بعضٌ من الأخلاق الشُّيُوعيّة


السموأل راجي
2016 / 9 / 4 - 19:43     

لسنَا هُنا في منزع الأخلاقوِيّة ، ولكِن التّواضُع وحُسن الانصات ومعرِفة أنّ قَدَر الإنسَان قد صنعتهُ صراعاتٌ طبقيّة معقّدَة اصطبغَت كلّ مرحلةٍ فيها بمفاهِيم وقِيَمٍ ونماذج وأفكارٍ وعادات شكّلت فِيما بينهَا ما يُعرف في التّالِيل العلميّة الإجتماعيّة والفلسفيّة بالأخلاَق هي ما نبحثُ فِيه ، وأمام موجة تعهُّر حقِيقِي تجتاح الحركة الُدّعية للشُّيُوعيّة وَجَب التّنوِيه والتّأكِيد ، الأَخلاَق مبْحَث في سيرُورة مُعيّنة من مجرَى التّارِيخ سيطرت فيه البُورجوازيّة ،وهِي طبقَة تحترِف الشُّذُوذ ومُدمِنة الفنادِق ومُحترفة التّبذِير وهاوِية كُلّ ما غلا ثمنُه ولو كانَ بِلا قِيمة ، غاب عن الكِتابة والأحَادِيث، وتسلّلت للعُقُول والسُّلُوكيّات والعادات اليومِيّة أنْمَاط عيْش البُورجوازيّة المُتفسّخة فعليًّا أخلاقِيًّا فأصبَح خاصّة لدَى فِئات واسعة من البُورجوازيّة الصّغرى من موظّفين ومدرّسِين ومهنٍ حُرّة أطبّاء ومهندسين ومُحامِين وغيرهم نفس العادَات ونفس القِيَم وتحوّلت المُجاهرة بِها إلى مبعثٍ للفَخْر والتبجُّح وأصبَح ما يظهَر أحيانًا من الأجساد أكثر مِمّا يُخفَى ، وحفلاَت الأنخَاب وجولات الصّالُونات والفنَادِق ، وغاب في المُقابل النِّضال الدّؤُوب من أجل رِفعة الطّبقة العامِلة والمُساوَاة بين البَشَر ومناهضة اضطِهاد الإنسَان للإنسَان ، بل ونبَتَت في بعض الأدمِغة عادَات احتِقار الطّبقات الشّعبيّة وعَــــمّت شتائِم ضِدّ الشُّعُوب(وكأنّهُم فوق مُستوى الشّعب) وتولّدَت نزَعَات دائِمة نحو اليمِين و نَــــمَـــت النَّظرة الدُّونيّة لِمن يمتلك رصِيدًا ماليًّا أقلّ أو لا يكُون في نفس المنزِلة اللاّأخلاقِيّة.
لقَد كتب الرّفِيق الفذّ مُعلّم البرولِيتارِيا لينين (وكان مُحاميًا ومات ولم يكن لهُ منزِل وبذلاته معدُودة) مُنذ 2 تشرِين الأوّل/أكتُوبر 1920، وفي خِطابٍ شهِيرٍ جدًّا (لم يسمع عنهُ مُدّعِي الشُّيُوعيّة طبعًا) أمام المُؤتمر الثّالِث لاتحاد الشّباب الشُّيُوعيّ الرُّوسيّ :"من أفدح الشرور , ومن أسوء المصائب التي خلفها المجتمع الرأسمالي القديم , القطيعة التامة بين الكتاب والحياة العملية" فعيبٌ بهذا المعنَى العيْش وسط الأوراق وعيبٌ أخطَر المسلكيّة بلا عنوان ولا هدَف مع ميَلاَن مع رِياح التعفُّن البُورجوازِي سيدفع حتمًا بأيّ منتسب إلى هُوّة الدّعارة السّياسيّة والتعهّر البُورجوازي الحقِيقِيّ ، ليختتم لينين بقولِه:"ينبغي للجيل الشيوعي الفتي أن يبني المجتمع الشيوعي .أمامكم مهمة , هي مهمة البناء . ولن تتمكنوا من القيام بها إلا إذا استوعبتم كل المعارف الحديثة , إلا إذا استطعتم تحويل الشيوعية من صيغ ونصائح , وتوصيات , وتعليمات , وبرامج , جاهزة ومحفوظة غيباً , إلى هذا الواقع الحي الذي ينسق عملكم المباشر , إلا إذا استطعتم أن تجعلوا من الشيوعية مرشدا في نشاطكم العملي كله" هل هذا ما يقُوم بِه البعض؟يقينًا منهُم لا يُقيم الفارق بين الاشتراكيّة والشّيوعيّة ويحضر ندوات فقط لالتقاط الصُّور بكامل الزِّينة والأُبّهة الخادِعة الفارِغة ، وُجُود مثل هؤُلاء خطر حقيقي على نِضال الطّبقة العاملة ، التي فعليًّا، لاحَ ظفرها ونصرُها