على هامش رأس المال - 3 (جدل العمل ومادته)


علي عامر
2016 / 8 / 11 - 00:41     

على هامش رأس المال - 3

الحلقة الثالثة: جدل العمل والمادة.

يقول ويليام بيتي: " العمل أبو القيمة الاستعمالية والأرض أمها"

1- ما هو هدف العمل المنتج؟
تمليك المواد الطبيعية للحاجات البشرية, أو تحويل المواد الطبيعية بما يتناسب مع حاجات البشر.
فالعمل البشري يفترض ضمناً وجود مواد طبيعية.

2- علاقة العمل مع الطبيعة ليست فقط في تحويل المواد لمنتجات مفيدة, بل أيضاً في استخدام قوى الطبيعة نفسها في عملية التحويل أو الانتاج.

3- لذا فالقيم الاستعمالية, أو أجسام البضائع, هي مركبات من المادة والعمل, هي نتائج لعلاقة العمل بالمادة.

4- إذا أسقطنا العمل من جسم البضاعة, سيبقى عندنا المادة التي قدمتها الطبيعة كما هي, أي كمادة خام.

5- فالعمل ليس المصدر الوحيد للقيم الاستعمالية, فالعمل أبوها والأرض أمها كما قال ويليام بيتي.

6- وانطلاقاً من هذا المبدأ, (العمل ليس المصدرالوحيد للثروة), افتتح ماركس كراسه المعنون "نقد برنامج غوتا"*.

7- حيث ورد في البرنامج النص التالي: " العمل مصدر كل ثروة وكل ثقافة"
ويرد ماركس عليها:
"أن العمل ليس مصدر كل ثروة, فالطبيعة هي مصدر القيم الاستعمالية (التي تؤلف الثورة المادية), بقدر ما هو عليه العمل".
"العمل نفسه ليس سوى ظاهرة لقوة من قوى الطبيعة, قوة عمل الانسان."
"أي ان العمل لا يجري إلا عند توافر الأشياء والأدوات المناسبة."
"لا يجوز لبرنامج اشتراكي, أن يحتوي مثل هذه التعابير, والجمل البرجوازية, التي تلزم الصمت, حول الشروط التي وحدها تستطيع أن تعطيها معنى".

8- لماذا اعتبر ماركس هذا الخطأ النظري في برنامج غوتا المقترح لحزب العمال الألماني خطأً برجوازياً؟ ولماذا لا يجوز لبرنامج اشتراكي أن يحتوي هذه التعابير؟
أو بصيغة أخرى, ما هي الأبعاد السياسية للخطأ النظري المتمثل باعتبار العمل المصدر الوحيد للثروة؟
"لأن عمل الانسان لن يصبح مصدر القيم الاستعمالية, وبالتالي مصدر الثروة, إلا شرط أن يسلك, منذ البدء, سلوك المالك إزاء الطبيعة, إزاء المصدر الاول لجميع وسائل العمل ومواد العمل."
"ينتج عن كون العمل مشروطاً بالطبيعة, أن الانسان الذي لا يملك غير قوة عمله, يصبح بالضرورة, عبد الذين وضعوا أيديهم على شروط العمل المادية, فلا يستطيع أن يعمل أو أن يعيش إلّا بإذن هؤلاء."
فبالتالي, فإن إغفال حقيقة أن العمل مشروط بالطبيعة, تخلق وهماً مفاده, أنّ انفاق قوة العمل الجسدية هي الطريقة الوحيدة لتكوين ثروة, وبالتالي, فإن العمال فقط هم من يملكون, في حين أن الحقيقة تقول بعكس ذلك تماماً.

* كتب ماركس "نقد برنامج غوتا" في عام 1875, وهذا البحث هو عبارة عن ملاحظات نقدية على مشروع برنامج حزب العمال الألماني الموحد المقبل.