المشكلة اليهودية - ليون تروتسكى


سعيد العليمى
2016 / 9 / 10 - 22:33     


المشكلة اليهودية ليون تروتسكى
السؤال الاول : هل يتعين على المعارضة اليسارية ان تطرح مطالب خاصة لتكسب الطبقة العاملة اليهودية الى جانبها فى امريكا ؟
الاجابة : سوف يكون دور العامل اليهودى الاجنبى المولود على ارضها فى الثورة البروليتارية الامريكية عظيما للغاية ، وبصدد جوانب معينة فسوف يكون حاسما . ومما لاشك فيه ان على المعارضة اليسارية ان تقوم بكل مافى وسعها لتتغلغل فى حياة العمال اليهود .
السؤال الثانى : ماهو موقفك من اللغة اليهودية . ولم تصفها فى سيرتك الذاتية بأنها " رطانة " ؟
الاجابة : ان موقفى من اللغة اليهودية يماثل موقفى من اللغات الاخرى ، واذا كنت قد استخدمت بالفعل فى سيرتى الذاتية مصطلح " رطانة " فذلك يعود الى انه فى سنوات شبابى فى اوديسا لم تكن اللغة اليهودية تسمى يديش ، كما هو الحال اليوم ، وانما كانت تسمى " رطانة " وقد كان هذا هو تعبير اليهود انفسهم ، الذين لم يعتبرونها سمة على التعالى . ان كلمة يديش دخلت مجال التداول العام فى 15 – 20 عاما الاخيرة . ويمكن ان نلاحظ هذا حتى فى فرنسا .
السؤال الثالث : يعتبرونك فى الدوائر اليهودية من "دعاة التمثل " فماهو موقفك من التمثل ؟
الاجابة : انا لاافهم لماذا يفترض ان يعتبرونى من " دعاة التمثل " . وانا لااعرف بصفة عامة ، اى نوع من المعانى تتضمنه هذه الكلمة . اننى ، وذلك مفهوم للعموم ، معارض للصهيونية وكل اشكال الانعزال الذاتى من جانب العمال اليهود . واننى ادعوا العمال اليهود فى فرنسا لأن يؤقلموا انفسهم بشكل افضل على مشاكل الحياة الفرنسية وقضايا الطبقة العاملة . بدون ذلك فمن الصعب الاسهام فى حركة الطبقة العاملة فى هذا القطر الذي يستغلون فيه . وحيث ان البروليتاريا اليهودية منتشرة فمن الضرورى للعامل اليهودى ، جانب لغته الخاصة ، ان يجتهد فى معرفة لغة اقطار اخرى كسلاح فى الصراع الطبقى . فما علاقة هذا ب " التمثل " .
السؤال الرابع : وصف الحزب الشيوعى الرسمى ، بدون تقصى ، الأحداث اليهودية – العربية فى فلسطين عام 1929 باعتبارها الانتفاضة الثورية للجماهير العربية المضطهدة . ماهو رأيك فى هذه السياسة ؟
الاجابة : لسوء الحظ لست مطلعا بما يكفى على الوقائع لأغامر بإبداء رأى محدد . واننى ادرس المسألة فى الوقت الراهن . حينئذ سوف يكون من الاسهل ان نرى بأى نسبة وبأى درجة كانت هذه العناصر مثل دعاة التحرر الوطنى ( المناهضون للامبرياليين ) والمحمديون الرجعيون ومدبرى المذابح المعادون للسامية موجودة . ظاهريا يبدو لى ان كل هذه العناصر كانت موجودة .
السؤال الخامس : ماهو موقفك من فلسطين بوصفها " وطنا " يهوديا محتملا ومن موطن لليهود بصفة عامة ؟ الا تعتقد ان معاداة السامية التى تمارسها الفاشية الالمانية تدفع فى اتجاه مقاربة مختلفة للمسألة اليهودية من جانب الشيوعيين ؟
الاجابة : كل من الدولة الفاشية فى المانيا ، وكذلك الصراع العربى اليهودى يقدمان اثباتات جديدة وغاية فى الوضوح على أن المسألة اليهودية لايمكن ان تحل ضمن اطار الرأسمالية . لاأعرف مااذا كان الشعب اليهودي سوف يتشكل مرة اخرى كأمة . على اية حال ، لايمكن ان يكون هناك شك فى ان الشروط المادية لوجود الشعب اليهودي بوصفه أمة مستقلة يمكن ان تتحقق فقط من خلال ثورة بروليتارية . ولايوجد شئ فوق كوكبنا يعزز فكرة ان لأحد حقا فى الارض اكثر من احد آخر .
ان تأسيس قاعدة اقليمية للشعب اليهودى فى فلسطين او فى اى بلد آخر يمكن تصوره فقط مترافقا مع هجرات جماهير بشرية كبيرة . والاشتراكية المنتصرة وحدها هى التى يمكن ان تأخذ على عاتقها مثل هذه المهام . ويمكن ان نتوقع ان هذا قد يتحقق اما على اساس التفهم المتبادل ، او بمساعدة نوع من المحاكم الاممية البروليتارية التى ينبغى ان تتولى النظر فى هذه المسألة وتحلها .
ان الطريق المسدود الذى يجد اليهود الالمان انفسهم فيه وكذلك الطريق المسدود الذى تقابله الصهيونية مرتبط بشكل لاانفصام فيه بالطريق المسدود الذى تواجهه الراسمالية العالمية ككل .حينما يدرك العمال اليهود بوضوح فقط هذه العلاقة الداخلية سوف يتحصنون ضد التشاؤم واليأس .
-----------------------------------------------------------------------------------------
المصدر : مجلة الصراع الطبقى لسان الحال الرسمى لعصبة النضال الشيوعى ( المنتمية لأممية المعارضة اليسارية ) ، المجلد الرابع ، العدد الثانى ، فبراير 1934 .
https://www.marxists.org/archive/trotsky/1934/xx/jewish.htm