موقع بناء خط أيديولوجي جديد في وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة


الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
2016 / 8 / 6 - 14:47     

نشأت الحركة الماركسية اللينينية المغربية في خضم الصراعات الطبقية حول السلطة في ظل استبداد دولة الكومبرادور وقمع الإنتفاضات والحركات الإحتجاجية للطبقة العاملة والفلاحين، التي كان يقودها "اليسار" خلال سنوات الستينات وعلى رأسه الشبيبة الثورية الطلابية والتلاميدية والقيادات الثورية البلانكية لحزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية وجناحها العسكري والضباط الثوريون في صفوف الجيش، كل هذه الإنتفاضات والإنقلابات العسكرية تم القضاء عليها لكونها تفتقد لإيديولوجي ثورية واستراتيجية ثورية لطريق الثورة المغربية.

واستطاعت منظمة "إلى الأمام" بعد سنة من التجربة الثورية داخل الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية أن تحدد الخط الثوري الجديد لمواجهة السياسات الإستعمارية الجديدة، بعد انتقادها لمفهوم "الإنطلاقة الثورية" التي ترتكز على الإنتفاضات الشعبية لبناء طريق الثورة المغربية وتبني مفهوم "الإستراتيجية الثورية" المرتكز على مفهوم "الحرب الشعبية" كطريق جديد للثورة ضد دولة الكومبرادور.

وكان للأساس الأيديولوجي الثوري المرتكز على الجمع بين الإنتفاضة في التجربة الثورية الروسية وحرب التحرير الشعبية في التجربة الصينية دور كبير في صمود الطريق الثوري الجديد واستمراريته رغم القمع وتشويش التحريفية والإصلاحية، مما أعطى للمناضلين الماركسيين اللينينيين القوة الثورية والصلابة النضالية الكفاحية في مواجهة غطرسة النظام الكومبرادوري المدعوم من طرف الإمبريالية.

ويعتبر الإستقلال الأيديولوجي عن الحزبين السوفييتي والصيني ماديا ومعنويا أساس القوة الثورية للماركسيين اللينينيين المتشبثين بالطريق الثوري الجديد، مما دفع بأجهزة البوليس السياسي إلى استعمال جميع أشكال الإختراق للوصول إلى قياداتها وتدمير كيانها التنظيمي الحديدي وتفكيكها، مما أدى إلى اعتقال قياداتها وتعذيبهم في مخافر الشرطة السياسية حتى استشهاد الشهيد عبد اللطيف زروال في 1974.

وهكذا شكلت الإستراتيجية الثورية الأساس النظري والممارسة العملية للماركسيين اللينينيين المغاربة المتشبثين بالطريق الثوري الجديد، في مواجهة الخط التحريفي المسيطر على قيادات الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية، التي عملت على تصفية هذا الإتجاه الثوري الجديد في الحركة الماركسية اللينينية.

وعاشت الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية 46 سنة تناقضات ثانوية نتيجة بروز الخط التحريفي بداخلها، مما حال دون إمكانية توحيد الماركسيين اللينينيين في منظمة واحدة بعد سيطرة الخط التحريفي على قيادة الحركة الماركسية ـ اللينينية وحل منظماتها وتشكيل أحزاب إصلاحية، وأصبحت ساحات الجامعات المغربية فضاء لهذه التناقضات التي تتناسل يوما عن يوم وتفرز مجموعات شبابية تكونت وتتكون باستمرار وامتداداتها خارج الجامعات، في ظل شروط مادية ينعدم فيها الوضوح الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي في أوساطها مما ساهم في بروز تيارات تعتمد في حل اختلافاتها على التناحر، معتمدة في تمايزها على اقتباس تجربة من التجارب الثورية العالمية بشكل ميكانيكي ومناصرتها ضد تجارب أخرى.

وساهم هذا الصراع في تعميق التناقضات الثانوية داخل الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية مما عمق بروز الزعماتية الكاريزمائية في صفوفها، الشيء الذي عمق عدم إمكانيات فتح نقاش جدي بين تياراتها في أفق بناء منظمة ثورية واحدة.

إن بناء المنظمة الثورية للماركسيين اللينينيين الوحدويين يجب أن يرتكز على القضاء على واقع التشرذم والفوضى الأيديولوجية والسياسية التي تعيشها الحركة الماركسية ـ اللينينينة المغربية، ودحر التحريفية لن يكون إلا بالبناء الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي المرتكز على واقع شروط الحياة المادية الراهنة، الموازي للشروع في البناء المادي للمنظمة الثورية التي تستوعب جميع المناضلين الماركسيين اللينينيين الوحدويين، القادرة على تحديد الطريق الثوري الجديد في علاقته بواقع الثورات الإقليمية والعالمية وفق شروط الحياة المادية للواقع الموضوعي للشعب المغربي، الذي يجب يشكل فيه التحالف الطبقي للطبقة العاملة والفلاحين المرتكز الأساسي في بناء الحزب الماركسي اللينيني المغربي.

والمهام الثورية للمناضلين الماركسيين اللينينيين الوحدويين المغاربة لا تنفصل عن النضالات الكفاحية للجماهير الشعبية عامة وعلى رأسها جماهير العمال والفلاحين، بهدف تغلغل الأيديولوجيا الثورية في أوساطها وفرز قياداتها من صلب الطبقة العاملة، مما يستهدف إلى جانب الإنغراس في أوساط الطبقات الإستراتيجية في الثورة المغربية دراسة المناطق الجيوستراتيجية والمواقع الجيوثقافية التي تشكل العوامل المركزية في المقاومة الشعبية للإستعمار القديم والجديد، مما يتطلب دراسة الواقع الموضوعي للحركة الإجتماعية المغربية وتطوراتها التاريخية من منظور ماركسي لينيني.

لهذا يجب أن يرتكز عمل المناضلين الماركسيين الوحدويين على :
ـ مناهضة المد الأيديولوجي الإمبريالي والكومبرادوري في أوساط الحركة الماركسية ـ اللينينية والحركة العمالية والحركة الطلابية المغربية في علاقتها بالحركة الماركسية ـ اللينينية والحركة العمالية والحركة الطلابية إقليميا وعالميا.
ـ مناهضة تغلغل أيديولوجيا التحريفية في أوساط الحركة الماركسية ـ اللينينية والحركة العمالية المغربية وقطع الطريق عليها في الحركة الماركسية ـ اللينينية إقليميا وعالميا.
ـ العمل على تغلغل أيديولوجيا الخط الثوري الجديد في أوساط الطبقة العاملة والفلاحين والبورجوازية الصغرى الثورية.