ومازلنا نعيش ... العصر البطولي


جاسم محمد كاظم
2016 / 9 / 1 - 14:10     

تميز تاريخ الأمم الباقية عنا بأنها خضعت لقانون نفي النفي وجدل التاريخ وتطور القوى المنتجة التي خلقت إشكالا جديدة للتفكير .
تقول المعادلة الرياضية إن أنتاج الأفكار يسير بالتوازي مع إنتاج الأشياء المادية مثلما يقول الفيلسوف فيكو .-
"إن الذي يصنع فاسه فإنما هو بالتالي يصنع ربة "
لكن ارض العراق على ما يبدوا لم تخضع لمنهج التاريخ في وجدة المنطقي والتاريخي فبقيت عصية على الفهم تجتر من التاريخ الماضي وكأنة لب الحاضر
فهي الأمة الوحيدة على ما يبدوا التي مازالت لم تشارك التاريخ أفراحه تعيش في ماضيها السحيق كأنة الحاضر المعاش .
مجد هوميروس في ملحمته أبطال اليونان وأصبح "أخيل" ذلك البطل الخارق الذي يقود الحروب ويغير ويصنع مسار التاريخ.
وتشير كتب الباحثين الجدد أن هوميروس اخترع تلك الملاحم من اجل إيقاظ الشعور لدى سكان أثينا من اجل استنهاض الهمم وإعادة مجد الأجداد .
لكن يوناني اليوم يرون في أعمال هوميروس وتلك الملاحم ذات الأسماء اللذيذة قيما فنية ولوحات ساحرة تمثل حقبة من التاريخ وأفكارا خلاقة ربما كانت أسطورية في ذاتها .
لكن التفكير العراقي لم يخضع على ما يبدوا لهذه المعادلة لأنة لا يعرف للفن من معنى فمازال تفكيره يعيش في زمن المعلمين وكأنهم أحياء فلا نزال نسمع أسماء الأولين تعود وتتصدر الواجهة من جديد وكأن هذه الأمة لا تخضع لقانون الزمن وتقسيمه كماضي وحاضر ومستقبل كما تعيش الأمم الباقية فهي تعيش حقبة زمنية واحدة أبدية وكأنما الأرض لا تدور.
يقول ميليتنسكي أن نشاط الأبطال المعلمين يعود إلى أزمنة بعيدة وينظر للعالم بأنة يعود إلى نتيجة أفعالهم فهم اللذين يمنحون الحياة والخصب ولهم القدرة على تغيير فصول السنة واتجاه الريح "
ولازال العقل العراقي يشاطر ميليتنسكي في كلماته بان تغيير واقعة المزري نحو الأحسن سوف يكون نتاج لنشاط هؤلاء المعلمين من الإبطال الخارقين الذي سيجلبون له الليل الخير والسعادة والنقد وليس للممارسة الاجتماعية وقدرتها في التغيير .
يقول ماركس عن نيوتن بأنة جرد السماء من سكانها حين اكتشف قانون الجاذبية مثلما حول العصر الحديث البطل المعلم إلى لحم ودم وكومة من الأحاسيس والمشاعر ولا أكثر من ذلك .
و ياليتنا نتعلم من التاريخ .

//////////////////////////////
جاسم محمد كاظم