدة المنقضية خاصة أنها بدت لنا سجالا ايديولوجيا عقيما مليئا ‏بالاخطاء المعرفية والتاريخية واللغوية وغيرها مثلما سنبينه، فما الفائدة من ‏مناقشة رجل يعتقد مثلا أن الفيلسوف الفرنسي آلان باديو قد توفي منذ سنوات ‏والحال أنه لا يزال على قيد الحياة ، فهو يكتب مثلا عند مناقشته لكتاب فريد ‏العليبي الربيع العربي والمخاتلة بين الدين والسياسة " يستشهد بفيلسوف ‏فرنسي كان فى وقت ما ماويّ النزعة ، آلان باديو ، و يتجاهل أنّ فلسفة هذا ‏الأخير وكتاباته لسنوات قبل وفاته ، أمست تقدح كلّيا فى التجارب ‏الإشتراكية برمّتها " أو اعتقاده عند مناقشة كتاب "تونس الانتفاضة والثورة" ‏أن اجابة شوان لاي الشهيرة عن سؤال يتعلق بتقييم الثورة الفرنسية تخص ‏انتفاضة ماي 1968 لا ثورة 1789 والحال أنه لو قام ببحث بسيط بين ‏صفحات النات ما فاته ذلك وما ارتكب تلك الحماقة !! ‏

والملاحظ أن ناظم الماوى لم يترك أى مجموعة سياسية تنتمى الى اليسار في ‏معناه الواسع تقريبا الا وكتب عنها مقالات رثة تطفح بالحماقات النظرية ‏وبالنسبة الى حزب الكادحين فقد تركناه يفرغ ما في جعبته فتوغل في السباب ‏والشتيمة والافتراء ، وقد آن الأوان لابداء بعض الملاحظات على هامش ما ‏كتبه متوخين الاقتصاد في الكلام بالنظر الى أن ما ينشره لا يرقي الى مستوى ‏الكتابة النظرية التى تستحق نقدا يمكن للحركة الثورية التونسية والعربية بوجه ‏خاص الاستفادة منه وانما هو منوعات من الغباء الفكري الناتج عن جهل ‏مريع لا بالماركسية اللينينية الماوية التى يقدم نفسه على أنه ناطق باسمها ‏وانما بالمعارف الانسانية المختلفة ، وهو ما سنحرص أيضا على التدليل عليه ‏‏.‏
‏ ولا يفوتنا هنا لفت الانتباه الى أن معظم من كتب حولهم ناظم الماوى قابلوه ‏بالتجاهل حتى أنه استغرب ذلك مرارا دون انتباه الى أن الحماقة النظرية لا ‏تواجه بالنقد بقدر ما تواجه بالسخرية والتهكم والتجاهل . لأجل هذا فإن ما ‏سنقوم به هنا فيه منة ومزية عليه نتمنى أن لا تحول حماقته كالعادة دون التنبه ‏اليها فربما ساعدناه على ادراك جهله ليكف عن نفث غبائه. ‏
‏ ‏
وفضلا عن ذلك نلفت عناية القارئ في البدء الى أننا في حزب الكادحين على ‏بينة تامة من هوية ناظم الماوى فقد نشط لبعض الوقت في الحلقات والمنظمات ‏التى ينحدر منها الحزب ، وكان يمد الأمين العام الحالي بترجمات ركيكة ‏لاصلاحها ومراجعتها ، وهو هاو للاختباء وراء الأسماء الوهمية ، اذ يكتب ‏تارة تحت اسم : ناظم الماوي وطورا تحت اسم شادي الشماوى تجنبا لتحمل ‏المسؤولية الشخصية عما يكتبه، وهو لا يفعل ذلك خوفا من المراقبة البوليسية ‏كما قد يُعتقد ، وانما خوفا من أقرب المقربين اليه فهو يختبئ داخل مجموعة ‏سياسية معادية للماوية لغايات نقابوية، دون اعلان هويته الايديولوجية ‏والسياسية ،متوجسا من افتضاح أمره داخلها وهو الذى خصها بأقذع ‏الاوصاف أيضا. ‏

و طيلة حكم بن على لم يكتب ناظم مقالا واحدا لا في الحوار المتمدن ولا في ‏غيره من المواقع الالكترونية ، وفجاة أصبح بعد ذلك يكتب باسهال مقالات ‏سجالية يغلب عليها السب والشتيمة كما قلنا ضد الجميع ليس في تونس فحسب ‏بل خارجها أيضا فهو يوزع تلك الشتائم على شخصيات وأحزاب في آسيا ‏وأوربا وأمريكا ، معتقدا أن "عناية السماء " قد كلفته بمهمة تقويم معوجين ‏ومحرفين ومشوهين ومنحطين وكذابين ومثاليين وميكانيكيين وميتافزيقيين الخ ‏‏.. متوهما أن ما يقوله ستكون له فائدة في توضيح الرؤى وجلب المتعاطفين ‏والحال أنه ظل على مدى حوالي ثلاثين عاما كاملة عاجزا عن تنظيم فرد ‏واحد ، واللافت أنه خص رفاقه القدامى بالنصيب الأوفر من شتائمه حتى أن ‏أحدهم وصفه في رد عليه بالكلب الذى يعوي وحيدا في الصحراء ..‏

وفي مجال الممارسة العملية لا يعرف عن ناظم انه مارس اى عمل نضالي ‏خلال الانتفاضة التونسية التى يكتب عنها مقالات الان فهو كمن يسكن كهفا ‏ففقد القدرة على الابصار داخله ولا يعلم ماذا يجري خارجه وتوقف عنده ‏الزمن فظل يعيش على ذكريات من زمن ولى وانقضى لذلك تجده يكرر مفاهيم ‏وافكار منفصلة عن سياق الوقائع الحية التى تجري حوله دون أن يراها .‏

والطريف أن الرجل الذي يملأ صفحات الحوار المتمدن بتلك الكتابات الرثة ‏لم يتجرأ يوما واحدا على تقديم محاضرة في تونس أو خارجها ليناقشه الناس ‏فيما يقوله فضلا عن غربته عن كل عمل كفاحى في ميادين صراع الطبقات ‏وما أكثرها فهو يجمع بين الحماقة النظرية والجبن في الممارسة العملية .‏
يتبع ....‏