من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟- النقطة 5 من الفصل الأوّل من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية


ناظم الماوي
2016 / 8 / 19 - 23:40     

من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟
النقطة 5 من الفصل الأوّل من كتاب -
نقد ماoutlookكسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
( عدد 30 - 31 / ماي- جوان 2016 )

" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

====================================

" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم ، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين – مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة )
---------------------------
" يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع ."
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
---------------------------------
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ).


" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )

-------------------------------------

إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء.

( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني)



كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

مقدّمة :
ما من شكّ فى انّ سلامة كيلة صار منذ سنوات قامة من أهمّ قامات " اليسار الماركسي " وقد لمع نجمه حتّى أكثر فى المدّة الأخيرة ليغدو إلى حدود من الوجوه الإعلاميّة البارزة فى الحوارات و المداخلات على الفضائيّات سواء عربيّا أم عالميّا ، هذا فضلا عن كونه ينشر المقالات فى صحف و مواقع أنترنت لها باعها و صيتها و يلقى المحاضرات فى عدد لا يحصى من المنابر الفكريّة و الثقافيّة .
و قد تابعنا كتاباته لفترة طويلة الآن و إن بشكل متقطّع أحيانا ، لا سيما على موقع الحوار المتمدّن ، و كنّا من حين لآخر نشعر بالحاجة إلى نقاش مضامين مقالاته و كتبه و نهمّ بالقيام بذلك إلاّ أنّنا فى كلّ مرّة نكبح هذا الإندفاع لسببين إثنين متداخلين أوّلهما أنّنا لم نكن على إطّلاع كافى شامل و عميق بأطروحات هذا المفكّر و خشينا أن نسقط فى مطبّات و نفقد خيط الحقيقة التى عنها نبحث على الدوام أو أن لا نفيه حقّه و ثانيهما أنّ الرجل غزير الإنتاج و له عدد لا بأس به من الكتب و الحوارات و المقالات ما يقتضى دراسة أو دراسات معمّقة للإحاطة بها و الإلمام بمضامينها و من ثمّة ضرورة تخصيص حيّز زمني قد يمتدّ لأسابيع و أشهر للقيام بذلك و نحن لم نكن نملك مثل هذه الفسحة الزمنيّة . لذلك كان مشروع النقاش الجزئيّ أو الأشمل يتأجّل المرّة تلو المرّة ، دون أن نكفّ عن متابعة ما يؤلّفه سلامة كيلة و أن نسجّل ملاحظات عدنا إليها فى الوقت المناسب .
و عندما حان وقت العمل على نقاش أطروحات هذا المفكّر إنكببنا على النهوض بالمهمّة بحماس و بنوع من التهيّب فى البداية و دام الإشتغال على هذا النقاش أشهرا – تخلّلتها تقطّعات – و كنّا و نحن نتوغّل فى هذا الحقل نزداد يقينا بأنّ ما ننجزه ضرورة أكيدة ذلك أنّنا نحمل و ندافع و ننشر و نطوّر مشروع الإطار النظري الجديد للثورة البروليتارية العالمية أي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الروح الثوريّة الماركسية – اللينينية – الماوية المطوّرة و المركّزة على أسس علميّة أرسخ ، شيوعيّة اليوم ، و هذا المشروع يتعارض موضوعيّا مع مشروع سلامة كيلة لتجديد الماركسية و لم يكن من الوارد و المحتمل وحسب بل من الأكيد ، فى تقديرنا ، آجلا أم عاجلا ، أن يتواجه هذان المشروعان ( و غيرها من المشاريع ) فى إطار نقاشات و حتّى جدالات و صدامات فكريّة ليس بوسعنا توقّع مدى حدّتها الآن فالرهان ليس أقلّ من مستقبل الحركة الشيوعية العربيّة فى إرتباط عضوي بمستقبل الحركة الشيوعية العالمية .
و قد أنف لنا أن خضنا الصراع مع تيّارات متباينة تدّعى الشيوعية فى مقالات و كتب نشرناها على موقع الحوار المتمدّن و بمكتبته و قد شملت البلشفيّة الجديدة و الخطوط الإيديولوجية و السياسيّة لعدّة أحزاب كحزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحدّ و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب العمّال التونسي ، كما ساهمنا فى دفع صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة العالمية و العربيّة بمقالات و كتب نقدت رؤية آجيث لعلم الشيوعية و تعرّضت بالنقد لخطوط مجموعات ماويّة سقطت فى مستنقعات القوميّة و الديمقراطيّة البرجوازيّة و الدغمائيّة . و تصدّينا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعية الثوريّة على يد فؤاد النمرى و عرّينا جوانبا هامة من مشروعه البلشفيك إلخ. و نواصل فى هذا الكتاب الذى نفرده للخطّ الإيديولوجي و السياسي لسلامة كيلة ، مشوار إبراز حقيقة جعلناها عنوانا لنشريّتنا " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و الروح الثوريّة للماويّة كمرحلة ثالثة فى تطوّر علم الشيوعية المطوّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم .
و " تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)
فى هذا الإطار بالذات يتنزّل إذن عملنا هذا و ليس فى أيّ إطار آخر قد يخترعه البعض و يلصقونه بنا قصد تشويهنا و تشويه مقالاتنا و كتبنا . غايتنا هي المساهمة قدر الإمكان فى نشر علم الشيوعيّة و تطبيقه و تطويره للمساهمة فى القيام بالثورة البروليتاريّة العالميّة بتيّاريها و حفر مجرى جديد للتقدّم و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي ببلوغ هدفنا الأسمى ألا وهو الشيوعيّة على النطاق العالمي . و قد نأينا و ننأى بأنفسنا عن التهجّم على الأشخاص أو كيل التهم و الشتائم أو النقاش من أجل النقاش إن صحّ التعبير . جهودنا تنصبّ على تسليح الرفاق و الرفيقات و المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبيّة الواسعة بسلاح علم الشيوعية للتمكّن من تفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا .
و لنا حقّ النقد ولن نتنازل عنه فالتنازل عنه يعنى ضمن ما يعنيه التنازل عن الماركسية بما هي ، فى جانب من جوانبها ، فكر نقدي . إلاّ أنّنا نسعى قدر الطاقة أن يكون نقدنا ملموسا ، دقيقا و علميّا معتمدين البحث عن الحقيقة مهما كانت مزعجة لنا و لغيرنا فالحقيقة وحدها هي الثوريّة كما جاء على لسان لينين و صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء كما ورد على لسان ماو تسى تونغ .
و فى نقاشنا هذا ، لا مندوحة من عرض آراء سلامة كيلة عرضا مطوّلا فى بعض الأوقات يخوّل حتّى لمن لم يقرأ ما ألّف مفكّرنا تكوين فكرة و لو أوّليّة عن مواقفه لمتابعة النقاش ( و نحن بطبيعة الحال ندعو إلى دراسة تلك الأعمال دراسة جدّية )، و لا مندوحة من تناولها بالنقد باللجوء إلى التحليل النقدي و التلخيص و تقديم البدائل طبعا باللجوء فى الكثير من الأحيان إلى مصارد ماركسية كلاسيكيّة و حديثة و هو ما سيجعل فصول الكتاب تزخر بالمقتبسات و الإستشهادات التى ليس من الممكن الإستغناء عنها فى مثل هذه الجدالات ؛ لذا نعوّل على سعة صدر القرّاء و نرجو منهم التركيز قدر المستطاع لأنّ التمايزات تخصّ من حين لآخر مصطلحات و جملا و صيغا و فقرات فى منتهى الأهمّية . و مثلما قال لينين فى " ما العمل ؟ " :
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدا."
و يتضمّن كتابنا هذا ، أو العدد 30 و 31 من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " ، على الفصول التالية ، إضافة إلى المقدّمة و الخاتمة :
الفصل الأوّل :
" الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟
1- تحديد مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي لعصرنا الراهن
2- تشويه سلامة كيلة لتناقضات العصر
3- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي" إتّحاد الأمم وتحالفها "
4- المنطلق الشيوعي : الأمّة أم العالم أوّلا ؟
5- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟
6- خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية
الفصل الثاني :
" الماركسية المناضلة " لسلامة كيلة أم الروح الثوريّة المطوّرة للماركسية – اللينينية – الماوية ؛ الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- " ماركسية مناضلة " نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة
2- الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟
3- المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة التى طوّرها لينين و ماو تسى تونغ و أضاف إليها ما أضاف بوب أفاكيان
4- الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب
5- عمليّا سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟
6- تضارب فى أفكار سلامة كيلة : " حقيقة هنا ، ضلال هناك "
الفصل الثالث :
تقييم سلامة كيلة المثالي لتجارب البروليتاريا العالمية أم التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أنجزته الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي لدى سلامة كيلة
2- سلامة كيلة يتلاعب بلينين
3- سلامة كيلة يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة ضد ستالين
4- سلامة كيلة يغفل عمدا حقائقا جوهريّة عن الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية
5- سلامة كيلة يشوّه الماويّة ماضيا و حاضرا
6- مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة و إضافات الخلاصة الجديدة للشيوعية
الفصل الرابع :
عثرات سلامة كيلة فى قراءة واقع الصراع الطبقي و آفاقه عربيّا
1- فى المعنى المشوّه للثورة و تبعاته
2- سلامة كيلة و الفهم المثالي اللاطبقي للديمقراطية
3- الثورة القوميّة الديمقراطية أم الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ؟
4- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للإنتفاضات فى تونس و مصر
5- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا
6- عن تجربة سلامة كيلة فى توحيد" اليسار "
خاتمة الكتاب
المراجع

الملاحق (2)
=============================================================
الفصل الأوّل
" الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟
5- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟
يتعلّق الأمر فى هذه النقطة بتحديد هويّة الشيوعي / الشيوعية . و قد خاض سلامة كيلة فى الموضوع فى أكثر من موقع أبرزها نصّ يحمل عنوان " من هو الشيوعي اليوم ؟ ". و لأنّ الموضوع متشعب و حتّى نتلمّس الإشكاليّات تلمّسا جدّيا و دقيقا ، سنفصّل التحليل و التلخيص فى نقاط فرعيّة .
أ – الغاية الأسمى : " عالم متكافئ و عادل " أم " الكل الأربعة " ؟
و يعدّد السيّد كيلة فى ذلك النصّ مهام و بها يحدّد ماهيّة الشيوعي / الشيوعية وهي مهام لعمرى كثيرة يحتاج النهوض بها لا أفرادا أو مجموعة قليلة بل إلى عمل جماعي للشيوعيين و الشيوعيّات يجرى فى إطاره تقسيم العمل و ربّما تخصّص فى مجالات معيّنة بما يعنى التخصّص فى مهمّة معيّنة كجزء من حمل العبء كلّه و بالتالى عدم المشاركة المباشرة فى النهوض بمهام أخرى توكل لعناصر أخرى . لكنّنا نتغاضى عن هذا و نعتبر جملة النقاط تلخيصا لخطّ إيديولوجي و سياسي يحدّد ماهيّة الشيوعي .
و نترك السيّد كيلة يخبركم عن العالم الذى يناضل من أجله كما عكف على صياغة ذلك بنفسه :
- " من أجل إعادة صياغة العالم على أساس المساواة والعدالة والتكافؤ."(" لماذا يسيطر الإسلاميون؟ لكن أين اليسار؟ ")
- " من أجل عالم إنساني، عادل وديمقراطي." ( " لماذا يسيطر الإسلاميون؟ لكن أين اليسار؟ " )
- " الهدف الماركسي يتمثّل في تأسيس نظم أكثر عدالة وديمقراطية، وتأسيس عالم أكثر ديمقراطية ومساواة ".( " بصدد رؤية مختلفة للعالم الماركسية والصراع الطبقي الراهن " )
- " من أجل كسر شوكة الإمبريالية ، وتأسيس عالم يقوم على أساس التكافؤ والمساواة والعدل والحرية ." (" من أجل حزب يمثل العمال والفلاحين الفقراء في سورية - الواقع الراهن ومهماتنا " )

- " من أجل تأسيس عالم اشتراكي." (" من أجل حزب يمثل العمال والفلاحين الفقراء في سورية - الواقع الراهن ومهماتنا " )
- " إن السعي لتحقيق التكافؤ هو المشكلة العالمية الراهنة ، وهو في أساس صراعات الأمم المتخلفة من أجل تقدمها." ( " الاشتراكية أو البربرية " )
- " من أجل " عولمة إنسانية " و من أجل عالم بديل يحقق المساواة بين الشعوب و يرسي السلام فيما بينها، و يسمح لها جميعا بالتطوّر و المعيشة اللائقة ، يتجاوز اللاتكافؤ و الفقر والنهب و الإخضاع و الاضطهاد و السيطرة و الاحتلال ."
( " مبادئ الماركسية في الوضع الراهن " )
- " نحو تأسيس مجتمع عالمي وأممي، لا يتحقق إلا بعد تحقق المسألة القومية، وانطلاقاً من تحققها " .( " أطروحات من أجل ماركسية مناضلة " )
- " سلطتها التى تحقّق العدالة و المساواة عبر إلغاء الملكية الخاصة."
- " من أجل عالم إنساني متكافئ ، و عادل و متحرّر " .( ص 77 و 84 تباعا ، " فى الممارسة منطق العمل " )

فيتكشّف أنّ العالم الذى يناضل من أجله سلامة كيلة ( شانه فى ذلك شأن العديد من المتمركسين على الصعيد العربي و منهم على سبيل المثال لا الحصر حزب الكادحين فى تونس الذى نلمح إلى أنّه يمجّد الكفاح " من أجل الحرّية و الإشتراكية " و " من اجل التحرّر و الإشتراكية " – " فى ذكرى إستشهاد إيفانا هوفمان " ، 7 مارس 2016
http://tarikthawra.overblog.com/ )

عالم " إشتراكي " " إنساني متكافئ ، و عادل ومتحرّر " ؛ " عالم أكثر ديمقراطية ومساواة " و يؤشر كل ذلك إلى أنّه ليس عالما شيوعيّا يتمّ فيه تجاوز كلّ أنواع الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي . العدالة و الحرّية و المساواة شعارات برجوازية ، شعارات الثورة البرجوازية وقد نقدها إنجلز مثلما ذكّرنا بذلك فى كتابنا " حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي مزيّف " – الفصل الثالث ، النقطة الرابعة :
" و كان المتأثّرون بتلك الشعارات البرجوازية يعتقدون ، وقد إنتصرت الثورة البرجوازية ، " الآن بزغت الشمس للمرّة الأولى وقامت سيادة العقل . فإنّ الأوهام ، و الجور ، و الإمتيازات ، و الإضطهاد ، كل ذلك يجب أن يخلّى المكان من الآن وصاعدا للحقيقة الخالدة ، و العدالة الخالدة ، و المساواة النابعة من الطبيعة نفسها ، و حقوق الإنسان الراسخة ."
لكن الواقع سفّه تلك الأحلام و الأوهام :
" إلاّ أنّنا نعرف اليوم أنّ سيادة العقل هذه لم تكن سوى سيادة البرجوازية المصوّرة بصورة المثال الأعلى ، و أنّ العدالة الخالدة تجسّدت فى العدالة البرجوازية ، و أنّ المساواة تلخصت فى المساواة المدنية أمام القانون و أنّ الملكية البرجوازية ... أعلنت أوّل حق من حقوق الإنسان . و أنّ دولة العقل - العقد الإجتماعي الذى وضعه روسو - قد رأت النور بشكل جمهورية ديمقراطية برجوازية ، و لم يكن بالإمكان أن يحدث ذلك على غير هذا الشكل فإنّ كبار مفكّري القرن الثامن عشر ، شأنهم شأن جميع أسلافهم ، لم يكن بوسعهم تخطّى الحدود التى فرضها عليهم عصرهم ." ( إنجلز " الإشتراكية الطوباوية و الإشتراكية العلمية " ، مكتبة الإشتراكية العلمية ، دار التقدّم موسكو ، بالعربية ، الصفحة 39 - 40).
و لا ننسى بالمناسبة الملاحظتين الهامتين اللتين أدلى بهما لينين بشأن كلمة الحرّية و سجلناهما فى كتابنا الذى مرّ بنا ذكره للتوّ :
" الحرية كلمة عظيمة ، و لكن تحت لواء حرية الصناعة شنّت أفظع حروب السلب و النهب ، و تحت لواء حرية العمل جرى نهب الشغيلة . " ( " ما العمل ؟ " ، فصل " الجمود العقائدي و " حرّية الإنتقاد " " ) .
" الآن فقط ، يمكننا أن نقدر كلّ صحة ملاحظات إنجلس عندما سخر دونما رحمة من سخافة الجمع بين كلمتي " الحرّية " و " الدولة " . فما بقيت الدولة ، لا وجود للحرية ، و عندما تحلّ الحرّية تنعدم الدولة ." ( " الدولة و الثورة " ، الصفحة 101).
و فى خضمّ الصراعات العالميّة ضد التحريفيّة المعاصرة و على رأسها التحريفية السوفياتيّة ، طفقت الأحزاب المدافعة عن الماركسية اللينينيّة و فى مقدّمتها كان الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ و التى شكّلت الحركة التى أطلق عليها الحركة الماركسيّة – اللينينيّة فى ستّينات القرن الماضى و سبعيناته تضيف إلى تسميتها بين قوسين الماركسي – اللينيني للتمايز مع الأحزاب الموالية للتحريفية السوفياتية ( و هذا أمر يتجاهله تماما سلامة كيلة و سنعود إليه فى حينه ) . و فى أتون الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى فى الصين بين 1966 و 1976 ، أعاد الماويّون الصينيّون التشديد على " الكلّ الأربعة " كما صاغها ماركس فى " الصراع الطبقي فى فرنسا من 1848 إلى 1850 " كغاية و هويّة للشيوعيين على النطاق العالمي و ما تقتضيه الثورة الإشتراكية / الشيوعية و ما تعنيه . و مذّاك تمسّك الشيوعيّون الماويّون الثوريّون عالميّا و يواصل أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية التمسّك بهذه الصيغة على أنّها جوهر الثورة الشيوعية و بالتالى ماهيّة الشيوعيّات و الشيوعيين .
و بمناسبة غرّة ماي 2015 ، وجّهنا دعوة على صفحات الحوار المتمدّن للرفيقات والرفاق و المناضلين و المناضلات خصوصا و القرّاء عموما إلى نقاش " إن لم تكونوا تناضلون من أجل " الكلّ الأربعة " لستم بصدد النضال من أجل الشيوعية " .
و هذه " الكلّ الربعة " هي الواردة فى الفقرة ماركس هذه :
" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

و من ثمّة ، الشيوعيّة / الشيوعي إنسان يناضل من أجل " الكلّ الأربعة " لتحقيق الشيوعية على الصعيد العالمي وكافة المهام الإستراتيجية و التكتيكية و أساليب النضال والتنظيم ينبغى أن تأخذ الهدف الأسمى بعين الإعتبار و تنطلق منه و تضعه دوما أمام عينيها . هذا هو عمق الهويّة الشيوعية الثوريّة المرتبط وثيق الإرتباط بالهدف الشيوعي الأسمى إلاّ أنّ مراكمة التنظيرات والممارسات الثوريّة للبروليتاريا العالمية سمحت بتطوير علم الشيوعية ككلّ علم فى صراع محتدم ضد الدغمائيّة والتحريفيّة ليبلغ قمّته اليوم فى الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم .
ففى خضّم الصراع ضد التحريفية والإصلاحيّة التى أطلقت موجة تشكيك وتساؤل كبيرتين وجعلت ثوابتا تنهار و أحلاما تنكسر ، و الفوضى تدب داخل صفوف الحركة الشيوعية العالمية قبل و مع بداية الحرب العالميّة الأولى لتبدو أقرب إلى حالة من الضياع ؛ وفى الوقت الذى كانت الأصوات التي تنبّه إلى الأزمة ملجومة و محاصرة ؛ تصدّى لينين لبرنشتاين و كاوتسكى و أشباههما من محرّفي علم الشيوعية ومهاجمي مبدأ دكتاتوريّة البروليتاريا ( الذى سيهاجمه بطرق ملتوية سلامة كيلة كما سنرى) ليعلن فى " الدولة و الثورة " أنّ :
" إنّ حصر الماركسيّة فى التعاليم بشأن النضال الطبقي يعنى بتر الماركسيّة و تشويهها و قصرها على ما تقبله البرجوازيّة . ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتوريّة البروليتاريا . وهذا ما يميّز بصورة جوهريّة الماركسي عن البرجوازي الصغير ( و حتّى الكبير ) المادي . و على هذا المحكّ ينبغى التحقّق من الفهم الحقّ للماركسيّة و الإعتراف الحقّ بها . " ( لينين ، " الدولة و الثورة " ، ص 36 ، طبعة دار التقدّم ، موسكو ). ( و نترك للقرّاء تطبيق الفهم اللينيني للماركسية على أقوال مفكّرنا العربي و أفعاله و إصدار حكم بمدى ماركسيّته ! )
وعقب التجارب الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي زمن لينين و ستالين و الصين الماويّة ، و تحليل و تلخيص مآل صراعات الخطّين صلب الحركة الشيوعية العالمية و للتمايز مع أرهاط جديدة من التحريفيين و الدغمائيين عالميّا ، أكّدت الحركة الأممية الثوريّة فى بيان سنة 1984 :
" و يمكن لنا القول الآن ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا و أيضا على الوجود الموضوعي للطبقات و التناقضات الطبقية العدائية و مواصلة صراع الطبقات فى ظل دكتاتورية البروليتاريا طوال مرحلة الإشتراكية و حتى الوصول إلى الشيوعية . و كما قال ماو فإن : " كل خلط فى هذا المجال يؤدى لا محالة إلى التحريفية " ."
و اليوم ، و بفضل عقود من النضال على شتّى الجبهات و مراكمة المزيد من الصراعات النظرية و العملية و تحليل التجارب الإشتراكية العالمية و تلخيصها ، تقدّم بوب أفاكيان بالخلاصة الجديدة للشيوعية بما هي الفهم الشيوعي الأكثر تقدّما راهنا وهو يخوض صراع الخطّين صلب الحركة الماوية العالمية التى إنقسمت إلى شقّين إثنين : شقّ له وجه دغمائي و وجه تحريفي ديمقراطي برجوازي من جهة و أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ( التى أوردنا تعريفا مقتضبا لها فى المقدّمة و عرض مكوّناتها بإقتضاب بوب أفاكيان أعلاه و سفصّل مرتكزاتها ليني وولف فى ملحق من ملاحق الكتاب ) بما هي تطوير لروح الماوية الثورية و إرساء لها على أسس علميّة أرسخ . لذلك بات خطّ التمايز مع التحريفية و الدغمائيّة فى الوقت الحاضر هو تبنّى أو عدم تبنّى الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعيّة اليوم .
و مثلما جاء فى " ستّة قرارات صادرة عن اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة "( 1 جانفي 2016 ، نشرت فى جريدة " الثورة " عدد 423 ، 25 جانفي 2016 ) :
" تمثّل الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها بوب أفاكيان ، على أساس أربعين سنة من العمل الثوري ، تقدّما نوعيّا فى المقاربة العلميّة للقيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة . وهي توفّر قاعدة و نقطة إنطلاق مرحلة جديدة من الثورة الشيوعية التى يحتاج إليها العالم حاجة ملحّة ...
ينبغى على كلّ الذين يناضلون بكلّ ما أوتوا من جهد من أجل عالم خالى من العبوديّة مهما كان شكلها ، أن يصبحوا من أنصار بوب أفاكيان و أن يتبنّوا الخلاصة الجديدة للشيوعية ، و على ذلك الأساس يصبحوا هم أنفسهم قادة للنضال الثوري فى سبيل تحرير الإنسانيّة ...
و كما شدّدنا على ذلك ، توفّر قيادة بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية التى تقدّم بها الإطار النظري ، المنهج و المقاربة العلميّين لكامل المرحلة الجديدة من الثورة الشيوعية ، ليس فى هذه البلاد فحسب بل فى العالم بأسره . "
http://revcom.us/a/423/six-resolutions-of-the-Central-Committee-of-the-RCP-USA-en.html

ب- لا يجب أن يحلّ البرنامج الأدنى محلّ البرنامج الأقصى :
بطبيعة الحال تمثّل " الكلّ الأربعة " البرنامج الأقصى للثورة البروليتاريّة العالميّة أو الثورة الإشتراكيّة غير أنّه فى بلدان نطلق على طبيعة تشكيلتها الإقتصادية – الإجتماعيّة مستعمرات و مستعمرات جديدة و أشباه مستعمرات وهي البلدان التى تنهبها مباشرة أو بصفة غير مباشرة القوى الإمبريالية المتحالفة مع الطبقات الرجعيّة المحلّية ، تتطلّب الثورة مرحلتين ، مرحلة الثورة الديمقراطيّة الجديدة / الوطنيّة الديمقراطيّة و مرحلة الثورة الإشتراكية و الأولى هي التى تعبّد الطريق للثانية و الثانية مكمّلة للأولى و كلاهما جزءا من الثورة البروليتارية العالمية بقيادة البروليتاريا و أحزابها و إيديولوجيّتها الشيوعية .
و يجب على الشيوعيات و الشيوعيين أن يربطوا هذه الثورة ذات المرحلتين بالثورة البروليتاريّة العالمية و أن يعملوا من البداية لربط البرنامج الأدنى لمرحلة الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية بالبرنامج الأقصى و بالغاية الشيوعية الأسمى . فمن الغاية الشيوعية الأسمى وبناء على معطيات الواقع المعيش ليس محلّيا فحسب بل عالميّا أيضا و أوّلا تستمدّ الأساليب و التكتيكات و السياسات و إن لم يحصل ذلك كذلك يتمّ السقوط فى ما أسميناه فى كتاب لنا سابق التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا و بالأدنى الذى يأكل الأقصى كمرض مستشري محلّيا و عالميّا .
إلاّ أنّ السيّد سلامة الذى يقع فى مطبّ المثاليّة لا يرى الأمر كذلك فهو من أنصار حجب البرنامج الأقصى على أعين الجماهير كي لا تلتحق بقوى طبقيّة أخرى و تترك النضال بقيادة البروليتاريا . و بصريح العبارة ، خطّ الجمل التالية :
" فإذا كانت الأولوية الآن لتحقيق المهمات الديمقراطية، لأنها أولوية في الواقع، وإذا كان تحقيق هذه المهمات ضرورة لتحقيق الانتقال إلى الاشتراكية، فلماذا إذن يرفع شعار الحد الأقصى؟ إن رفع هذا الشعار يشق التحالف الضروري لتحقيق هذه المهمات، ويترك الفلاحين والبرجوازية الصغيرة لتأثير قوى أخرى، قد تجرها في سياق يحقق مصالح فئات محدودة من البرجوازية أو البرجوازية الصغيرة أو الفلاحين. ويضع الطبقة العاملة في موقع ضعيف."
( " المهمات الديمقراطية والاشتراكية " )
و نظرا لأنّ مشروع السيّد كيلة يعيدنا إلى ماركس ، دعونا نقارن هذا الموقف بموقف ماركس و إنجلز فى " بيان الحزب الشيوعي " كوثيقة تأسيسيّة مرجعيّة :
" و يترفّع الشيوعيون عن إخفاء آرائهم و مقاصدهم ، و يعلنون صراحة أنّ أهدافهم لا يمكن بلوغها و تحقيقها إلاّ بدكّ كلّ النظام الإجتماعي القائم بالعنف . فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام الثورة الشيوعية . فليس للبروليتاريا ما تفقده فيها سوى قيودها و أغلالها و تربح من ورائها عالما بأسره . يا عمّال العالم إتحدوا ! "
( ماركس وإنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي " )

و قصد توضيح ماهيّة الشيوعيين ( الشيوعي و الشيوعيّة ) ، إقترح لينين ، فى خلاف واضح مع ما ينادى به سلامة كيلة، منذ ما يناهز القرن الآن فى أفريل 1917 ، تسمية الأحزاب بالشيوعية و علّل ذلك قائلا : " ينبغى أن نسمّي أنفسنا الحزب الشيوعي ، كما فعل ماركس و إنجلس ".
( لينين ، " مهمّات البروليتاريا فى ثورتنا " ، الصفحة 400 من المجلّد 6 ، من " المختارات فى 10 مجلّدات " ، دار التقدّم ،موسكو ، باللغة العربيّة )
و شدّد على ذلك ماو تسى تونغ ، مصرّحا :
" نحن الشيوعيين لا نخفى آراءنا السياسية أبدا. إنّ منهاجنا للمستقبل أو منهاجنا الأقصى هو نقل الصين و التقدّم بها إلى المجتمع الإشتراكي و الشيوعي ، و هذا أمر مؤكّد لا يتطرّق إليه أدنى شكّ . و إسم حزبنا ذاته و نظرتنا الماركسية إلى العالم يشيران بكلّ جلاء إلى هذا المثل الأعلى للمستقبل ، الذى هو غاية فى الإشراق و الروعة."
( " الحكومة الإئتلافية " ( 24 أبريل- نيسان 1945) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث)
و بغاية مزيد توضيح البون الشاسع بين ما يدعو إليه سلامة كيلة و بين ما يكرّسه أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، و التكامل النظري و العملي بين البرنامج الأقصى و الأدنى و منتهى دلالة ذلك و مبدئيّته نقترح عليكم فهرس برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) الذى ترجمه و نشره شادي الشماوي على صفحات موقع الحوار المتمدّن وهو متوفّر بمكتبة هذا الموقع :
/ I الثورة العالمية و البرنامج الأقصي
مقدّمة :
الماركسية – اللينينية – الماوية :
الماركسية :
اللينينية :
ثورة أكتوبر
الماوية :
الثورة الصينية
مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا :

السياسة و الثقافة و الإقتصاد فى المجتمع الإشتراكي
الشيوعية العالمية والمرحلة الإنتقالية :
الدولة البروليتارية : الديمقراطية و الدكتاتورية :
الدولة و الحزب :
الدولة و الإيديولوجيا :
الدولة و الدين :
الدولة و الثقافة :
الدولة و الدعاية :
الحرّية و القمع و المقاربة المتصلة بالمعارضة :
الإقتصاد الإشتراكي :
العلاقة بين البلدان الإشتراكية و الثورة العالمية :
تناقضات النظام العالمي و صورة العالم الراهن :
-----------------------------------------------
II / الثورة فى إيران و البرنامج الأدنى
لمحة عن إيران المعاصرة
الهيمنة الإمبريالية :
الرأسمالية البيروقراطية :
شبه الإقطاعية :
ثلاثة جبال و علاقات إنتاج مهيمنة على المجتمع :
الدولة شبه المستعمرة فى إيران :
الجمهورية الإسلامية و ثورة 1979 :
الطبقات و موقعها فى سيرورة الثورة فى إيران
طبقات البرجوازية – الملاكين العقاريين :
البرجوازية الوسطى ( أو البرجوازية الوطنية ) :
البرجوازية الصغيرة المدينية :
المثقّفون :
الفلاحون :
الفلاحون الأغنياء :
الفلاّحون المتوسّطون :
الفلاحون الفقراء و الذين لا يملكون أرضا ( أشباه البروليتاريا فى الريف ) :
شبه البروليتاريا المدينية :
الطبقة العاملة :
بعض التناقضات الإجتماعية المفاتيح
النساء :
القوميات المضطهَدَة :
الشباب :
طبيعة الثورة و آفاقها
فى المجال السياسي :
فى المجال الإقتصادي :
فى المجال الثقافي :
الخطوات الفورية و إرساء إتجاه التغيير
بشأن العمّال :
بشأن الفلاحين :
بشأن النساء :
بشأن القوميات المضطهَدة :
بشأن التعليم :
بشأن الدين و النشاطات الدينية :
عن بعض أمراض المجتمع
البطالة :
الإدمان على المخدّرات :
البغاء :
المدن المنتفخة و اللامساواة بين الجهات :
السكن :
الوقاية الصحّية و الرعاية الطبيّة :
الجريمة و العقاب :
العلاقات العالمية :

طريق إفتكاك السلطة فى إيران
أدوات الثورة الجوهرية الثلاث : الحزب الشيوعي و الجبهة المتحدة و الجيش الشعبي :
قواعد الإرتكاز و السلطة السياسية الجديدة :
الإعداد للإنطلاق فى حرب الشعب :
نزوح سكّان الريف و نموّ المدن :
مكانة المدن فى حرب الشعب :
الأزمة الثورية عبر البلاد بأسرها :
حول إستراتيجيا الإنتفاضة المدينية :
حرب شاملة و ليست حربا محدودة :
لنتقدّم و نتجرّأ على القتال من أجل عالم جديد!
( إنتهى الفهرس )
ت- إعادة صياغة الدولة أم إنشاء دولة جديدة من طراز جديد هدفها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي ؟
فى أكثر من مكان من مقالاته و كتبه يلجأ سلامة كيلة إلى الكلام عن " إعادة صياغة الدولة " ( " المهمات الديمقراطية والاشتراكية " ) و" إعادة بناء الدولة " ( " وضع الثورة المصرية وإستراتيجية العمال والفلاحين الفقراء " ) و وسيلته فى ذلك وهو ينقد " الطريق " الديمقراطي"، من أجل تحقيق التقدم ، الشكل الذي يعتمد النمط البرلماني ، كطريق للتغيير" و يطالب ب " التحويل الجذري للمجتمع " ( " الماركسية والثورة الديمقراطية ثورة أم ...........إصلاح ؟! ") هي الإنتفاضة . طريق الإنتفاضة هو طريق السلطة الذى ينادى به و لكنّه لا يتكلّم عن الإنتفاضة المسلّحة بما أنّها ستكون سلميّة فالمهمّ بالنسبة له أن تفرض تغيير السلطة .
- " لكن النهب سوف يفضى ، فى إكار عملية تراكمية ، إلى عجز تلك الطبقات على العيش . هنا تصبح الإنتفاضة أمرا " محتوما " ، حيث يتساوى الخوف و الموت : الخوف من السلطة و الموت جوعا ... يجب أن نسأل اليوم : لماذا ستثور الطبقات الشعبية ؟ و كيف ننظّم إنتفاضتها لكي تحقّق التغيير ؟ كيف يتأسّس حزب قادر على تطوير ذلك نشاط تلك الطبقات و تؤسس لنظام بديل يعبّر عن مطامحها ؟ هذا هو الجهد النظري الضروري اليوم . و هذا هو الدور الفعلي الضروري من أجل أن تنتصر الإنتفاضة ...
و لا شكّ فى أنّنى أهدف من إصدار هذا الكرّاس إلى التأكيد بأنّ الإنتفاضة باتت أداة أساسيّة فى تحقيق التغيير . إنّها طريق التغيير فى كلّ النظم الكومبرادوريّة ، وهي ممكنة ، بل يمكن أن أقول حتميّة أيضا . " ( " طريق الإنتفاضة لماذا تثور الطبقات الشعبية ؟ ")
و يكرّر الفكرة " جعل سلاح الانتفاضة سلاحاً أساسياً في تحقيق عملية التغيير في الوطن العربي " فى مقال " لماذا يسيطر الإسلاميون؟ لكن أين اليسار؟ " .
و طبعا لا نبخس الرجل ذكر أنّه فى مواضع عدّة لمّح إلى إستعمال أساليب النضال جميعها السلميّة و غير السلميّة إلاّ أنّه فى مواضع أخرى يري أنّ فعل المروّجين لحرب الشعب و حرب التحرير الشعبية و العنف الثوري تعبير عن " نزق شبابي جامح " و " ميول " مغامرة " ، و" طوباوية " " ( " ما العمل حول إعادة بناء اليسار الماركسي " ) . و فى مكان آخر ، فى حركة غريبة عجيبة تصدر عن منظّر " الماركسيّة المناضلة " ، يندّد بأنصار العنف الثوري الذى يضعه بإستهانة بين معقّفين على أنّهم إرهابيّين فيقول : " القوى الماركسية العربية، التي تراوح في سياساتها بين العمل الإصلاحي والعمل الطفولي، بين النضال الديمقراطي البرلماني، وبين الارهاب، المسمَّى بـ«العنف الثوري»(رغم هامشية هذا الاتجاه)" ( " سمات النشاط الجماهيري و وضع الحركة الماركسية* " ).
و فى مقالات أخرى ( منها " لماذا يسيطر الإسلاميون؟ لكن أين اليسار؟ " ) يحصر إمكانيّة إستعمال العنف الثوري ضد الإستعمار الإستيطاني الصهيوني و ضد الإستعمار المباشر فى العراق و ما أسماه بالخطر الخارجي : " من واجبها العمل على تأسيس القوى المسلحة من أجل تطوير الصراع ضد الكيان الصهيوني، والاحتلال الأميركي، وللتصدي للخطر الخارجي عموماً. لكن القدرة على تطوير القوى المسلحة ترتبط بتغيير موازين القوى في الوطن العربي لمصلحة القوى الثورية.
إن النضال في الوطن العربي معقد، وهو ذو أشكال مختلفة، منها المطلبي الديمقراطي، ومنها الثوري العنيف، ولا يجوز أن نسقط شكلاً لمصلحة آخر، أو نقلل من أهمية شكل من أحل التهويل بشكل آخر، لأن ذلك سوف يؤدي إلى حدوث اختلالات أساسية، خصوصاً إذا ظل إطار الفهم ينطلق من أولوية مواجهة " العدو الخارجي"."
أمّا سوى ذلك ضد الخطر الداخلي الذى لا يصفه السيّد كيلة كذلك حيث لمثاليّته الميتافيزيقيّة يرى الأخطار الخارجيّة و لا يرى الأخطار الداخليّة كذلك فلا يكون التغيير إلاّ بالإنتفاضة ، طريق الإنتفاضة ، طبعا دون أن تكون مسلّحة .
و فى موقف آخر نلفيه يقبل على مضض تحوّل الإنتفاضة فى سوريا إلى التسلّح وإستخدام العنف فى مواجهة عنف النظام. ومرّة يعزى تراج زخم التحرّكات الشعبيّة لإستخدام العنف ومرّة يعبّر عن إمكانيّة أن لا يقلّص العنف من الزخم الشعبي. و لنسمعه :
" الأستاذ عذري تحياتي، المشكلة أن السلاح هو ليس خيار الثورة بل فرض عليها نتيجة عنف ووحشية السلطة، بالتالي ربما يعقد ذلك الأمر، لكن يجب ألا يعني توقف الثورة، هناك مشكلات يفرضها، لكن لا بد من البحث عن حلول " ( تعليق تلى مقال لسلامة كيلة على صفحات موقع الحوار المتمدّن العدد: 559299)
جليّ عندئذ أنّ السيد كيلة لا يملك موقفا واضحا تجاه العنف الثوري ( و نسطّر على الثوري ، و ليس الرجعي بألوانه المتباينة ) بما هو مولّد مجتمعات جديدة وبما هو محطّم الدول القديمة و مشيّد دول جديدة .
و فى موضوع الحال ، تتشابك هذه الأطروحات مع أطروحات العديد من المتمركسين الإصلاحيين و تتضارب مباشرة مع مواقف إنجلز و ماركس و لينين و طبعا ماو تسى تونغ . و قد يواجه كيلة سؤالا وجيها هو كيف يمكن لإنتفاضة سلميّة أن تطيح بدولة رجعيّة و أجهزتها الأساسيّة الجيش و الشرطة و الدواوين و المحاكم و السجون إلخ و لا تتعرّض هذه الإنتفاضة إلى القمع و السحق من جهاز الدولة الذى هو آلة قمع طبقي ؟ عندما تشعر الطبقات الحاكمة بالخطر الداهم بمعنى إفتكاك السلطة ( و ليس إستلام السلطة كما يردّد السيّد كيلة فى أكثر من مكان ) من يديها لن تتوانى عن إستعمال القنابل النوويّة فما بالك بالأسلحة الأخرى و مثال النظام السوري مثال فاقع .
و لإنحراف كيلة هذا صلة بمفهومه للثورة كما سنرى فى حينها .
إنّ مسألة العنف الثوري مسألة مبدئيّة فى علم الشيوعية و قد كانت محور جدال حاد بين الحركة الماركسية – اللينينيّة العالميّة و على رأسها الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسى تونغ من جهة و التحريفيّة المعاصرة ( الفرنسيّة / توراز و الإيطاليّة / توغلياتى والإسبانيّة ... و الأمريكيّة ...) وعلى رأسها الحزب الشيوعي السوفياتي لا سيما طوال ستّينات القرن الماضي و عديد الوثائق التاريخيّة الماويّة تجلى المسألة ، و منها على سبيل الذكر لا الحصر " خطان مختلفان حول مسألة الحرب و السلم " (1963) و " الثورة البروليتارية وتحريفية خروتشوف " .
و من الدروس المستخلصة من كمونة باريس درس عظيم الأهمية و الدلالة سلّط عليه لينين الكثير من الضوء فى " الدولة و الثورة " ( الصفحات 39 و40) :

" و بوجه خاص برهنت الكومونة أنّ " الطبقة العاملة لا تستطيع أن تكتفي بالإستيلاء على آلة الدولة جاهزة و أن تحركها لأهدافها الخاصّة "..."( من مقدّمة لطبعة ألمانية من" البيان الشيوعي " بتاريخ 24 حزيران( يونيو) سنة 1872) ؛ ثم فى أفريل سنة 1871 ، فى أيام الكمونة بالذات ، " كتب ماركس إلى كوغلمان : "... أعلنت أن المحاولة التالية للثورة الفرنسية يجب أن تكون لا نقل الآلة البيروقراطية العسكرية من يد إلى أخرى كما كان يحدث حتى الآن ، بل تحطيمها . و هذا الشرط الأوّلي لكلّ ثورة شعبية حقّا فى القارة ".
و قد سبق لنا التطرّق صراحة و دون مداورة إلى مسألة العنف الثوري و صلتها بعلم الشيوعيّة حينما تناولنا بالنقد الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فصغنا فقرات نقتبس لكم منها التالي :
" و على النقيض من هؤلاء الماركسيين المزيفين ، كرّس الماركسيون - اللينينيون ، بعد إنقسام الحركة الماركسية - اللينينية إلى جناح دغمائي تحريفي خوجي و إلى جناح ماركسي - لينيني - ماوي و قبل ذلك فى بعض الحالات ، المبادئ الماركسية - اللينينية و مسترشدين بمقولة لينين " إنّ الإستعاضىة عن الدولة البرجوازية بدولة بروليتارية لا تمكن بدون ثورة عنيفة " ( " الدولة و الثورة " ، الصفحة 23) و نابذين الخروتشوفية و الطريق السلمي و البرلماني ، وواعين ما تتطلّبه الثورة الديمقراطية الجديدة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة ( و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية ) ، إنطلق العديد منهم فى حرب الشعب و ذلك على سبيل المثال فى الفليبين و الهند منذ أواخر الستينات و فى تركيا فى بداية السبعينات و لاحقا فى البيرو و النيبال . و لم تتوقّف حرب الشعب فى الفليبين و الهند و تركيا إلى اليوم وهي لا تتغافل عن الحقيقة التى لخّصها ماو تسى توغ فى جملته الشهيرة " من فوهة البندقية تنبع السلطة السياسية ".
فى الوقت الذى يسوّق فيه كلّ أرهاط التحريفيين للطريق السلمي مغالطين الجماهير الشعبية و مضلّلينها ، يكرّس الشيوعيون الماويون المقولات اللينينية و الماوية و أساس تعاليم ماركس و إنجلز و يربّون الجماهير بروح الثورة العنيفة مطبّقين عمليّا ما ورد فى " الدولة و الثورة " من :
" ضرورة تربية الجماهير بصورة دائمة بروح هذه النظرة و هذه النظرة بالذات للثورة العنيفة هي أساس تعاليم ماركس و إنجلس بأكملها . و خيانة تعاليمها من قبل التيارين الإشتراكي – الشوفيني و الكاوتسكي السائدين اليوم تتجلّى بوضوح خاص فى نسيان هؤلاء و أولئك لهذه الدعاية ، لهذا التحريض ."
( لينين –" الدولة و الثورة " ، الصفحة 23 من الطبعة العربية لدار التقدّم ، موسكو ).
و هكذا بلا أدنى شكّ الحزب الموحّد خروتشوفي يتبنّى و يكرّس الخروتشوفية الداعية للتحوّل السلمي المنافي للماركسية - اللينينية التى تعلى راية حرب الشعب و العنف الثوري على خطى ماركس ولينين العظيمين .
" و يترفّع الشيوعيون عن إخفاء آرائهم و مقاصدهم ، و يعلنون صراحة أنّ أهدافهم لا يمكن بلوغها و تحقيقها إلاّ بدكّ كلّ النظام الإجتماعي القائم بالعنف . فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام الثورة الشيوعية . فليس للبروليتاريا ما تفقده فيها سوى قيودها و أغلالها و تربح من ورائها عالما بأسره . يا عمّال العالم إتحدوا ! "
( ماركس وإنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي " )

( إنتهى المقتطف )

===============================================================